الفصل الثامن عشر
خطف السعادة
عندما استيقظت لم تجده ولكنها رأته يخرج من الحمام ويلف وسطه بالمنشفة ويمسح شعره بأخرى فالتفت بالغطاء وتابعته سعيده بما كان بينهم ..ابعد المنشفة عن وجهه فراها تنظر اليه فابتسم وتوجه اليها وجلس بجانبها.. تورد وجهها فزادها جمالا
داعب وجنتها وقال" حتى عندما تستيقظين تبدين فاتنة صغيرتى ولكن صغيرتى الكسلانة التى لا تستيقظ؟"
ابتسمت وقالت دون ان تنظر اليه مازالت تخجل منه رغم ما كان " نعم اشعر انى نمت دهرا كاملا ولم ارد ان استيقظ "
انحنى عليها وقبلها قبلة طويلة قبل ان يبتعد قليلا وينظر لعيونها ويقول " نادمة "
احاطته بيديها وابتسمت وقالت " وهل ابدو نادمة "
داعب انفها وقال" تبدين فاتنة "
عاد الى شفتيها وحضنها الدافئ وازدادت قبلاته وانتقلت شفتيه الى عنقها واستسلمت له بسعادة وهو يندس تحت الغطاء بجانبها وكاد يكمل ما بدئه لولا ان دق الباب فابتعد قليلا عندما سمع صوت الدادة
“ الحاجة تنتظركم على الافطار "
ضحكت هى وهو ينفخ بضيق وقالت " حاضر يا دادة "
تراجع وقال " حاضر يا دادة وماذا عنى انا ماذا افعل الان "
ضحكت وهى تنهض وتقول " ترتدى ملابسك وتجهز للإفطار "
اشعل سيجارة وقال " تشعلين ناري وتطلبين منى ان اعيش واتعايش يا لكى من قاسية "
اطلقت ضحكة اخرى وقالت " تستحق لأنك طماع "
تابعها وقال " على فكرة عليكى ان تعتادي على ذلك انا لن اشبع منكى ابدا ولولا تعب عمك هذا لحبستك بين ذراعي ليلا نهارا "
عادت لضحكتها التى اسكرته وقالت "اذن شكرا عمى "
كاد يذهب ورائها لولا انها اسرعت الى الحمام واغلقت الباب فقال " هكذا اذن ستندمين هل تسمعينى "
ضحكت وقالت " لن افعل "
قال بغيظ " لن ينقذك احد منى "
قالت " لن اهون عليك "
تراجع وقال " الان تبدين قطة لطيفة .. ولكن بالنهاية سنعود هنا ولن ارحمك "
ضحكت وهى تحاول ان تعيش تلك السعادة دون اى مخاوف او احزان فأخيرا نالته رجلها الذى حلمت به كثيرا اخيرا اصبح لها واستسلم لذراعيها كما فعلت هى .. اغلقت عيونها تحت الماء لتترك ذكرى الامس تملاء قلبها وعقلها وكل كيانها ..
اتجها الى المشفى مع الجدة ولكن للأسف لم تتحسن صحة العم اوصلوا الجدة وعادا الى الشركة كما طلبت منهما الجدة ان يفعلا امضا اليوم فى مراجعة كل ما هو متأخر
وفجأة سمعته يقول "رهف تعالى اريدك ان تشاهدى ذلك "
اتجهت اليه وهو يقف على مائدة الاجتماعات ويعبث ببعض الاوراق وقفت امامه وقالت " ماذا هناك "
وفجأة القى بالأوراق واحاطها بذراعه جاذبا اياها اليه فوضعت يداها الصغيرة على صدره الذى يظهر من بين ازرار قميصه المفتوح كعادته هتفت به
“ مالك انت مجنون نحن بالمكتب "
جذبها اليه اكثر وقال " انا لا يهمنى انا اريدك انتى صغيرتى وجودك يثير جنونى "
داعبت شعره وهى تحيطه بذراعيها وتنظر بعيونه وتقول " حقا مالك "
ذاب فى قبلتها قبل ان يبعدها ويهمس " هل عندك شك "
ثم اكمل " هل عندك شك انك اغلى واجمل امرأة فى الدنيا .."
ضحكت وقالت " انت تسمع كاظم كثيرا "
“ فقط حين انظر بعيونك تأتيني احلى واجمل كلمات عن الجمال والرومانسية فعيناك ملهمة العشاق صغيرتى "
ثم عاد لشفتيها دون ان يكتفى من رحيقها الذى يمنحه السعادة ..سعادة لم يعرفها من قبل ولا يريدها ان تنتهى
زادت قبلته ولم تمانع هى بل كانت سعيدة لأنه اصبح لها ولن تتركه لقد انتصر قلبها وحصلت عليه حتى ولو لم يكن حب يكفى انه اصبح لها كما اصبحت هى له
عادا الى الفيلا متأخرين فاستقبلتهم الجدة على العشاء وقالت " امك عرفت بمرض عمك "
توقفت عن الطعام ونظرت الى مالك الذى لم ينظر اليها بينما قالت هى " ماما ؟ كيف هل اخبرتيها ؟"
قالت الجدة " لا قالت ان تامر هو الذى اخبرها وكانت غاضبة لأنى لم اخبرها "
لم يتدخل مالك بالأمر فقالت رهف " تامر ؟ مالك هل تامر مازال بخير ؟"
نظر اليها وقال" بالطبع بخير هل تظنين ان بالسهل التخلص منه ما فعلته به كان مجرد خدش بسيط وانتى لم تجعليني استمر ام نسيتى "
تراجعت وتذكرت انها بالفعل طلبت منه التوقف والبعد وها هى تري انه مازال موجود بحياتها ولن يخرج منها
قالت " وهل ستأتى ؟"
قالت الجدة " لا قالت ان نور لن يمكنها ترك تامر هذه الايام وبالطبع هى لن تترك نور "
تنهدت براحة فقالت الجدة " مالك "
نظر اليها فقالت " هل يمكن ان نتحدث قليلا قبل ان تنام ؟"
نظر الى رهف التى بادلته النظرة ثم عاد الى الجدة وقال " بالطبع تحت امرك "
نظر الي الجدة التي قالت " انا اعلم ان وجودك هنا ليس برغبة منك "
قال " من اجل رهف افعل اي شئ "
نظرت اليه الجدة وقالت " لن اعيش لها كثيرا ولا عمها لذا .."
فهم كلامها فقاطعها وقال " لا داع لهذا الكلام رهف الان زوجتي ومسؤولة مني وانا افديها بحياتي لا تقلقي "
ابتسمت وقالت " لم اشك برجولتك ولكني اخشي عليها من تامر "
قال بقوة " لن يجرؤ علي المساس بشعرة منها اعدك "
ابتسمت الجدة وقد شعرت بالراحة فتركها وعاد يبحث عن احضانها التي اصبح يعيش بها فقد منحته معني للحياة
عادت الى غرفتها والقلق يملؤها من لقاءه مع الجدة غيرت ملابسها وانتقت افضل منامة فهى لم تشترى تلك الملابس التى ترتديها الزوجات لأزواجهم وتركت شعرها ينساب كالعادة وعطرها الرقيق
دق الباب ودخل كانت تقف فى منتصف الغرفة قلقة من تأخيره ..
تأملها امامه كانت ارق فتاة رآها بحياته واجملهم على الاطلاق لم يعد اصلا يري سواها كم اشتاق للعودة الى غرفتهم ليأخذها بين ذراعيه وينال قبلتها التى تعيده للحياة اى سعادة تلك التى يعيشها معها اى راحة التى يشعر بها وهو بين ذراعيها الرقيقة .. معها ينسي كل ما عاشه وما عاناه ..اصبح يريد تلك الغرفة وذلك البيت اصبح يريد الاستقرار يذهب للعمل معها ويعود لبيت ليتناول الطعام بمواعيد منتظمة ثم فى الليل يعود اليها
اسرعت اليه وقالت " تأخرت هيا اخبرنى لماذا ارادتك ..مالك لا تخفى عنى شئ هيا مالك تحدث لماذا الصمت "
امسك يدها الصغيرة وقبلها وقال " ارادت ان اعدها ان الا اضرك بأى يوم "
نظرت اليه بعيون زائغة وقالت " انت تمزح اليس كذلك ؟"
قال وهو يحيطها بذراعيه " لا امزح لقد اخبرتنى انها لن ترحمنى لو اصبتك بأى اذى وانا أخبرتها اننى لن يمكننى ان افعل فلو اذيتك فكأنى اذيت نفسي "
تراخت اعصابها وابتسمت لكلماته وقالت " حقا ؟"
قبلها برقة وقال " هل تسالين ؟"
ثم عاد لشفتيها بقوة وابتعد الى وجنتيها وهمس " وحشتينى موت الم اخبرك انه لولا مرض عمك لحبستك بهذه الغرفة وبين ذراعى الى نهاية العمر "
احاطته بذراعيها الصغيرة وقالت " وانا لك مالك لو اردت لأطعتك دون تفكير "
عاد الى شفتيها بقوة اكبر وبشوق لا نهاية له ابتعد وحملها بين ذراعيه فابتسمت وهى تنظر اليه وضعها على الفراش وقال
" لو كان الندم يفيد لندمت على كل لحظة امضيتها بعيدا عن ذراعيكى ..ضميني رهف اليك فانا لم اشعر بالدفء الا بين احضانك "
جذبته اليها فى سعادة دفن رأسه بين ثنايا شعرها وشعر بيداها الرقيقة تحيطه فى رقة وهمست " الن تتركنى مالك ؟ لن تذهب لامرأة اخرى سواى "
عاد اليها ونظر بعيونها وقال " اخبرتك انى لم اعد ارى سواكى ولم اعد اريد الا قبلتك وحضنك ولم اجد سعادتى الا بين ذراعيك ولم اتنفس الا بأنفاسك انتى ملكتينى رهف برقتك وطفولتك وجمالك وحنانك خذينى رهف فانا اصبحت ملكك دون منازع "
ابتسمت بسعادة وجذبته اليها بحب وحنان وسعادة فعاد اليها وهو راض عن تلك الحياة التى يعيشها الان ولا يريد ان يغيرها ابدا
عادا فى الصباح الى المشفى ولم يتغير الوضع خرجت معه وركبا السيارة فقال " ما رايك لو تجولنا قليلا لا رغبة لى بالذهاب للشركة "
ابتسمت وقالت" اى مكان معك سيكون جنتى "
امسك يدها وقبلها ونظر اليها بحنان " اه لو تعرفين ماذا يفعل بي كلامك هذا "
ابتسمت وقالت " ماذا؟ اريد ان اعرف "
لم يترك يدها وهو يقود السيارة ويقول " يملؤنى رغبة فى ان اخطفك من بين هذا العالم واطير بك فوق السحاب بلا بشر انا وانتى فقط "
وضعت رأسها على كتفه وقالت " وانا لا اتمنى اكثر من ذلك ان اكون معك وحدنا بعيدا عن هذا العالم كله "
قبل يدها مرة اخرى ثم قال وهو يوقف السيارة امام ارض فضاء كبيرة فاعتدلت وقالت " ما هذا المكان "
فتح الباب ونزل واتجه اليها وفتح لها فنزلت تتأمل المساحة الكبيرة من الارض المحاطة بسور عال نظرت اليه وقالت
“ ما هذا مالك اين نحن ؟"
امسك يدها وقال " ارض اشتريتها منذ عامين ونسيتها ولكنى تذكرتها امس ما رايك بها "
قالت دون ان تفهم " رايي بماذا انا لا افهم اى شئ"
جذبها اليه واحاطها بيده وقال " سأقيم بيتا لنا هنا ما رايك قصر كبير وحديقة بها ورود كثيرة لتتناسب مع رقتك وجمالك وهنا بسين كبير لأنك تحبين السباحة ولا احب ان يراك سواى وانتى تسبحين وساترك لك اكمال الديكور من الداخل والموبيليا وما الى ذلك فهى تخصص النساء .. ها ما رايك صغيرتى ؟"
لم تصدق ما قاله فاتسعت عيونها ووضعت يداها الاثنان على فمها ودمعت عيونها وهى تقول " لا ..اكيد انت لست جاد بيت انا يكون لى بيت معك ولكنك لا تريد ذلك انت اخبرتنى .."
قاطعها " اننى لا بيت لى ولا وطن ..ولكن منذ عرفتك اصبحت اريد البيت والوطن ولكن معك انتى .. "
قالت " لا يهمنى اى بيت طالما انا معك "
جذبها لأحضانه وقال " اعلم صغيرتى ولكن سنكون معا ببيتنا نحن .. وحدنا بعيدا عن العالم هنا رهف سنبنى حياتنا الجديدة انا وانتى فقط بعيدا عن كل شيء بعيدا عن الماضي الذى يؤلمنا وعن الحاضر الذى يجرحنا انا وانتى فقط "
اغمضت عيونها وقالت بسعادة " نعم اشتاق لذلك البيت .. اريده اليوم اتخيله امامى وانا اجري الى الباب لاستقبالك و.."
ابتعدت ونظرت اليه وقالت " واولادنا سننجب اولاد كثيرة اليس كذلك انا اريد اولاد يشبهونك فى كل شىء وسامتك وشجاعتك وحنانك ورجولتك اريدهم منك انت "
احاط وجهها بيديه وقال " اولاد ؟ لم احلم يوما بأى اسرة او ابناء ولكن انتى تفتحين كل الابواب .. ابواب السعادة انتى الامل الذى ارسل لى من بين ظلام الدنيا الذى كنت اعيشه .. نعم رهف اريد اولاد وبنات ..بنات مثلك يتصرفن بنفس طفولتك وقوتك خوفك وشجاعتك ذكائك وحنانك وجمالك اريد اولاد كثيرة يجرون ويمرحون هنا وهناك اسمعهم ينادون بابا وماما انا ايضا اريد ذلك اليوم قبل الغد اريده رهف اريده بشده "
ثم جذبها الى احضانه وتعلقت هى الاخرى بحضنه بشده وبسعادة خطفها الاثنان من وسط كل ما حولهم
عادا الى السيارة فنظر اليها وقال " دعينا نذهب للفندق لا اريد العودة للفيلا "
ابتسمت وهزت رأسها وقالت" كما تشاء "
ابتسم وقاد الى الفندق الذى كان قد حجز به قبل ان يذهبا الى الفيلا وبالجناح قربها منه وقال " هناك بعض الاشياء بذلك الدولاب كنت قد احضرتها معنا من استراليا ولكنى لم اجرؤ على اعطائها لك ولكن الان اصبحت استطيع ان اطلبها "
قالت بفضول الاطفال " اى اشياء هيا اخبرنى بسرعة "
تركها وقال " هي عندك اذهبي لأنى لا اطيق صبرا لأراها "
اسرعت الى الدولاب وفتحته وتراجعت عندما رات تلك الملابس الكثيرة من فساتين وبدل وبنطلونات وغيرها كثيرة الى ان توقفت على تلك التى تبدو اهمهم بالنسبة لأمثالها ممن لم يحصل على مثلها تلك الملابس التى ترتديها اى عروسة لزوجها بشهر العسل تراجعت وهى تمرر يدها عليها كانت كلها ماركات معروفة والوانها رائعة لا تعلم لماذا انتقت الاحمر ربما لأنه سبق وطلب منها ان ترتدى فستان احمر كان قميص نوم مثير حقا تراجعت وهى تمسكه وفزعت عندما سمعته خلفها يهمس
“ تذكرين اذن انى احب الاحمر "
لم تجرؤ على ان تنظر اليه واخفضت عيونها فوقف امامها وقال " دعينى اراه عليك من فضلك"
نظرت اليه فهمس " الان "
هزت راسها واتجهت الى الحمام ارتدته ونظرت لنفسها بالمرآة صحيح انها اصبحت زوجته وانه نالها الا انها لا تعلم لماذا مازالت تخجل منه وكيف لا يمكنها ان تخرج امامه بذلك الشكل المثير دق الباب فتراجعت وسمعته يقول
“ صغيرتى انتى بخير ؟"
بذلت مجهود حتى ترد بصوت طبيعى " نعم "
واخيرا خرجت ببطء شديد كان قد خلع قميصه كالعادة وتمدد على الفراش ببنطلونه ويدخن سيجارته التى احرقت اصبعه عندما نساها وهو يحدق بها أطفأ السيجارة ولم يهتم بأصبعه وهو ينهض ويتجه الى اميرته الفاتنة
وقفت امامه وهى تخفض عيونها ووجهها يلتهب من حرارة جسدها ابعد شعرها عن كتفيها البيضاء الناعمة الملساء ورفع وجهها اليه وهمس
“ يا الله هل يمكن ان يكون هناك جمال بهذا الشكل ..وهل انا استحقه حقا ؟"
ابتعدت من امامه ولكنه اعادها برقة وقال " لا يمكن ان تتركينى سأموت ببعدك رهف "
نظرت اليه بدهشة فأعادها امامه وقال " نعم رهف لم يعد بامكانى البعد عنك لحظة واحدة لستى انتى من يطلب بقائي وانما انا من اترجاك للبقاء معى لا تتركينى لاننى لن اتحمل فراقك "
نظراتها البريئة التى لم تكن تصدق كلماته اثارته اكثر قالت " انت ..مالك عرفان تترجانى انا صغيرتك انا اكيد احلم ..مالك انا لم اتمنى من الدنيا الا شئ واحد ان اكون معك بكل لحظة بحياتى "
جذبها اليه بقوة لو لم تكن تتمناها لشعرت بالألم من قوة ذراعيه التى احاطتها ولكنها بادلته نفس قوة الحضن لأنها بنفس قوة المشاعر ابعدها وهمس
“ وانا لن اتركك الا عندما تطلبين منى ذلك اعدك بذلك صغيرتى "
ابتسمت لأنها تعلم انها لن تفعل بأى يوم واخيرا التقط شفتيها فى قبلة وكأنها الامضاء والتوقيع على الاتفاق الأبدي بينهما قبلة جديدة بها الكثير من المعانى التى عجز كلا منهما عن التصريح بها للآخر
ربما كان الحب كلمة من حرفان ولكن بكل حرف منهما معان كثيرة لا تكفى كل الحروف للتعبير عنها لذا احيانا يعبر العشاق عن مشاعرهم بالأفعال وليس الاقوال فيكفى ضمة الحبيب لحبيبه كى يشعره بدفء مشاعره وصدقها او ربما تكفى القبلة لتنقل عبر الشفاه ما عجز عنه اللسان او حتى يكفى تلامس القلوب لتتبادل دقات القلوب حديثها عن الحب الذى اصبح يذوب بين الشرايين ويجرى مع الدماء مخلفا وراؤه كل الاحزان ودافعا امامه سعادة بلا اشجان
وضعها على الفراش ونظر اليها وقال بحنان " اخبرينى انى لا احلم وان ما اعيشه الان واقع وان تلك السعادة حقيقة وليست خيال وانكى لى ومعى "
نظرت بعيونه وقالت وهى تلمس وجهه بيدها الرقيقة " حقيقة يا صائدي واقع جميل نحياه ليس حلم ولم يكن خيال انا لك ملكك وبين يديك ومعك "
قبل راحة يدها التى لامست شفتيه ثم اتجه اليها ليعود الى عالمهما الذى لا يشاركهما فيه احد ويخطفان من الدنيا بعض السعادة فلا يدرى ايهما الى متى ستدوم
غيرت ملابسها بفستان جديد من الذين كانوا بالدولاب وجلست تمشط شعرها امام المرآة.. خرج من الحمام وهو ينشف شعره وكالعادة يلف المنشفة حول وسطه نظر اليها ثم اتجه اليها وطبع قبله على عنقها وقال
“ تتعجلين الذهاب "
نظرت اليه وقالت " اتعلم كم الساعة الان ؟"
ارتدى قميصه وقال " نعم اعلم موعد الزيارة اقترب "
اتجهت اليه وبدأت هى تغلق الازرار واستسلم لها بينما قالت " ما ان يشف عمى سنتحرر فقط تحمل من اجلى "
احاط وجهها بيديه وقال " من اجلك اتحمل العالم كله "
ابتسمت وتركته ليكمل ملابسه وهى سعيدة اكثر من اى مرة سابقة ربما شعرت هنا بالخصوصية اكثر او ربما شعرت انها بالفعل زوجته فهى من انتقت له قميصه وبدلته ..
انتهى فأحضرت له الجاكت فابتسم وهى تساعده على ارتداؤه وما ان انتهى حتى قال
“ لأول مرة اشعر ان الحياة لها معنى ومعنى جميل "
ابتسمت وهى تعدل له الجاكيت من الخلف ثم وضعت راسها على ظهره وقالت " وانا ايضا ولا اتمنى ان ينتهى كل ذلك "
التف ونظر لعيونها وقال " لن ينتهى طالما نحن سويا فلن ينتهى "
هزت راسها وهو يقبل جبينها وقال " هيا لقد تأخرنا "
عادا الى الفيلا بعد الزيارة كانت الجدة بانتظارهم وقالت وهى تجلس على مائدة العشاء " على فكرة الدادة اعدت لكم الغرفة الكبيرة ان شأتم انتقلتم اليها "
نظرت اليه كما فعل فهز رأسه بالموافقة فقالت " تمام جدتى سنفعل هل هناك جديد من ماما ؟"
قالت الجدة " لا لم تتصل ولم افعل ..ما اخبار الشركة "
نظرت اليه فقال " تمام لا تقلقي لم نذهب اليوم ولكنى ارسلت احدهم لمتابعة الامور هناك "
نظرت الجدة اليه بينما اندهشت هى من صراحته ثم قالت الجدة " اعلم انك لا تريد البقاء ولكن "
قاطعها بجدية " لقد انتهينا من هذا الامر انا هنا حتى يعود رافت بيه وبعدها يمكننا ان نرحل "
هزت الجدة رأسها ولم ترد.. عادا الى غرفتهم الجديدة نظرت اليه وقالت " لماذا اخبرتها اننا لم نذهب الشركة "
خلع جاكتته والقاها بعيدا ثم اكمل فك قميصه وقال " لأنها كانت تعلم كلامها كان واضح بالنسبة لى "
داعبت صدره وقالت " كيف لم افهم "
احاطها ونظر بعيونها وقال " ربما لان قلبك الصغير الطيب لم يتعلم ما تعلمته انا من قسوة الايام "
قالت وهى تتأمل عيونه الجميلة " لا تجعلنى اخاف منك "
ضحك وقال " انتى تخافين ؟ لقد كنت اندهش كيف تمتلئين بكل تلك الطفولية ورغم ذلك تمتلئين بالشجاعة ثم كيف تخافين منى وانا لا يمكننى ان امسك باى سوء لن اجرؤ صغيرتى "
وضعت راسها على صدره وقالت " انا اكتسب قوتى منك قربك هو أماني وشجاعتى وبعدك ضعفى وهواني "
زاد من قبضته عليها وقال " وانا لا يمكننى ان ابعد عنك ابدا صغيرتى لم اعد استطيع "
وضمها بقوة بين ذاعيه يلتمس كلاهما الاخر دون اى تفكير الا فى السعادة التى ينالها كلامهما مع الاخر
يتبع…
أنت تقرأ
صائد الصفقات وصغيرته
Roman d'amourفجأة حجب أحدهم الضوء عنها فاستدارت إليه كان جسدا يافعا وقويا فى بدلة ثمينة كحلية اللون وعلى ذراعه بالطو بنفس اللون وبيده الأخرى حقيبة اعمال جلدية رفعت رأسها لتصل لقامة صاحب هذا القوام المتناسق كان ينظر إلى السيارات بفارغ صبر عرفته عشر سنوات مضت ومع...