رعد..64

13.9K 352 45
                                    

في روسيا.
يجلس اسر يشرب سيجارته بشراهه ينظر للفراغ امام النافذه العملاقه بالفندق..لتخرج سما من غرفتها المجاوره لغرفته بنفس الجناح..ترتدي فستان طويل قطني بحمالات عريضه ورسومات رقيقه.. اقتربت منه لتجلس امامه بصمت..ظلت تتابع حركاته وصمته المخيف..عيناه المظلمه تنظر للفراغ دون توجيه اي نظرات لها..لتلفت انتباهه..هنرجع امتا ؟
لم ينظر لها اسر حتي ..اخذ يكمل سيجارته وهي تتابعه بغضب..وقد ارتسمت تلك الملامح الغاضبه علي وجهها ..ليضع سيجارته في كأس المياه لينظر لها بلا تعابير..انا مش هرجع تاني..
اتسعت مقلتي سما لتقول بتلعثم..بس انت قولتلي لما رعد يخرج هنرجع..؟
اسر ببرود..انا مطلبتش منك تيجي معايا انتي صممتي تيجي وكان اختيارك.. عاوزه ترجعي هرجعك ..وده قراري انا مش راجع..!
لتجيب سما باستسلام..انا عاوزه اطمن علي اختي كفايه انها كانت محتجاني ومعرفتش اعملها حاجه وسبتها لوحدها..لم تؤثر كلماتها المستعطفه به..كان غاضبا من نفسه..يشعر بالضعف..ويريد ان يتخلص من ذلك الشعور وهي مصدره..لذا يحاول جعلها تبتعد عنه..وقفت سما بعدما يأست من الحديث معه..ليوقفها اسر بجملته الاخيره..تتجوزيني!
تجمدت مكانها لوهله لتستجمع قواها.. تتراقص نبضات قلبها..شعرت بان دموعها ستخذلها كالعاده..مضت لحظات تحاول استجماع قواها لتواجهه باجابتها..ولكنها فشلت..ليقف اسر ويتجه لها ليواجه عينيهاا.المغرقتين بالدموع..كانت تضع راسها ارضا خوفا من ملاقاه عينيه بخاصتها.. فيشعر بضعفها..اقترب اسر منها لا يفصلهما سوي خطوات صغيره.. ليرفع راسها لتواجهه وجهه ويقول ..انا بحبك للاسف..كان يبتسم بينما يقولها بنبره لعوبه لتحتضنه سما وكأنها تريد البقاء بين اضلعه تلك لباقي حياتها..احتضنها هو الاخر..يشعر بالراحه الان..لن يظل يعذب نفسه كثيرا..ليقول..كمان نص ساعه هيوصلك طرد اجهزي بليل هنكتب الكتاب وهنرجع بكره بنفس الطريقه ..ليقول بسخريه ومزاح طبعا مش محتاج اشرحلك دنتي خبره..دحنا اتجوزنا كده اربع مرات!
ابتسمت هي الاخري كالبلهاء لا تستطيع اخفاء تلك السعاده المباغته لقلبها..لتتركه وتعود لغرفتها..تتراقص كالطفله..تختلط دموعها بضحكاتها..اخيرا هذا الجبل الثليجي قد لان لها..
فلاش باك.
ذهب  اسر بعدما ترك سما عند غرام..كاد ان يذهب..ولكن عادت سما تركض ناحيته..رايح فين!
مينفعش تروح كده لوحدك..حالتك لسه صعبه..ارجوك خدني!!
ظلت نظراته بارده يشعر برغبته في احتضانها والبكاء..يشعر بانه تائه للغايه لا يعلم اين رعد ومن يمكن ان يؤذيه ..نعم اعدائهم كثر..ولذلك هو لايعلم من الفاعل..ولكن اقرب من ياتي بباله هو ماركوس الروسي..هو يهدد باستمرار .. لذا فقد كانت خطته السفر لروسيا..ورغبه سما في الذهاب معه سهلت الامر..كما فعل المره الماضيه سيكررها الان..سيتزوج سما مره اخري..!اشار لها بجلب حقيبتها..لتركض للمنزل وتودع غرام دون اخبارها بشئ..لتترك الفيلا وتركب السياره..كانت تشعر بالاطمئنان معه والرغبه في البقاء..برغم معرفتها ان طريقه ليس ورديا..فهي تفضله..وصل روسيا بعدها بثلاث ايام..بعدما انهي تحضيراته والاوراق واكتملت استعداتهما..كانت هذه المره محفوفه بالمخاطر..فمراد يبحث عن اسر هذه المره ..وليس الامر بهذه البساطه..واضطر اسر لضرب احد الضباط ضربا مبرحا واعطي مبلغ مالي ضخم لاخر وانتهي بعمل اتصالاته تلك التي تخرجه دائما من المصائب..لينجح مخططه ..ترك سما بالفندق وخرج مباشره لما يريد مواجهته..
باك.

(اخطاء غير قابله للتبرير) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن