✓الفصل29 {أوكتافيوس غريب!}

1.3K 139 159
                                    


❤بسم الله❤

كل ما كنا نراه في الكوابيس أضحى حقيقة، لاتصدق أكاذيبهم، الذئاب والأسود، الأشباح والعفاريت، كلها ليست مخيفة، الحرب فقط من يمكن وصفها بالمخيفة، ففيها ستجد الذئاب والثعالب، ستجد الأسود وطبعا ستجد الكلاب.

ما أقوله ليس منحصرا في حرب واحدة أو في قتال معين دون غيره! كلا، جميع الخلافات في هذا الكون هكذا، كلها من نفس الطراز، كلها مليئة بحقد الذئاب ومكر الثعالب، القليل من الأسود ستدافع، والكثير من الكلاب ستندفع، وفي النهاية! النمل وحده من سيُدهس.

ليسوا نملا لأنهم ضعفاء، بل لأنهم أقوياء، فالنملة بصغر حجمها قادرة على بناء منزل، على عكس الذئب الذي يبيت في العراء.

سيارات الإسعاف نقلت المتضررين إلى مستشفى آتراكسيا مباشرةً، الضحايا تم إبلاغ عائلاتهم ونقلهم إلى المستشفى هم أيضا لأجل حماية الجثث، الجنرالات جهزوا طاقم عمل جديد لمركبة الجنود، بالنسبة للطاقم السابق فقد تم الإبلاغ عن مكانهم قبل وصولنا إلى هنا حتى كي يهتموا بجثثهم.

إيلارد تمكن أخيرا من التحدث مع لوليانا والتي أخبرته بأنها بخير، كنت أتنصت على حديثهما والذي جعلني أقول تلقائيا: «دعها تبقى معنا إلى أن تتحسن حال آتراكسيا.»

إيلارد التفت نحوي ليتأكد ما إن كنت متأكدة مما أقوله، فأومأت بابتسامة لينظر هو نحو أوكتافيوس الذي قال بملل: «لابأس.»
نقل لها الخبر فانطلق صوتها المرتفع بينما تشكرنا وتعد بأنها ستبقى هادئة.

الأهالي في الجهة الأخرى أعادوهم لديارهم وتم إبلاغهم بكل ما يخص ذويهم سواء كانوا ضحايا أو متضررين، أما المبنى فقد خمدت نيرانه وبدأ يصبح شيئا من الذكرى، كنت أشعر كمن رأى كابوسا سيئا واستيقظ منه، ولكن آثاره لاتزال طاغية.

نظرت نحو أوكتافيوس الذي كانت هناك قطنة ودواء بيده بينما يقوم بتعقيم جروحه الصغيرة ثم قلت وأنا أجلس بجانبه على تلك الألواح: «هل تداوي هذه الجروح الصغيرة فحسب! كنت أعتقد أن شخصا مثلك لا يشعر بالألم.»

نظر نحوي نظرة خاوية جعلتني أعقد حاجباي ثم قال: «هل أنتِ سعيدة بما فعلته مثلا؟»
- «ماذا فعلت؟»
- «تعتقدين أنك قمت بمساعدتها؟ أنت لم تفعلي أي شيء، فقط دخلت وعرضت نفسك للخطر ثم خرجت! وتعرضين عسكريا مهما للطرد أيضا، فقط لأنني أمرته بحمايتك.»

«هل ستطرده؟» قلت وقد اتسعت حدقتاي فأجاب: «من يعصي أوامري يُطرد.»
- «ولكنه لم يفعل أي شيء، هو فقط لحق بي كي ينقذني، يفترض بك أن تكافأه.»

نظر نحوي ساخرا وهمس: «حياتك ليست مهمة جدا بالنسبة لي حتى أكافأه، سأعاقبه.»
«لمَ لم تدخل أنت لإنقاذي إذا؟»
«لأن الغبي أخبرني بأنه سيأخذك لمكان بعيد عن النار لأنك اختنقت، ولم أنتبه لدخولكما.»

✓من يبحث عنها؟ [1] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن