✓الفصل16 {متصل غريب}

1.3K 125 98
                                    


❤بسم الله❤

داخل المطبخ، كنت بصحبة إيلارد جالسة على تلك الطاولة المستديرة اللطيفة نحتسي فنجانين من القهوة ونشاهد من خلال النوافذ الزجاجية تلك
العاصفة الغريبة التي هبت حاملة كل ما يأتي في طريقها ليلا ! كم أصبح الجو غريبا هذه الأيام!

«إذا، ألن تخبريني بما فهمته من الكتاب؟» قطع إيلارد الصمت الذي كان بيننا بسؤاله المزعج فتنهدت وأزحت عيناي عن النافذة قائلة :«ما شأنك؟ لن أخبرك بأي شيء لأنني لم أكمل قراءته بعد، وأيضا هناك الكثير من الأشياء التي لم أفهمها، سأسألك عنها لاحقا.»

«وبالمناسبة» أكملت بشيء من التفاجئ «لقد توقعت حدوث أي شيء، عدا أن يكون والدي الذي رعاني هو عمي الحقيقي! لمَ أخفى حقيقة كهذه عني؟»

«لا أعرف! لم يكن أي منا على دراية بهذا الموضوع، لقد كان سريا للغاية، توجد الكثير من الأشياء التي لولا أنني جئت إلى هنا لما كان أحد من الجنود قد عرفها، موضوع عمك وڤيرا، وأيضا قصة كوخ وشقيقه.»

تنهدت بانزعاج ونظرت نحو النافذة مجددا «لا تذكرني بذلك، رغم أن كوخ كان صديقه المقرب الذي ضحى بحياته لحماية ممتلكاتي إلا أنه قتله دون أي رحمة، هل كل عائلتي أوغاد لهذه الدرجة؟»

«أوبس، توقفي عن قول ذلك، والدك لم يكن وغدا... لقد كان رجلا حقيقيا، ضحى بكل شيء لإحياء موطنه، الجميع شاكر لهذا الرجل العظيم، أتعلمين؟ لقد جلد نفسه مئة جلدة فقط لأن عدوا تمكن من التسلل للملكة كجاسوس في بيته! لم يكن أي أحد يعرف هذه المعلومة السرية، لقد رأيته بنفسي!»

تنفست بحنق بعدما شعرت بغضب عظيم تجاه ذلك الرجل المسمى والدي: «كف عن جعله كالملاك أمامي، عندما كنت نائمة، سمعت والدتي تطلب منه متأملة أن لا يرسلني إلى هنا، ولكنه لم يفكر بي، كان يفكر فقط بذلك الحجر السخيف، لا أريد سماع المزيد عنه، عائلة مجانين.»

قلت كلماتي بغضب سرعان ما تلاشى ما إن سمعت صوتا يناديني، بدا وكأنه صوت بعيد للغاية ولكنه قريب في آن واحد، نظرتُ نحو إيلارد بذعر فابتسم و قال: «إنها هانيل! هل تريدين التحدث معها؟»
«طبعا» أجبته بابتسامة فقرب كرسيه مني وقال: «واحد، اثنان، ثلاثة...استعدي»

« أوركيــــــد... أنت مذهلة، كان عليك رؤية القائد وهو فخور بحسن اختيارك»
«اححم» قاطعها إيلارد: «كيف حالك؟ وكيف كان يومكم؟»

«إيلارد، كان عليك رؤيتي، لقد قمت بفك شيفرات الألغام ببراعة تامة، كما ساعدت الشباب على إيجاد ثغرة دون انتباه المتطرفين.»
كانت ستكمل ولكنه أوقفها متمتما: «كيف كان يومكم وليس يومك!»

✓من يبحث عنها؟ [1] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن