الفصل27 {اجتماعاتك المملة}

1.3K 140 74
                                    

❤بسم الله❤

لم تمر سوى دقائق على مرور تلك اللحظات المتوترة التي حدثت قبل قليل، فالفرد الزائد الذي شاركنا كوب عصير كان لايزال مرتديًا قناعه ولكن خلعه لقفازه أشعرني بقليل من الهدوء، لربما يشعر الناس أيضا بالانزعاج بعد رؤية قفازي، ولكني على الأقل أملك سببا خاصا.

أنا كنت معجبةً مبتدئة بهذا الرجل المجهول الذي أنقذني من الموت، ولكنني لازلت أشعر بريب حوله، حتى أنني نسيت أمره تماما ولم أبحث عنه كي أعيد له شاله، ولكن الآن وبعد معرفة اسمه سيصبح اللقاء معه أسهل قليلا.

نظرت لقناعه الحديدي بينما كان يتحدث مع إيلارد حول المتطرفين ومايقومون به، كان لونه فضيا لامعا وبدا مصنوعا من أجود أنواع المعادن، كان يغطي إحدى عينيه بينما الأخرى خضراء ذات نظرة حادة، وينزل ذلك المعدن الفضي على منتصف وجهه إلى غاية فكّه، توقفت عندما نظر نحوي بتساؤل فحمحمت وشربت قليلا من عصيري كي أبدو طبيعية.

إيلارد بدوره لاحظ نظراته الغريبة، فسعل متعمدًا وقال بوجه شبه مبتهج: «إنها خطيبتي، اسمها أوركيد.»
فابتسم ليساندروس ونظر نحوي ليقول بينما لا يبعد عينيه عن عيني: «أنا أعرفها.»

تلعثمت وحاولت القيام بحركات من خلال تعابير وجهي كي لا يخبره عن ما حدث في ذلك اليوم، ولكنه فقط أمال رأسه نحو اليمين وبلل شفتيه قائلا: «رأيتها تتجول في الجوار مع طفل.»

فرفع إيلارد حاجبيه ونظر نحوي بشك متسائلا: «متى؟»
«اليوم.» قلت بتسرع ثم أكملت: «ربما يقصد ذلك الطفل الذي قابلناه قبل قليل، أ ليس كذلك سيد ليساندروس؟»

أومأ هو ببطئ بينما يضم شفتيه مفكرا، فحرك إيلارد رأسه وقد فهمت من حركته تلك أنه لم يصدقني، على من أكذب أنا حبا في الله! إنها ليست أمي! ولا حتى آيدن، هؤلاء أذكى مجموعة في آلاتراكابيان، من بعدي طبعا.

«أوركيد! كنت أخمن أين سمعت هذا الاسم الغريب، الأميرة أوركيد آرثر ريتشارد، هل تمت تسميتك فداءً لها؟» لم أكن مدركة أن بإمكانه طرح سؤال محرج كهذا، فلطالما اعتقدت أن هويني لن تُكشف هنا، ولكن هذا المقنّع يبدو غريبا للغاية! حسنا، حدسي فاشل كالعادة لذا لن أضع تخيلات من باطن عقلي.

«آ ليس تماما، إنها تكبرني بسنة واحدة فحسب، والدتي أُعجبت بالاسم فقامت بتسميتي أوركيد مثل الأميرة، ولكنني طبعا لن أكون ذكية و قوية مثلها.»
ابتسم إيلارد كابتًا ضحكته فحرك الآخر رأسه وقال: «تبدين صغيرة مقارنة بحضرة الجندي، متى ستتزوجان؟ أرجو أن لا تنسيا دعوتي!»

فضحك إيلارد وأمسك بيدي مجيبا: «لازال بيدنا الكثير من الوقت، أولا سأتفرغ لحماية وطني ثم سيكون كل شيء سهلا بعدها.» شعرت أن كلامه خارج من القلب، ولكنني لم أكن مقتنعة بذلك، لطالما شعرت بأنه الأقرب لي من بين كل الجنود، ولكنه صديق حميم، ليس أكثر من ذلك حاليا! كنت خائفة حقا من شيء واحد، أن أظلم إيلارد.

✓من يبحث عنها؟ [1] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن