✓الفصل40 {أتباعٌ خونة}

1K 127 154
                                    

❤بسم الله❤

الموت لا يأتيك إلا مرة واحدة في العمر، لا تستهن بتلك العبارة، فبعض الأشخاص يقولون أنهم يفضلون الموت على حياة كهذه، هم محقون بعض الشيء، ولكن الموت لا رجعة فيه، ولا أحد يدري كيف ستكون نهايته، لذا لا يحبذ التعجيل في أمور كهذه.

ربما اختارت الحياة أن تكون صعبةً معي، أن تعذبني وتستمر في تعذيبي إلى أن أتعب وألجأ للموت، ولكني لم أكن قادرة على فعل ذلك، فأنا وعلى عكس ما أظهر، أملكُ شخصيةً ضعيفة جدا، لا يمكنني إيذاء نفسي حتى.

كل محاولاتي في قطع وريدي باءت بالفشل، أنا حتى لم أتمكن من لمس يدي بقسوة، واستعملتُ غصن شجرة صغير كسلاح! إنسان مثلي لايقوى على جرح نفسه كيف سيتمكن من تحمل تلك الجروح العميقة؟ والتي وللأسف سقيت بملحٍ صافٍ ليتفنن الألمُ في أغنيته، وليرسم لوحةً مرعبةً في مصيري، لونها أسود.

«أوركيد...» أحدهم ناداني فتجاهلتُ الصوت لتلمس يده كتفي: «مر يومين دون أن تأكلي شيئا.»
سكتت فأكمل إيلارد ووضع كيسا به طعام بجانبي ليجلس على العشب قائلا: «هل الجلوس في الحديقة هكذا باستمرار يروقك؟ لا طعام، لا نوم، لا تدريب. هل تعتقدين أنك تقومين بتصرف جيد الآن.»

تجاهلته مجددا فحاول التقاط وجهي وقال بينما يركز في ملامحي: «شفتيك لونهما أبيض ومقزز، هل تعتقدين أن أوكتافيوس سيعجب بشكلك المقرف هذا؟» نظرتُ نحوه ببرود ثم التفتت مجددا كأنني لا أكترث.

تنهد هو وقرب مني كيس الطعام ثم قام للمغادرة، ولكنني فقط أمسكت بيده وقلت بنبرة باكية: «ابق معي.»
فجلس مجددا وسحبني نحوه ليحيط يده حول كتفي بينما أستند برأسي على كتفه: «هذا مصيرهما، ريما وسوليفان عملا بجهد لمساعدتنا وحماية الأهالي، موتهما ليس شيئا غريبا أوركيد، فهذا هو مصير الأبطال.»

بكيت بصوت أعلى فربت على ظهري وقبل رأسي متمتما: «افعلي ما تشائين، ابكي واصرخي ومزقي الأشياء إن أردتِ، ولكن لا تحرمي نفسك من الطعام والنوم، هذا سيجعلك تفقدين طاقتك، وستحدث أشياء أخرى سيئة بعدها.»

كدت أجيبه ولكنني قوطعت بصوت ليسي التي قالت من خلفنا: «منذ أن توقفت عن تناول الطعام وأنا أفعل المثل أوركيد، إن لم تأكلي فلن أفعل، وسأموت بسببك حينها.» التفتتُ نحوها لأتفاجئ بشحوب وجهها وتلك الهالات السوداء أسفل عينيها «ليسي» قلتُ فحركت رأسها بعناد وهمست: «إن دخلتِ وأكلت سآكل معك.»

لم تكن بيدي أي حيلة، فنظرة إيلارد أكدت لي بأن ليسي لم تأكل حقا، فقمت من مكاني واتجهت بصحبتهنا نحو الداخل، نحو منزلي الذي لم أدخله لمدة يومين.

خلال اليومين السابقين، قمنا بدفن سوليفان وريما ببالغ الأسى، فقدت كل طاقتي، ولم قادرة على التحدث حتى بعد رؤية أعز أصدقائي وهو رماد، ڤيرا حاولت التواصل معي من السجن ولكنني لم أكن قادرة على إجابتها، كان شعورا مشابها بذلك الذي غمرني عند وفاة والديّ.

✓من يبحث عنها؟ [1] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن