الفصل الرابع :
يجلس سليم مع أحمد في شقة الأخير وفجأة يخطر لأحمد سؤال : سليم أنت قولت لشاهيناز ولا لسة؟؟
لينظر له سليم بغموض ويرد بهدوء : كل شيء وله أوان ياصاحبي.
....................................
تحسنت حالة شاهيناز كثيراً وجروح وجهها بدأت تطيب وبدء يظهر رقة وجمال ملامحها، يدها تعافت أيضاً وأصبحت علي استعداد للعودة لمنزل سليم، فكرة الاقامة بنفس المكان معه مربكة.
تستعد وترتدي الملابس التي اشتراها لها سليم بمساعدة ممرضة، اصبحت صديقتها مؤخراً، لم
لا تشعر بالراحة بتلك الملابس، كانت ترتدي فستان باللون الاخضر الغامق مثل لون عيناها يصل لتحت ركبتها بقليل وبأكمام قصيرة تصل لمرفقها، يبدو الفستان باهظ الثمن، كشرت لتلك الفكرة لماذا كل هذا التكلف في الملابس ونحن ظهراً والشمس في كبد السماء.
حاولت تمشيط شعرها دون جدوي.. تقدمت الممرضة لمساعدتها في تمشيطه.
لتنظر لها شاهيناز في المراءة : شكل وشي بشع صح؟.. لتنظر لها الممرضة (مي) وترد بإبتسامة
مي : انتي مجنونة انتي زي القمر لو قارنتي وشك بين دلوقت ولما جيتي كان وشك ضايع خالص.
ضحكت شاهيناز علي مي تلك الفتاة الطيبة الوحيدة من كانت تعاملها بود حقيقي..
شاهي : انتي يابنتي انتي ممرضة بجد ولا ضربة الكارنيه؟ لتشاور عليها بسبابتها وتكمل. في ملاك رحمة يقول كدة لمريضة.
شاهيناز : هو انا كان شكل حلو بجد زي الصورة؟ اصل الصور ممكن تخدع.
-كنتي جميلة جداً.. احلي من الصور كمان.
رد عليها سليم بتجهم وهو يقف علي باب الغرفة يراقبها بحدة وهو يقطب حاجبيه : كنت فاكر انك هتتجنني علي وشك من الجروح الي فيه، مش تاخدي الموضوع ببساطة كدة.
شعرت شاهي بالخجل والضيق واشاحت بنظرها بعيد عن نظراته المتمعنة فيها.
سليم بهدود: هروح لأحمد اقوله اننا هنمشي وأرجعلك تكوني استعديتي.
ليخرج سليم وعيناه تلمع ببريق خاص، يتجه لغرفة أحمد في المستشفي... يدق الباب ويدخل
أحمد بغموض : هتمشوا خلاص؟ ليرد عليه سليم بإصرار : ايوة خلاص خارجين.
ليسأل احمد بحذر : برده مصمم علي إلي هتعمله؟.. بلاش أحسن.
ليرد سليم بحزم : لازم اتأكد بنفسي ياأحمد، أنا هتجنن وعمال ادور علي ابني مش لاقيه وإلي مطمني شوية ان الحمد لله مجاش خبر عنه في مستشفي أو مشرحة أو اي حوادث.
ليضع أحمد يده علي كتف سليم : ان شاء الله هتلاقيه يا سليم، لو حصل حاجة كلمني في أي وقت. ليربت سليم علي كتف صديقه بأمتنان ويخرج متوجه لزوجته.
يخرج سليم وشاهي من المستشفي بعد أن ودعت مي علي وعد بزيارتها.
في سيارة سليم كانت شاهي شاردا في اقامتها مع سليم في نفس المنزل، وهو كان يختلس النظر إليها من حين لاخر.
ليتنحنح سليم، لتنتبه شاهي وتفيق من شرودها، لتنظر حولها علي الطريق وتتعجب : هو البيت بعيد أوي؟
لينظر لها قليلاً ثم يرد بقتضاب : لا احنا هنروح مشوار مهم الأول قبل ما نروح البيت.
لتقطب جبينها بتفكير وترد بشرود : مشوار في الصحراء دي!!
لينظر لها وعيناه تلمع ثم يزود من سرعة السيارة تدريجياً ويختلس النظر لخلجاتها يسجل رد فعلها
تتشبث بمقعدها بقوة وتنفسها يتسارع ونظراتها شاخصة علي نقطة امامها، وجهها يتصبب عرقاً.
ينظر لزعرها بأنتباه شديد وفجأة....
ينحرف بالسيارة علي الطريق الترابي بسرعة كبيرة ليزداد اضطرابها وترتعش ثم يغلفها الظلام وتفقد الوعي تماماً.
ليتوقف بالسيارة ويلتفت لها يحاول افاقتها لكن بلا جدوي ليلمس رسغها ليشعر بنبضها المتسارع بقوة، ليقلق ويحول طريقه عائد إلي المستشفي سريعاً.
يحملها ويركض بها، تراه مي: بسرعة تعالي دخلها الغرفة دي وانا هنادي دكتور أحمد.
يأتي أحمد سريعاً ويفحصها ثم ينظر لصديقه بضيق :برده عملت إلي في دماغك.. افرض كانت حصلها حاجة.
ليرد سليم بغضب وصوت مرتفع وهو يقبض علي سور السرير الحديد : اعمل ايه اناااا.. ابني مش لاقيه، وهتجنن بدور عليه في البلد كلها مالوش اثر.. دي متهمنيش في حاجة ولا تلزمني وسوء الذاكرة رجعتلها ولا لا هتقولي ابني فين مش هسبها هبقي زي ظلها لحد معرف مكان ابني وتغور اناوولادي مش عاوزنها.
شاهي استيقظت و سمعت حديثهم لتبكي بحرقةوتتكلم من بين شهقاتها : أنا نفسي اقولك مكان ابنك.. بس صدقني.. انا مش فكرة حاجة.. انا اسفة.. بس أنا متأكدة ان.. انا مش مراتك.. ازاي.. وايه الدليل.. معرفش بس مش انا.
لينظر لعيناها الخضراوتين السابحتين في الدموع ويري براءة وصدق يشعان منهما، ليقطب وينفض عنه تلك الافكار ويشيح نظره بعيد عنها بإشمئزاز ذاتي من تحول افكاره بعيداً عن ابنه الحبيب وانجذابه لتلك المرأة التي تتفنن في الكذب والادعاء.
لتري نظراته لهامحملة بالإشمئزاز والبغض، لتغلق عيناها بألم ودموعها لا تتوقف.
ليقول بنبرة جامدة دون النظر لها : يلا لو استريحتي علشان نروح بيتنا.
لتمسح دموعها بقوة بظهر يدها وتحاول الوقوف لكن قدمها تخونها وكانت ستقع، لكن ذراع سليم القوية احاطت خصرها بقوة.
أنت تقرأ
انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة
Misterio / Suspensoالملخص : دوامات تتقاذفها،موجات من الألم تصدمها تكاد تشق صدرها و تقبض قلبها.... لم تعي ما يحدث لها ، كل ما كانت تدركه حينها هو ذلك الألم الساحق الذي يفتك بجسدها، و تلك المرارة الخانقة التى تصاعدت في حلقها ... و شعور قاسي بالفزع و الوحدة، و تكالبت ال...