✓الفصل14 {صندوق مليء بالمفاجآت}

1.5K 140 62
                                    


***********💕 بسم الله 💕***********

الأنوار كانت كمن صنعت خصيصا بلون أسود لتصيب أعين الأبرياء بالعمى، روائح كريهة كانت تنتشر في المكان من كافة جوانبه، لم يكن هناك أي صوت سوى تيك تاك تيك تاك الخاص بالساعة الحائطية العتيقة، وكان بإمكان هانيل أن تتحسس شحنة من الطاقة السلبية تملئ المكان.

«لقد خُدعنا بالفعل» تمتمت وهي تحيط وجهها بكفيها محاولة بجهد تام تمالك أعصابها والتحكم في دموعها، ولكن عبثا، فقد أجهشت بالبكاء مباشرة لتحيط سو جسدها بحزن بالغ.

«اهدئي هانيل، سيأتي ذلك اليوم الذي لن تنفعهم فيه الخطط ولا المكر، لقد أخلفوا بوعودهم وانتهكوا حرمة المعاهدة، لن يسلمو بتلك الأفعال بتاتا» قالت محاولة مواساتها إلا أن ذلك الشاب الطويل صاحب الشعر الأسود قاطعها بنبرة مستفزة: «لسنا أطفالا، لايجب أن يصبر الجنود أنفسهم بعبارات كتلك، علينا أن نصبر أنفسنا بالنتائج فحسب.»

«رودريك...» أوقفته لوليانا بنظرة عميقة فآثر الصمت، كانت هانيل في حالة يرثى لها، الدموع غطت وجهها الأشقر بالأكمل على عكس عادتها، كانت دائمة الابتسام، لم تعهد شفتيها شيئا غير الضحك المستمر أو الصراخ الهستيري المرح، ولكنها الآن! حزينة بشكل مبالغ فيه.

«هل علينا عد الخسائر أم أننا معتادون الآن؟» رفع الجميع نظره نحو صاحب الصوت لتتوقف أنفاسهم في منتصف صدورهم، شعروا حقا بأن اختناقا عظيما يفتك داخلهم «أوكتافيوس، أنت طرف مشارك في هذا أيضا، لا تكن بغيظا.»

«لست هنا بصفتي الجندي الذي كان معكم في ساحة المعركة، أيها الجنود النبلاء، أنا هنا بصفتي سمو الأمير، ولأوضح ذلك أكثر، جئت لأوبخكم عما حدث قبل ساعات من الآن! وهذا يتضمنني أيضا» قال بحزم فرفعت هانيل نظرها عنه وتنهدت بقلة حيلة.

«فلتجتمعوا جميعا حول طاولة الاجتماعات، أريد أن أناقشكم واحدا واحدا نيابة عن الملك، ليس بحالة تسمح له بمناقشتكم» قال بنبرة حادة والتفت ليتجاوز جسد الحراسين اللذان كانا يتبعانه كالظل، إلا أن عبارة من أحدهم جعلته يتراجع عن الخروج من الثكنة ليلتفت نحوهم بنظرة حادة «هل ستحاسب نفسك أيضا!»

قاطع نظرته الحادة تلك وقام بتعويضها بابتسامة ساخرة، واقترب من صاحب الجملة ثم دنا نحوه ليدب رعب طفيف في أوصاله «عليك احترام القوانين أيها الجندي آرسينيو، إن كان لك رأي آخر، بإمكاننا أن نتناقش فيه بطريقتي الخاصة!» واستدار دون أي إضافات متجها نحو المخرج «هذه الهزيمة كانت ضربة قاضية لأرضنا، سنحرق في ظرف ثلاثة أيام إن بقينا على هذه الحالة » تمتم ثم أكمل طريقه نحو وجهة مجهولة.

✓من يبحث عنها؟ [1] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن