✓الفصل17 {أين أنا؟}

1.2K 149 60
                                    

❤بسم الله❤
عملنا من قبل تفجير لأحد الفصول بالتعليقات، فجرو هذا أيضا لحتى أتحمس وأكتب☺️❤
______

بينما كان العالم منشغلا في التخلص أو تجنب نكبات الحياة، كنت أنا أرمي بنفسي إليها كما لو أن روحي رخيصة، الجميع يحاول تصليح علاقاته بالمجتمع، ولكن أنا! كنت أخربها أكثر في كل مرة، صحيح أن الحياة معاكسة لإرادتنا دائما، إلا أنني وهذه المرة تمكنت من جعل الحياة غاضبة! لأنني في حد ذاتي كنت ضد نفسي.

كنت جالسة قبالة الساعة المنزلية العملاقة التي جعلتني أخيرا أدرك قيمة الوقت الذي كنت أهدره هباءً في السابق، آ أجل الوقت! ذلك اللعين الذي لم يسمح لي بقضاء أسبوع أخير مع أسرتي على الأقل، إن كان الوقت بشرا لكنت قتلته منذ أمد بعيد.

بقيت أحرك قدماي المرتعشتين بتوتر شديد منتظرة أي كلمة من والدي أو والدتي، ولكن كلاهما اختارا الصمت كما فعلت أنا، فقرر إيلارد أن ينهي ذلك الصمت اللعين قبل فوات الأوان قائلا: «سنذهب للجامعة بعد قليل لذا دعونا نتحدث حول، ذلك الموضوع... تعلمان.»

أومأ والدي على مضض بينما قامت والدتي من مكانها لتنزع ذلك القميص الصوفي الطويل الذي كانت ترتديه وتمد يدها نحوي بنظرة كئيبة قائلة: «ارتديه مادام دافئا، لازلت كما أنت، تحبين السير تحت المطر.»
كانت متوترة، وأنا أكثر من يعرف تلك النبرة التي استخدمتها، لو كانت بخير لوبختني بسبب جسدي المبلل وسيري تحت المطر!

«أمي، لاداعي لهذا أبدا، إنني غاضبة أصلا وحنانك المبالغ فيه سيزيدني غضبا لذا...» وصمتت عندما فشلت في إختيار كلمات مناسبة لتوديعها، أودع من و من يودعني! من كنت أشعر أن الحياة من دونها لن تكون سوى ذهابًا وإيابًا، من كنت أرسم خطان ودائرة وأضع قلوبا فوقها قائلة بأن هذه أمي.

هل أودعها الآن! أم أحمل خيبة آمالي وأخرج من هذا المنزل المليء بالذكريات نحو وجهة لا مفر منها،
عيناها كانتا مليئتان بالدموع، وجهها مكفهر، ونظراتها النائحة نحو والدي كانت كفيلة بجعله يخفي وجهه بكلتا يديه بحركة لا إرادية منه كما كنت أراه سابقا يمسح على لحيته في حالة غضبه وقلقه.

«هل ستودعينني يا أمي؟» سألتها بصوت كاد يكون منقطعا، والنغمة تتوقف بين كل حرف وآخر، كنت كمن يعزف لحن الموت على جثة أحبائه، يحاول كبت دموعه، ولكن ويا للحسرة، انفجر باكيا وهو يجثو على ركبتيه يودع عينه التي دونها لن يرى، وقلبه الذي دونه لن يحيى.

إيلارد غادر الغرفة وسمح لي بقضاء دقائق كانت من أسوء أوقات حياتي رغم أنها بين أحضان والدتي، كنت أبكي كطفلة صغيرة تشاهد رحيل والديها أمام عينيها، ورغم أنها كانت تجهش بالبكاء وتمسح على رأسي بيديها المبللتين، إلا أنني شعرت ببعدي الشديد عنها، ليتني، ليتني فقط أستطيع أخذها معي في قلبي!

✓من يبحث عنها؟ [1] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن