✓الفصل42 {مزيفون}

971 118 133
                                    


❤بسم الله❤

- «أنا كابيني فيداكيري أوركيد...»
جملته تلك كانت الوحيدة التي تتحركُ بداخلي دون توقف، كأنها الشيء الوحيد الذي سمعته في حياتي، تضغط على قلبي وتدغدغ دماغي، ولم أعد أعرف حتى نفسي! فقد غدى كل شيء ضبابيًا.

- «أنت فيداكيري!» ربما لم أتمكن من التفوه بحرف واحد، ولكنني قلت شيئا أعرفه بالفعل، السؤال الأحمقُ لن يراود عقلي في هذه اللحظة بالذات، لأنني تجمدت في مكاني وشرت أن الوقت توقف لأخذ راحة! حتى الوقت يتعب، فما بالك بالإنسان!

«ما رأيته كله كان حقيقيا، لم أكذب عليكِ في أي شيء، قوتي الزرقاء كانت من طرفي الكابيني وهي القدرة على التخفي، وبهذه الطريقة كنت أخيفك في الغرفة في الفترة الماضية.»

بلعتُ ريقي وجلستُ على الأرض ليمسح هو وجهه بتوتر ويجلس بجانبي.
- «لا أصدق» قلتُ وقد أتعبني التفكير ولكنه أخذني لمواقف أخرى! وانتظرتُ تفسيرا منه لكل شيء، لكل حادثة مهما صغُرت.

- «أما طرفي الفيداكيري، فقوته سوداء مثل كل الفيداكيريين، و... موهبتي السوداء هي مسح الذاكرة، أي أنني لم أمسح ذاكرتك سابقا لأنني فيداكيري، إن فعلتُ ذلك فستموتين لو حاولتِ استرجاعها، لهذا السبب رميتك في الهاوية.»

هنا بالضبط تسارعت نبضاتُ قلبي أكثر، وضعت كلتا يديّ على أذنيّ وحاولت الاختلاء بسمعي لنفسي، كي أسمع ما يقوله قلبي وعقلي، فقد اعتقدت كل شيء في الفترة السابقة، وتجاوزت المنطق في التوقعات، ولكنني لم أتوقع بتاتا أنه قام بحمايتي من خلال رميي في الهاوية! لو قام هو بمسح ذاكرتي لكنت ميتة الآن! إن لم أفقد وعيي في هذه اللحظة فسأكون محظوظة للغاية، كدتُ أظلم رجلا سعى لحمايتي منذ طفولتنا!

أبعد هو يديّ وأمسكهما بإحكام لأُنزل وجهي غير راغبةٍ في إظهار دموعي له، أكمل حكايته وقد أُجبرت على البكاء على عكس عادتي القديمة، فقد كنت ضعيفة على كوكب الأرض ولكنني لم أبكِ قط ولم أظهر حزني لأي مخلوق، بينما هنا... وبعدما تعلمت القتال وأصبحت شخصا جديدا، صارت الدموع لا تفارقني...
للقوة مفهوم آخر أحيانا.

- «ربما الملك العظيم استعمل أحد الأهالي لمسح ذاكرة سوليفان لأنه لم يكن يريد إدخالي في هذا الموضوع كي لا أتورط معكِ مستقبلا، أعتقد أنه كاد يستعمل نفس الطريقة معكِ أيضا ولكن ذلك الرجل اختفى نهائيا.»

صمت قليلا بعدما رفعتُ رأسي ثم أكمل: «لم يجد في كل المملكة شخصا يتمتع بموهبة محو الذاكرة، لذا قرر أن يستعمل موهبتي في ذلك، خلال تلك الفترة، تمكنت أوركيد الصغيرة من معرفة سري هذا، سيلاس الوغد أخبركِ أنه ابن الملك ماروشوا الثاني والمنبوذ، وأخبركِ أن والدته الملكة لايا من فيداكير، وعندما عرف والديّ ذلك، أصرا عليّ كي أمسح ذاكرتك، والدك لم يكن يعرف، لهذا أخذتك للهاوية ورميتك في جوفها، اعتقدت في البداية أنني فقدتك، ولكنني سمعت صوتك بعد ساعات من الانتظار وبصعوبة بالغة أخرجتك.»

✓من يبحث عنها؟ [1] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن