الحياة سلبتني كل شيء

البارت الخامس عشر

بدأت رنيم تقرأ له، ولكن جواد كان منشغلا بالتأمل فيها، لقد كانت في غاية الجمال تمتلك عينان زرقاوتين وشعرا اشقرا طويلا يصل الى اسفل ظهرها وشفايف حمراء مثل الفراولة.
ظل جواد يتأمل جمال رنيم لم يكن يسمع ماذا تقول.

وفجأة رنيم نادته بصوت مرتفع وقالت له : في ماذا تفكر؟ لمن اقرأ انا الان؟
جواد اعذريني فقد انشغلت بالتفكير قليلا.

رنيم : حسنا استمع الان.

اكملت رنيم القراءة وكان جواد يستمع اليها ، ظلت رنيم تحكي له طرائف وقصص ومواقف مضحكة جدا، و كانا يضحكان معا بأعلى صوتهما.

كان جواد يتمنى ان لاتنتهي هذه اللحظات الجميلة ابدا.

واثناء حديثهما نهضت رنيم وقالت ل جواد : انا ذاهبة اعتني بنفسك جيدا.
جواد : حسنا رافقتك السلامة.

عادت رنيم الى منزلها وكانت متعبة جدا، حتى انها لم تنظر او تتفقد وسيم.
دخلت الى غرفتها ونامت مباشرة.

استيقظ وسيم وذهب ليرى رنيم فوجدها نائمة، ذهب ليوقظها وقال لها : الن تذهبي الى صديقتك انتي قلتي ان موعد عمليتها سيكون في صباح اليوم.

رنيم بصوت تعبان ونعسان : ابتعد عني، انها عملية قلب تتطلب ٨ ساعات حتى تنتهي، لذلك دعني اكمل نومي.

ذهب وسيم ليأكل ويشاهد التلفاز.
ظل يشاهد ويلعب بهاتفه، ومرت ساعات واحس بالملل، وسأل نفسه ايعقل ان رنيم لم تستيقظ حتى الان؟ لقد مرت ثمانية ساعات بالفعل عليا ان اوقظها.

طرق باب الغرفة ثم دخل، ولكنه وجد رنيم تستعد للخروج من المنزل.
سألها وسيم هل انتي ذاهبة لصديقتك؟
رنيم : اجل هل ترافقني؟
وسيم : لاداعي
رنيم : حسنا، استمتع بوقتك.

وسيم : حسنا ولكن الن تأكلي شيئا قبل الخروج.
رنيم : لانفس لي، كل ما افكر به الان سيلين.

خرجت واتجهت الى المشفى ثم توجهت الى غرفة سيلين.
طرقت رنيم باب الغرفة ثم دخلت ولكنها تفاجأت ان سيلين غير موجودة.

بدأت رنيم بالقلق و قالت في نفسها : هذا لا يبشر بالخير ان عمليتها حسب خبرتي الطبية تستغرق بحد اقصى ٨ ساعات، والان مضت اكثر من ١٠ ساعات ولم تعد الى غرفتها وهذا لايبشر بالخير.

بدأ القلق يتملكها والعديد من الافكار تدور في ذهنها اصبحت مشتتة وخائفة.
ركضت بسرعة الى موظف الاستقبال وقالت له : هنالك فتاة تدعى سيلين في الغرفة ٢٢ اجرت عملية قلب اين هي؟ ، او اين غرفة عمليتها؟

اخبرها الموظف بمكان غرفة عملية سيلين، واتجهت رنيم مسرعة اليها.
رأت رنيم ام سيلين غارقة في البكاء، ذهبت اليها رنيم وسألتها هل سيلين بخير؟
كانت رنيم خائفة من ان تسمع خبر موت صديقتها.

ردت عليها الام بصوت مخنوق ومتقطع : اجريت لها العملية وبعد ان خرجت ب دقائق حدثت لها مضاعفات وارجعوها ل غرفة العمليات مررة اخرى وقد كان واضحا على وجوه الاطباء ان الوضع خطير، اني افقد ابنتي يارنيم 💔.

حاولت رنيم مواساة الام بالرغم من المها الشديد الا انها لم تظهره ل ام سيلين فقط قامت بتهدأتها.

بعد مرور فترة من الزمن خرج الطبيب المسؤول عن العملية.
ركض كل من رنيم وام سيلين مسرعتين : هل سيلين بخير؟
ابتسم الطبيب وقال : اجل انها بخير لقد نجحت العملية.
لم تستطع رنيم تمالك نفسها ولا اراديا قفزت وحضنت الطبيب وقالت له اشكرك من اعماق قلبي، لقد انقذت اعز ما املك.

ذهل الطبيب ولم يعلم ماذا يقول. انتبهت رنيم لما فعلته وابتعدت عن الطبيب واصبح وجهها شديد الاحمرار من شدة الخجل واعتذرت للطبيب عن مابدر منها.

تمت اعادة سيلين الى غرفتها واخبروها انها تستطيع الخروج بعد اسبوع من المشفى.

بعد مرور عدة ساعات اسيتقظت سيلين و وجدت كل من امها و رنيم بجانبها وبدآ بالتحدث معها ويحاولان جعلها تنسى الم العملية.

انتهى البارت الخامس عشر