الفصل35 {بين جُرفَين}

1K 131 97
                                    


❤بسم الله❤

عندما انتهت تلك الرقصة الهادئة، ابتعد إيلارد عني قليلا ليقول بابتسامة: «هل أخبرتني أنكِ لا تجيدين الرقص؟ كاذبة.» ضحكت وسرت بجانبه نحو طاولتنا لنجلس مجددا بينما يضع الآخر حقيبتي جانبًا.
-«هل نعود؟» قال إيلارد فنظر أوكتافيوس نحوي ليعرف رأيي، وأنا بدوري وافقت على ذلك لأن الحفلة أضحت مملة، لن نهتم لمن نجى، ففي النهاية الأسوء كانوا واضحين بسبب حكاياتهم المقززة.

قمنا من أماكننا لتلاحظ حاكمة فونسيا إقبالنا على المغادرة، فاقتربت منا لتقف أمامنا بابتسامة متسعة بينما تقدم لنا صندوقا صغيرا: «كنا جد سعداء بزيارتكم، هذه أساور ذهبية صُنعت في فونسيا خصيصا لكم، وأعتذر منكم بسبب ما حدث قبل قليل، لن يتكرر ذلك.»

أومأ أوكتافيوس وأخذ العلبة منها ثم قال: «في النهاية لم يكن ذلك خطأكم، ولكن كان عليكم أن تراقبوا وتهتموا لما يقولونه لا أن تنصاعوا لنكد النساء فحسب.» أومأت آليتا ثم نظرت نحوي لتقول بابتسامة: «أعتقد أنها زيارتك الأولى لفونسيا آنسة أوركيد، أرجو أنها أعجبتك، وأشكرك لأنك انتبهت لذلك الخطأ قبل قليل.»

ابتسمتُ وحركت رأسي لتُفتح البوابة أمامنا أخيرا، كنت أريد العودة للمنزل، فقد تعبت وتناولت الكثير من الطعام، وكنت بحاجة لبعض الرياضة والنوم مباشرةً، ولكن لا يبدو أنني سأطبق ما أودُ فعله.

إيلاد مشى بجانبي ليقول بينما يحرك كيس الأقمصة بيده: «لديّ شيء لأخبرك به، ولكنني غير متأكد لذا لا أريدك أن تخافي.» كلماته تلك كانت كفيلةً بزرع الخوف بداخلي، ولكنني حاولت إخفاء ذلك كي لا يغير رأيه.

حمحم هو ونظر نحو أوكتافيوس الذي سار أمامنا مراقبًا الأحياء، بدا أنه غير قادر على سماعنا، لذا أخذ إيلارد  يشرح ذلك الموضوع: «تعلمين أنني وضعت ساكور لحراسة ڤيرا أينما ذهبت، وهي تقوم بعمل ممتاز ولا تتركها لوحدها أبدا، وبفضل ذلك، تمكنت من اكتشاف شيء خطير يحدث.»

نظرتي تغيرت، وشعرت أن مكروها ما حل بڤيرا، فكدت أسأله ولكنه استبقني مفسرا: «الجاهلة التي تحدث عنها هوميروس في التسجيل هي ڤيرا، إنه يسعى لجعلها في صفه، ويبدو أنه سينجح في فعل ذلك أوركيد.»
بلعت ريقي وبقيت أبحلق في وجهه وقد انخفصت وتيرة سرعتي.

«ما الذي تقوله؟» قلت لأبدي صدمتي فألقى نظرة نحو أوكتافيوس ثم قال: «لقد بدأ ذلك باستعمال قوته في إقناعها بقصص كاذبة، وأصبح يزورها باستمرار ويخدعها بكونها الأميرة الأصلية لآلاتراكابيان، ڤيرا لم تتقبل ذلك ولكنها أيضا لم ترفضه، في النهاية! هو طبق قواه عليها، جعلها تصدقه وتتفوه بالحقيقة المطلقة، أي أن الوضع لم يعد لصالحنا.»

✓من يبحث عنها؟ [1] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن