السابع والعشرون والاخير

549 17 2
                                    

رواية :انعكاس الماضي
بقلم :سمر خالد
الفصل السابع و العشرون.. والأخير :

تنظر له أية وتبتسم و تخفض رأسها لأسفل بخجل..فذلك الرجل الطيب، جعلها تشعر بمدي رجعيت تفكيرها في الفروق الطبقية بينهم.
شوكت بحزم : أرفعي رأسك فوق وجوبيني.. الحب مينزلش الرأس، خليكي أشجع من كدة.
أية بتلعثم : أاااه بحبه والله يا مستر شوكت بس..آآآ..
ليقاطعها شوكت بغضب مصطنع : مستر! واحدة تقول لوالد زوجها مستر؟..قوليلي بابا ياحبيبتي.
تبتسم أية بسعادة : حاضر يابابا..بس ممكن عادل يكون راجع نفسه وغير رأيه.
يهم شوكت بالرد ليقاطعه عادل بلهفة : لا وربنا أنا لسة متمسك برأي.. تنظر أية له بصدمة!
أية بتوتر : أنت جيت؟.. حمد الله على سلامتك.. جيت ليه آآآ قصدي جيت أمتى؟
يضحك عادل وشوكت علي ارتباكها، لتقطب جبينها وتصيح : أنتو الأثنين بتضحكوا ليه؟
ليقترب منها عادل وعيناه تنظر لها بشوق وحب و يميل علي أذنها يهمس بشغف: وحشتيني يامجنونة.. بحبك وهتجوزك غصب عنك.
تتسع عيناها وتتورد وجنتاها خجلاً وتتراقص خفقات قلبها طرباً لهمسه الذي يشي بحبه لها.
لتومأ برأسها موافقة.. ثم تبتعد عنه سريعاً وتقف بجوار شوكت من الجهة الأخرى، فذلك الرجل يعيث في نفسها الفساد ويجعل قلبها يعلن عليها العصيان و يخفق له وحده.

في شرم الشيخ كان سليم يجلس مع أدم و كارما والديه يحاول أن يجعلهم ينامان منذ ساعة مضت ويبدو أنهم قد أشفقا عليه و ناما مضطرين!
ينظر لهم ويشكر ربه أن أولاده قد عادا له بأمان.. هو لن يترك شئ يعرضهم للخطر موجود أبداً.
لينظر لأدم وينحني يقبله بحب و يهمس له : كل ده بدور عليك وأنت معاها؟..كنتوا مع زمردة بأمان وسايبني أنا بموت وبحيا مع كل أمل أني ألاقيكم.
ليتذكر زمردة ليسير حتي الشرفة و يقف ينظر لضوء القمر ويتذكر مشاعرهم و كل لحظاتهم معاً
سليم بوجع :ياريت كل حاجة تبعدنا أو تمنعنا نكون سوا تختفي..عارف أن مبقاش من حقي خلاص أفكر فيكي.. بس غصب عني، مش قادر أستوعب انك لغيري. يتنهد بحزن و يمرر أصابعه خلال خصلات شعره بغيظ يكاد يقتلعه.
يسمع صوت هاتفه، ليلتقطه و يجيب عليه بهدوء : ألو.. أيوة أنا.. مين حضرتك؟
... :زوجة حضرتك مدام شاهيناز... كانت في الطيارة المتوجهة لفرنسا هي و أستاذ يوسف الوكيل،وللأسف الطيارة وقعت في البحر ومعظم الناس نجت بس هما الإتنين نشلنا جثتهم من البحر و المفروض حضرتك تروح السفارة تستلمهم.
سليم بصدمة : حضرتك متأكد أنها شاهيناز زوجتي؟
... : أيوة يافندم أحنا أتأكدنا كويس قبل ما نبلغك خبر زي ده... تعازي الحارة لحضرتك، البقاء لله.
سليم بصدمة : شكر الله سعيكم.
أنهي سليم المكالمة و هو مازال في صدمته، هو كان يتوقع أن الله سوف يعاقبهم.. لكن مازالت والدة أولاده و كان بينهم عشرة حتي وإن كانت سبب معاناته لكنه يظل حزين عليها.

بعد يومين...
كان سليم في طريقه للمطار عائداً للمنزل هو وأولاده و سندس وأحمد وقد سبقهم عادل من أيام.. يذهب لينهي أوراقهم، ليرى ذلك الدعو علاء يجلس وحده ينتظر الطائرة معهم.
يقف ينظر له يفكر... هل يذهب له ويسأله عن زمردة؟.. أم لا.. لكن يجب أن يخبرهم بموت شاهي فهم يظلوا أقاربها.
ليحسم أمره ويقترب منه بخطوات سريعا ويقف أمامه ويقول : أستاذ علاء آهلاً بيك.
ينظر له علاء بغضب : آهلاً... عاوز ايه تاني.
يقطب سليم : أنا جاي أسلم عليك.. وأسأل عن زمردة وآآآ...
ليقاطعه علاء : زمردة!!.. ما خلاص إلي بينا انتهي وكل ده بسببك أنت.
سليم : انتهى ازاي فهمني وأنا سبب ايه؟
علاء بغيظ : زمردة بتحبك وقالتلي مش هتقدر تكمل معايا.. بعد إلي حصل بينكم.
يصمت سليم بتفكير ثم يسأل : إلي حصل بينا؟
علاء بغضب : كمان مش فاكر إلي حصل بينكم؟.. إلي حصل انكم كنتوا عايشين زي أي زوجين.
يصمت سليم سليم قليلاً بتفكير، ثم يبتسم بسعادة ويتركه مكانه و يبتعد سريعاً!
يذهب نحو أحمد وسندس والأولاد و يحمل كارما و أدم معاً، ثم ينظر لسندس وأحمد ويقول: أحمد ألغي التذاكر مش هنسافر دلوقت.. لازم أروح لزمردة بسرعة.
ينظر كل من أحمد وسندس لبعضهما البعض بإندهاش ثم إليه ليصيح بهم : يلا بسرعة.. لازم ألحقها قبل ما تخرج من المستشفي!
يسرع سليم في الخروج بالطفلان وسندس وأحمد متوجهاً للمستشفى.
بعد فترة كان أحمد يصف سيارته أمام المستشفي، ليترجل منها سليم ومعه والديه.
كانت زمردة تستعد للذهاب لبيتها، فهي استعادت عافيتها تماماً وأصبحت جاهزة للخروج من المستشفي.
تقف أمام حقيبتها وتنظر لهاتفها ولأغراضها الشخصية.. لقد أستعادت حياتها القديمة ماعدا علاء بالطبع، لكنها عادت زمردة الفتاة الخجول البسيطة.. الغارقة حتى أذنيها في حب رجل متزوج! ومِن مَن؟.. من ابنة خالتها.
لتغلق حقيبتها وتتقدم نحو مراءة في زواية الغرفة... تنظر لمظهرها الحقيقي و تنظر لعيناها التي تحملان مرارة الفقد بداخلهم وتقول : لازم تنسيه.. زي مانتي رجعتي لحياتك الحقيقية.. هو كمان رجع لحياته، متعلقيش قلبك بأمل كداب.. خلاص كل حاجة بينكم انتهت خلاص.
تحمل حقيبتها علي كتفهاتنوي الذهاب لوالدتها التي تنتظرها بالأسفل... تذهب للباب وتفتحه فإذا بها تجد أدم وكارما يركضان نحوها و يحيط كل منهم قدم وهم يصرخان : ماما.. ماما.
تتسمر في مكانها وتنقل نظراتها بين الولدين و سليم بلهفة وعيناها تغشاها العبرات.
تنحني لمستوى الطفلان تضمهم معاً، تلثم رأس كلاً منهما بحب.. لقد أشتاقت لهم حقاً.
ينظر لها سليم بعشق جارف ويتأمل حبها وحنانها علي أطفاله... ليرفرف قلبه داخل صدره ويشعر بحبه لها يكاد يخترق قلبه الصغير ويتوغل في جسده ويجري في عروقه.. لقد أصبح يتنفسها مع الهواء.
تقف مجدداً وتنظر لسليم و تقول بخجل :آآآ حمد الله على سلامة أدم..أخيراً رجع لحضنك.
سليم بإبتسامة : وهو أدم كان مع حد غريب؟.. ده كان مع مامته و حماتي و حمايا و في حضن زمردتي الدافي إلي هيضمني قريب.
ينهي كلماته بغمزة من عيناه،تجعل زمردة تتورد خجلاً و تبعد نظراتها عنه بصعوبة.
يري خجلها و يغرم بوجنتيها المحمرتين و يتمتم :  بحبك يا زمردتي..بحبك من قبل ما أقابلك.
لتنظر له بصدمة وتقول : ازاي؟.. أنت.. أنت متجوز، و شاهي مراتك بنت خالتي! مينفعش أخونها أبداً ولا حتي أتزوج إلي كان زوجها كدة هجرحها حرام.
ينظر لها سليم ويبتسم : يالله يازمردتي.. هو لسة في بشر زيك؟ يعني بعد كل إلي عملته فيكي ولسة بتفكري في شعورها.
تنظر له ببراءة أسرت قلبه..ليتنهد ثم يقول : عمتاً يا زمردتي.. شاهي أتوفت من يومين، كنت بحسب أنهم اتصلوا بيكم من السفارة.
تصدم زمردة : ايه.. ماتت! إزاي و فين؟
ليسرد عليها سليم ما عرفه من السفارة و سقوط الطائرة بهم و عثورهم علي جسمانهم.
تبكي زمردة حزناً و شفقتاً علي ابنة خالتها.
ليحيط سليم ذراعيها بكفاه و يقربها منه وينظر في عيناها التي لها نصيب من اسمها زمردة!
ليقول لها بجدية : حبيبتي أنا بحبك.. وعاوز أتجوزك.. كفاية بقي عذاب، احنا نستحق نكون سعداء، نستحق نعيش حياتنا ونسعد بعض.. أرجوكِ وفقي وريحيني وريحي نفسك.
زمردة من بين شهقاتها : أنت عرفت منين أن أنا بحبك؟.. أنا مقولتلكش حاجة.
ليبتسم : من علاء.. كان هاين عليه يضربني وأنا بكلمه عنك، قالي انك سبتيه علشان بتحبيني.
تنظر له زمردة بتوتر وهو يبادلها النظرات بخبث : وقالي حاجة تانية كدة أن أنا وأنتِ...
لتقاطع حديثه وتضع كفها علي فمه تمنعه أن يكمل ما يقوله.. وهو ينظر لها بإستمتاع ثم يرفع كفه ويمسك يدها ويقبل باطنها.
لتسحب يدها سريعاً بخجل..ليجذبها هو من ذراعها بهدوء وهو يقول : لا..كدة مش هينفع أنا لازم أقابل والدك ووالدتك فوراً ونحدد الجواز علي طول..مفيش داعي للخطوبة يعني.
زمردة بسعادة : بس أنا عاوزة خطوبة ياسليم.
سليم بحب : عيوني.. أسبوع كويس؟.. لو أعترضتي هخليهم ثلاث أيام.
لتبتسم وتذهب معه متوجهان مع الأولاد لوالدتها التي تنتظرها منذ زمن.
بعد مرور شهر...
كانت زمردة تجلس بجوار سليم، ترتدي فستان أبيض ناصع...يزينها حجابها الذي قررت أن ترتديه وتلتزم الملابس المحتشمة دائماً.
كان سليم سعادته تلك الليلة كاملة،حين فاجأته زمردة بحجابها الذي جعلها كأنها زهرة بيضاء منفتحة تنشر عبيرها وتجمل حياته.
ينظر لها سليم بحب و عيناه لا تفارقها أبداً!
لتنظر له بخجل وتسأله :بتبصلي كدة ليه يا سليم؟
سليم بهيام : راجل بيبص لمراته فيها ايه دي؟
تبتسم زمردة بخجل وترد : لا مفيهاش حاجة.. بس الناس هتلاحظ..وبعدين ركز مع عادل شوية وشوفه عامل ازاي.
لينظر لعادل ابن عمه الذي يتزوج معه في نفس اليوم ويضحك : عادل ده مكنش ينفع معاه غير أية دي بجد.. ربنا يسعدهم، أنا ماليش دعوة بحد علي فكرة.. أنا حر أبص لمراتي براحتي.
في الجهة الأخرى كان عادل يجلس متجهم ويقطب جبينه و أية عكسه تماماً تبتسم بسعادة للجميع.. لتنظر له وتقول بغيظ : يا عادل والله الناس هيفتكروك مغصوب علي الجوازة دي.
عادل بجدية : أنا قولتلكم أنا مش بتاع أفراح مش بحب وضع أن أنا أقعد أنا ومراتي والناس تتفرج علينا، فيها ايه لو كتبنا الكتاب وروحنا البيت؟
أية بغضب : بس أنا كنت عاوزة فرح زي كل البنات.
عادل بغيظ : والله لولا أنها رغبتك مكنتش قعدت كدة أبداً والناس عمالة تتفرج عليا كدة.
أية : طيب يلا يا حبيبي ابتسم عشان خطري.
لينظر لها ويتأملها بحب : عيون حبيبك يا أيتي.
كان أحمد وسندس يلتقطان العديد من الصور.. ويقف شوكت يرحب بالضيوف.
ليميل أحمد علي سندس : حبيبة قلبي و زوجتي المصون تحب أجبلك حاجة من البوفيه؟
سندس بضحك : يا حبيبي لسة البوفيه مفتحش.
يبتسم أحمد بحب : أنا أفتحهولك مخصوص يا أميرتي.لتبتسم له سندس وتحرك شفتاها بدون صوت بكلمة بحبك..ليرد هو لها بنفس الكلمة و عيناه تروي لها مدي عشقه وهيامه بها.
كانت تجلس بين المدعوين تبتسم بسعادة حقيقية لزمردة وسليم فهما يستحقان السعادة.
ليلفت نظرها شخص يجلس وحيد في منضدة بعيدة نسبياً..لتقترب منه و تبتسم : مصطفي باشا..قاعد لوحدك ليه؟
يبتسم مصطفي عندما يراها أمامه: مدام هنا.. معلش ماليش في جو الأفراح ده !
تبتسم هنا : طيب تحب تيجي تقعد مع بابا.. هو من ساعة المستشفي كان بيتمني يقبلك تاني علشان يشكرك علي إلي عملته معايا.
يبتسم لها مصطغي : متقوليش كدة يامدام هنا.. أنتي انسانة هايلة و وقفتي قصاد الغلط وحاولتي تمنعيه.. وربنا وقف معاكي ونجاكي من بين ايده.
لتبتسم بحزن : بس خسرت ابني.. كنت بتمني ينجى ويعيش و يجي علي الدنيا ويملى حياتي.
يتأملها مصطفي بإعجاب.. فتلك المرأة قادرة علي أن تثير اهتمامه.. ودائماً ما يكتشف بها شئ جديد يجذبه لها، فلمعت عيناها عند حديثها كانت قادرة علي تأكيد انها كانت ستصبح أم جيدة للغاية.
لبنظر لها ويبتسم : ممكن يكون ربنا أخذ منك حاجة وهيعوضك بأفضل منها..متزعليش.
لتبتسم له و يذهب معها للجلوس مع والدها.
بعد فترة كانت زمردة و سليم يدخلان منزلهم.. ليوقفها سليم عند باب الرئيسي ويصير أن يحملها.. لتوافق علي استحياء.
وعندما انزلها علي الأرض..نظر لعيونها بحب وقالها : أتمني أقدر أسعدك.. أتمني مكونش أبداً سبب في حزنك..بحبك يازمردتي وربنا يقدرني وأثبتلك حبي.
لتنظر له زمردة بحب وترفع يدها و تضع واحدة علي قلبه والأخري علي وجنته وتنظر لعيناه  وتقول : أنا كمان بحبك من أول مرة شوفتك فيها من سنين!
ليبتسم لها ويسألها : سنين..؟
لتقول له بحب : أول مرة شوفتك فيها كنت في حفلة مع شاهي.. وهناك شوفتك، و أول ما شوفتك حسيت كأن قلبي سبني و راح ليك من اليوم ده بالذات.
لينظر لها ويقطب وخفقات قلبه تتسارع ويسألها : حبيبتي هو أنتِ كنتي لابسة فستان لونه وردي اليوم ده؟
لتبتسم بسعادة : مش معقول أنت شوفتني أيوة أنا كنت لابسة فستان وردي.
ليقطب ويعرف أن شاهي قد خدعته و أدعت انها نفس الفتاة ذات الفستان الوردي.
ليمتنع عن اخبارها ويبتسم لها بحب : حبيبتي.. أنا كمان في اليوم ده شوفتك واعجبت بيكِ جداً.. ودورت عليكي في كل مكان بعد كدة ملقتكيش.
لتبكي بسعادة و ترتمي بين ذراعي سليم و تظل تشكر ربها انه استجاب لدعائها!

ويعيش الجميع بالحب سعداء.. من يظن أن الحب لم يعد موجود، فهو علي خطأ فالحب موجود ح لنا في كل مكان.. زمردة وسليم وقعا في الحب و كل منهما عانى حتي في النهاية تزوجا.
تأكد أن انك عندما تترك لله شئ، يعوضك خيراً منه.                                    ... تمت...
انعكاس الماضي.. ❤
بقلم Samar Khaled 😍

انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن