الفصل41 {صدمةٌ دون هوية}

1K 124 141
                                    

❤بسم الله❤

ربما كان ما فعلته جنونيا، ولكنني سأفعله مجددا إن عاد بي الزمن حتى إن لم تتدخل قوتي في ذلك،  فقد استفزني ذلك الوغد كثيرا،  وجعلني أخاف على شقيقتي، كما أنني لحد الآن لازلت أتألم بسبب ضرباته،  ولازال وجهي مليئا بالدماء.

إبعادي لجثته لم يكن لسبب معين، أردت فقط الحصول على مزيد من الوقت، فهم سيكتشفون ذلك عاجلا أم آجلا، وكل ما كنت خائفةً منه هو غضب الجنود، فهذا الخبر سيجعلهم يفقدون صوابهم.

أمرت سائق المركبة بأن يذهب لأنني أردت السير، حاولت أن أخفي وجهي عنه بقدر الإمكان كي لا يركض ويخبر الجنود بذلك، لم أرد أن أصل للبيت مبكرا، فقد أردت المزيد من الوقت مرة أخرى!

مشيت ببطئ إلى أن تجاوزتُ تلك المنطقة النائية ووصلتُ إلى سوق الأهالي، أصبحتُ أعرف هذا المكان جيدا، ولكنني تلقيتُ نظرات مستغربة منهم بسبب شكلي، وبسبب الجروح والندبات على وجهي.
اتجهت نحو إحدى السيدات وقلت بتعب: «هل لديك ماء؟» أومأت هي وركضت نحو الداخل لتحضر بين يديها ابريق ماءٍ وكأس.

أخذتُ أرتشف منه بصعوبة فدخلت مجددا وجلبت بعض الأدوية والضمادات: «أسفي على ابنتي الجميلة، من فعل بكِ هذا؟»
ابتسمتُ في وجهها بتألم وقلت: «لن تصدقيني إن أخبرتك، إنه شخص لايحب هذا الوطن.»

ظهرت ملامح الحزن على وجهها ومسحت دمائي ثم بدأت تعالجني بينما تقول: «لا تختلطي بهؤلاء الحمقى فلا نفع يأتي منهم.»
- «أنا مضطرة للاختلاط بهم، فهذه مسؤوليتي.»
صمتت عندما آلمني الدواء فربتت على كتفي وقالت: «هل أنتِ عسكري؟»

حركتُ رأسي نفيا فتوقفت هي قليلا عمّا تفعله لتقول بشك: «أنت! تلك الفتاة؟ التي أنقذت الطفـ... تذكرت، أنتِ خطيبة الجندي الثالث أ ليس كذلك؟» أومأتُ فعقدت حاجبيها مانعة دموعها من النزول ثم أكملت ما كانت تقوم به: «يبدو أنك أصبحتِ مسؤولة مثلهم، ولائي لك ياصغيرتي، تبذلين جهدك لمساعدتهم، أنا حقا معجبة بك.»

ابتسمتُ متناسية جروحي فقال ابنتها بينما تخرج من المنزل وقد سمعت كل ما دار بيننا من حوار: «لقد أصبح حلمي أن أتزوج بجندي وأن أصبح بطلة مثلك، فأنا... كنت غبية قليلا ولم أتمكن من نيل تلك المرتبة، أنتِ محظوظة.»  ضحكتُ فتقدمت هي منا لتقول بصوت مرتفع: «أيها الأهالي، هذه خطيبة الجندي إيلارد، لقد هاجمها أحد الأعداء، أعتقد أن علينا أن نثق بها.»

حاولت إيقافها ولكنها ابتسمت بثقة وقالت: «ليس من شأنها التدخل في قتالات كهذه، كونها جندية لا يجعلها مجبرة على تعريض نفسها للخطر، ولكنها فعلت لأجلنا، تماما كما أخبرتنا في خطابها ذلك اليوم.»
ابتسمتُ من قلبي، وشعرت بالفخر، فأخيرا حصلت على حب من هؤلاء الناس، من شعبي وأهلي!

✓من يبحث عنها؟ [1] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن