✓الفصل5 {خارج عن الطبيعة}

2K 214 69
                                    

******************بسم الله *****************

لا أعرف لمَ واللعنة تفوهت بتلك الكلمة الغريبة «أوكتافيوس» ما الشيء المثير في هذه الكلمة حتى صرخت بها ما إن اشتد بي القلق؟ أعتقد أنني جننت بالفعل، كله بسببك إيلارد.

فتحت عينيّ بتوتر شديد ونظرت نحو جميع الموجودين لأجدهم منشغلين في ترتيب الحفل واستقبال الحضور، أيعقل؟ لم ينتبه أي أحد لما تفوهت به الآن؟ ما الذي يجري بحق الله!

نظرت نحو إيلارد بحاجبين معقودين وأنا أتنفس الصعداء فوجدته بحالة مشابهة لخاصتي تماما، كان يكور قبضته ويستند بها على الطاولة وملامح الألم بادية على وجهه، لقد خرج الموضوع عن نطاق المعقول بالفعل؟

«ماذا يجري؟» تمتمت بتوتر وأنا أضع يدي على قبضته فتنفس هو بعمق ثم قال: «ما الذي فعلتِه الآن أوركيد؟»

«ماذا فعلت؟» قلتها بحزن وأنا أرتعش دون أي إرادة مني، أشعر وبشدة أنه يوجد سر عظيم في الموضوع، حتى أني بدأت أتوقع أمورا أسوء بكثير من مجرد سحر وشعوذة!

«لا تكترثي» قالها وهو يحاول استرجاع أنفاسه فاعتدلت في جلوسي وبقيت تائهة في الفراغ، أنا متأكدة الآن أن الموضوع أعمق بكثير من كونه غريبا، يجب أن أفتح ذلك الصندوق فور عودتي للمنزل.

.
.
.

لقد كان اليوم مملا للغاية ولم أجد فيه أي متعة، أتعلمون ما هو مفهوم المتعة بالنسبة لي؟ إنه ازعاج أختي أوركيد بالتصرفات الباردة طبعا، فكلما استمرت بقولها «ڤيرا توقفي، أصمتي، اذهبي» كلما ازدادت رغبتي في فعل ما تكرهه.

لم تكن المدرسة متعبة للغاية اليوم لأن أستاذ الرياضيات لم يحضر، فعدت للمنزل مبكرا بفضل هذا الأستاذ الكريم ودلفت غرفتي مباشرة لأغير ثيابي وأستحم براحة.

أكملت قائمة المهام المزعجة تلك ثم نزلت نحو المطبخ حيث أمي وأبي، ألقيت التحية على كلاهما ثم جلست بجانب والدي الذي كان يقرأ جريدته: «أبي، ستشعر أوركيد بخيبة أمل عظيمة بسبب غيابكما عن الحفل، أشعر بالأسى تجاهها.»

فخاطبني والدي ببرود وهو يضع ما بيده جانبا: «يجب أن نتصرف معها بهذه الطريقة بعد اليوم يا ڤيرا، أوركيد مجبرة على إيجاد أهلها الحقيقيين، وأنا أيضا لا أريد أن أفسد حماسها ولكن كل ما أفعله لأجلكما، كي تعيشا بسلام حيث تنتميان.»

فعقدت حاجبي ونظرت نحو والدتي متسائلة: «ولكننا أسرة منفية! كيف سنعود مع اوركيد إلى ألاتراكابيان؟»

فالتفتت والدتي نحوي وفي عينها لمعة حزن مخفية ثم قالت: «أنت فقط من سيذهب يا ڤيرا، لازالت تأشيرتك موجودة، لقد طلب والدك من إيلارد أن يأخذك عندما يحين الوقت معهما، وستعيشين بسلام مع ابنة عمك يا حبيبتي.»

✓من يبحث عنها؟ [1] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن