✓الفصل22 {خطأ وليس بمأزق}

1.1K 156 72
                                    

❤بسم الله❤

غالبًا، وعندما تسوء الأمور، كنتُ أتخذ الطريق المختصر للتخلص منها، تماما كذلك الرجل المسن الذي تذكر أن عليه شراءُ دواء لزوجته المريضة، فسلك طريقا مختلفا بعيدا كل البعد عن الصيدلية كي يقيم حجته، وكي لايهدر أمواله.

عندما كانت السماء تمطر، كانت والدتي تخبرني بأن المطر يطهر الإنسان من ذنوبه وخطاياه، فكنت أجلس تحت المطر لساعات طويلة غير آبهة للأمراض التنفسية التي كنت أعاني منها، أو للتوبيخ المستمر الذي كنت أتلقاه.

هذا بالضبط ما كنت أفكر به وأنا أسلك طريق عودتي نحو المنزل، فهذه المرة لن يكون ثمن أفعالي هو الأمراض التنفسية أو التوبيخ حتى! بل حياتي، خطأ واحد بإمكانه جعلي جثة هامدة أو مجرد فضلات لقطط الشوارع وكلابها.

عندما وصلت إلى المنزل، شعرت بأن قدميّ تتسمران داخل الأرض وترفضان الحركة، شعور سيء للغاية! الخوف والتوتر هو أسوء شيء يمكن للإنسان أن يشعر به، من جهة تجاوزي للحراس وخروجي دون أي اعتذار، ومن جهة أخرى إيلارد وباقي الجنود الذين ذهبوا لتحرير آتراكسيا من هجومات المتطرفين.

وقفت لثوان أمام الحارسين اللذين نظرا نحوي بأعين متسعة: «أين كنت؟ ستقعين في مأزق كبير بسبب أفعالك الطائشة آنستي.»
نظرت نحو المتحدث بجهل مصطنع وحاولت جاهدةً تصنع البراءة: «أي مأزق؟ أنا بخير تماما، خرجت للتنزه قليلا بعدما أوصلت الطفل الصغير لوالده.»

«لقد خرج سمو الأمير خلفك مباشرةً، لذلك أُخبرك بهذا، لم يكن عليه الخروج خلف صديقة جندي آخر لولا أنك تحت رعاية الجنود الآن، لذا يفضل أن تتجنبيه لأنه سيوبخك وبشدة.»
حركت شفتيّ بعناد مقلدةً طريقة تحدثه ثم تجاوزتهما ومررت من خلال البوابة متجهة نحو المدخل.

الجو كان باردًا لدرجة لا يمكن وصفها، الثلج غطى كافة المناطق، حتى أنني وبالكاد تمكنت من رؤية قمة الجبل بسبب الضباب الذي لُبّست به.
وبعدما دخلت المنزلَ، نزعت الشال الذي قدمه لي ذلك المقنع ووضعته على المعلاق الخاص به، ثم قمت بنزع حذائي بهدوء شديد كي لا أثير انتباه الموجودين، ولكنني كنت وحيدة على ما يبدو!

- «أوركيد، حمدا لله على سلامتك، كاد يغمى عليّ عندما عرفت أنك خرجت إلى السوق في الوقت الذي انفجرت فيه القنبلة.» قالت ليسي بوجه محمر وهي تعانق جسدي بين أضلعها فتنفست بقوة وسحبت نفسي متمتمة: «ليس هناك داعٍ للقلق، أنا بخير كما ترين، لقد تنزهت قليلا فحسب.»

- «تنزهت؟ في هذا البرد، وبهذه الثياب! هل عليّ توبيخك الآن أم ماذا؟»
تفاجأت بجملتها التوبيخية السريعة التي أعقبت قلقها المُبالغ، فضحكت كاتمة ذلك بوضع يدي على فمي ثم أجبتها: «أعتقد أنني أستحق عقوبة شديدة، لم يكن عليّ الخروج دون إعلامك.»

✓من يبحث عنها؟ [1] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن