✓الفصل 20 {تدريب مع كلب!}

1.3K 134 125
                                    


بسم الله❤:

مرت ليلة أمس كالبحث عن إبرة في كومة قش، كان محور الموضوع هو بحثي عن نفسي، لا أعرف شيئا عن هذا المكان، ولكنني بدأت أخاف منه، فكل تلك الأساليب التي كنت أتخيلها في طفولتي أصبحت حقيقة هنا، إفقادي لذاكرتي عمدا يجب أن يكون جريمة يُعاقب عليها!

طيلة الليل وأنا أفكر في أيامي المقبلة، جعلت من ليلة واحدة مسودة ملوثة بأفكار قد تحدث وقد لا تحدث في الغد، بعدد تقلباتي على سريري الجديد كان عدد تأملاتي لهذه الحياة، ألتفت يمينا فأدرك بأنها ستزول، ألتفت يسارا فألعن نفسي مئة لعنة ثم أحاول نسيان ما قلته بكلمة تحفيزية زائفة.

حاولت أن أقوم لإحضار كوب من الماء، فتخيلت منظر أوكتافيوس وهو يدفع إيلارد ليسقط أرضا، كلما تذكرت ذلك المنظر كلما آلمني قلبي أكثر، أنا لا أستحق الحب لتلك الدرجة! ولا أستحق إيلارد حتى! فهدفي الآن أصبح واضحا، الحرب ضد الأعداء والحرب ضد الأقرباء.

تبادرت شتى الأفكار السيئة في ذهني حينها، أوكتافيوس يتمتع بموهبة مسح الذاكرة أو جزء منها كما قال إيلارد بالأمس، فلمَ لم يقم هو بمسح ذاكرتي رغم ذلك! لمَ فضّل أن يرميني من مكان مرتفع بدل استعمال موهبته اللعينة!

خمنت أيضا في ماهية السر الذي كنت أحتفظ به، ربما هو قاتل، ربما والداه ليسا حقيقيان، أو لعله قام بجريمة بشعة في صغره، ولكننا كنا بعمر العاشرة فقط حينها! كيف له أن يقوم بجريمة بشعة في ذلك السن!

هذه المرة عجزت حقا عن إيجاد حل وإيقاف دماغي عن التفكير، وعندما شعرت برعشة خفيفة من النعاس تحاول اختطافي، أسرعت إليها وعانقتها كي تنتشلني من بؤس أفكاري، ثم أعلم أنني قد أستيقظ مجددا بالغد، لا بأس يا عقلي المسكين سأجعلك تعمل أكثر في هذه الفترة.

....

«وطني الغالي، شعبي العالي.»
«وطني العالي، شعبي الغالي...»
«أُلبي نداكٓ ، روحي فداكٓ.»
«قلبي رصاصة في صدر عداك...»

حاولت تجنب الأصوات الخارجية التي انتشلتني من غمرة أحلامي ولكنني فشلت في فعل ذلك: «تبا لمَ؟ تنشدون للوطن في هذا الصباح الباكر.» قلت بانزعاح شديد وقد غطيت رأسي بوسادة الريش الناعمة. والتي ونعم الوسائد سمحت بمرور الصوت إلى أذنيّ الصغيرتين كما لو أنني لم أفعل شيئا.» يوجد شخص يريد أن ينام هنا.

اللعنة على اليوم الذي جئت فيه إلى هنا، حركت يدي بكسل على طاولة الزينة الصغيرة التي كانت بجانب سريري ولمست ما عليها من أشياء حتى وجدت المنبه، أدخلته أسفل الوسادة ونظرت بتشوش: «هل هي السادسة وعشرة دقائق صباحا أم أنها العاشرة وستة دقائق!»

✓من يبحث عنها؟ [1] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن