✓الفصل9 {سوليفان واحد منا}

1.7K 178 157
                                    

بسم الله:

كان هناك شيء خلف أذن سوليفان بالفعل، إنه وشم مشابه لخاصتنا إلا أنه صغير الحجم، لم أكن أعلم أن فئة من الأصدقاء غريبو الأطوار سيكونون على انتشار واسع كهذا، حتى أننا وبالصدفة وجدنا فردا منا، سيكون الموضوع جديا هذه المرة، فإيلارد نفسه كان متفاجئا مما حدث.

«ما بكما؟ لمَ استغربتما لهذه الدرجة؟ أيها الجندي إيلارد، سوليفان واحد منكم وعليكم ضمه لكل شيء تقومان به، إنه أمانة كوخ والملك العظيم.»

تمتم الرجل بهدوء تام وهو يتحدث مع إيلارد مما أثار توتري «جندي! أين سمعت هذا من قبل؟ ايلارد ليس بجندي يا سيدي إنه طالب معنا، ثم إني أريد توضيحا لكل ما يحدث، من أين عرفت بسر الوشم ولمَ يملك سوليفان واحدا مثله؟»

فابتسم العجوز وكاد يجيبني إلا أن سوليفان نطق أخيرا بعدما استفاق من شروده: «كان هذا الشيء موجودا منذ صغري، كل ما أتذكره هو أن عمي كوخ أخبرني باستمرار عن ضرورة إخفائه، لذا حاولت أن أترك شعري طويلا بما يكفي لذلك، الغريب هو أني لم أفهم علاقتكما بي؟ لمَ نملك نفس هذه الرسومات على أجسادنا؟»

أكمل جملته وهو يرمق عمه بقلق فجلس الآخر على مقعده وأخذ يقول بنبرة مسالمة: «أحيانا تحدث أشياء لا ولن نفهمها يا أولادي، من يدري؟ لعلها توجد أشياء أخرى خفية لا يعلمها البشر، أنتم تعرفون الآن أن هناك شيء غريب بانتظاركم وأنكم لستم مجرد بشر عاديين، حتى لستم مجرد كابينيين عاديين، لذا عليكم أن تبدؤوا في حل الأحجية التي وضعها كوخ، والتي حرص بكامل جهده أن تكون مناسبة لثلاثتكم فحسب.»

عقدت حاجباي بعدم فهم لألاحظ نفس الملامح على وجه سوليفان «لاترا... كبي... ما يعني هذا يا عمي؟» تساءل سوليفان فأومأت موافقة إلا أن عمه أجابه بحدة: «لا تحاول استدراجي يا صبي، توجد آذان في كل مكان، لن تثق حتى في الجدران هذه المرة، حتى أن ما قلته قبل قليل كان خطرا للغاية لإيقاظ ناقوس الموت خاصة على ثلاثتكم.»

«لازلت خاوية الفهم» تذمرت وأنا أرمق إيلارد بطرف عيني فأجابني رافعا يديه: «لن أقول أي شيء لأني مصدوم بالفعل حاليا، وأنت أيها العجوز، لقد قلت كلاما خطرا قبل قليل وكدت توقعنا في مشكلة عويصة، انتبه لما تقوله.»

فضحك العجوز ورفع عصاه ليضرب ساق إيلارد بخفة وتمتم: «شباب هذا الجيل، لا قلب ولا قالب.»

ثم أكمل وهو يشرح لنا باختصار: «كل ما علي أن أقوله، هو أن شقيقي كوخ كان من أقرب الناس للملك العظيم، وكان بمثابة الوزير في هذا الوقت، كنا نعمل سويا لدى الملك، وكان سوليفان يعيش معنا لأن والداه توفيا منذ ولادته في حادث أليم، ومن شدة حب الملك لشقيقي كوخ، كلفه بصنع تلك الأحجية من أجلكم، ولا تسألوا عن أي تفاصيل حتى تكونوا على يقين من شيء ما، فإن كان فضولكم يجبركم على ذلك فعليكم بإيجاد حل لتلك الأحجية.»

✓من يبحث عنها؟ [1] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن