الثاني والعشرون

409 7 0
                                    

رواية :انعكاس الماضي
بقلم :سمر خالد
الفصل الثاني والعشرون :

تجلس هنا في شرفة منزل يحيي... نعم منزله فهي لم تعده منزلها، فلا منزل يجمعها مع من قتل روحها وخدعها وغرر بها بأسم الحب.. تبتسم بحزن علي حالها وعلي قلبها التي سلمته لشخص مثل يحيي، لكنها تعترف انها أيضاً مخطئة ويمكن أكثر من يحيي نفسه.. فهي رخصت نفسها و تستحق العقاب.
تسمع صوت هاتفها النقال... تلتقطه و تضغط علي بعض الأزرار وترفعه علي أذنها.....

شخص : ألو.. مدام هنا معايا؟
هنا بحيرة : أيوة أنا ... مين حضرتك ؟
شخص : أنا مين؟.. هقولهالك لما أشوفك انهاردة ضروري..!
هنا بتقطيبة : وأنا أقابلك ليه وأنا معرفكش... وبعدين أنت عاوز مني ايه؟
شخص : متقلقيش يا مدام هنا أنتِ بأمان... الموضوع ده مينفعش نتكلم عنه في التليفون... بس هو يخص زوجك الأستاذ يحيي الشرقاوي!
تصمت هنا قليلاً تفكر ويتنازعها شعورين.. أحدهم الخوف!.. والأخر الفضول لمعرفة ماذا يريد؟.. لتحسم أمرها وتوافق علي مقابلته بعد قليل في مقهي قريب من منزل والدها!
ترتدي ملابسها سريعاً وتذهب لغرفة المكتب الموجود بها يحيي حالياً يعمل....

تطرق علي الباب وتنتظر أن يأذن لها.. ثم تدلف للغرفة وتقف مقابل مكتبه الخشبي الكبير...
تتنحنحت وانتظرت قليلاً حتي رفع رأسه عن الأوراق التي يطلعها بإهتمام... لينظر لها بتقطيبة : هو انتِ !.. أنا بحسب فتحية جابت القهوة.
هنا ببرود : أكيد زمانها جايا بيها... أنا عاوزة أخرج.. أروح أزور بابا.
ينظر لها يحيي بضيق : ماتروحِ... هو انتِ صدقتي نفسك ولا ايه؟.. الجوازة دي منظر اجتماعي بس، وعلشان ابني يتولد بين أم وأب.
هنا ببرود : يعني أخرج؟
يحيي بلامبالاة : اخرجِ ميخصنيش!

تذهب في طريقها للمكان المتفق عليه.......
بعد فترة كانت تقف أمام ذلك المقهى، لتنظر حولها وتدلف بهدوء.... تنظر حولها بالداخل وعقلها يدور في كيف ستعرف ذلك الشخص؟
لتجد شخص يتقدم نحوها ويقف مقابلها...
شخص : مدام هنا شكراً انك جيتِ... اتفضلِ، ليشير لها علي منضدة بعيدة وهادئة... بعد أن جلسا بادرته هنا بسؤال : أنت مين؟.. وعاوزني في ايه؟
ليرد هو : أنا المقدم مصطفى سعيد... وكنت محتاجك في خدمة تخص زوجك!
ترتبك هنا وتشعر بالقلق : طيب وأنا داخلي ايه ماتروح لزوجي واتصرف معاه.
ليمرر لها علي الطاولة الورقة الصغيرة التي تحمل تحذيرها لشاهي من يحيي!
لتنظر له بقلق : أنت عاوز مني ايه بالضبط؟
مصطفي بهدوء : مدام هنا.. أنا عاوز كل خير.
...........................................
تجلس بغيظ وتوتر أفكارها تتضارب.. تشعر بالحزن والأسي، فمنذ أن استيقظ والده وهو لا يهاتفها ويسأل عنه إن غابت!
فهي تعمدت الغياب لبضعة أيام تنتظر أن يهاتفها ويسأل عن سبب تأخرها عنه.. لماذا لم يفعل ذلك؟.. فهو كان دائماً ما يلاحظ غيابها.
لتزفر بضيق تحاول أن تفكر في عذر يجعله غير مبالي هكذا!
لتأنب نفسها بصوت : ايه الغباء ده؟.. ماأكيد قاعد مع والده ومشغول بيه.. المفروض انتِ إلي تسألي وتطمني مش هو.
لتحسم أمرها وتلتقط هاتفها وتتصل بتلك الممرضة التي كانت قبلاً تطمئنها عليه!
أية : ألو.. أيوة عاملة ايه؟.. تمام، عاوزاكِ تشوفيلي أستاذ عادل أخباره ايه ؟
أية بصدمة : نعم!.. سافر.. مش بيجي المستشفي خالي؟
لتغلق الهاتف مع الممرضة وهي تتميز غيظاً
لتلتقط الهاتف مجدداً وتطلب رقمه.......
عادل : ألو... أية حبيبتي عامل....
لتقاطع استرساله في الكلام : انت فين ياعادل؟
عادل بجدية : حصلت مشكلة في شرم واضطريت اروح هناك.
أية بغيظ : وليه مقولتليش؟
عادل بغضب : أية.. حددي موقفك بالنسبة لينا شوفي انتِ عاوزة ايه؟.. أنا بحبك وعاوزك وعارف أنا بعمل ايه كويس.. لكن انتِ لسة مش عارفة انتِ عاوزة ايه؟
أية بتلعثم : أنا.. أنا بس كنت...
عادل بهدوء: اعرفي انتِ عاوزة ايه الأول وبعدين نتكلم يا أية... وياريت متفكريش كتير وعقلك يروح للأفلام العربي القديمة ها.

انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن