الفصل الخامس عشر

3.4K 107 9
                                    

الفصل الخامس عشر
صلح ونهاية
عندما انتصف النهار كانت المرأة فى فراش رهف نائمة ورهف بالحمام تغير ملابسها بينما توقف هو قليلا امام فراش المرأة تأمل ملامحها لم تتغير كثيرا فقط بدت علامات الدهر على خطوط وجهها ونحل جسدها وطار كثير من شعرها الاسود المختلط بالأبيض الساكن على كتفيها ..لا يعلم لماذا شعر الان بان الماضي يجذبه اليها والى ايام الطفولة عندما كانت هى تنتظره بالبيت وقد اعدت الطعام بابتسامة هادئة كانت ايامهم سعيدة ولكن فجأة تغير كل شيء وتبدل الحال وكثر الخناق بينها وبين والده و..
“ مالك "
كان صوت الام ضعيف ولكنه خرق اذنه هو نفس الصوت الذى كان يناديه بمنزلهم الصغير عادت المرأة تناديه مرة أخرى
اتجه اليها غصبا عنه وكأن هناك شيئا يدفعه اليها كانت قد فتحت عيونها ادارت وجهها لترى ما حولها فالتقت بعيونه كادت تنهض ولكن الم كتفها اعادها وهو لم يتحرك ولم يحاول حتى ان يساعدها وهو يتابعها
قالت بضعف " لم اظن انى ساراك مرة اخرى "
ابتعد من امامها ضعفه لن يغلب قوته ولكن المرأة قالت " اعلم انى لا استحق حتى نظرة منك ولكنى دفعت ثمن اخطائى كثيرا "
لم يرد كانت رهف على وشك الخروج ولكن ما ان سمعت صوت المرأة حتى تراجعت وسمعتها وهى تكمل
“ لم اتخيل انك كبرت هكذا واصبحت بمثل تلك الوسامة والرجولة لم اعلم انه مر الكثير من السنوات فقد فقدت العدد من كثرته ..مالك ..مالك ارجوك رد على انا لا اريد ان اموت قبل ان تنظر الى نظرة سماح واحدة كما كنت اتمنى وادعو الله "
نظر اليها وقد عاوده الغضب فقال بقوة " اى اله الذى كنتى تدعيه وانتى تعصينه بالخيانة والزنا اى اله هذا اجيبينى "
اغمضت عيونها بألم فسالت دموعها ثم فتحتها وقالت " نعم معك حق ولكن ادركت خطأي ربما بعد فوات الاوان ولكنى طلبت منه التوبة والمغفرة وان يساعدنى على ان احيا حياة شريفة وقد فعلت طوال السنوات الماضية "
ابتعد مرة اخرى وقال " حياة شريفة نعم "
قالت المرأة بضعف ودموع " مالك يا ابنى انا "
نظر اليها وقال بغضب " لا تنطقي اسمى مرة اخرى ولا تقولى ابنى انا لم اعد ابنك وانتى لستى امى .. امى ماتت يوم ان فكرت ان تتركنا وترحل وقتها ادركت ان الحياة لابد ان تكون بدونك ودفعت انا ثمن فعلتك فلا اظن ان وجودك اليوم سيغير اى شئ"
زادت دموع المرأة وقالت " لا ..لا تكن بهذه القسوة ارجوك ارحمنى "
نظر اليها بقوة وقال " وانتى لماذا لم ترحمى صغرى واحتياجى اليكى لماذا لم ترحمى شرف ابى ولا شرفى ..اى رحمة التى تطلبيها بعد ان دمرتى اسرة كاملة حرمتينى من وجودك معى الم تفكرى يوما اننى ربما احتاج اليك الى مشورتك الى ان تسمعي شكوتى او المى الم تفكرى اننى ربما احتاج حضنك الان بعد كل هذا العمر تطلبين الرحمة لا ... لا اظن "
ثم تحرك الى الخارج تاركا المرأة بين دموعها وانينها خرجت رهف بعد لحظة نظرت اليها المرأة وكأنها تراها لأول مرة توقفت عن البكاء وقالت وهى ترى رهف تقترب منها بحذر
“ من انتى ومن اين اتيتى ؟"
وقفت رهف امام فراش المرأة وقالت " انا رهف زوجة مالك "
حدقت المرأة بها وقالت " انتى ؟ تبدين صغيرة ..اقصد "
اخفضت رهف وجهها وتساقط شعرها الاصفر على وجهها وقالت " لا اعتقد ان السن امر اساسي فى الزواج "
هزت المرأة راسها وقالت" معك حق اعذريني يا ابنتى ولكن "
لم تكمل تحركت رهف وجلست بجانب المرأة وقالت" لا تتحدثى كثيرا انتى بحاجة للراحة "
نظرت المرأة اليها وقالت " انتى جميلة ورقيقة منذ متى تزوجتم ؟"
قالت " اسبوعين تقريبا "
ربتت على يدها وقالت " اه اذن انتم بشهر العسل وانا افسدت الامر "
احمر وجهها هى فقط من تعرف سرهم فأسرعت تقول " لا افساد ولا شيء انا سعيدة بمعرفتك "
عاد الحزن للمرأة وقالت " ولكن هو لا "
قالت رهف " لا تقلقي هو فقط بحاجة للوقت لا تنسي انها سنوات كثيرة والامر لم يكن سهلا خاصة انه رجل واخذ الامر على كرامته "
نظرت اليها المرأة وقالت " يبدو انك تعلمين لقد حكى لكى اليس كذلك ؟"
لم ترد رهف والمرأة اكملت " معك حق الامر لم يكن سهلا واعلم انى اخطأت وليس لى اى عذر فقط اطلب منه السماح "
ابتسمت رهف وقال" ان شاء الله سيفعل فقط هو بحاجة للوقت "
ابتسمت المرأة وقالت " انتى فتاة جميلة ليس فقط شكلا ولكن ايضا قلبا واخلاقا كم تمنيت كثيرا ان اعود لأراه واعرف عنه اى شئ حلمت انه تزوج وتمنيت ان ارى زوجته ولكنى لم يمكننى ان اتخيلها والان لا اصدق انى اراها امامى حبيبتى ربنا يسعدك ويهنيك مع ابنى ويديمك فى حياته "
ابتسمت رهف وهى تتمنى ان يتقبل الله الدعوى فهى لا تريد الا ان تدوم فى حياته الى الابد 
ظلت بجانب المرأة وقت طويل ساعدتها على تناول الطعام والدواء وعرفت عنها بعض الاشياء ولكنها كانت حريصة مع رهف التى لم تضغط عليها واخيرا نامت المرأة
ما ان خرجت من الغرفة حتى رأته يدخل نظر اليها كما فعلت وهى تقول " تليفونك مغلق "
القى نفسه على اقرب مقعد وقال " نعم "
جلست امامه وهو يشعل سيجارة وقالت " انت بخير؟ "
نظر اليها وقد بدا الارهاق على ملامحه ثم قال " نعم انتى لم تنامى "
قالت " انتظرك "
قال " حسنا هيا ادخلى ونامى لقد كان وقتا شاقا "
ابعد عيونه عنها فقالت " وانت ؟"
قال " سابقي قليلا ثم انام "
قامت وركعت على الارض امامه ووضعت يديها على ركبتيه ونظرت اليه وقالت " مالك "
نظر اليها وقال" لا تبدئى "
امسكت يده وقالت " على الاقل اسمعها ارجوك من اجلى اعلم ان ما فعلته لا يغتفر ولكن انا لا اريدك ان تندم بأى يوم من اجلها بالنهاية هى امك ولن تهرب من الواقع هى تعترف بخطاها وهذا يمنحك مساحة اكبر للكلام والعتاب "
ترك يدها واتجه الى وجهها ومرر اصابعه فى شعرها وقال " انتى طيبة زوجتى الصغيرة لا تشغلى بالك بالأمر "
شعرت بحرارة تسرى بجسدها من لمسته ودفء يده تصلب جسدها وهى تشعر بارتجافه تعبر فى كل جزء من جسدها فنهضت وابتعدت وقالت
“  لا تريدنى ان اشغل بالى بما يخصك ام ماذا "
نهض واتجه اليها واعادها امامه ونظر بعيونها وقال " وكيف يكون ذلك ؟"
احتارت فى عيونه السماوية الجذابة عاد يقول وهو يحاول ان يقاوم رغبته فى ان يأخذها كامرأة يرغب بها وبقوة
“ رهف كل ما يخصنى بين يديك وانتى تعلمين ذلك فقط لا اريدك ان تضغطي على لا اريد ان اعيد ما حدث امس فقط اتركينى افعل ما اريد "
قالت دون وعى وكأنها تخدرت من نظرات عيون او لمسات يده " حاضر لن اتدخل مرة اخرى "
عاد يتلمس وجنتها بيده وكانه يصبر نفسه وقال وهو يتأمل ملامح وجهها الرقيقة وتوقف عند شفتيها الرقيقة وقال بصوت ضعيف
“ صغيرتى المطيعة "
استسلمت للمساته ولم تعد تستطيع الهروب منه اكثر من ذلك زاد اقترابه منها ويده تتخلل عنقها الطويل ثم جذب وجهها برقة اليه فأغمضت عيونها وهى تتنفس انفاسه الدافئة على بشرتها ثم التقط شفتيها الصغيرة بين شفتيه الكبيرة برقة ويداه تحيطها برفق ثم ازدادت قبلته قوة وهى تستجيب له كم تأخذه قبلتها من الدنيا الى عالم اخر لا يعرفه تنسيه الواقع الذى يعيشه وتطير به فوق سماء الاحلام السعيدة تذيب قوته وتحيي رجولته وتلهب رغبته ولكن مازالت عفتها وطهارتها توقفه ..
ضاعت انفاسها كما ضاعت الدنيا منها وفقدت اى احساس ولم يتبقى سوى احساس بالسعادة وهى بين ذراعيه وبانه ارادها هى ابعد شفتيه فلم تفتح عيونها فجذبها الى صدره بحنان وهو لا يعلم كيف يقاوم نفسه بهذا الشكل ويحاول ان يقنع نفسه انه فقط يحتاج اليها لتهون عليه ما يمر به ..
القت راسها على صدره دون خجل او خوف فهو زوجها الذى تمنته وارادته وشعرت بالأمان معه
سمعته يهمس " انا سعيد انك معى لن تتركينى اليس كذلك ؟"
لم تبتعد عنه وهى سعيدة بكلامه وقالت " لا يمكننى ان افعل الحياة هنا معك "
ابعدها ونظر بعيونها وقال" رغم انكى تستحقين من هو افضل الا .."
وضعت يدها على فمه وقالت " انا اخترتك انت "
رفع يدها وقبلها وقال" اتمنى الا تندمى "
ابتسمت وقالت" اعلم انى لن افعل لأنك لن تجعلنى افعل "
ابتسم وقال" بالتأكيد لا يمكننى ان افعل ابدا ..هيا اذهبي لتنامى الان انا ايضا اريد ان انام "
هزت رأسها وقالت" حاضر طابت ليلتك "
ابتسم وقال" وليلتك صغيرتى "
تحركت من امامه وهو يتبعها بعيونه الى ان اختفت خلف الباب الذى اغلقته ووقفت تستند عليه وهى تغمض عيونها وتتذكر ما حدث كم كانت سعيدة بما كان قبلته تنسيها الدنيا وقسوتها واحزانها ليته يعلم انها تحبه وتريده وتتمناه ليته يأخذها بأحضانه للابد دون خجل او خوف عليها ان تصبر ربما كانت تلك هى البداية
لم يعد يعلم كيف يترك نفسه هكذا انه يضعف امامها تسافر به عيونها الى عالم من الجمال والفتنة تحمله شفتاها كالبساط السحري  يطير به بين بساتين الورود الحمراء والصفراء فى منتصف ابريل عندما يحين الربيع فيسقط من بساطها فتتلقاه يداها الرقيقتين وتعيدانه الى ارض الاحلام بأمان لتذيقه من رحيق زهور الربيع كل الالوان .. الان اتمناك يا فتاة كما لم اتمنى شيئا اخر بحياتى هل يمكن ان تكونى لى احيانا اصدق اننى اختيارك واطير سعيدا بذلك واحيانا اخرى اظن اننى فقط مفتاح نجاتك فاسقط مكسور الجناح. انا مالك عرفان يسقط فى الهاوية دون انقاذ فى حيرة بلا تفسير ايهما انتى يا صغيرتى امرأة تهوانى ام فتاة طائشة تحتمى ورائي؟؟
بالصباح غيرت للمرأة بمهارة وساعدتها على تناول الإفطار والدواء وما ان انتهت حتى قالت " اين مالك ؟"
نظرت اليها وقالت " مازال نائما "
قالت الام " انا ضايقتكم "
احمر وجهها خجلا وقالت " لا .. لا نحن بخير المهم صحتك "
قالت المرأة" انتم هنا بإجازة شهر العسل اكيد اين بيتكم بمصر ؟"
نظرت رهف اليها فهى لم تفكر بكل ذلك ولم تعرف بماذا ترد ولكنها ابتعدت وقالت
" سأذهب لأرى مالك عن اذنك "
كان يتحدث بالهاتف عندما خرجت وهو يقف امام النافذة نظر اليها فاقتربت منه وفهمت انه يتحدث بالعمل فاندهشت وانتظرته حتى ينتهى
اغلق ونظر اليها وقال " صباح الخير جيم اتصل لقد وافق على الصفقة "
قالت " مالك لا اريدك ان تتعامل معه لا ارتاح له "
هز راسه وقال" اعلم وانا وضعت شروط معقدة كى يرفض فأخبرني انه سيفكر ثم يرد "
تحرك مبتعدا فقالت " الن تراها ؟"
لم ينظر اليها وهو يقول " هل تحضرى لى ملابس اخرى اريد ان اخذ حمام واغير لدى موعد هام مع عدنان "
اتجهت اليه ونظرت بعيونه فقال " رهف لقد اتفقنا اليس كذلك ؟"
قالت" ستقابله وحده ؟"
داعب خصلات شعرها وقال بابتسامة زادته وسامة " ربما "
اخفضت وجهها فرفعه بأصبعه وقال " كفى عن التفكير لم اعد اقابل اى نساء "
رفعت عيونها اليه فقال بصدق " عيونك تمنعني صغيرتى "
ابتسمت ورضيت بكلماته وقالت " سأحضر لك الملابس الن نتناول الافطار اطلبه حتى اعود "
هز رأسه وتبعها وهى تذهب بالفعل لم يعد يرى سواها عيونها تلاحقه بكل مكان وصوتها الرقيق يلتصق بأذنيه فلا يسمع سواها .. لقد سقط صريع هواها متى؟ اين ؟ او كيف ؟ لا يعلم
مر اليوم وهى تتحدث مع المرأة قليلا والى عمها بالهاتف واتصلت به فاخبرها بانه سيتأخر .. نامت على الاريكة فى انتظاره وما ان اغلق الباب حتى نهضت مفزوعة فنظر اليها وقال " لم تنامين هنا ؟"
اعتدلت وقالت " كنت انتظرك تأخرت "
جلس بجانبها لم يخبرها انه كان يهرب من العودة كى لا يقابلها ولكنها كانت تعلم ..
قال وهو يشعل سيجارة " حسنا هيا اذهبي ونامى "
قالت " مالك .."
نظر اليها ولكنها ابعدت وجهها وقالت " لا شيء طابت ليلتك "
نهضت ولكنه تبعها وامسكها ليعيدها امامه وقال " رهف ماذا هناك هل حدث شئ هل ضايقتك هي بشئ او "
قاطعته " لا ..لا لم تفعل بالعكس انها طيبة جدا انا فقط .."
اخفضت وجهها فرفعه كالعادة بيده وقال " لا تفعلى ذلك "
قالت وهى تحدق بعيونه " افعل ماذا ؟"
قال " تثيرى قلقي وخوفى عليكى "
قالت " ستقول اننى اتصرف كالأطفال "
ابتسم وقال" لن اقول هيا اخبرينى "
قالت وهى تبعد عيونها التى امتلأت بالدموع " فقط ..اقصد اننى منذ اتيت معك للعمل لم افارقك الا عند النوم لأول مرة تتركنى كل ذلك الوقت انا ..انا اشعر بالغربة ببعدك مالك انت الوطن بالنسبة لى "
حدق بعيونها ثم فجأة جذبها اليه دون ان يقاوم وقد شعر بالخوف الذى بدا بعيونها ولم يتحمل دموعها التى شعر انه سببها مرر وجهه على شعرها وهمس
" غصب عنى صدقينى انا .."
شدت عليه بيديها الصغيرة وقد عاودها الامان بين ذراعيه وقالت" اعلم ... ولكن انا .. لم اعتد على بعدك "
يا الهى رحمتك تلك الفتاة تهد كل مقاومتى تجرفنى الى اعماق السعادة بكلماتها التلقائية وتضرب بكل احتياطاتي عرض الحائط هل اطلب بعدك واترجاك ان ترحميني .. ولكن كيف وانا لا اتمنى الا قربك
همس بأذنها " رهف لا تفعلى بى ذلك ارجوك "
اغلقت عيونها وهى لا تستطيع ان تمنع نفسها عنه لم تعد تستطيع حبها له يمنعها من ان تبعده عنها
قالت "انا فقط اشعر بالأمان معك "
ابعدها واحاط وجهها بيديه وقال وهو يحدق بعيونها " انا اضعف من ان اتحمل كلامك هذا فكفى عنه ارجوك رهف حياتك لا يمكن ان تكون هنا ومعى انتى .. انتى كالجوهرة الثمينة وانا لا استحقها "
عادت الدموع اليها وقالت " انا التى احكم وليس انت انها حياتى وانا اجدها معك مالك من فضلك انس الماضي انا لا اريده انا اريد الحاضر مالك اليوم لا امس "
لم يبعدها وقال " حتى مالك اليوم لا يليق بك مالك اليوم سكير كل يوم مع امرأة.. لا رهف لا يمكن '
ابتعد وتركها ولكنها لحقت به وقالت " لم تعد كذلك الا ترى نفسك انت تتغير مالك تتغير لتعود الى مالك الذى ضاع منك منذ سنوات انت الان تستعيد نفسك النقية فلا تقاوم ودعنى اساعدك لأنى اعلم انك ستنجح "
نظر اليها وقال " من اين تأتين بهذا بالكلام صغيرتى اشعر انى امام استاذى وانى تلميذ لا يفقه عن نفسه حتى اى شئ "
قالت " انا ارى ما لا تريد انت ان تراه واعيش الواقع الذى ترفض ان تعيشه "
فهم كلامها فابتعد وقال بقوة " وسأرفضه لأنه لا يستحق الا الرفض ولا يمكننى التراجع تعلمين ذلك "
هنا سمع الاثنان صوت ارتطام شئ بقوة ياتى من داخل الغرفة فاسرع هو الى الداخل وتابعته هى وهى ترى لهفته فتأكدت انها مجرد سحابة سوداء واكيد ستمر تحركت خلفه فوجدته يحمل المرأة الى الفراش فادركت انها حاولت ان تنهض ولكنها لم تستطع وسقطت وضع المرأة بالفراش وما ان تراجع حتى امسكت يده ولم تتركه فتراجعت رهف ربما آنه وقت العتاب
نظر الى يد امه وهى تمسكه بضعف السنين وقوة الامومة حاول ان يجذب يده ولكنها شدت عليها وقربتها من فمها وكادت تقبلها بدموع غزيرة
دق قلبه بقوة وجذب يده بشدة فقالت المرأة برجاء " ارجوك يا مالك انتظر ولا تذهب انا لن ابق كثيرا اعلم ان وجودى لا يريحك ولكنى اريد منك ان تسمعنى "
تحرك الى الباب فوجد رهف تسد الباب وتنظر اليه بقوة فابتعد الى طرف الغرفة فقالت المرأة بوهن " لم اخن والدك .."
نظر اليها بقوة فقالت " لم افعل صحيح اننى تركتكم ورحلت الى ذلك الرجل ولكنه لم ينالنى الا بعدما طلبت من والدك الطلاق ولكنه رفض فعرفنى حسين طريق الخلع وفعل هو كل شيء كما اخبرنى ثم اتانى بورقة وقال انه تم الخلع واصبحت امرأة حرة وتزوجنى .. عرفي لم يمكنه الزواج رسمى بسبب زوجته وابناؤه ..وما ان فعلت ونالني وسافر بي الى لندن بعيدا عن اسرته حتى سمعته يتحدث مرة بالهاتف مع شخص بدا انه هو الذى طلب منه ان يفعل ذلك لأنه كان  يقول له
“ نعم يا تامر انا نفذت وعليك الان ان تنفذ ..واكمل كلامه الذى عرفت منه ايضا انه لم يكن هناك خلع ولا اى شئ مجرد خدعة ضحك بها على لينال ما اراد وقتها انهرت وطلبت منه ان يعيدني ولكنه ضربني وأهانني بعد ان كان يفعل اى شئ اطلبه وقذف بي خارج البيت وقذف لى كل ما يخصنى حاولت مرارا ان اطلب منه العودة ولكنه لم يفعل لم اعرف ماذا افعل مرت بى ايام لم اكن اجد طعام عانيت الكثير هناك وحدى وانهرت وسقطت بدون وعى ..عندما افقت كان قد انتشلنى رجل عجوز من الشارع داوانى الى ان  تعافيت وعرف قصتى فطلب منى ان ابقي عنده نظير ان اخدمه فلم اتردد ووافقت كان له ابن هنا عرف انه اصيب بمرض مميت فقرر ان ياتى خفت ان يتركنى ولكنه لم يفعل جئت معه هنا وليتنى ما فعلت ما ان وصلت معه حتى ظن ابنه اننى اطمع فى امواله فدبر مكيدة كى يتخلص منى وبالفعل نجح ووجدت نفسي وحيدة مرة اخرى ولكن العجوز قد اعطانى بعض المال حصلت به على عربة الطعام وترخيص ولى سنوات لا اعلم عددها اقوم بهذا العمل ..الى ان قابلتك "
أطفأ مالك سيجارته الثانية وهو ينظر اليها فعادت تقول " لقد انتقم الله منى لم فعلته معكم تمنيت ان اعود ولكن لم املك ثمن التذكرة عشت ليال كثيرة احلم بعودتى اليكم لأراك فقط اراك ثم اموت بعدها صدقنى يا بنى انا اعلم انى اخطأت ولكنى كنت فريسة لمخطط هذان الرجلان وانا لم استوعب الامر الا بعد فوات الاوان "
اقترب مالك منها وقال " هل قلتى ان الرجل الاخر اسمه تامر "
هزت رأسها بدهشة فتراجع ونظر الى رهف التى لم تظن انه يمكن ان يكون تامر زوج اختها ابعد نظره وهو يخزن اسم تامر بذهنه لقد كبر حساب تامر
كاد يبتعد لولا ان امسكت المرأة يده مرة اخرى وقالت
“ لم يعد بالعمر بقية يا بنى ..ارجوك سامحنى وانا اعدك ان اختفى من حياتك ولن ترانى مرة اخرى فقط اسمح لى ان المس وجهك او اخذك بحضني واقربك من قلبي لأسمعه نبض قلبك .. ولو كنت كريما اسمعنى مرة كلمة امى التى حرمت نفسي منها ارجوك يا بنى سامحنى .. ارجوك يا مالك "
وانهارت المرأة فى البكاء وارتخت عضلات مالك وتراجع غضبه امام بنوته لتلك المرأة تراجعت رهف فى تلك الحظة فهى من حقهم هما الاثنان فقط فأغلقت الباب عليهما وذهبت
قربت المرأة يده من فمها وكادت تقبلها مرة اخرى لولا ان انحنى عليها ليبعد يده فنظرت اليه من بين دموعها وقالت بحزن
" اتركنى اقبلها لأمحو بها اخطائى ربما لو فعلت تناسيت الماضي ..اتركنى المسها واقربها لقلبي الذى مات شوقا الى لمسه منك ارجوك يا مالك انا لم اعد اتحمل قسوتك هذه فارحم ضعفى ووهني ارجوك "
اخفض وجهه وترك يده بيدها وضعت يده على وجهها ثم رفعت يدها الاخرى الى وجهه ولمست وجهه تحركت عضلات وجهه بقوة وانحسر العند والغضب وعادت ذكريات الطفولة تدق ابواب قلبه تترجاه ان يعفو ويسامح كلمات صغيرته عن الوالدين والعفو والسماح تدق راسه كلمات الرجاء والسماح تعنف قلبه على قسوته فارتخى وتراجع 
لامست وجهه بيدها وهى تهمس " ياه .. وحشتنى حبيبي وحشتنى "
ولم تعرف كيف جذبته لأحضانها ولا هو كيف انساق وراء ضعفه الى حضنها ولكنه ارتاح كثيرا عندما القى براسه على كتفها وهى تبكى بقوة وتردد اسمه بحب وحنان وتطلب السماح
يتبع…

صائد الصفقات وصغيرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن