الفصل الثاني

5.2K 128 5
                                    

الفصل الثاني
عشاء وتعارف
حدقت بقوة فى تلك العيون الزرقاء التى تقف امامها بثبات وملامحه تدل على الثقة والوقار وهو يقول بصوت عميق
" مساء الخير يبدو انك كنت بانتظاري "
لم تصدق نفسها لقد نسيته ونسيت لقاؤه من اين عرف عنوانها وهل كان جاد بالفعل فى دعوته لم ترد فعاد وقال
“ هل انت بخير لماذا لا تردين ..هل حدث شئ ؟"
هزت رأسها نفيا فقال " اذن الن نذهب انا حجزت بأحد المطاعم وارجو الا نتأخر لأنى سأضطر لإنهاء السهرة مبكرا لاننى على موعد "
لم تعرف ماذا اصابها ولكنها حاولت ان تستوعب الامر وهى تقول " كنت جاد اذن فى دعوتك "
ضاقت عيونه وقال" وهل بدا على اننى كنت امزح لست انا من يفعل لا وقت عندى للمزاح "
قالت " وانا اخبرتك اننى لا اخرج مع احد لا اعرفه وحضرتك لم تتقبل رفضي اذن هى مشكلتك "
مال عليها فمر عطره على انفها فأثار اعجابها كما هو منظره الجذاب هل يمكن ان تخرج مع رجل بمثل هذه الوسامة والرجولة الطافحة على ملامحه وجسده بينما بدت هى صغيرة جدا بجانبه وهى بالفعل صغيرة
سمعته يقول وهو يميل عليها ليصل لقامتها القصيرة “ والفضول ؟ الا نعيره بعض الاهتمام ثم كيف لا تعرفينى وانا اعرفكم جميعا هيا لا وقت للتأخير انتظرك بالسيارة ملابسك ملائمة لن نذهب لمكان فاخر لا وقت لدى اليوم "
من هذا الرجل استدار ولكنها اوقفته " استاذ مالك انا لن ات "
التفت اليها ونظر بعيونها نظرة اثارت رعشة داخلها وقال بقوة وكان بها بعض التهديد
“ اذن سأدخل واتناول العشاء عندكم لا مانع عندى من ان اتعرف على جدتك فانا لن اتناول العشاء الا معك  "
تراجعت من كلامه اذن هو يعرف عنها كل شئ ...حدق بعيونها لحظة ثم ابتسم واستدار وقال
" من فضلك لا تتأخرى انا بالسيارة "
ابتعد قبل ان تعترض اخبرت جدتها انها ستخرج للقاء احدى صديقاتها لم يمكنها ان تخبرها انها ستخرج مع رجل واى رجل انه ذلك الرجل الذى رفضته عائلتها
اخذت حقيبتها ولم تفكر حتى فى تغيير بدلتها البنية ولا حتى تسريحة شعرها التقليدية وانما تبعته الى السيارة السوداء التى جلس داخلها يدخن سيجارة فاخرة
عندما راها نزل وفتح لها الباب بأدب نظرت اليه فقال
“ تعلمت الكثير من اداب الاتيكيت نتاج سنوات الغربة "
ابتعدت من عيونه التى تجذبها بشدة وركبت السيارة اغلق الباب وركب بجانبها وانطلق بالسيارة تأملته فى صمت ويده العريضة تقبض على عجلة القيادة لم ينظر اليها وقال
“ اعلم ان لديك العديد من الأسئلة فقط نصل المطعم واسالى كما تشائين "
اندهشت من انه يفهم نظراتها فأبعدت عيونها وقالت " سيارتك جميلة "
نفث دخان سيجارته وقال " ليست سيارتى انها ايجار كنت اتمنى فى يوم ما ان اقود سيارة اخر موديل لذا كلما وصلت بلد استأجرت احدث سيارة بها "
حدقت به ثم قالت" عانيت الكثير ؟"
نظر اليها واحتار فى جمال عيونها هل يمكن ان تتحمل ما يريده ربما ولكن لا لن يضعف ولن يتخاذل
قال " اكثر مما يمكن ان يصل تفكيرك او خيالك "
انقبض قلبها ترى ماذا يخفى هذا الرجل وراء سنوات غربته وماذا يريد منها هل مازال لديه امل فى اختها
اوقف السيارة امام احد الاماكن المطلة على البحر ادخل السيارة فى المكان المختص ونزل فتح لها الباب وقال
“ كنت اتمنى ان نقضي الليلة بمكان افضل ولكن لم اجهز للأمر جيدا ثم هناك شئ اريد ان اريك اياه لذا سنتناول العشاء بسرعة ثم نذهب ."
تحركت امامه فى صمت الى داخل المطعم وقد لفحتها النسمات الباردة لشهر اكتوبر خاصة والبحر يلقي بنسماته الباردة عليهم .استقبلهم المسؤول بأدب وارشدهم الى مائدة بجانب النافذة اجلسها وخلع البالطو الطويل وبدت بدلته الانيقة فتح الجاكيت فبدا صدره البرونزي من فتحات القميص الذى ترك ازراره مفتوحه . جلس امامها وهى تتأمله فى صمت
نظر اليها وقال" ارى العديد من الأسئلة بعيونك من اين نبدء "
قالت مبدية عدم الاهتمام " من الان لماذا اصررت على خروجنا وانت تعلم انه غصب عنى ؟"
قال وهو يرتخى فى كرسيه " اصررت على الخروج نعم اما غصب عنك فاشك عموما انا اردت لقاءك منذ اول مرة رايتك عند الاشارة فقد كان لقاء قصير لذا لابد ان يتاح لنا الوقت الكاف للنقاش انه مجرد عشاء لماذا تصعبين الامر ؟"
احضر الرجل القائمة نظر اليها وقال" المكان هنا يقدم وجبات رائعة جربتها مرة او اثنان لم يمكننى ان ادخل اماكن كهذه قديما لكن الان مللت منها هل اختار لك ؟"
هزت راسها ولم تعترض ذهب الرجل بما طلبه مالك الذى نظر اليها فقالت " لماذا عدت ؟"
تراجع فى مقعده وقال " يا له من سؤال تبدئين به "
قالت" لماذا تظن اننى اريد ان اعرف عنك شئ؟ انت اختلط عليك الامر انها اختى من كنت تريدها وليس انا "
اقترب من طرف المائدة وقال بنظرة غير مفهومة " ولكن هى لم تكن تريدنى ما زلت اذكر وانت ايضا تذكرين"
قالت " اذن لنكتفي بذلك ونذهب فكل منا يعرف الحقيقة فلا داع للتمثيل "
واجهها بقوة " انا لا امثل واعلم انك لا تفعلين فرفضك لوجودى اراه بعيونك واعلم انى احضرتك هنا غصبا ولكن ايضا انا اردت ذلك وما اريده افعله "
قالت " لماذا ؟ ما الذى تريده منى انا لا اعرفك وانت لا تعرفنى لقد ظننت انك نسيتني كما نسيتك فلماذا ؟"
اشعل سيجارته ونظر اليها من وراء الدخان وقال " عيونك اعجبتنى بها شئ غريب يجذبنى .. "
كادت تنهض وهى تقول " انت وقح وقليل الادب "
امسك يدها بقوة ونظر بعيونها مباشرة وقال" اجلسي انا لم اعن شئ بكلامى هل تهدئى وتسترخي قليلا انا الان رجل لى سمعتى وأسمى ولا اجازف بأشياء تضيع كل ما بنيته والان اهدئي ولا داع لتصرفات الاطفال هذه نحن اكبر من ذلك "
نزعت يدها من يده وان تركت اصابعه اثر عليها وقالت بضيق " انا لست طفلة انا عندى عشرين عاما والان اخبرنى ماذا تريد منى ؟"
ابتعد وقال" اعلم سنك جيدا واعلم كل شيء عنك وعندما اراك استرجع معك شريط ذكرياتى منذ ان رفضتنى اختك اتعلمين كم كان الامر مؤلم جدا وقتها؟ ان اريد شئ ولا اصل اليه لمجرد اننى فقير ولا اشرف عائلتكم الكريمة هل تفهمين معنى ان ينكسر كبريائك ويتحطم بين يدى امرأة "
اخفضت عيونها وهى تشعر بانه يتألم ولكن لا دخل لها بالأمر وضع الرجل الطعام وابتعد تناولاه بصمت الى ان
قالت" انت تعمل هنا الان ؟"
قال " ليس لى مكان محدد انا اتصيد الصفقات "
نظرت اليه وقالت " لا افهم ما هو عملك اصلا ماذا يعنى تصيد الصفقات هذا ؟  وماذا فعلت خلال تلك السنوات "
نظر اليها وقال " فعلت الكثير فعلت ما انا عليه الان .. وعملي كما اخبرتك انى اتصيد الصفقات "
انهت طعامها وقالت " لا افهم "
انهى طعامه هو الاخر وقال " عندما قررت ان اسافر كان فشلي فى ان اصل لنور هو السبب الاساسي ولكن السبب الاخر ان والدى مات بعدها لاننى لم استطع ان احضر له الدواء او ادخاله المشفى لم يتوافر معى المال الكافى .. وقتها لم اكن ناجحا بأى شئ لا الكلية والدراسة ولا العمل ولا حتى حياتى الاجتماعية
مات والدى بالمرض ولم يكن باستطاعتي انقاذه فرحلت وانا اعلم ما اريد ساعدنى احد الرجال الذين كانوا من المشفقين على ابي على ان اسافر للخارج واعطانى عنوان احدهم هناك ..بهرتني ايطاليا بكل ما فيها ولكن هناك ليس مثل هنا هناك اما العمل واما الموت ..تعرفت على ذلك الرجل الذى اشار على بفكرة رائعة كان امامنا مطبعة انهارت من الخسارة اشتريناها بسعر بخس ثم اشرت عليه ان نطورها بأحدث الطرق التكنولوجية فأمدني بالمال وانا احضرت الخبراء والمختصين فأصبحت رائعة ثم عرضناها للبيع فاتت اسعارا خرافية وحققنا ربحا مائة بالمائة ومن هنا اصبحت هذه تجارتنا نشترى كل ما هو مستهلك ونعيد تدويره وبناؤه ثم نبيعه بأضعاف سعره ومع الوقت لم اعد بحاجة لشريك واستقليت بنفسي ووصلت لم انا فيه الان اطير من مكان لآخر للبحث عن الصفقات "
تراجعت وقالت " انها فكرة غريبة من اين اتيت بها؟ "
اطفأ سيجارته ونهض وقال" من قسوة الايام والفقر واشياء كثيرة هل نذهب لا وقت لدى "
اندهشت منه ومن تصرفاته وقالت وهى تنهض " الى اين ؟ "
وضع مبلغ كبير من المال فى دفتر الحساب وقال وهو يأخذ البالطو ويتقدم بجانبها
“سنذهب الى مكان قريب اريد ان اريك شئ واحتاج مهارتك فى العمل الم تتدربي جيدا  "
نظرت اليه بدهشة وقالت" من انت ؟"
اجلسها فى السيارة ومال عليها وقال " مالك عرفان صائد الصفقات "
زاد خوفها منه خاصة وهو يقودها بطريقة لا تمكنها من الرفض شعرت بالخوف يزداد بداخلها جلس بجانبها وقال " لا داع للخوف هكذا لست بسئ الى هذا الحد "
قالت " ولكنك كنت "
نظر اليها وقال" ها انت قلتيها كنت اما اليوم انا شخص اخر تعلم الكثير والكثير "
قالت " اكملت دراستك ؟"
هز رأسه وقال" نعم كان لابد ان اكمل الشكل الاجتماعي فأخذت الشهادة عن طريق السفارة واكملت طريقى "
كان بطريقه الى الميناء ودخل من البوابة دون ابراز هوية واندهشت فقال" كلهم يعرفوني لا تندهشي "
مازال يقرء افكارها هل هى واضحة الى هذا الحد ولماذا يصر على اصطحابها نظر اليها وقال" اختك تزوجت تامر اليس كذلك؟ "
ها هو يعود للبداية هزت رأسها وقالت ببرود " نعم وانجبت ولد واتبعته بفتاة جميلة"
لم تتغير ملامحه وانما قال " لماذا لم تلحقي بهم ؟"
قالت " فى البداية ماما رفضت بدعوى دراستى ولليوم لم تدعوني اليها ولم افكر بترك جدتى او عمى وبابا اوصانى بالشركة فلم افضل الرحيل وانت لماذا عدت ؟"
اوقف السيارة امام مرسي كبير للمراب التى توقفت هنا وهناك نظر اليها وقال" ربما اردت ان اواجه ضعفى لأستعيد قوتى "
تأملت عيونه وطالت نظرتهم فقالت " ضعفك انت ضعيف؟ واين القوة اذن "
ابعد عيونه وقال" ليس من الضروري ان يري الجميع ضعفى فانا لا احب ابداؤه امام احد فقد مات وانتهى يوم رحلت "
قالت بقوة " كاذب "
نظر اليها بقوة فلم تخف وانما اكملت "نعم انت كاذب ضعفك لم يمت انه يعيش داخلك ويلوح بعيونك وانت تحاول ان تخفيه وراء قناع القوة الذى تحاول ابداؤه امام الجميع ولكن ها هو ينخلع عنك لتبدو على حقيقتك الخوف من الماضى يطاردك "
حدق فيها بقوة لحظة ثم فتح السيارة ونزل اليها فتح لها الباب وقال " هل نذهب كى لا اتأخر "
نظرت اليه وقالت " هل اسال الى اين ليس خوف ولكن فضول "
قال " احد مشروعاتي الجديدة هل نذهب ؟"
تحركت امامه وقد لفحها البرد شعرت به يضع البالطو الثقيل على كتفيها ويقول " الجو بارد "
لم تعترض وهى تجذبه على كتفيها فشعرت بالدفء من ثقله ونعومة قماشته وعطره الذى انساب اليها
رأته يتجه الى احدى السفن الراسية فقالت وهى لا تصدق ما تراه " اليست هذه النورس ؟"
كانت تعرف السفينة فتخصص والدها كان التعامل مع السفن الكبيرة ارسال او استقبال البضائع على سفنهم المعروفة والنورس هذه كانت سفينة رائعة فى يوم ما وصاحبها منافس قوى لشركتهم وعرفت منذ فترة ان صاحبها قد ترك ادارة شركته لابنه الذى لم يكن رجل اعمال جيد فأضاع كل شئ واتلفت السفينة لدرجة انها كادت تغرق
هز رأسه وقال وهو يقودها الى سلم جانبى " نعم انها هى "
ساعدها على ان تصعد لأعلى حيث وجدا احدهم بالانتظار قال مالك بثقة " انت على اليس كذلك ؟"
“ نعم مالك بيه تفضل لقد اضأت السفينة الان لحضرتك "
امسكها برقة من ذراعها فاقشعر جسدها وسمعته يقول " حسنا عندما انتهى سأنادى عليك "
قادها داخل المكان الذى كان كبيرا جدا ولكن مهملا ومدمرا ببعض أجزائه
قال " اشتريتها منذ اسبوعين وأعجبتني فكرة اعادتها للمياه ما رايك ؟"
نظرت اليه وقالت" حقا انها افضل سفينة بالميناء لقد ارادها عمى ولكن المنياوى رفض بشدة "
لم ينظر اليها وهو يقول " ليس المنياوى بل ابنه وهو السبب بكل ذلك كما تعلمين والان انا اريدها ان تعود سأسلمها لمن يعيدها ثم ابيعها لمن يقدر قيمتها "
اسرعت تقول " وانا اشترى منك حتى ولو على حالتها هذه "
حدق فيها فقالت " بابا كان يتمناها وانا اتمنى ان البي حلمه "
لم يرد لحظة ثم قال " سأعيدها اولا ثم اعرضها بالمزاد لمن يدفع اكثر "
قالت بإصرار " وانا سأكون هناك وستكون لنا "
تعثرت بأحد الكراسي القديمة ففقدت توازنها وسقطت فالتوت قدمها فصرخت بألم اسرع اليها وقال
" ماذا حدث ؟ "
قالت بألم وهى تشير لقدمها اليسرى " اعتقد ان قدمى التوت انها تؤلمنى "
فجأة حملها كالطفل بين ذراعيه فقالت " ماذا تفعل انت اتركنى "
اجلسها بمكان مريح ثم امسك كاحلها فتألمت من جديد ثم اخذ يدلك قدمها بحنكة غريبة وهى تتألم بصمت ..الى ان توقف وبحث حوله حتى وجد مفرش قديم قطع منه قطعه ثم ربطه حول قدمها وقال اخيرا
" ليس بها كسر وانما تمزق قليل هى بحاجة لدهان وراحة اسف لم انتبه لك "
هزت رأسها وقالت وقد شحب وجهها " لا داع للأسف ولكن كيف عرفت انها تمزق "
ابعد عيونه وقال " عملت فترة بأحد المستشفيات قبل ان ابدء ما بدءت وتعلمت بعض الإسعافات الاولية "
هزت رأسها وقالت" نعم ادركت ذلك اسفة لم حدث هل افسدت لك ما كنت تخطط له "
نظر اليها بقوة وقال " الذى هو ماذا ؟"
قالت وهى تواجه عيونه بقوة " المفروض ان تخبرنى فانت من احضرنى هنا "
ابعد عيونه وقال" اردت ان اعرف ما اذا كان الامر يشغلك ام لا واردت ايضا ان اريك جزء من عملى "
نظرت اليه وقالت " او ربما حاولت ان تشبع غرورك من ان تتباهى امامى بانك حققت الكثير واهمها ان تلك السفينة التى كانت حلم كل الشركات اصبحت ملكك "
ابعد عيونه وقال" تتخيلين اشياء لا صحة لها "
حاولت ان تنهض ولكنها شعرت بألم فظيع فتألمت اتجه اليها اسندها وقال وهو ينظر اليها
" لم نهضت ؟"
لم تنظر اليه وهى تبعد يدها عنه وقالت " اريد ان اذهب لا داع لوجودنا "
لم يبتعد وقال بقوة " انا الذى اقرر وليس انت وقتما اشاء ننتهى ولا داع لتوقعاتك التى لا معنى لها "
واجهته بنفس القوة وقالت " ليست توقعات وانما حقيقة انت ادخلتنى حياتك كى تثبت امامى انك الان لست كما كنت وان نجاحك اصبح قويا ولكن على فكرة انا لا يهمنى كل ذلك انت كلك لا تهمنى انها نور هى التى تهمك وانا لست نور "
تحركت مرة اخرى ولكنها تألمت اكثر حاولت الا تبدى المها امامه لقد اصابت كلماتها صميم قلبه لم يكن بالفعل يعلم سر تمسكه بلقائها هل فعلا الامر كما قالت امسكها من ذراعها ونظر بعيونها وقال
“ انا لست ممن يتباهى بنفسه امام الاخرين انا اعلم جيدا من انا ومن انت انا فقط اردت ان اعرف رايك بالسفينة وما اذا كان الامر يستحق ما دفعته بها ام لا لم اظن ان تفكيرك يصل بك لذلك يبدو انك اصغر مما ظننت "
قالت بإصرار وهى تواجه عيونه " اذن انت لست بحاجة لرأى فتاة صغيرة مثلي ، ولكن لا يا استاذ مالك انا افهمك جيدا لا داع لكل ذلك من فضلك اتركنى اريد ان اذهب "
حدق بعيونها لحظة ثم قال " انت على حق لابد ان نذهب انا تأخرت "
وفجأة رفعها مرة اخرى بين ذراعيه فصرخت معترضة وقالت" من فضلك دعنى انا بخير "
تحرك دون ان ينظر اليها وقال " اعلم "
نزل بها الى السيارة اركبها وناد على الرجل ليطفأ الانوار ثم ركب السيارة وقاد فى صمت
لم تنظر اليه وهى تفكر فيما حدث كانت تعلم انه الان يريد ان ينفجر بها فقد واجهته بأغراضه الاساسية رن هاتفه اجاب باقتضاب فهمت انه ربما يكون مدير اعماله
اوقف السيارة امام منزلها فتحت الباب ونزلت بألم كى لا يحملها اتجه اليها وقال" انتظرى سأوصلك "
اسرعت تقول " لا ..لا . انا بخير لا داع شكرا لك "
اوقفها وقال" لم ينته لقاءنا سأتصل بك لنكمل ما لم نكمله "
اندهشت وقالت " انا لا افهمك " ساعدها على التحرك وقال" لا يهم هيا انا لابد ان اذهب ولا اعلم متى سأكون بمصر مرة اخرى ولكن ما ان اصل هنا سأتصل بك الى اللقاء "
كانت تقف امام باب الفيلا وابتعد هو وهى تتابعه بدهشه ماذا يريد منها ذلك الرجل ولماذا يصر على لقائها وماذا يريد منها هل مازال الماض هو الذى يحركه ام ماذا يخفى لها وراء قناعه الحديدي الذى يختفى وراؤه ..
يتبع…

صائد الصفقات وصغيرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن