الفصل العشرين

2.7K 87 8
                                    

الفصل العشرين
خيانة ..حب
ما ان وصلت للداخل حتى رأته نعم مالك زوجها حبيبها و.. كان يقف امام جى جى وهى تحيطه بذراعيها وتقول " واخيرا عدت الى يا حبيبي "
لم يبعد يدها وانما قال وهو يتجرع الكاس الذى بيده " جى جى لابد ان نتحدث اولا الامر ليس بسهل انا الان رجل متزوج "
ضحكت جى جى وقالت " تلك الطفلة وماذا الم ننتهى من امرها الم تحصل على ما اردت اذن لتعد الى انا امراتك الاولى والاخيرة "
ابعدها واستدار مبتعدا ولكنه تسمر مكانه عندما راها امامه والدموع تغرق وجهها فاتجه اليها ووقف اماها وقال
“ رهف ما الذى اتى بكى هنا ؟"
نظرت اليه بألم وقالت " جئت لأتأكد من انك لست ذلك الرجل الذى حاولت ان تقنعني به "
تراجع وقال" رهف انت لا تفهمين شئ "
قالت بغضب " بل كنت لا افهم والان فهمت ان حقدك وكرهك لبابا عماك فلم تر الا الانتقام ففعلت بى ما فعلت لماذا مالك لماذا ؟ انا لم افعل بك شئ انا ..انا فقط .."
كادت تقول احببتك ولكنها تراجعت فهو لا يستحق حتى ان يسمعها ..ابتعد ولم يرد فقالت " هل ماما كانت على حق؟ وانك ستظل طوال عمرك كما انت لا تهوى الا الشراب والنساء والطريق المظلم من الحياة. من الواضح انها الحقيقة لذا انتهى الامر لم اعد لك ولم تعد لى ارجوك اخرجنى من حياتك وانا سأخرجك من حياتى الى الابد.. لن يمكننى الاستمرار وعودك كانت كاذبة ما عشته معك كان كله كذب لكن انا كنت حقا صادقة معك ولا استحق منك ذلك طلقنى يا مالك نحن لن يمكننا الاستمرار لقد انتهت التمثيلية وانت ربحت "
التفت اليها وقال " طلاق !! ابدا لن يكون انا لن اتركك ابدا رهف انتى .. انتى حياتى التى لم اعيشها رهف انا .."
ولكنها صرخت به " كفى ..كفاك غشا وخداعا انا لا اريد ان اسمعك ولا اراك انا تعبت ..تعبت حتى انت مثلهم انا اكرهكم جميعا "
وانهارت الدموع وخانتها الكلمات فلم تجد ما تقول وشعرت بألم بصدرها الم الحزن والخيانة فتحركت الى الخارج ولم تنظر خلفها وانطلقت من الفندق دون ان ترى امامها من الدموع فلم تعد تريد ان تسمع او ترى اى شئ رحلت ولم تعرف الى اين تذهب المهم ان تبتعد عنه . لأول مرة منذ عرفته تريد ان تبتعد عنه ورغم ان فى بعده موتها الا ان الموت ارحم من ذلك الالم والعذاب الذى تشعر به الان لقد صدقت انه لها وعاشت اجمل ايام بحياتها معه كانت له بكل ذرة من روحها وجسدها وكانت تبتسم لرؤيته وتحزن لبعده ..كم كانت صغيرة لتدرك ان امثاله لا يمكن ان يتغيروا ابدا
لم تعلم الى اين يمكنها الذهاب لو عادت الفندق فستراه مرة اخرى وهى لا تريد لقد انتهى كل شيء انه لم يكتف بالشركة وانما هى ايضا يا لها من غبية لأنها صدقت ان رجل مثله يمكن ان يختار فتاة مثلها ليتها ما أحبته ولا سلمته نفسها الان ادركت الفخ الذى سقطت فيه وها هى تتألم من الم الخيانة
قادتها قدماها الى الفيلا شعرت انها اصغر من ان تواجه احزانها وحدها فهى تحتاج الى عمها او ربما جدتها لتسقط بين ايديهم
وصلت الى الفيلا والدموع تنهال بدون اى موانع لتجد امها ونور والجدة الجميع نظر اليها والدادة تفتح لها الباب كانت نظرات دهشة بعيونهم. لم يصدق الجميع انها قد تأتى بدون مالك او يكون هذا شكلها نهضوا جميعا لدى رؤيتها بهذه الحالة حتى الجدة نهضت ونظرت اليها بقلق فتحركت رهف بأقدام غير ثابتة الى جدتها ووقفت امامها فقالت الجدة بلهفة
" رهف حبيبتي ماذا بك واين مالك ماذا حدث ؟"
القت نفسها بين احضان الجدة وقالت " انا متعبة جدا جدتى قلبي يؤلمني "
ربتت عليها الجدة وقالت بخوف " رهف اخبرينى ماذا حدث ؟"
لم تكن تريد ان تتحدث امام امها او اختها لن يشمتوا بها الان لذا ابتعدت وقالت " لا شيء جدتى لا شيء انا احتاج للراحة عن اذنك "
اوقفتها امها " رهف .."
لم تنظر لامها التى اكملت " رهف حبيبتي طمنينى عليكى انا امك ماذا فعل بك ذلك الجبان انا متأكدة انه سبب المك وحزنك حبيبتى اخبرتك من قبل ان امثاله لا يمكن ان يستوون "
اغمضت عيونها من الالم ربما كان كلام امها على حق ولكن الان لم يعد للكلام اى داع لقد انتهى كل شئ فتحركت دون ان ترد
دخلت غرفتها وتأملت كل مكان بها واشتمت عطره بكل مكان فزاد بكاؤها اتجهت الى الفراش وامسكت ملابسه ووضعتها على انفها مازالت رائحته بها زادت الدموع وزاد الالم وانهارت على الفراش وهى تتذكر كل لحظة لها معه هنا بتلك الغرفة او بالفندق او استراليا بكل مكان لها معه ذكرى وقد كانت اسعد اوقات حياتها
ما ان رحلت وتركته حتى تراجع من كلماتها كان يعلم انها على حق فهى لا تستحق منه ذلك ولكن ماضيه مازال داخلها لن تنساه جرحته به وكأنها ترد على جرحه لها لن يمكنه ان يبق بحياتها لم ينالها منه الا الحزن والالم لقد كان صادقا عندما قال انها حياته التى لم يعد يمكنه الابتعاد عنها او تغييرها لقد تغير من اجلها نسي كل اللغو الذى كان يعيشه بسببها ومن اجلها ، اصبح لها هى وحدها اكتفى بها دون كل النساء اللاتى عرفهن واليوم ترحل هكذا ...
اقتربت منه جى جى وقالت" مالك "
ابتعد ورفع يده مانعا اياها من الكلام قبل ان يقول " انتى من دبر الامر ؟"
قالت بتوتر " اى امر انا ..انا لا افهم "
عاد اليها وامسكها من ذراعها بقوة وقال" جى جى انتى تعرفين من انا وما يمكننى ان افعل بك فانطقى قبل ان تفلت اعصابي اكثر من ذلك "
قالت بخوف وهى ترتجف بين يديه القوية " تامر نعم تامر من طلب منى ان افعل طلب منى ان افعل لأنه يعلم انى احبك اخبرني ان ات بك هنا واخبرك بتلك القصة من اني حامل ولابد ان تتزوجني وانا وافقت لاني بحبك وتمنيتك"
هزها وصفعها وقال بقوة " لا تتحدثين عن الحب انا وانتى لا نعرف معنى الحب هو انقى من ان ندنسه نحن بأفعالنا ما ذنب تلك الصغيرة .. لا انه ذنبها لأنها عرفت رجل مثلى لا يعرف عن الفضيلة اى شئ كان على ان ابتعد عن حياتها فهى لا تستحق منى ذلك "
دمعت عيون جى جى وقالت " انت تحبها يا مالك ؟"
ابعدها وقال" اخبرتك ان امثالنا لا يعرفون عن الحب شئ. لقد كانت نجمة مضيئة اضاءت حياتى لبعض ايام ظننت وقتها انى امسكتها ولكن كيف للبشر ان يمسكون بالنجوم لقد ذهبت وعاد الظلام لحياتى  ..نعم حياتى التى استحقها لابد ان اخرج من حياتها فهى لا تستحق الالم وانما هى ملاك يستحق ان يعيش بالجنة .يا الله كم اشعر بالألم لم سببته لها ..اه ليتنى مت قبل ان افعل بها ذلك "
اقتربت منه جى جى وقالت " يمكنك ان تخبرها انه لم يحدث بيننا اى شئ"
نظر اليها وقال" وهل يمكن ان تصدق ؟ النار لا يمكن ان تكون الا نار تحرق وتدمر وانا نار احرقتها ودمرتها وحولتها الى رماد فكيف اعيدها ..انا سأظل بالنسبة لها رجل السكر والعربدة لن يمكننى ان اواجهها اخبري تامر انى لن ارحمه على ذلك الا رهف ولم يعد يهمنى اى شئ اخبريه اننى لم اعد اهتم بما يمكنه ان يفعل لاننى لن امنحه الفرصة ليفعل وانتقامي سيكون افظع مما يمكن ان يتخيل ليس فقط رهف وانما امى ايضا "
استدار واخذ جاكتته وخرج بغضب وركب سيارته وقاد على غير هدى لم يعد له مكان هنا لن يعود اليها لابد ان يخرج من حياتها وجوده كان خطأ وقربه منها كان اكبر خطأ ليته ما فعل سيبتعد الى اقصى مكان بالعالم ولن يعود لهنا مرة اخرى ولكن لا لن يمكنه ان يرحل هكذا دون ان يخبرها انه لم يخونها ابدا ثم بعدها سيرحل هذا اذا استطاع ان يرحل فقلبه الان علق بها وربما ينهار لو فارقها
قاد كالمجنون الى الفيلا بالتأكيد ستعود لأهلها ليس لها سوى الجدة ستحتاج اليها ولكنه لن يتركها هى زوجته وستكون له
وصل الى الفيلا ودق الباب بقوة وفتحت له الدادة اندفع الى الداخل ليرى الجميع ينظرون اليه  بدهشة قال
“ اين رهف ؟"
تقدمت اليه الام وقالت " ماذا تفعل هنا اخرج من هنا لا مكان لك عندنا "
قال والغضب يرتسم بمقلتي عيونه الزرقاء " ابتعدى من امامى واخبرينى اين زوجتى ؟"
ولكن الام قالت" اسال نفسك اين هى الم تكن معك ماذا فعلت بها كان لابد ان اتوقع ان تفعل بها ذلك كم اخبرتها ان امثالك ممن عاشوا حياة الجوع والحرمان لا يليقون بأمثالنا ولن تنال من رجل النساء والشراب الا الخيانة والجراح "
ضم قبضتيه بقوة من الغضب الذى اجتاحه وظن ان رهف حكت لهم ما حدث فقال
" ويليق بكم ندل وجبان مثل ذلك الخسيس زوج ابنتك ام انك كام فقدت قدرتك على التمييز لابد ان تعلمى ان ما حدث كان من تدبير زوج ابنتك انا لم اخن رهف لم اخونها وانما هو من يسعى لتدمير ابنتك هذا اذا كنتى تعتبرينها ابنتك "
تراجعت امال وقالت " زوج ابنتى افضل مائة مرة من امثالك وهى ابنتى غصبا عنك وهى لم تعد تريدك ولن تعود اليك لقد عادت لصوابها وادركت انها اخطأت يوم ان تزوجت منك "
تحرك الى الداخل وهو يقول " اريد ان اسمع هذا الكلام منها هى شخصيا "
ولكن الام تقدمت امامه لتمنعه وقالت " بعد ما فعلته بها لن تقابلك انها قالت انها تكرهك ولم تعد تريدك "
نظر اليها بشدة ثم الى الجدة التى قالت " امال كفى "
ولكن امال لم تتوقف عن اهانتها له وقالت " لن اكتفى عليه ان يبتعد عن ابنتى الى الابد هل تفهم لو كنت تحب ابنتى حقا لابتعدت عنها لأنك تعلم من انت وما الفارق بينكما فهو ليس فقط اجتماعيا وانما العمر والاخلاق وكل شئ عليك ان تدعها تعيش حياتها وشبابها مع شاب مثلها من سنها ووسطها يحبها ويخاف عليها لا ان يجرحها ويهينها ابتعد عنها ودعها لحياتها لو كنت بالفعل تحبها لا تكن انانيا "
تراجع وقد اوجعه كلام المرأة هل هو فعلا يحبها وهل فى بعده عنها سعادة لها كم اخبرها من قبل انه لا يصلح لها ولكنها ابت ان تعترف والان ماذا؟ ها هى اولى العلامات هى على حق لابد ان يفيق من الحلم الذى كان يعيشه انها ليست له ذلك الملاك لا يمكن ان يعيش مع شيطان مثله صحيح انه تغير من اجلها ولكن هو نفسه لا يضمن ان يستمر فالأفضل لها ان ينسحب من حياتها كى لا يكون سببا يوما اخر فى المها
نظر الى امال والجدة ثم قال" انا بالفعل سأبتعد لأنك على حق رهف تستحق من هو افضل منى ولكن ما لا تعرفيه اننى احببت ابنتك حبا لم اعرفه الا الان ولن يحبها اى رجل مثلى رجل السكر والعربدة كما تقولين ومع ذلك سأتنازل عن حبي ولن احكم عليها بان تمضي حياتها مع رجل مثلي تظنون انه لا يستحقها ..”
ثم تحرك الى الخارج وقبل ان يخرج التفت وقال للجدة " اخبريها اننى لم اخونها واننى لم ولن احب امرأة سواها وانى ابتعدت فقط ... من أجلها "
اعتدلت على الفراش وهى تحاول ان تجمع شتات نفسها حاولت ان تصدق انه يخونها ولكن قلبها لم يصدق وهو لم يرد ولكن صورته مع تلك المرأة مازالت عالقة بذهنها هي تعلم ان تامر ندل وجبان ويكره مالك وهي لم تصدق كلامه عن الشركات ولم يهمها الامر اصلا ، ولكن ما راته ؟؟ ..نهضت وتحركت بدون هدى الى ان وصلت للنافذة وفجأة رأت سيارته تقف امام الفيلا هل اتى واين هو لماذا لم يصعد ..ثم تذكرت امها فأسرعت إلى الخارج لتنزل وهى تسمعه وهو يقول
" اخبريها اننى لم اخونها واننى لم ولن احب امرأة سواها وانى ابتعدت فقط ... من أجلها"
فابتسم قلبها واسرعت تنزل وتنادى عليه وهو يبتعد خارج الفيلا فلم يسمعها اسرعت لتلحق به ولكن امها اوقفتها قبل ان تخرج وقالت
" رهف انتظرى لن تذهبي اليه انه لا يريدك "
ابعدت يدى امها بقوة وقالت " مازلتى تريدين ابعادنا انا سمعته كفاك ما فعلتيه بي وابتعدى عنى انا اريد زوجى ولن اتركه "
اسرعت الى الخارج ولكنه كان قد ابتعد بالسيارة خرجت من الفيلا تسرع وراؤه ولم تلاحظ تلك السيارة التى اتت مسرعة لتصدمها بقوة فترفعها لأعلى ملقية اياها بقوة على طرف الرصيف فتصطدم راسها به وتتحطم عظامها من الارتطام بالأرض ..
يتبع…

صائد الصفقات وصغيرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن