الفصل28 {معركتي الأولى}

1.1K 136 43
                                    

❤بسم الله❤

الجميع كان صامتًا ولم يصدر عنهم أي صوت، أنا كنت منكمشة حول نفسي وكلي خوف أن أفقد واحدًا منهم، كان ليكون سهلا أن أفقد نفسي، فقدت الجميع ولا أعيش حياةً كما أردتها سابقا، ولكن أن أفقدهم كان شعورا قاتلا حتما، الموت مرة أفضل بكثير من الموت مئة مرة.

«هل الجميع بخير؟» أوكتافيوس الذي سأل بينما يرفع جسده من خلف تل الرمال مطمئنا على الجميع، أجابه الجميع بنعم، فشعرت براحةٍ نفسية لا توصف، الجميع بخير وهذا شيء صغير مما أردت حدوثه حقا.
«أوركيد!» سأل بينما يتأكد بأنني بخير فقد أجابه الجميع إلا أنا، ولكنني انتفضت من مكاني ونظرت نحوهم قائلةً: «بخير، ماذا سنفعل الآن؟»

الخوف كاد يفتك بي، ماذا لو رأى طفل ما رأيته قبل قليل وما عشته! ماذا لو فقد طفولته بسبب ذلك أو حتى حياته دفعةً كاملة، ليس فقط هو! بل والدته! والده وإخوته؟ مانراه في الأفلام والأشرطة ليس سوى نبذة، وليست سوى صورة، الحقيقة أكثر رعبا، حتى أن كل ما رأيته كان مجرد نيران مشتعلة، لم أرَ جثثا ولا دماءَ بعد! لازال بإمكاني التحمل.

«لايوجد رد من الجنرالات، لن ننتظر هنا، سنمشي.»
قال أوكتافيوس فتردد رودريك، بينما يجيبه: «هل سنمضي من الحدود إلى وسط آتراكسيا مشيا؟»
تنهد أوكتافيوس وأجابه بينما يحاول التقاط أحد المتطرفين من خلال منظاره المتطور: «عددهم قليل، لقد رحلوا فور انفجار المركبة، إن حدث وهاجموا فاختبئوا وافعلوا المثل، ولكن مبدئيا سنمشي إلى أن نجد مركبة ما.»

أومأ الجميع ومن بينهم إيلارد الذي نظر نحوي بتفحص ثم قام من مكانه قائلا: «المنطقة التي نحن بها هي حدود آلينثيا و آتراكسيا، بعدما ساعة وربع من السير ستختفي الرمال و بعد ساعتين تماما سنتمكن من دخول آتراكسيا، المشكلة الوحيدة هي أننا لن نتمكن من الانتقال بين، القارتين مشيا، أرجو أن نجد مركبة في أقرب وقت ممكن.»

حركت هانيل رأسها موافقةً ثم علقت: «حاولت الاتصال بلاسبيان ولكنهم لا يجيبون، سو الوحيدة التي ردت وكان الاتصال متقطعا لذا لا أعتقد أنها فهمت ما قلته لها.» ونظرت نحو المركبة ثم علقت بحزن: «السيد هايدر أصبح مُضحيا الآن.»

رودريك أوقفها واضعا إصبعه على فمه لنقوم جميعا من خلف التل، وشرعنا في السير مع أننا نعلم أن ذلك سيرهقنا، إن سرنا كثيرا قبل المعركة قد نفقد جُل طاقتنا، وهذا ما أراده المتطرفون، حتى إن لم نلقَ حتفنا خلال الإنفجار فسنتعب بسبب السير.

بعد ساعة وربع تماما وكما قال إيلارد تمكننا من الخروج من تلك المنطقة المغطاة بالرمال، ربع طريقنا قضيناه سيرًا، ولكننا لم نكمل ذلك لأننا صادفنا شاحنة مواد غذائية كان صاحبها متوقفا في منطقة منعزلة خوفا من الهجومات التي قد تصيب منطقته، ولكننا وعدناه بالحماية، فأوصلنا وتابع طريقه نحو متجره.

✓من يبحث عنها؟ [1] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن