الفصل السابع

435 11 0
                                    

الفصل السابع :الجزء الاول

"أشك في شكي إذا اقبلت باكية شارحة ذُلها..
فإن ترفقتُ بها استكبرت ، وجررت ضاحكة ذيلها
إن عانقتني كسرت أضلُعي، وأفرغت علي فمي غلها، يحبها حقدي.. وياطالما وددت إذا طوقتها قتلها.. أكرهها "
...........................................
في عيادة دكتور يحيي.. تجلس شاهي علي مقعد مريح مسترخية وتتكلم معه بهدوء، أصبحت تنتظر معاد تلك الجلسة بفارغ الصبر، لتفضي للدكتور بكل ما يعتمل في نفسها لتستريح من نظرات الإتهام الموجهة إليها من كل من حولها.
شاهي : عارف يادكتور أنا ساعات بحس أن أنا غريبة في الحياة دي... حاسة بالغربة كأن في حد وحشني ومش عارفة هو مين.
يحيي : مش ممكن الحد ده يكون أدم ابنك ؟.. تعالي نفكر سوا.. أنتي تتصوري انك ممكن تخبي أدم فين ؟..
شاهي بزفرة : أنا إلي عرفاه وحساه إن لا قلبي ولا تفكيري حتي يوصل إني أخطف طفل بريئ وكمان ابني... بص مهما اتقال أنا حاسة إني مش كدة وصعب أوي أعمل كدة.
يحيي : طيب وعلاقتك مع سليم شكلها ايه؟
شاهي بتقطيبة : أهو ده كمان ملخبطني وملخبط كل تفكيري ومشاعري تجاهه.. يعني يوم يكون مش طايقني وهاين عليه يرميني من الشباك، ويوم أحسه رسمي كدة في التعامل معايا،
ويوم أحسه بيتعامل معايا بود كدة واحترام.
يحيي : طبعاً انتي مينفعش تلومي سليم علي تصرفاته... أنتي عارفة كم الضغوط إلي عليه وهو انسان زينا بيحس وبيتعب وبيتألم ومن حقه ينفس عن غضبه وألمه معاكي وهو عارف انك السبب فيهم... وممكن يكون متلخبط زيك كدة .
شاهي بحيرة : ويتلخبط ليه مش فاهمة ؟
يحيي : يعني مراته تهرب وتخطف ولاده وتختفي وهو يقلب الدنيا عليهم لمدة طويلة... ولما يوصل ليكي علشان تدليه علي مكان ابنه.. تفقدي الذاكرة وبعد ماكان عنده أمل ابنه يرجع بدء تاني يدور عليه .. لا ومش بس كدة لا انتي رجعاله متغيرة تفكيرك وكلامك وهو مش قادر يتعامل معاكي بقسوة بحكم انك مريضة... شوفتي بقي انه متلخبط أكتر منك.
لتنتهي الجلسة وتخرج من غرفة الطبيب لتجد سليم ينتظرها بالخارج، ليقفز قلبها لرؤيته وتفكر في : يااا ياسليم انت مستحمل كل ده ازاي ؟
ليصتحبها لسيارته ليعودا للبيت.
............................................
يوسف يتحدث علي الهاتف وعيناه تلمع بشر وحقد.
يوسف : أنت مينفعش تسيب حقك أكتر من كدة علي فكرة كفاية أوي إلي عملوه فيك.
شخص : أنا مش هسيب حقي طبعاً وهفضل وراه لحد ماأدمره زي مادمروني ورموني في الشارع.
يوسف بخبث : لا وهو متهني في العز والشركات وطول عمره رايق مشالش هم بكرة.
شخص بغضب وغيظ: وحياتك لدمر حياته إلي فرحنلي بيها دي وهخليه يلف حولين نفسه، ومش ههنيه بيها.
ليغلق يوسف الهاتف وهو يضحك بصوت عالي بشماتة : كنت بكلم قدرك الأسود ياسليم مختار ، صدقني هو ميهمنيش إلي يهمني أشوفك قدامي مذلول وأخد حقي منك.
...........................................
في شرم الشيخ في الفندق المقيم به عادل ومساعدته الشخصية الجديدة....
تنام بعمق لتنتفض من نومها علي صوت الهاتف
لتلتقط السماعة وترد بصوت ناعس : ألوووو
عادل بحدة : ألو ياهانم كل ده نوم يلا ورانا مصالح مش جاين أجازة هنا.
أية تبعد السماعة عن أذنها تنظر إليها وتتمتم : هو.. أه هو مين غيره يعني، ياربي الراجل ده من مبيتهدش..
لتسمع صوته العالي : بتبرطمي تقولي ايه ؟.. عشر دقايق وألقيكي تحت عندي في الريسبشن، مفهوم؟
أية بستفسار : ايه هو إلي مفهوم يامستر.. عشر دقايق أعمل فيهم ايه.. لا طبعاً مينفعش مش لاعبة ياعم.
عادل بغيظ : عم.. أنا يتقالي عم... طيب أنتي بتضيعي في وقتك والعشر دقايق فاضل منهم ثمانية دقايق..هتضيعي في وقتك تاني ولا ايه؟
أية تزفر بضيق : طيب طيب خلاص.. لتخفض صوتها : ده ايه الارف ده ياربي ليه مطلعش رئيسي شخص لذيذ كدة وذوق بدل المستبد ده.
عادل يسمع كل همساتها ويتمالك نفسه بصعوبة حتي لا يضحك ويخرب صورة المستبد في عيناها
عادل بحزم : أنسة أية فاضل ست دقايق.
أية بسرعة : حاضر حاضر.. عن اذنك وتغلق الهاتف سريعاً لتنهض وتستعد للنزول له.
عادل بعد انهاء المكالمة انفجر ضاحكاً عليها.. تلك الفتاة بعفويتها وبرأتها وجنونها أصبحوا بالنسبة له في الأونة الاخيرة مثل نسمة لطيفة في حياته... يعشق مشاكستها وهمساتها المسموعة دائماً.
بعد مرور ربع ساعة يراها قادمة برتباك وتوتر..
أية بهدوء : صباح الخير يامستر عادل.. أسفة للتأخير والله بس هو محدش ينفع يستعد في ست دقايق يعني.
عادل ببرود : خلاص خلاص.. محصلش حاجة يلا علشان تفطري قبل مانبدء.
أية بسرعة : لالاملوش لزوم ممكن نبدء علي طول
عادل يرفع كتفاه لأعلي بلامبالاة : برحتك يلا..
أية بصدمة: ده ماصدق.. مش يمسك فيا شوية.
ليذهبوا لإنهاء عملهم خارج الفندق...
...........................................
في مجموعة شركات يونايتد..
يجلس سليم علي مكتبه يقرأ ويتابع أخر تقرير رجاله المكلفون بالبحث عن أدم ابنه..

ليزفر بتعب ويمسح وجهه بكف يده بعصبية، ليرجع رأسه للخلف ويغمض عيناه..
تذهب لأخذ توقيعه علي بعض الأوراق، لتفتح الباب وتدلف كاعادتها دون طرق الباب.
تقف علي باب مكتبه، تراه يجلس علي كرسيه يتكأ برأسه للخلف ، يقطب جبينه وعيناه مغلقتان بتعب.. وعلامات الإرهاق واضحة عليه لتبتسم بخبث وعيناها تلمع بإنتصار، لتقترب منه بميوعة تناسب ما ترتديه من ملابس ضيقة.
لتقف خلفه وتمد يدها تضعها علي كتفاه بحركات مدروسة، ليسترخي ويطلق زفرة ارتياح ويتكلم بهدوء :شكراً يادينا أنا كنت محتاج المساج ده جداً.
لتقرب رأسها لرأسه وتهمس بإغراء :ها كدة ارتحت ولا محتاج حاجة تانية مني؟
ليفهم فحوي كلامها ويصدم من جرأتها التي تصل لحد الوقاحة، ليمسك يدها الاثنين وينفضهم بعيداً عنه ويتكلم بحدة : أنتي عاوزة ايه؟.. أوعي دماغك تروح لبعيد، أنا قبلت مساعدتك كسكرتيرة... وبس.
دينا بصدمة من موقفه : بس... أنا بحبك!!
انت ازاي مش حاسس بيا..؟
سليم بحزم : أنا مش بفكر فيكي غير انك سكرتيرة وأنا رئيسك وياريت متتعديش حدودك.
دينا برجاء :أنت بتعمل كدة علشان مراتك ظهرت صح ؟... طيب أنا ذنبي ايه أنا حبيتك قبل ماتظهر وقبل حتي ماأعرفها، لتقترب منه تريد وضع يدها علي وجهه... ليبتعد وتسقط يدها بيأس، لتكمل : أنت ازاي تعمل حساب لوحدة سبتك وهربت .
سليم بغضب : حياتي الشخصية متخصكيش.. وعلاقتي بمراتي حاجة خاصة جداً، وخلي بالك لو اتكلمتي في الموضوع ده أو حتي فكرتي فيه هيكون أخر يوم ليكي هنا.
دينا تحاول السيطرة على غضبها : أنا آآ أسفة يامستر سليم، أوعدك مش هعمل حاجة تضايقك تاني...عن اذنك !!
لتخرج وهي تتمز غيظاً،وعيناها تشتعل بحقد تتوعد لشاهي أن تدمرها وتسترجع ماهو حقها...سليم !!
كانت معه في الشركة مثل كل يوم لتستأذنه لدخول الحمام الملحق لغرفة مكتبه ، بعد الإنتهاء تفتح الباب استعداداً للخروج.. لتتسمر مكانها وتري ذلك المشهد بين سليم ودينا، لتشعر بالضيق الشديد من تلك الفتاة الوقحة.
لتدخل الغرفة بعد خروج الأخرى منها بحنق وهي تشعر بداخلها بمشاعر متناقضة لا تريد التفكير حتي في ماهيتها.
شاهي بضيق : لسة كتير ؟.. أنا زهقت بجد.
سليم بتعب : أعملك ايه يعني.. وقبل ما تفكري حتي، مش هسيبك في البيت.
شاهي بحزن : طيب خليني أعمل أي حاجة أساعدك في شغلك.. أنا والله زهقت أوي.
ليطرق سليم بقلمه علي المكتب وهو ينظر لها ويفكر في كلامها :ماشي بس انتي تفهمي في شغلنا ده ؟
لترفع شاهي كتفاها بعدم معرفة : مش عارفة بس ممكن تفهمني.. وصدقني هتعلم بسرعة.
لينظر إليها بشك ثم يحسم قراره ويلتقط الهاتف ويتحدث مع شخص ما.
بعد قليل تدخل فتاة في مثل سنها تقريباً بشوشة وجميلة لتتقدم من سليم وتحدثه : تحت أمرك يامستر حضرتك طلبتني؟
سليم بهدوء : أيوة يا مدام رقية.. مدام شاهي مراتي حبة تشتغل معانا وملقتش احسن منك يدربها ويفهمها شغلنا.
رقية بإبتسامة: طبعاً يافندم، في أي وقت تحبه.
سليم : تمام أوي يبقي اتفقنا.. لينظر لساعة يده ويتكلم : انهاردة مش مناسب.. معاد الإنصراف قرب.. نبدء بكرة إن شاء الله.
لتخرج رقية من المكتب علي وعد بتولي أمر تدريب شاهي علي العمل.
...........................................
تستيقظ من نومها لتستعد مثل كل يوم للتحضير للمعرض، لتمسك هاتفها لتري رسالة نصية مبعوثة لها من نفس الرقم، لتفتحها بحذر
"يامن غزلت قميصك من ورقات الشجر، أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر.. أحبك جداً "
ليخفق قلبها بشدة متأثراً بتلك الكلمات التي مست قلبها ، لتنتفض مفزوعة حين يعلن هاتفها عن اتصال من نفس الرقم .. لتتوتر وتتمالك نفسها ثم ترد : ألوو
شخص : أحلي ألو سمعتها .. عاملة ايه يا زوجتي المستقبلية.
سندس بجدية : مش قولتلك متتصلش تاني ؟
لو سمحت أنا مش فاضية للعب العيال ده.
شخص : لعب عيال! حبي ليكي أكبر من اللعب وأكبر من إني حتي أضايق منك وأزعل عشان كدة هعدي الكلمة دي بس لو سمحتي متستغليش حبي ليكي وتهينه بالشكل ده تاني.
سندس بحيرة : أنت عاوز ايه ؟ طيب أنت تعرفني صح.. قولي أنت مين.
شخص : أنا عاوز سندس بنوتي وحبيبتي.. وأنا فعلاً أعرفك جداً كمان.. وانتي لو فكرتي شوية هتعرفي أنا مين، واني عمري ما هأذيكي أنا طالب منك أسمع صوتك أطمن عليكي.. ممكن نبقي أصدقاء ولو في يوم ضايقتك ولا مش حبة تكلميني أوعدك هنسحب بهدوء..
لتفكر سندس في كلامه لا تعرف السبب لكنها تشعر بالسعادة وهي تتحدث معه لا تشعر بالخوف.... لتقرر بتهور.
سندس بتردد : طيب.. أنا موافقة.. مش هتقولي أنت مين بقي ينفع نبقي أصدقاء ومعرفكش!!
شخص : صدقيني أنا مش عاوز أخبي.. لكن حابب انك انتي إلي تعرفي أنا مين لوحدك.
لتنهي المكالمة علي وعد بتكرارها.
............................................
في طريق العودة من الشركة كانت شاهي شاردة تتذكر ماحدث بين سليم ودينا تشعر بالضيق منها ومنه، في ظروف أخري لو كانت سمعت تلك الفتاة اللعوب

يتبع...

انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن