الفصل العاشر

387 13 0
                                    

الفصل العاشر :
يجلس في نفس المكان بنفس الوضعية المنهزمة
منذ حادثة والده، منذ أسبوعان كاملين.. أسبوعان وهو يترقب والده أن يفيق.. أسبوعان لم يذق فيهم النوم.. تلك الفترة اتاحت له التفكير في حياته ليعلم أنه أفني حياته في محاولة التفوق علي سليم... نادم، علي ذلك الوقت الذي لم يقضيه مع والده، علي تلك السنوات التي مرت هباءً بسبب غيرته الحمقاء من سليم.
لينحني للأمام يضع رأسه بين يديه في تعب..
ليشعر بيد خفيفة علي كتفه لتذداد دقات قلبه ورائحة لذيذةيعرفها تضرب أنفه ليتصلب جسده تحت لمسة يدها..ليغمض عيناه... كم اشتاق لها، لضحكتها، لجنونها، لرائحتها.
ليرفع رأسه ويراها، تسحب يدها سريعا علي استحياءوتتكلم بهدوء: مستر عادل أنا جيت أطمن علي مستر شوكت و.. و..
ليقاطعها عادل بتسلية : مش هتطمني عليا أنا كمان..؟
لتتوتر أية وترد بتلعثم : اه.. طبعاً.. حضرتك يعني كويس.....صح؟
ليرد عليها بجمود وهو يتأمل ملامحها التي اشتاق لها كثيراً : لا.. أنا مش كويس، انا محتاجك... ولأول مرة في حياتي.. أقول لحد ان أنا محتاجه
ترتجف أوصالها وتنحبس انفاسها وقلبها يعلن عليها الحرب ويخفق لذلك الرجل الذي ينظر لها بحب تنطق به مقلتاه.
أية بتوتر : أنا.. هو.. أنا مش عارفة حاجة الصراحة، وخايفة أصدقك وأصدق قلبي.. اتعب
لتصمت قليلاً ثم تتكلم بخجل : بس أنا هفضل جنبك وهزورك علي طول.. ومتسألنيش ليه علشان أنا مش عارفة.
عادل يبتسم وقد دب الأمل لقلبه : أنا عارف ليه.. بعدين هنتكلم وهرد علي كل أسألتك، إلي عاوزك تعرفيه كويس أنك خلاص بقيتي كل حاجة حلوة بالنسبة ليا.. وأن انا واثق من مشاعري اتجاهك.
أية وقد ازدادت حمرة وجهها وارتبكت بشدة
أية بإضطراب: طيب.. أنا همشي بقي.. هبقي أجيلك.. أقصد أجي أطمن علي مستر شوكت.
لتهرب سريعاً من نظراته العاشقة وكلامه الذي يزلزل مشاعرها ويجعل قلبها يفقداحدى خفقاته.
عادل يبتسم لخجلها وارتباكها الملحوظ ويطمئن أنها تبادله نفس الشعور حتي إن كانت مشوشة وخائفة لكنه سيقضي علي مخاوفها بحبه لها..
..........................................
في مجموعة شركات يونايتد...
تجلس شاهي علي مكتبها منكبة علي عملها بتركيز شديد، سعيدة بعملها بالقرب من سليم بجانب انها تستمتع حقاً بعملها.
ليدق باب مكتبها بهدوء ثم يدلف شخص لم تراه من قبل ليسألها عن سليم.
شخص : سليم باشا موجود؟
لترد عليه بتوجس : أيوة أقوله مين حضرتك؟
ليرد ب: قوليله خميس.. هو يعرفني.
لتلتقط الهاتف الداخلي وتتصل بسليم.
شاهي : مستر سليم في واحد طالب يقابل حضرتك أسمه خميس.
سليم : دخليه...ومتحوليش أي مكالمات ولا تدخلي حد علينا.
شاهي بإندهاش : حاضر.. هدخله!!
لتغلق الهاتف وترفع نظرها لذلك الرجل خميس لتتفاجأ به ينظر لها نظرات غريبة لم ترتح لها.
لتسمح له بالدخول وتنتبه هي لعملها مرةأخري.
في مكتب سليم يترقب دخول خميس بترقب مثل كل مرة... علي أمل أن يأتي له بخبر معرفته لمكان أدم ابنه.. لكن اليوم قد جاء بدون معاد.. هل وجد شئ يرشدنا لأبني!!
يدخل خميس بهدوء يتقدم ويصافح سليم ثم يجلس أمامه............
خميس : سليم باشا.. طبعاً انت عارف ان البحث مستمر عن ابن حضرتك.. واننا مسبناش مكان إلا وقلبناه عليه طبعاً.
سليم بتقطيبة : أيوة أيوة.. عارف كل ده، أكيد أنت مش جاي دلوقت علشان تقولي كدة بس!
خميس : فعلاً ياباشا.... انت عارف اننا متابعين الأقسام والإعلانات عن المفقودين...
ليومأ سليم برأسه بنفاذ صبر...
خميس : انهاردة في إعلان لفت نظري عن واحدة بنت مفقودة اسمها (زمردة مصطفي الراوي)
سليم بتقطيبة : زمردة... اسم غريب، بس ده ماله بإبني وليه لفت نظرك؟
خميس بهدوء : الصورة ياباشا المرفقة للإعلان هي إلي لفتت نظري... شوف.
ليمد يده بظرف لسليم، ليفتح سليم الظرف بتوجس...... لتتسع عيناه بصدمة : دي.. دي..
خميس : لا مش هي.. دي زمردة.. وإلي لفت نظري الشبه الغريب بينها وبين زوجتك !
طب إزاي ده مستحيل.. دي نسخة منها حتي نفس لون عينها...!!
ليحول نظره من الصورة للجالس أمامه...
سليم بقوة : عاوز أعرف كل حاجة عن زمردة دي الأهل محل السكن كل حاجة.. بكرة المعلومات دي تبقي علي مكتبي.
خميس بإذعان : تحت أمرك... بكرة كل إلي طلبته هيبقي عندك... بعد إذنك.
ليخرج خميس من مكتب سليم وهو يرمق شاهي بنظراته الغريبة.. لتتوتر علي أثر نظراته.
ثم تنتفض مفزوعة علي صوت فتح الباب الفاصل بين مكتب سليم ومكتبها بقوة.
ليخرج سليم ينظر لها بتمعن وشك..ثم يدخل غرفته مرة أخري سريعاً كما خرج!
شاهي بإستغراب : هو في ايه انهاردة... بيبصولي كدة ليه دول؟.. لتحرك كتفاها بلامبالاة وتكمل عملها الذي تعشقه ويشغلها عن التفكير في سليم وفي مايحدث في حياتها.
..........................................

" ابحث عنكِ بكل شجوني.. ياسيدتي كالمجنونِ
أرجوكِ بعنف سيدتي.. أن تقتحمي الأن حصونِ
أن تحتلي كامل بيتي.. أن تضعي امري وشئووني
أنا مذ جئت لهذه الدنيا.. وأنا منتظر لتكوني
لنمضي عمراً بعثره من في حرماني تركوني...
...........................................
يدق هاتفه في جيب معطفه الأبيض وهو يمر علي المرضي، ليبتسم بتوقع أن تكون حبيبته
ليري أسمها يزين شاشة هاتفه لتستقبلها دقاته قلبه احتفالاً بسمع صوتها الشجي....
أحمد بإبتسامة : ألوو
سندس بخبث تتحدث بحزن : ألوو
لتنطفئ ابتسامته ويقطب : مالك.. زعلانة؟
سندس بزعل : لا..بس حصل حاجة ضايقتني كدة
أحمد : في ايه حصل ايه... مين ضايقك؟
سندس بخبث : أخويا.. بيلمحلي انه عاوزني ارتبط بصحبه.
أحمد بفرح : طيب ماتوافقي مستنيا ايه؟
سندس ببكاء مصطنع : مبحبووش......
أحمد بحزن شديد : طيب ماتفكري وتجربي تقعدي معاه.. ممكن ترتحيله.
سندس بخبث : تفتكر.. طيب افرض مرتحتش وبعدين اتصدرت فيه؟
أحمد بعصبية : ياستي لما تقعدي الأول... هو في حد ممكن يجبرك علي حاجة؟
سندس تحاول عدم الضحك : طيب إلي تشوفه.. هقبله وامري لله بقي.
أحمد بضيق : ومالك جايا علي نفسك كدة.. لو مش عاوزة بلاش انتي الخسرانة.
سندس :في ايه مالك.. عمال تدافع عن العريس.
أحمد : ياستي ولا هدافع ولا ليا دخل في الموضوع النحس ده..يكش تولعي.. واجي انا اطفيكي..
تعلو ضحكات سندس استمتاعاً بمزاح وحب أحمد الظاهر عليه بشدة.
سندس : بس في حاجة تانية حصلت..
أحمد بنفاذ صبر :خير... ربنا يستر، حصل ايه ياسندس؟
سندس بمكر : أصل واحدة صحبتي قبلتني وعرفت ان انا اطلقت... فطلبت مني يعني أقابل أخوها بكرة نتعرف علي بعض ولو حصل قبول يجي يتقدملي.
أحمد بصدمة : نعم.. لا طبعاً أوعي تروحي.
سندس ببرأة : ليه بس.. ده أمور خالص.. أصلها ورتني صورته.
أحمد بغيظ : أمور في عينك.. أوعي تروحي وتقابليه انتي فهمة؟
سندس بعصبية مفتعلة : لا هروح وهقابله بكرة في النادي زي ما اتفقنا انا وصحبتي.
ثم تغلق الهاتف وتاركة أحمد يتميز غيظاً يود خنقها هي وصديقتها وذلك الأحمق... لكن لن يتركها مرة أخري... أبداً!!
أحمد بخبث : مش هسيبك يا سندس.. مش هستسلم تاني... وراكي لحد ما تبقي مراتي.
لتلمع عيناه بحب عميق وعاطفة قوية.
...........................................
تقف تنتظره أن يمليها ردود لإيميلات مهمة لكنه
شارداً ينظر لها كأنه لم يراها من قبل....
سليم شارداً يفكر : ممكن تكون دي مش شاهي..
معقول تكون دي زمردة!!
طيب وإزاي كانت معاها كارما؟.. وإزاي كانت لابسة خاتم جوازي أنا وشاهي... ممكن تكون بتساعدها ومتفقة معاها؟.....
ليقاطع تفكيره صوت شاهي لينتبه لعمله ويأجل التفكير في حل تلك المعضلة لوقت أخر.
شاهي : مستر سليم.. الشركة مستنيا الرد علي الإيميل ده ضروري.
ليتنحنح ويرد بمهانية : طيب.. يلا اكتبي......
وينشغل سليم وشاهي بالعمل لباقي اليوم...
............................................
في شقة يوسف يجلس مع شخص أخر يخططان لشئ جديد..
يوسف بغل : بس فلت منك ومامتش.
شخص : أنا ميهمنيش انه يموت.. المهم اخلص من سليم ده نهائي.
يوسف بخبث : ازاي هتعمل كدة بقي.. حتي الورقة الرابحة إلي كانت معانا.. خلاص مش عارفين نوصلها.
شخص بغل : صدقني أنا مش هسكت ولازم البت دي تفتكر هي خبت الواد فين علشان يفضل صبعه تحت ضرسنا... واقدر اجيبه الأرض.
يوسف بإنتصار : انا عارف الثقة إلي بتتكلم بيها دي معناها انك وصلت لحل للموضوع.
شخص : أكيد وصلت هو أنا أي حد.. وحياتك لأجيبه زاحف يترجاني اسمحه.
يوسف في نفسه :انت وهو تخلصوا علي بعض ميهمنيش... المهم عندي اشوف سليم بيتعذب وانت ولا تفرق معايا.
..........................................
في اليوم التالي في الصباح استيقظت شاهي بنشاط لتذهب للعمل... لتذهب للإستعداد..
ليوقفها صوت هاتف المنزل لتنظر قليلاً ليرد أحد أخر... لكن لم يتوقف الهاتف.
لتلتقط الهاتف ترد : ألوو
الطرف الأخر : ألوو... شاهي؟
لتقطب وترد : أيوة مين معايا؟
الطرف الأخر : معقول نسيتي صوتي؟... لا كدة ازعل منك.
شاهي بضيق : ممكن اعرف مين وإلا هقفل الخط
الطرف الأخر : أنا يحيي...أكيد عرفتيني.
شاهي بملل : لا معرفتكش.. اكيد حضرتك غلطان..
يحيي بعصبية : لا ياحلوة مش غلطان.. وتمثيلك ده ممكن يخيل علي أي إلا انا.. الواد يجيني احسنلك.. هسيبلك مهلة يومين تقوليلي مكانه.
ليغلق الهاتف قبل ان تتمكن من الرد علي ذلك المجنون.. لتقطب في حيرة : يحيي مين؟ ويعرفني منين، ده بيقول الولد،معقول يقصد ادم!
لتستعد وترتدي ملابسها وتلك المكالمة تشغل تفكيرها.
لتنزل لأسفل تنظر سليم في غرفة المعيشة، ليأتي هو متجهم الوجه، يبدو عليه الإرهاق بشده
ليومأ لها برأسه كتحية ويسبقها للسيارة، دون أن يدعها تتناول فطورها،لتذهب خلفه بضيق وتتمتم : شكل اليوم باين من أوله.
ليدلفا للسيارة ويقود سليم بسرعة كبيرة ليوصل سريعاً لمعرفة المعلومات التي يريدها

شاهي بخوف : سليم لو سمحت قلل السرعة شوية.
سليم ينتبه لزعرها... لينفذ رغبتها بإذعان.
ليصلا أمام الشركة ويدخلا معاً..........
عند وصوله لمكتب شاهي المؤدي لمكتبه توقف وقال لها متحوليش مكالمات دلوقتي إلا لما اقولك وكمان متدخليش حد.
لتومأ برأسها بأستغراب : ماله ده الأيام دي غريب كدة ده كان أول ما يدخل يستلم الشغل.
لترفع كتفاها بلامبالاة وهي تتمتم : وانا مالي.
يدخل غرفته علي عجل يري ذلك الظرف الكبير الأصفر ليبتسم بإنتصار ويخلع سترته ويجلس علي كرسيه ويبدء في فتح ومعرفة فحوي ذلك الظرف بإهتمام.
يقرأ تلك المعلومات بتقطيبة ثم حيرة ثم صدمة
سليم بصدمة : يعني زمردة دي تطلع..........................!

يتبع....

انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن