الفصل السادس
اصدقاء
وصلا ايطاليا فى السادسة صباحا واوصلها الى غرفتها وقبل ان تدخل قال " حاولى ان تنالى قسط من النوم تبدين مجهدة وانا احتاج الى عقلك هذا "
نظرت اليه وقالت" عقلى ؟ حاضر سأفعل لا تقلق لن اكون سببا فى خسارتك "
استدارت لتدخل ولكنه امسكها وقد لاحظ حزن غريب بعيونها اعادها امامه وقال وهو يداعب خصلة من شعرها قليلا ما تتركها هى منسدلة فدائما ما كانت تسحب شعرها كله الى الخلف
“ لماذا اشعر ان هناك شئ يحزنك هل حدث شئ لا اعرفه ؟"
ابعدت يده كعادتها وقالت وهى تبعد عيونها ايضا عنه
" لا ..لست حزينة ولكن كما قلت انت متعبة وبحاجة الى النوم اعدك ان اكون بخير عندما استيقظ وانت مع من ستقضي ليلتك "
تراجع فهى اول مرة تساله رغم انه يعلم انها تعرف الا انها لم تواجهه من قبل
قال " وهل يهمك الامر ؟"
اخفضت عيونها وقد ادركت انها اندفعت بسؤالها فحاولت ان تتدارك نفسها وقالت
“ لا ابدا ولكن اريد ان اعرف ما اذا كنت سأوقظك انا ام .."
تذكر ما حدث مسبقا عندما تأخر بالصباح واضطرت الى ان تأتى لغرفته لإيقاظه فرات تلك المرأة تخرج من غرفته وقتها لم تنظر اليه وانما اسرعت الى غرفتها ولم تتحدث معه فى الامر
قال " لا لن اكون مع احد الن تنسي ذلك اليوم ؟"
لم تواجهه بعيونها رفع وجهها بطرف اصبعه وقال" لم يكن من الصواب ان ات بها هنا ومن وقتها لم افعل من اجلك يا صغيرتى "
ابعدت يده بغضب وقالت " انا لست صغيرتك ولا صغيرة احد وانا لم اطلب منك ان تتوقف عن اى شئ هى حياتك وانت حر فيها "
ثم استدارت لتفتح باب غرفتها لتدخل بينما ابتسم هو وقال" حسنا سنتقابل فى التاسعة نتناول الافطار قبل الذهاب يا ..صغيرتى "
لم ترد عليه وغيظها يزداد فتركته ودخلت اغلقت الباب وابتعدت الى الداخل وهى تحبس دموعها .. جلست على طرف الفراش وهى تحاول ان تستوعب ما يدور داخلها وسبب هذا الحزن الذى يسيطر عليها منذ ان ذكر نور وضيقها من علاقاته والان لأنه نادها بصغيرته كم تكرهه عندما يفعل ذلك ولكنها للأسف لا تملك الا الصمت مازالت تعلم انه يعاملها كطفلة ومازالت تذكر كلامه عن الحب وانه ليس من شيمه اذن عليها ان تعلمه عن الحب درس ولكن حب ..اى حب هذا الذى تتحدث عنه وتفكر به ولماذا الامر لا يعنيها ولن يعنيها ليس معه فلتنس الامر وتحاول ان تسترجع نفسها ولكن هل يمكنها ان تفعل ؟؟!!
نامت نوما قليلا مليئا بالأفكار والاحلام المزعجة ..فى الصباح ارتدت ملابسها ونزلت فى موعدها كان يتحدث بالهاتف وهى تتقدم تجاهه جلست امامه ولم تنظر اليه بينما ادرك هو من ملامحها انها لم تنل نوما هادئا ترى ماذا تخفى عيونها الخضراء ولكن لماذا يهتم ؟ وكيف لا يهتم وهو المسئول عنها
انهى اتصاله وقال" ربما نلتقى ببعض الأصدقاء المصريين بعد لقائنا بجيم ام لديك مانع "
نظرت اليه بدت عيونها ذابلة من قلة النوم تابعها وهو يتمنى ان يدرك سبب احزانها ليتها تخبره
هزت رأسها وقالت" لا ليس عندى اى مانع ولكن هناك فريسة جديدة بالمغرب و.."
قاطعها " دعينا نحصل على بعض الراحة نحن بحاجة اليها "
رفعت عيونها اليه بصعوبة فقال " رهف ماذا بك لأول مرة اراك بهذه الحالة هل حدث شئ لأهلك يمكننى ان اتدبر أمورى واعيدك مصر فورا "
ابعدت عيونها وقالت" لم يحدث شئ انا حقا بخير ربما العمل يشغلنى اكثر من اللازم "
ابعد وجهه عنها وقال بضيق " اذن حاولى ان تتحكمى فى نفسك العمل ليس كل شئ .. هل نذهب ؟"
شعرت ان نبرته تغيرت ولكنها لم تهتم ليست بحالة تسمح لها بالتساؤل ... لم يقرب ايا منهما الطعام ونهض دون ان ينتظرها تابعته بنظرها لحظة قبل ان تنهض وتتبعه الى السيارة التى انطلق بها بقوة اخافتها قبضت بيدها على ذراع الباب وهى تلاحظ تهوره فى القيادة نظرت اليه ولكنه كان ينظر الى الطريق وهو يقود بسرعة كاد ان يصطدم بأكثر من سيارة وحاولت هى الا تصرخ ..
توقف امام احد المبانى حاولت هى ان تهدء من انفاسها المتسارعة وهى تحدق امامها واخيرا قالت" انت اكيد مجنون "
لم ينظر اليها وهو ينزل من السيارة محاولا ان يهدء من الغضب الذى يتملكه ولا يعرف سببه .فتح لها الباب كالعادة حاولت ان تتماسك وهى تنزل الى جانبه تحرك فتبعته الى داخل المبنى فى نفس الصمت
كان اللقاء مجهدا لها لأول مرة وتركيزها كان اقل ولكنه لم يفلت الزمام وطبعا وجوده حسم الامر لصالحهم ولم تخف عليه نظرات جيم لها ولكنه كان يرى ايضا عدم تركيزها ونظراتها الزائغة فزاد من ضيقه
ركب السيارة بجانبها وقال محاولا الا يغضب " والان هل تخبرينى ماذا اصابك ؟ واين كان عقلك ونحن مع جيم رهف هل تريدين التوقف ؟"
نظرت اليه بدهشة وقالت" التوقف عن ماذا ؟"
قال وهو ينظر بعيونها " عن العمل معى "
قالت بصدق " لو اردت التوقف لأخبرتك انا فعلا مجهدة والاجهاد افقدني التركيز اعدك الا تتكرر "
حدق بها لحظة ثم قال" ربما اوصلك للفندق للراحة لا داع لان تأتى معى "
هزت راسها وقالت" لا ربما افضل تغيير الجو لنا فترة لم نلتق بأى مصريين "
تابع عيونها ثم هز رأسه وقال" حسنا "
عندما رأت تلك المرأة لم تشعر ابدا بالراحة ملابسها العارية نظراتها لمالك ولها كل شيء اصابها بالخوف والضيق ربما امجد هو الشخص الذى اشعرها بالراحة قليلا بابتسامته الهادئة وكلامه عن مصر اعادها الى الهدوء والسكينة. واندمجت معه فى الكلام عن مصر والاسكندرية واخذ يتحدث عن ذكرياته هناك ..بينما تملكت جى جى من مالك وهى تطلق ضحكاتها العالية مما كان يثير غيظها فتنظر اليه فتواجهها عيونه دون ان تفهم ما بها واخيرا قام هو وجى جى للرقص ..تابعته بغيظ بينما قال امجد
“ترى ما مدى علاقتك به ؟"
عادت بعيونها الى امجد وقالت " بمن ؟"
اشار بوجهه الى مالك وقال " به "
قالت بارتباك لم يلاحظه امجد " لا افهمك انت تعلم اننى اعمل معه "
ابتسم وقال" وأي فتاة مصرية تقبل ان تسافر مع رجل لا تعرفه وحدها وتتنقل عبر البلاد هكذا اليس الامر غريب ؟"
قالت بثقة " ليس غريب وانما هو عمل وانا اعجبتنى الفكرة ومالك رجل اعمال ماهر وانا احببت ان اتعلم منه "
قال " وتثقين به ؟ الا تعرفينه جيدا ؟"
اخفضت عيونها وقد فهمت ما يريد بالتأكيد يقصد علاقاته النسائية ولكنها تعرف ايضا انه يعتبرها طفلته كما اعتاد ان يناديها لذا لم يفكر بها من الا هذا المنطلق وربما يتعامل معها على اساس انها مساعد له بالعمل يكسب من ورائها فقط
قالت " اعرفه جيدا ولكن ما اعرفه ايضا انه لم يسئ الى فى اى وقت منذ ان عرفته وعلاقتنا لم تتجاوز العمل "
ابتسم وقال" حتى الان "
نظرت اليه وقالت" ماذا تقصد انا لا احب تلميحاتك هذه "
قال بهدوء " لا اقصد اى شئ وربما اسال دون لف او دوران هل بينكم علاقة اخرى غير العمل اقصد "
قالت بغضب " كيف تجرؤ؟ "
كادت تنهض لولا ان عاد مالك وجى جى وقد لاحظ مالك احمرار وجهها فنظر اليها وجى جى تجلس بجانبها وقال
“ رهف انت بخير هل تفضلين الذهاب ؟"
ولكن جى جى اسرعت تقول " لا .. بالطبع لا مازلنا فى بداية السهرة هيا مالك اطلب لنا العشاء "
انتاب الجميع الصمت وابعدت هى عيونها عن الجميع وهى تشعر بان الهواء قد ذهب من حولها وان الصداع بدء يدق رأسها
تناولوا الطعام والجميع يشارك فى الحديث ولكن هى انتابها الصمت هل هكذا ينظر اليها الجميع انها عشيقته او حبيبته وليست مساعد له هل اخطأت عندما وافقت على ذلك العمل وحتى لو هل سيمكنها التراجع الان ..والشركة وعمها و.. هى نفسها هل سيمكنها ان تبتعد عن ذلك الرجل ..
“ اين ذهبتي يا حلوة ؟"
نظرت الى جى جى التى ابتسمت فبدت غمازتين فى وجنتيها دلال على الجمال وعيونها البنيه المحاطة بالميك اب ابعدت عيونها عنها وقالت
“ لم اذهب لأى مكان هل هناك شئ؟"
مالت المرأة عليها وقالت" منذ متى وانت معه ؟"
نظرت البها بضيق وقالت " معه؟ ماذا تقصدين ؟"
قالت جى جى بخبث واضح " اعنى منذ متى تعرفيه "
قالت " شهرين او اكثر وانت ؟"
تراجعت جى جى وقالت" سنوات يا حلوة سنوات طويلة لا اتذكر عددها أكثر امرأة عرفها ذلك الرجل واكثر واحدة نام معها .."
توقف الطعام فى حلقها من وقاحة المرأة وسعلت وهى تأخذ بعض الماء وقد لاحظها مالك وادرك ان جى جى لن تتركها ولكنه لم يحاول ان يبد اهتمام ذائد حتى لا تستغله جى جى
قالت جى جى بصوت منخفض وهى تضحك بسخرية " مازلت عذراء اليس كذلك ؟ فالعذارى فقط هم من يخجلون "
احمر وجه رهف ولم تعد تعرف بماذا يمكنها ان ترد ولكن جى جى لم تمنحها اى فرصة وهى تكمل
“ اذن مالك يتبع معك سياسة النفس الطويل فهو يتركك على راحتك حتى تثقى به او ربما تحبيه بسذاجة الفتاة العذراء ثم يشير اليك بأصبعه فتهرعين اليه برضائك ثم تنضمين الى حريمه مالك لا امان له يا عزيزتى انا اكثر امرأة عاشرته وعرفته واعرف عنه ما لا يعرفه احد حبه للنساء كحبه لعمله وللمال ،اما فيما عدا ذلك فلا مكان له بحياته مازلتى صغيرة لتفهمي رجل مثله "
شعرت بألم بمعدتها ورغبة فى القئ هل فعلا يفعل بها ذلك هل يضحك عليها لينالها كيف ..؟؟
نهضت فجأة فنظر الجميع اليها بدهشة وسألها هو " رهف ماذا حدث؟"
قالت بضيق من حالتها وكلام تلك الحرباء " لا شيء سأذهب للحمام "
تابعها وهى تذهب ولا يعلم لماذا كان يشعر بان جى جى هى سبب ما اصابها نظر الى جى جى وقال
“ ماذا قلتى لها ؟"
ضحكت جى جى وقالت" الحقيقة يا حبيبي الحقيقة "
نظر امجد اليه وقال" لماذا انت قلق عليها هكذا هل يهمك امرها الى هذا الحد ؟"
نظر الى امجد بغضب وقال" بالطبع انها مساعدتي وهى هنا تحت مسؤليتى ولا يمكن ان اكون انا او سواى سبب فى اذيتها "
تغيرت ملامح جى جى وقالت" ولذلك تركتها عذراء حتى الان ام لأنك تخطط لأبعد من ذلك ام انها تعصى عليك فلم تستطع ان تنالها "
قال بغضب وهو ينهض " كلمة اخرى وسأقص لك لسانك هذا وانت تعرفين انى لا اهدد انت اكثر الناس دراية بمالك عرفان فلا تخرجين شياطينه التى اختفت من سنوات وابتعدى عن رهف هل تفهمين ؟"
وتحرك مبتعدا الى الحمام حيث ذهبت وانتظر وهو يدخن سيجارة وعندما تأخرت وجد امرأة تخرج من الحمام فاستوقفها وقال
“ من فضلك هل هناك انسة بالداخل ترتدى بدله جينز "
هزت المرأة راسها وقالت" لا ليس هناك احد بالداخل "
تراجع وهو لا يعرف ماذا حدث وهل هى بالفعل ليست بالداخل لم يشعر بنفسه وهو يندفع الى داخل الحمام ويبحث بدون وعى خلف كل باب ولكنها لم تكن موجودة بالفعل ، اندفع محاولا الخروج واصطدم بامرأة صرخت من تواجده بالحمام ولكنه لم يهتم وخرج الى خارج المطعم ولكن للأسف لم تكن موجودة لقد اختفت
شعرت بإعياء شديد بعد ان رجعت الطعام وزاد الصداع ورأت الدموع تنساب غسلت وجهها وخرجت من الحمام لا تريد ان تعود لهم مرة اخرى رأت باب خلفى للخروج فأسرعت اليه واندفعت خارج المكان وهى تستنشق الهواء ثم سارت بقوة مبتعدة لا تنظر حتى الى الخلف ..هل فعل بها ذلك هل احضرها معه لينالها وينال انتقامه من عائلتها ..بالتأكيد هى هنا معه بمفردها ويريدها ان تثق به او تحبه ويظن انها وقتها لن يمكنها مقاومته هل يغشها ..ولكنه لم يحاول فى اى وقت ان يتقرب منها او يضايقها حتى لو حاول لمسها ابعدته فتراجع دون تعليق .. ماذا تفعل وبمن تثق والى اين تذهب ..هل تكمل ..ام تعود ؟
لم تعد تعرف حتى مجرد التفكير فقد ضاع تركيزها .. عندما شعرت بالتعب توقفت كان الوقت قد تأخر فلم تصل الى اى شئ وكان لابد ان تعود للفندق فهى لا تعرف احد هنا وجواز سفرها بالفندق وكل ما يخصها هناك وهى اصلا لم تقرر الرحيل اى لابد من العودة فهى بحاجة للراحة..
اوقفت سيارة اجرة اعادتها الى الفندق اخذت المفتاح من المختص وتحركت بإعياء شديد وهى تشعر انها ستتهاوى بين لحظة واخرى
بحث عنها كثيرا ولكنه لم يجدها فقد تركت حقيبتها وتليفونها وكل شيء بالمطعم دار بالسيارة كثيرا بالمدينة الى ان يأس من ان يجدها ولا يعلم لماذا اصابه الضيق من فكرة رحيلها لقد اعتاد على وجودها بحياته فقد اصبحت جزء من حياته وجزء كبير لا يمكن انكاره ليس فقط بالعمل وانما بحياته الشخصية
اتصل بالفندق كثيرا ولكن لم يصل لشئ واخيرا قرر العود للفندق.
ناداه موظف الاستقبال فاتجه اليه وقال" ماذا هناك ؟"
“ اسف مستر عرفان ولكن مس صفتي عادت منذ لحظات حضرتك كنت تسال عنها اليس كذلك ؟"
لم يدعه يكمل وانما اندفع الى المصعد وانتظر بفارغ صبر وما ان صعد وخرج حتى رآها وهى تصل الى باب غرفتها ثم استندت على الباب فهتف من مكانه
“ رهف "
نظرت اليه فبدا الارهاق على ملامحها نظرت اليه لحظة قبل ان تغمض عيونها وتتساقط امامه على الارض فى اللحظة التالية
يتبع…
أنت تقرأ
صائد الصفقات وصغيرته
Romanceفجأة حجب أحدهم الضوء عنها فاستدارت إليه كان جسدا يافعا وقويا فى بدلة ثمينة كحلية اللون وعلى ذراعه بالطو بنفس اللون وبيده الأخرى حقيبة اعمال جلدية رفعت رأسها لتصل لقامة صاحب هذا القوام المتناسق كان ينظر إلى السيارات بفارغ صبر عرفته عشر سنوات مضت ومع...