الفصل التاسع عشر

3.1K 87 5
                                    

الفصل التاسع عشر
وانتهت السعادة
استيقظت مبكرا فراته بجانبها يضمها اليه وراسها على صدره نظرت لملامحه الجذابة والقوية، احبك يا رجلى اعشق عيونك ،اهوى نظرتك الى ،اعشق تلك الشفاه القوية عندما تقبلني بحنان احببتك دون ان انتظر منك الحب سلمتك نفسي رغم خوفى من المستقبل المجهول
مررت يدها على صدره القوى تقسيمات عضلاته البارزة تبهرها هل يمكن ان تنال ذلك الرجل ؟ رغم صغرها بالنسبة له لكنها ملكته كما قال ولكن لم تشعر ان تلك السعادة لن تستمر ..
فتح عيونه فرأى عيونها تتأمله قبل جبينها وقال" استيقظتى مبكرا "
قالت " نعم وانت "
قال " شعرت بك "
توقفت عيونها على عيونه فأعادها على الفراش وارتفع فوقها وقال " رهف "
وضعت يداها على صدره وقالت " نعم "
قال "  لو حبستك بين ذراعى للابد ماذا ستفعلين ؟"
داعبت انفه وقالت " لا شيء سأطلب ملائكة السعادة وابلغهم اننى اشكرهم على انهم يرفرفون حولى "
نظر لعيونها الجميلة وقال " حقا رهف انتى سعيدة ؟"
وضعت يداها حول عنقه وقالت " جدا وانت ؟"
اقترب منها وقال" لم اعرف للسعادة معنى الا منذ عرفتك "
وعاد لشفتيها والى ذراعيها وكأنه لا يرتوى من حلاوتها التى تزيده رغبة فيها اكثر فأخذها بقوة اكثر وكلما استجابت له زادته رغبه اكثر وقوة اكثر وسعادة ليس قبلها ولا بعدها سعادة 
عادا الى المشفى ورات عمها الذى نظر اليها وقال " ارى السعادة بعيونك "
قالت " سأكون اسعد بشفائك "
قال " ومالك هل انتى سعيدة معه "
هزت رأسها وقالت" جدا عمو لقد وافق على البقاء معنا بالفيلا  الى ان تشفى وتعلم ايضا لقد بدء فى بناء بيت لنا انا سعيدة جدا عمو "
ابتسم الرجل وقال" ارى ذلك بعيونك يا ابنتى ربما استطاع قلبك الصغير تغيير ذلك الرجل الكبير "
احمر وجهها وقال " اتعلمين لو انجبتى طفلا سيزداد تعلقا بالبيت علميه يا ابنتى علميه ان الحب اصل الحياة "
نظرت لعمها ولم ترد لأنها تعلم ان مالك ليس بالرجل الذى يعترف بالحب وانما ربما هى منحته ما كان يجده مع النساء الاخريات فاستكفى بها ولكن ما يفعله معها اصبح اكبر من كل ذلك هى تشعر بذلك ليس مجرد رجل أراد امرأة وما ان ينالها يتركها لا انه ليس كذلك وهى متأكدة من ذلك
لم يذهبا الى الشركة وانما تناولا الغداء بأحد المطاعم بالانفوشي وابتسمت الجدة عندما لاحظت النظرات المتبادلة بينهما وقالت " كان لابد ان تعيدونى الى البيت "
قال مالك " اذا كنا سنعود للمشفى بالمساء فلا داع للعودة للفيلا ام ان حضرتك لا تستمتعين بالمكان ؟"
ابتسمت الجدة وقالت " بالعكس المكان جميل ولكن ربما قلقي على رأفت يمنعنى من الاستمتاع بأى شئ انتم مازلتم عرسان جدد وبحاجة لان تكونا سويا "
احمرت وجنتاها واخفضت عيونها ولاحظ هو ذلك فقال " نحن سعداء بوجودنا معك ثم لابد ان تخرجى من تلك الحالة الحزينة ان شاء الله استاذ رأفت يشفى ويصبح بخير "
قالت الجدة " ليس من اللائق ان تصبح من الاسرة وتقول على عمك استاذ لم لا تتقبل انك اصبحت فرد من الاسرة "
نظرت رهف اليه وهو ايضا ثم قال مغيرا الموضوع " الطبيب طمنى اليوم واخبرنى انه ربما غدا ينقل الى غرفة عادية "
ابتسمت رهف وقالت " حقا الحمد لله "
عندما عادوا الى الفيلا كانت المفاجأة حيث وجدوا ام رهف ونور واولادها بالفيلا تراجعت رهف هى ومالك بينما تقدمت الجدة وهى تنظر الى امال ام رهف ونور
وقفت امال وهى تنظر الى رهف التى احاط مالك بكتفها بذراعه كما لو كان يحاول ان يبثها الامان والتصقت هى به محاولة ان تبدو قوية قبل ان يقول
" سأذهب لقضاء بعض العمل "
نظرت رهف اليه برجاء ولكن الجدة قالت" لن تذهب لأى مكان غير غرفتك انت وزوجتك الوقت تأخر ولن تتركها وحدها "
ثم نظرت الى امال وقالت " اهلا امال اخبرتينى انكم لن تستطيعوا الحضور فما الذى تغير "
“ استطعنا ان ندبر امورنا فمن الواجب ان نكون بجانبك بمثل هذه الظروف "
جلست الجدة وقالت " ليست اول مرة يصاب فيها رأفت"
ردت امال " ولكنك اخبرتيني انها اشدهم "
ثم اقتربت من  رهف ومالك وقالت "لم ترحبي بنا هل نسيتى اننا اهلك "
اخفضت وجهها فهى لم تنس ما فعلته امها فى لندن فلم ترد
عادت امال تقول " من الواضح انك تستكفين به ويبدوا ايضا انكما تقيمان هنا؟ "
لم ترد رهف وانما قالت الجدة " بالتأكيد هذا بيت رهف "
نظرت امال للجدة وقالت بقوة " ولكنه ليس بيته "
قالت الجدة " هو زوج رهف اذن هو من العائلة"
اعترضت امال " ولكن يا ماما تعلمين ان محمود رفضه و.."
قاطعتها الجدة بقوة " لان محمود لم يعرفه جيدا وحكم عليه من الخارج والان هو هنا ببيتي ولن اسمح لاحد بان يوجه له كلمة واحدة هيا يا مالك خذ زوجتك واذهبا لغرفتكم تحتاجون للراحة "
نظر مالك الى الجدة بقوة وقال " اسف لحضرتك لن يمكننى البقاء لو ارادت رهف البقاء فلتفعل اما انا فلا عن اذنك سأكون عندك على موعد المشفى "
تحرك ولكن يد رهف امسكت بيده فأوقفته نظرت لجدتها وقالت " جدتى "
ابتسمت المرأة وقالت " اذهبي مع زوجك فمكانك معه "
ابتسمت ونظرت اليه فشد على يدها ولكن امها نادتها " رهف انا امك "
نظرت رهف اليها وقالت " للأسف حقيقة لا املك ان اغيرها ولكن هو ايضا زوجى وحقيقة لا اريد ان اغيرها انا زوجته وسابقي الى الابد زوجته "
جذبها اليه وقبل يدها فابتسمت وانطلقا الى الخارج غير مهتمين بما تركوه خلفهم
اغلق باب جناحهم وقال وهو يخلع جاكتته ويتابعها " رهف انت بخير ؟"
هزت رأسها ولم ترد فاتجه اليها وامسكها من كتفيها واعادها امامه نظراتها البريئة تشيع السعادة والراحة بقلبه ولكن حزنها يؤلمه لم ينس انه سببه
قال " لماذا لم تبق معهم "
القت نفسها بين احضانه فشد عليها بذراعيه وقال" انتى بخير يا صغيرتى ؟"
انسابت الدموع منها عفوا وقالت " انا بخير لأنى معك "
قبل راسها وقال " وانا لن اتركك ابدا صغيرتى لكن ربما كان من الافضل ان تكونى معهم وتصلحين الامور بينكم"
قالت وهى بين احضانه " ما كسر لا يمكن اصلاحه وامى حطمت كل شيء هى لا يهمها ابنتها الصغيرة وانما تهتم بابنتها الاخرى وسمعتهم لذا انا ايضا لا اهتم .. انت فقط كل ما يهمنى "
قبل راسها وقال بحنان " وانا ملكك صغيرتى لكى ومعكى ولن اتركك ما حييت "
اغمضت عيونها وتركت نفسها له ربما اعاد لها حضنه الامان
فى الصباح تناولا الافطار بالمطعم واثناء حديثهم صدمتها كرة صغيرة امسكتها ونظرت لترى طفل صغير لم يتعد الثالثة يتجه إليها ابتسمت له فقد بدى جميلا وبريئا
قال بتلعثم " انا كورة .."
ضحكت ببراءة وقبلته واعطته الكورة وهى تتابع عيون امه عن قريب تابعها مالك بدون اى تعبيرات الى ان نظرت اليه وقالت
“ مالك ؟"
نظر اليها بعيونه الزرقاء التى تفيض حنان لها هى وحدها فقالت " هل من الممكن ان انجب حقا طفلا مثله كما حلمنا وتخيلنا سويا "
قبل يدها التى تمسك بيده وقال "بالتأكيد رهف ستفعلين وستكونين اجمل ام بالدنيا ربما لو تمنيت بيوم ان يكون لى ابن او بنت فأتمنى ان يكون منك انتى يا صغيرتى "
احمر وجهها وقالت " ووقتها لن ابقي صغيرتك سيكون لديك غيرى من الصغار فانا انوى ان انجب اولاد كثيرة وكلهم يشبهونك "
ابتسم وقال " مهما انجبتى من اطفال فلن يكون لى الا صغيرة واحدة هى انتى يا رهف "
ابتسمت فى سعادة وهو ايضا قبل يدها مرة اخرى وشعر انه بحلم جميل لا يريد ان يستيقظ منه ابدا مشاعر دقت بابه لم يعد يعرفها لا بل اصبح يعرفها ولم يعد يعارضها بل اصبح سعيد بها ويتركها تكبر داخله لانها هى التى منحته السعادة لذا ترك نفسه لها فليعيش مع تلك الصغيرة التى قلبت حياته
اوصلها الشركة وجائه تليفون من احدهم فقال " رهف لابد ان اقابل عدنان السوري لقد اتى مصر لن اتاخر بمجرد ان تنتهى من عملك اكون انتهيت منه نتقابل على الغداء "
هزت رأسها ولم ترد وتابعته وهو يذهب فى صمت ودق قلبها خوفا من ذهابه ولم تعرف لماذا هذا الاحساس الغريب بالخوف او ...لا تعلم
اندمجت بالعمل فلم تشعر بالوقت الا عندما رأت تامر يدخل عليها المكتب تراجعت فى دهشة وخوف ابتسم تامر وهو يتقدم من مكتبها وقال
“ مفاجأة اليس كذلك ؟"
لم تقو على الوقوف وقالت " من الذى سمح لك بالدخول "
فتح جاكتته وجلس امام مكتبها وقال ببرود " لا احتاج لاذن لأدخل شركة العائلة اليست شركة العائلة ام انى مخطئ "
تراجعت فى مقعدها وقالت" ماذا تريد يا تامر ؟"
ضحك وقال " احب المرأة العاملة ولكنك اصغر من ذلك الدور الذى تحاولين تمثيله لا يليق عليك "
نهضت واتجهت اليه وقفت امامه وقالت " لا شان لك بي واخبرنى ماذا تريد ؟"
قال " الحقيقة اريد اخبارك بالحقيقة "
تأملته وقالت " اى حقيقة ؟ ثم هل يمكننى ان اخذ الحقيقة من امثالك انا لم انس ما فعلته بي "
وقف امامها وقال " بصراحة معك حق عموما انا اسف ربما شربت كثيرا وقتها او ربما اسكرني جمالك يا فاتنة "
كاد يضع يده على وجهها ولكنها ابعدت يده وقالت" وانا لا اريد ان اسمعك هل يمكن ان تذهب "
ضحك مرة أخرى وقال" دون ان تعرفى حقيقة زوجك "
اثارتها كلمته فنظرت اليه بقوة فدار حولها وقال " مالك عرفان صائد الصفقات والتى كنتى انتى وشركة العائلة احداها "
نظرت اليه وهو يتوقف امامها وقالت " لا افهم "
قال " فى البداية كنت اظن انه اتفق مع عمك على الشركة كما سبق واخبرتك ولكن لم يكن الامر كذلك "
لم ترد فاكمل " لقد اساء عمك بالفعل ادارة الشركة حتى كادت تضيع وتلك الصفقة التى تورط بها اضاعت كل شئ وعرض مالك عليه شراء الشركة ولكن عمك رفض كما رفض مساعدتي له "
انتبهت لان عمها اخبرها ان تامر رفض مساعدته ..اكمل تامر
“ بالطبع لم يكن مالك بالرجل الذى يخسر اى صفقة فاتفق مع الدائنين واشترى منهم الشيكات وسدد للبنك القروض واصبح هو الدائن ومن هنا بدأت اللعبة احكم الخناق على عمك واخذك انتى بعيدا عن الساحة ليلعب وحده واضطر عمك بالنهاية لان يبيع الشركة له ..ولم يتوقف عند هذا الحد بل واوقعك فى شركه كى يضمنك انت ايضا وبالفعل نجح فى ان يجعلك تحبيه وتصبحين من حريمه وبدء يساوم امك عليك اما ان تتنازل له عن باق املاك العائلة هى ونور واما ان يخبرك الحقيقة من انه فعل بك كل ذلك من اجل الانتقام لنفسه مما كان ولولا ان عمك سقط صريعا للمرض لاستمر مالك فى تهديده خاصة بعد ان اتى بك مالك هنا ودخل الفيلا ليثبت للجميع انه الان اصبح فرد من العائلة فماذا تنتظرين منه ؟"
سقطت على اقرب مقعد وقالت " انت كاذب لان عمى متمسك به ولو انه كان سئ كما قلت لطلب منى الابتعاد عنه "
ضحك تامر وقال " لان مالك احكم قبضته عليه وهدده بانه سيلقي به فى السجن بالشيكات التى يملكها فكان لابد ان ينصاع عمك له ويرحب به "
سالت دموعها قوية وقالت " هل تعنى ان هذه الشركة .."
لم تكمل بينما اكمل هو " ملك لمالك وكاد يحصل على باق الاملاك لولا المرض "
لم ترد كانت بحاجة لتتأكد لن تصدق ولكن تامر استمر " هل اتصل بالمحامى هو فقط من يعلم ان الشركة اصبحت لمالك "
قالت " وانا "
قال " انت الصفقة نفسها بزواجه منك اصبح جزء من العائلة وكل شئ له ولا تنسين انك ماهرة بالعمل فاستفاد من قدراتك اى ربح منك كل شئ"
اغمضت عيونها ثم سمعته يقول " مازال هناك الاهم "
نظرت اليه من بين الدموع فقال " اين مالك الان ؟"
حدقت به فاقترب وقال " خمنى يا عزيزتى "
لم ترد ولم تحاول ان تفكر ولا تريد ان تسمع ولكنه اكمل دون تراجع " مع اكثر امرأة امضي معها حياته وبنفس الفندق الذى تقيمون به وبالجناح الذى بجانب جناحكم هل اوصلك ؟"
لم تعرف ماذا يمكنها ان تفعل الالم اشد من ان تتحمله والافكار لا تتوقف ولا تعرف تصدقه ام لا وضع يده على كتفها فانتفضت ابعد يده وقال
" لنذهب "
تحركت الى الجناح وحدها وقدماها تتخبطان من الخوف لا يمكن ان يخونها كما وانه لا يمكن ان يكون مخلصا لها كما ظنت ليس مالك ذلك الرجل الذى تشبعه امرأة واحدة خاصة اذا كانت هى صغيرته
توقفت امام الباب لحظة قبل ان تقو على تحريك يدها تجاه المقبض والغريب ان الباب فتح ..ظلت مكانها لحظة والهدوء يعم المكان الى ان سمعت ضحكة نسائية من الداخل فانقبض قلبها وتحركت بضعف وخوف مما يمكن ان تراه
يتبع….

صائد الصفقات وصغيرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن