الفصل التاسع

3.5K 108 8
                                    

الفصل التاسع
فرح ..
لم تعترض على ذراعيه القوية التى جذبتها لأحضانه بل رحبت بها وشعرت بالدفء والامان والحنان واستمرت تبكى برهة قبل ان تتماسك وتبتعد ..ولكنه لم يبعدها كثيرا وهو ينظر اليها وهو يردد اسمها بحزن غريب
لم تنظر اليه لم تقو على مواجهته وانما قالت " انا بخير لم يحدث شئ هل تأخذنى من هنا ؟"
هز رأسه وفتح لها الباب ثم اتجه لمقعده وقاد مبتعدا ولا يعلم سبب الغضب الذى بداخله نظر اليها وهى شارده وكأنها لا تشعر بوجوده وتساءل بين نفسه عما اذا كان هو سبب تلك الدموع
اوقف السيارة فلم تنتبه الا عندما قال " رهف هل نذهب ؟"
نظرت حولها كانت مندهشة انها لم تلاحظ انهم بالمدينة وتلك المحلات والضوضاء وذلك المبنى الضخم الذى توقف امامه قالت
“ اين نحن ؟"
قال " احد المولات نتناول الغداء ثم نشترى بعض الاشياء ما رايك "
لم تهتم هزت رأسها فنزل ليأخذها الى الداخل طلبا الطعام ثم اشعل سيجارته وقال" الن تخبرينى سبب تلك الدموع ؟هى هو تامر هل .."
نظرت اليه بصعوبة وقاطعته " تامر لم يفعل شئ مالك ارجوك "
نفخ الدخان بغضب وقال" اذن انا السبب اليس كذلك ؟ يرفضون وجودى بحياتك "
نظرت اليه بقوة وقالت " لن يفرض على احد رايه انا لى شخصيتي ورأى الخاص وحياتي ملكى وحدى "
تأملها وقال " اذن ماذا حدث ؟ رهف تحدثى والا لا اعلم ماذا يمكننى ان افعل "
قالت وهى تعلم انه غاضب " شجار بينى وبين امى كان لابد ان يكون بيوم من الايام وهى اختارت اليوم "
احضر الرجل الطعام فاقترب وقال" ولماذا .؟"
نظرت اليه وقالت " لا اعلم ربما لأنها ارادت التدخل بحياتى وانا رفضت "
لم يتناول طعامه وهو يقول " بسببي اليس كذلك ؟ رهف لا تظنى انى غبي فيوم ان احضرتك لأهلك كنت اعلم ان هذا سيحدث ولم اتوقع ان تختاريني"
نظرت اليه وقالت " لم تتوقع ام لم ترد "
تراجع وقال " لم ارد شئ بقوة فى حياتى كلها مثل ارادتى لان تكملى معى "
حدقت بعيونه وهى سعيدة من داخلها بكلماته فقالت " لماذا ؟"
ابعد عيونه هو نفسه لا يعرف ولكنه اراد ذلك وتمناه قال " لاننى ..لاننى رأيت بك تلميذه نجيبة وناجحة وستحققين نجاحا باهرا تتفوقين به على بيوم ما "
اشعل سيجارة وابعد عيونه عنها توقفت عن الطعام هل العمل فقط هو ما يربطهم نظرت اليه وقالت
“ العمل ؟"
ابعد عيونه عنها ثم عاد وقال " رهف ماذا حدث بينكم ؟"
تراجعت وقالت وهى تستسلم لم فهمت فهى تعلم انها بالنسبة له صفقة وانه يفكر بعقله لان لا وجود لقلبه ومع ذلك لا يمكنها ان تتركه
“ لست وحدك من عاش بدون ام اخبرتك انى عشت بدون ام تسع سنوات هى اكثر السنوات التى احتجت فيها امى ربما انت رجل واحتياجك للام ليس بمثل احتياج الفتاة لامها انا كنت وحيدة اعيش بدون حب او حنان ..لن انكر وجود جدتى بحياتى ولكنها بالنهاية امرأة مسنة بحاجة لمن يرعاها لا ان ترعى احد ..صحيح اننى تمكنت من ان احيا بدونها ولا اندب حظى على فراقها ولكن لم اكن اعلم انى كنت اكن لها كل ذلك الحزن داخل صدري وما ان فتحت الصندوق حتى انهالت منه الامى وأحزاني ورغم ذلك الان اشعر انى غاضبة على نفسي مما حدث لأنها فهى فى النهاية امى وانا احبها رغم كل شيء لكن قلبي كان يؤلمنى "
اغمضت عيونها وانسابت دمعة من عينها شعرت بيده تمسك يدها ففتحت عيونها كانت عيونه تنطق بالحنان
لم تبعد يدها وانما قالت " مالك انا خطأ ام صواب "
لم يترك يدها وانما قال " انك اخرجتى ما بداخلك فهو صواب اما وجودك معى فهو خطأ بالنسبة لهم "
لم تبعد عيونها عنه وهى تساله " وبالنسبة لك ؟"
اصبح كلامها قيد حول رقبته لا يمكنه ان يتحمله لأنه يؤلمه ولا يستطيع ان يرفضه لأنه لا يمكنه ان يجرحها او يؤلمها
ترك يدها وقال " رهف لا تجعليني مقياس لمستقبلك لست انا الرجل الصالح الذى يمكن ان تنالى منه النصيحة "
اخفضت عيونها وتألم لأنه شعر انها تمنت ان تسمع منه كلام اخر تراجعت وقالت
“ اذن انت لا تدعمني فيما افعل او ربما تريدنى ان اسمع لهم واتركك "
اندفع دون ان يفكر على غير عادته وقال " لا ..لم ارد ذلك ابدا"
نظرت اليه فابعد وجهه وقد ادرك انه اندفع واكتفت هى بذلك وهى تبتسم من داخلها انت تريدنى ايها الرجل وربما مثلما اريدك
عاد وقال " رهف انا لا اريدك ان تخسري اهلك على الاقل ليس بسببي "
اشاحت بوجهها وقالت " ليست خسارة بالنهاية انا راحلة ولن ابق معهم حياتى لم تكن هنا ابدا وحتى لو .. اكيد لن اخسر اهلى "
لم يعد يفهمها قالت " انا مللت الن نذهب "
ادرك انها لا تريد ان تكمل فنظر اليها وقال " بأى حال من الاحوال تأكدي انى لن اتركك ابدا الا اذا ارت انت ذلك "
ابتسمت وهزت رأسها ولم ترد .. طلب منها ان يشاهدا المحلات ثم اعجبتها بدلة فطلبت منه ان يجربها والحت عليه ان يفعل بينما اعجبها هى فستان سهرة تمنت لو حضرت به الحفل ولكنها شعرت انها اصغر من ان تجربه حتى ناداها لترى البدلة اعجبتها جدا اتاه تليفون فابتعد بينما طلبت ان تجرب الفستان ساعدتها الفتاة على ارتداؤه وكم انبهرت عندما رأته عليها  ولكن رهف شعرت بالخوف وإعادته للفتاه مرة اخرى
كان قد انتهى وسألها " اين كنتى ؟"
ابتسمت وقالت" انتقى لك هذه "
اعطته رابطة عنق تليق بالبدلة ابتسم وقال" جميلة اول مرة ينتقى لى احد شئ ذوق النساء اجمل بكثير "
ابتسمت وتحركت للخارج بينما توقف هو للحساب وسال الفتاة " اين كانت الانسة وانا اغير ملابسي ؟"
اخبرته الفتاة عن الفستان طلب منها ان يراه وفعلت ..
تأخر عليها فوقفت امام محل مجوهرات ولا تعلم لماذا تذكرت الاسورة التى احضرها اليها خاصة عندما رات حلق وعقد يشبهونها ..سمعته يقول
“ هل نذهب "
خرجا الى السيارة فقاد وهو يقول " هل نسهر قليلا ام ان التقاليد لا تسمح "
نظرت اليه وقالت " التقاليد لا تسمح لا اريد لاحد ان يسئ الظن بنا "
هز رأسه وفهم كلامها ولم يعترض.. اوقف السيارة امام البيت وقال وهو ينظر اليها " سامر عليك بالثالثة تعلمين ان الفرح بالحديقة "
ابتسمت وقالت" ظننت انى سأذهب وحدى "
عقد حاجبيه وقال" وكيف يكون هذا ؟"
نظرت لأصابعها وقالت " ربما تكون مع مروان "
ابتسم وقال" لن اكن إلا معك لا تتأخرى تعلمين مواعيدي "
ابتسمت ونزلت نزل هو الاخر وقبل ان تذهب نادها وهو يتجه لحقيبة السيارة" رهف تعالى من فضلك"
اتجهت اليه ونظرت اليه فمد اليها يده ببعض الاكياس وقال " اريد ان اراه غدا "
نظرت اليه وقالت بدهشة " ما هذا ؟"
ابتسم وهو يتأمل عيونها الجميلة وقال " شئ يخصك نستيه فى غمرة الاحداث هيا كى لا تتأخري "
ابعدت عيونها عنه وهى تقول" انا لم انس شئ ما هذا "
امسك يدها ووضع الاكياس بها وقال " عندما تدخلين شاهديها ..هيا كى لا تتأخرى"
لم تجادل كانت تريد ان تأخذ الاشياء وتراها كالطفل الصغير الذي يفرح بهدية والده هزت رأسها وتحركت ولكنه نادها
" رهف "
توقفت ونظرت اليه ببراءة فاقترب منها وقال" لو حدث شئ اى شئ كلمينى سأكون عندك فى لحظات "
لم تبعد عيونها عنه وقلبها ينتفض من دقاته قربه منها يثير داخلها مشاعر لم تكن تعرفها ولكن تعرف سببها انه الحب
تمنى لو يلمس وجنتها او يأخذها مرة اخرى بأحضانه او يتنسم عبيرها ولكنه يعلم حرصها فقال " رهف انا "
عيونها التى تمتلأ بالبراءة اوقفته عما كان يريد ان يقول لن يربط طفلة مثلها به ثم اين هو منها بكل ماضيه وسلوكه وعربدته
ابتعد وقال " احترسي على نفسك ولا تتأخرى "
احمر وجهها وقد تضايقت من قربه وبعده المفاجئ استدارت ولم ترد
عندما دخلت لم يكن هناك احد بغرفة المعيشة فكادت تصعد غرفتها عندما رات تامر امامها وبدا على ملامحه الغضب وهو يقول
“ على فكرة لا يمكنك الدخول والخروج وقتما تشائين بدن مراعاة لأصحاب البيت "
تراجعت من كلامه وقالت " انا لا افهم ما الذى لم اراعى اصحاب البيت فيه ؟"
قال وهو يقترب منها " نحن نرفض علاقتك بذلك الرجل لذا عليك ان تسمعى وتبتعدى عنه "
شعرت بالغضب ولم تتمالك فقالت " وانا اخبرتكم انها حياتى ولا دخل لاحد بها "
اقترب منها وقال " كيف ذلك انت لابد ان تسمعى لنا وتطيعي الامر نحن اكبر منك واكثر دراية بمصلحتك "
استدارت لتبتعد ولكنه تقدم منها وجذبها من ذراعها وهو يقول بغضب " انتظرى هنا وردى على "
ابعدت ذراعه بغضب وقالت "ابعد يدك هذه عنى انا لا اريد ان ارد على احد خاصة انت لان الامر لا يعنيك اصلا واياك ان تتدخل فى حياتى مرة اخرى "
تراجع امام هجومها ولم يوقفها بينما انطلقت هى الى غرفتها وقد قررت الا تبق بهذا البيت بعد الفرح
اغلقت غرفتها وهى تشعر بارتجافه بكل جسدها جلست على طرف الفراش ثم تذكرت انها مازالت تمسك الاكياس بيدها فاستعادت نفسها ونهضت لتراهم ولم تصدق نفسها عندما رأت الفستان الذى جربته شهقت بسعادة وهى تمسكه بيدها وضعته عليها ووقفت امام المرآة لتنظر لنفسها كانت سعيدة جدا ثم فجأة توقفت كيف اختار هذا الفستان بالذات ؟ وهل عرف انها اختارته واعجبها ماذا يدور داخل راسك يا رجلى اتمنى ان ادخل داخل عقلك ومن قبله قلبك كى ارى اين انا منهم ...
رن هاتفها فأسرعت اليه وهى تعلم انه هو وبالفعل اجابت " كيف عرفت "
ابتسم من براءتها وهو يجلس على اقرب مقعد بغرفته ثم قال" من عيونك يا صغيرتى "
تمددت على الفراش وهى تبتسم وقالت " لماذا ؟"
نفخ الدخان كعادته وقال" تمنيت ان اراك فيه "
قالت " وان لم ارتديه ؟"
قال " لن اهون عليك "
ضحكت فارتجف قلبه من ضحكتها وصوتها وهى تقول" انا شريرة "
قال بدون وعى " انت ارق فتاة عرفتها "
عاد قلبها للارتجاف من سرعة دقاته ولم ترد فقال " متى ستتوقفين عن الاحمرار ؟ الم تعتادي على كلامى ؟"
حاولت ان تهدء وترد " لم يكن هذا كلامك من قبل "
قال " ربما لأنك بعدتي عنى "
نامت على وجهها وهى تجيب " تريدنى ان اعود لأقيدك "
ضاقت عيونه وقال" اى قيد ؟"
قالت " لا شئ متى ستاتى غدا ؟"
قال " بالثالثة "
قالت " ومتى سنرحل من هنا ؟"
قال بدهشة " ظننت انك لن تسألى لوجودك مع اهلك "
لم تشأ ان تخبره اى شئ عن تامر وانما قالت " اشتقت للعمل انا اقاوم فتح اللاب كى لا اتعثر فى فريسة "
تمنى لو اخبرته انها تشتاق لوجودها معه مثلما يتمنى ذلك ولكن هيهات ان تفعل
قال " ربما نذهب بعد الغد كما نشاء الامر بيدنا "
اعتدلت على الفراش وقالت" اذن نذهب بعد غدا صباحا "
“ كما تريدين يا صغيرتى الن تنامى الوقت تأخر "
قالت " لا مازال مبكرا انت الذى تريد ان تذهب ربما لديك سهرة اليوم "
وقبل ان يرد دق بابها ودخلت امها فنهضت وقالت " اهلا ماما تفضلى "
تفهم الامر فقال " اذهبي الان اراك غدا "
قالت " حسنا "
اغلقت الهاتف ونظرت لامها التى تقدمت تجاهها وقالت " اتيتى متأخرة "
ابتعدت وقالت" اسفة تحملوني يومين وسأرحل دون ان اضايق احد "
اتجهت اليها امها وقالت" رهف ماذا اصابك يا ابنتى لقد تغيرتى كثيرا "
نظرت لامها وقالت " تقصدين كبرت كثيرا ولم اعد تلك الطفلة التى تركتيها خلفك ..ماما ارجوك لن نعيد ما كان "
امسكتها الام وقالت" رهف كفى عن هذا الكلام انتى ابنتى مهما حدث ربما اكون اخطأت ولكنك ابنتى "
ابتعدت وقالت " ومن يمكنه ان ينكر ذلك كل ما فى الامر ان حضرتك ترفضين التعامل معى على اننى امرأة بالغة يمكننى ان اقرر حياتى ومصيري كما اشاء "
قالت الام بضيق " ليس مع عرفان يا رهف ليس معه "
نظرت لامها بغضب وقالت" وماذا تعرفين عنه حتى ترفضيه هل لمجرد انه كان فقير وليس من اسرة معروفة فهو لا يليق بنا انتى الان لا تعرفين من هو انه اشهر صائد صفقات بالعالم ولديه من الاموال ما لا يمكنه هو او سواه عده او حصره ام لأنه على علاقة بالعديد من النساء انا اعلم ذلك ومع ذلك "
اقتربت من امها ونظرت بعيونها وقالت " ومع ذلك لم يحاول فى اى يوم ان يتجاوز حدوده معى اتعلمين انه يعاملنى كما تفعلين انتى مجرد فتاة صغيرة وهو الاب الحنون ..نعم ماما انا رأيت معه الحنان الذى ضاع منى منذ وفاة بابا ورحيلك هو الشخص الوحيد الذى مد لى يد المساعدة منحنى المال كى انقذ شركتنا وهو الذى يحميني من اى رجل يمكن ان يتطاول على ..وتعرفين ماما انا اجد معه الامان نعم ..الامان الذى لم اجده الا معه هذا هو مالك بالنسبة لى لا ارى فقره ولا عربدته ولا اى من عيوبه وانما ارى ما اخبرتك به "
كانت دموعها قد فاضت على وجنتيها فمسحتها وابتعدت ولكن الام ادركت مكنون ابنتها فقالت بحزن
" انتى تحبيه يا ابنتى "
اغمضت عيونها فالحقيقة لا يمكن اخفاؤها كثيرا فهى تطفو على السطح ولا تخضع للجاذبية السفلية كما هو الحب يطفو على الوجوه
ربتت الام على كتف ابنتها وقالت " هذا كالحكم بالإعدام اذا كان يعاملك كابنته فلن يري حبك ولن يشعر بقلبك اذن انت تقضين على سعادتك "
قالت " سعادتى بجانبه ماما "
اعادتها الام امامها وقالت" وعندما يكسر قلبك "
هزت رأسها وقالت " لن يفعل انا اعلم انه لن يفعل انا اثق به "
جذبتها الام لحضنها فعادت للبكاء فقالت الام " لا اعلم ماذا يمكننى ان افعل ولكن لو انى اعلم ان سعادتك لن تكون معه راجعى نفسك وفكرى جيدا هذه العلاقة لا يمكن ان تنجح ابدا. انا اعلم انك ستفكرين جيدا واذا احتجتى لى يوما اعدك ان اكون بجانبك ولن اعيد اخطائى "
شعرت بالراحة من كلمات امها ربما لأنها ستعود اليها او لا تعلم من اين اتت الراحة المهم انها ارتاحت
لم يتحدثا مرة اخرى واستعدت هى للفرح كانت سعيدة جدا بالفستان وساعدتها نور رغما عنها واختفى تامر عن الانظار واخيرا توقفت امها امامها وهى تتأملها وقالت
“ عروستي الجميلة تبدين فاتنه "
ابتسمت نور وقالت" تامر لا يطيق مالك ولكن بصراحة انا اعلم انه وسيم وجذاب فقط كونى على حذر حبيبتي تعلمين علاقاته بصراحة انا لا اتقبل تلك العلاقة "
نظرت الى اختها وقالت " اعلم نور انكم لا تتقبلوها ولكنها علاقة عمل بالأول والاخر فلا تخافي "
غمزت نور وقالت" اما انك لا تفهمين واما انك تتذاكين الا تعلمين ان الرجل عندما يدعو امرأة لحضور مناسبة معه ان هذا لا يعنى الا شئ واحد هنا عندنا "
نظرت اليها بعيونها الخضراء التى كحلتها لها نور فبدت كالأراضي الزراعية الواسعة التى لا نهاية لها ثم نظرت لامها التى هزت راسها فأبعدت عيونها وقالت وهى تحاول الا تصدق كلامهم
“ لا هذا ولا ذاك كل ما فى الامر ان مالك لا يذهب لأى مكان بدونى لأنى مساعدته وعندما عرض على ان احضر معه ففعلت "
اقتربت منها نور وقالت " ايا كانت مبرراتك انا فقط احذرك انتى لا تعرفين ماذا يقول تامر عنه "
ابتعدت وقالت " ربما ولكن انا ايضا اعرف عنه ما يكفينى لأثق به "
لم يكملوا الحديث لان جرس الباب رن فدق قلبها هل دخل الى البيت ليصطحبها نظرت اليهم فهزت نور كتفها ونزلت لتفتح وتبعها الجميع
لا يعلم لماذا اصر على الدخول لابد ان يثبت لها انه لا يخاف احد وانه سيكون معها او ربما يريد ان يعرف رد فعل تلك العائلة التى رفضته يوما
توقف امام الباب الى ان فتح ورأى نور تقف امامه تغيرت كثيرا عن تلك الفتاة التى ارادها بيوم تراجعت نور امام وسامته وجاذبيته التى ازدادت مع الايام وربما تلك البدلة الثمينة التى يرتديها زادته اناقة وجمال انتهت الكلمات ولم تجد ما تقوله بينما قال هو بأدب واضح
“مساء الخير "
حاولت نور الابتسام وهى ترد " مساء النور اهلا مالك كيف حالك ؟"
قال بحذر " بخير اين رهف ؟"
سمعها من خلف اختها تقول " انا هنا "
عندما التقت عيونه بها ظن انها ليست هى اين الطفلة التى عرفها اين تلك الفتاة التى كان يخشي عليها من كل من حوله انها امرأة نعم امرأة قاتلة لأى رجل يمكنه ان يقاوم فتنتها .. امرأة كانت تختفى خلف ستار الطفولة ..هل عميت عيونه فلم يري جمالها من قبل هل ضاعت روحه فلم تسجن بين عيونها دقات قلبه اعلنت عن اعتراضه على انه لم يكن يراها وعقله ضاع من عبيرها الذى اقترب مع اقترابها
توقفت امامه وهى مأخوذة من وسامته وجاذبيته هل يمكن ان يكون رجل بمثل وسامته وقوته ورجولته الطاغية قد اختارها هى لترافقه وتخرج معه هل حقا هو لها الان ؟ حقيقة هى تلك ام اوهام؟
عندما شردت عيونه بعيونها وفتنتها احمر وجهها فازدادت جمالا فأخفضت عيونها وقالت" الن نذهب سنتأخر "
استوعب نفسه وعاد من شروده ومد يده اليها فنظرت لعيونه ومدت يدها اليه فقبلها دون ان يشعر كادت تسحب يدها ولكنه لم يفلتها وقال وهو يجذبها اليه
“ الى اين يا صغيرتى هل اصبحت لا اليق بهذا الجمال الفتان فتتركيني الان ؟"
دقات قلبها اعلنت عن خوفها من الانسياق وراء ذلك الرجل الذى يقتلها بعيونه الفاتنة وكلماته التى تشق قلبها من السعادة والخوف بذات الوقت استسلمت لقوة يده فجذبها اليه ووضع يدها على ذراعه وقال
“ لم احلم يوما ان يكون لى مثل ذلك الشرف يا .. جميلتي "
نظرت لعيونه وابتسمت لكلماته الجميلة ولم تبعد عيونها عنه وهى تتحرك بجانبه بسعادة اركبها السيارة وجلس بمقعده نظر اليها ثم اخرج علبه كبيرة من علب المجوهرات وفتحها نظرت الى العلبة كان بها العقد والحلق اللذان كانا بالمحل
لم تنبهر وانما نظرت اليه وقالت" تعلم انى لا احب كل ذلك "
ابتسم وقال" وانتى معى لابد ان تحبيه "
ابعدت عيونها وقالت" ارجوك مالك لا تجعلنى اشعر بذلك الشعور "
امسك يدها فنظرت اليه قال " لا اريد اى شعور سوى اننى اريد ان اهديك شئ يليق بجمالك هذا الذى لابد ان يكتمل بم هو ثمين .."
لم ترد فاخرج العقد ونظر اليها ظلت صامته لحظة قبل ان تستدير ليضع العقد حول عنقها وسقط على صدرها المفتوح ثم منحها الحلق فخلعت ما كانت تضعه ووضعت الجديد وقد ارتدت الاسورة الخاصة به فقالت
“ اشعر انى مبالغة جدا "
ادار السيارة وتحرك وهو يقول " عندما نصل للحفل ستعرفين المبالغة بعينها "
ما ان وصلا حتى ادركت ما كان يعنى من مبالغة فى كل شئ فى الملابس والميك اب والاكسسوارات او المجوهرات او حتى العطور التى فاحت بالمكان وادركت ان الحفل كان يضم افضل رجال الاعمال هنا
لم يترك يدها ابدا وكأنه يخشي لو فعل لضاعت منه وهى اصلا لم تكن لتتركه فقد شعرت انها غريبة فى ذلك المكان ولولا وجوده لأسرعت تهرول الى الخارج همس
“ لا احب خوفك هذا اين ثقتك المعتادة يا صغيرتى "
نظرت اليه ابتسم فرفعت رأسها وقالت" صغيرتك بخير لا تقلق "
انضموا الى مجموعة من رجال الاعمال عرفت بعضهم وتعرفت على الباقين واندهش الجميع انه يتخذ فتاة مثلها مساعد ولكن من كان يعرفها اشاد بذكائها وقدراتها ...
والغريب ان العيون كانت تتوجه اليها وكأن الجميع يتساءل هل هى حقا مساعدته فقط ام ربما هى امرأته الجديدة حاولت ان تفهم ولكنها لن تتمكن من ان تسبر اغوار كل البشر 
واخيرا وصل العروسان وبدء الحفل كانت مبهورة بكل ما حولها الى ان سمعت صوت تلك المرأة تقول
“ يبدو انك لا تتعلمين يا حلوة "
لم تنظر الى جي جي التى وقفت بجانبها وقالت تكمل " مازلت تتعلقين بحباله الزائفة "
قالت بثقة " امر لا يخصك وارجو الا تهتمى به "
نظرت جى جى اليها وقالت" انه ملكى ولن يكون لسواى "
بالطبع كانت تفهم كلامها فقالت " اذن فلماذا الخوف ما دمتي واثقة هكذا "
ظهر الغيظ بملامحها وقالت " انا لا اخاف ولن اخاف من طفلة بسنك انا اعرف قدر نفسي جيداً انا فقط اعلم نزواته ولا اريد ان تزداد واحدة "
ابتسمت رهف وقالت " وانتى نزوة رقم كام اذن "
تشجنت عضلات جى جى وكادت تصرخ غيظا عندما نظر مالك اليهما ثم قال" اهلا جي جي .. رهف دعينا نرقص احب هذه الموسيقي "
ابتسمت له ابتسامة اسرته وقالت بدلال " طالما تحبها فانا ايضا اعشقها هيا "
اندهش من كلامها ولكنه جذبها مشاركا العروسين والمدعوين قاعة الرقص ولم يلق بالا بجى جى التى اشتعلت نار الغيظ والغيرة بعيونها ..
شعرت بارتجافه عندما لامست يده خصرها ويده بيدها وعيونها تهرب من عيونه
همس " لا اعرف كيف اخفيك من عيون الجميع "
رفعت راسها اليه فقد كان اطول بكثير قالت بصوت يكاد لا يصل لاذنه " لماذا؟"
كانت عيونه تلمع ببريق لم تراه من قبل ونبرة صوته مختلفة وهو يقول " اندم لأنى احضرت هذا الفستان فهو يجعلك جميلة الجميلات وعيون الرجال تكاد تلتهمك "
احمر وجهها فاسرع يقول " لا ..لا تفعلين ذلك "
نظرت اليه بدهشة وتساؤل وقالت وقلبها يؤلمها من دقاته الحائرة " افعل ماذا؟"
انحنى ليقترب منها وقال" لا تحمرين خجلا فتلك الورود الحمراء على وجنتيك تأخذ عقلى "
ارتبكت ولم تعد تعرف ماذا تفعل او تقول فأبعدت عيونها ولكنه قربها منه واكمل ما بدأه دون ان يعلم كيف ومتى ولماذا بدء وانما قلبه يقوده وهو ينساق وراؤه الان يتصرف كما كان يفعل مع نساؤه ولكنها مختلفة لها مذاق اخر تمنى لو استطعمه 
قال " رهف "
نظرت اليه فقال " هل يمكن ان تتركين عملنا من اجل اهلك ؟"
هزت رأسها وقالت" اخبرتك انى لن افعل "
قال " انا لا اليق بكم "
قالت " تعلم ردى وعملي لا دخل لاحد به "
اغمض عيونه وقال " انا زير نساء وسكير ولا اعلم ما اذا كنت استطيع ان اتوقف ام لا "
نظرت اليه وقالت" منذ متى لم تفعل "
تراجع واندهش من سؤالها ولكنه اجاب " افعل ماذا ؟"
قالت" الشرب و.. والنساء "
لم يترك عيونها وانما قال " قبل ان نذهب الى المغرب لم اعد اريد. رهف انا لا اعلم ماذا يفعل وجودك بحياتى انا لا اسمع الا كلامك ولا ارى الا عيونك "
دقات قلبها جعلتها ترتبك كلماته اثارت كل مشاعرها ترك يدها واحاط بيديه خصرها وهو يجذبها اليه فاستندت بيديها على صدره ..وقد اربكها تصرفه ولكنها قالت
“ مالك الناس "
لم يبعدها وقال" لا يعنينى احد سواك ..اخبرينى الان متى ستتركينني ؟"
ضاقت عيونها وقالت " ومن قال انى سأفعل ؟ ولماذا "
قال "ولماذا تبقين معى ؟"
اخفضت عيونها لن تخبره انها تحبه لن تفعل فقالت " تعلم انى احب عملنا "
نظر اليها كان يعلم ان فتاة مثلها لن تقع بغرامه ولكن هو ..نعم هو ارادها كما لم يرد امرأة من قبل نعم هى امرأة كاملة الانوثة أدارت عقله وسلبت تفكيره ولكن هو يريد اكثر من ذلك يريدها معه
قال وهو يضغط على خصرها " فقط العمل "
اخفضت عيونها ولم ترد فجذبها اليه أكثر ليضمها الى احضانه فلم تمانع وراسها على صدره اغمضت عيونها وهى تحاول ان تنظم انفاسها او توقف قلبها السعيد بأحضان ذلك الرجل الذى يحسدها الجميع عليه
انتهت الموسيقى ولكنه لم يبعدها وظلت يده تحيط خصرها الى ان ظهر فجأة تامر زوج نور وراته هى امامهم فلم تتحرك بينما شد هو بيده عليها وكأنه يؤكد على ملكيته لها
نظر تامر لها ثم الى مالك وقال " اهلا مالك الدنيا صغيرة "
نظرت الى مالك وحاولت الا تتغير ملامحها من وجودها بجانب مالك بتلك الطريقة فهى تعلم ان عائلتها لا تعرف اكثر من انه عمل ربما توقعوا من خروجها معه اكثر ولكنهم لم يوافقوا
تبدلت ملامح مالك وقال" اهلا تامر بالطبع الدنيا صغيرة وبالأخص دنيتنا "
قالت " تعرفون بعضكم؟ "
قال تامر " طبعا "
ابعد مالك يده واشعل سيجارة قبل ان يكمل تامر " معرفة غريبة "
هز مالك رأسه وقال" نعم غريبة"
قالت " وما سبب هذه المعرفة الغريبة؟"
نظر تامر اليها وقال " ربما يود هو اخبارك بها "
اشاح مالك برأسه وقال " ربما افعل ولكنى لا افضل كى لا اعيد ما لا نريد اعادته "
قال تامر " لا يهم "
قالت بضيق " هل يتحدث احدكم بوضوح "
نظر تامر الى مالك بتحد قبل ان يقول " ربما اخبرك انا ..بالطبع تعرفين ان شركتكم تعرضت للإفلاس مؤخرا "
نظرت لمالك الذى لم ينظر اليها ثم الى تامر وقالت" نعم اعلم "
قال " اذن هل تعلمين لماذا حدث الامر ؟"
ضاقت عيونها وقالت " لا ولكن عمو اخبرنى "
ابتسم وقال" عمك اخبرك ما اراد ان يخبرك به كى يخفى الامر فهو متواطئ به معه " واشار الى مالك
حدقت بتامر قبل ان تنظر الى مالك الذى ادرك ان تامر يريد افساد العلاقة بأشياء ليست حقيقية ولكنه يفعل
عندما نظرت اليه نظر اليها فقالت “ انا لا افهم "
اكمل تامر " عمك اتفق مع مالك على ان يتم عمك صفقته وهو يعلم انها ستخسر ثم يشترى هو الشركة ويمنح عمك مبلغا كبيرا كعمولة ولكن  يبدو ان الاثنان اختلفا فيما بعد وتراجع مالك وتخلى عن عمك فانهارت الشركة كما تعرفين ليس هذا هو الرجل الذى تظنيه انه لا يبحث الا عن الصفقات الناجحة حتى انتى بالنسبة له صفقة ناجحة لذا لم يبعدك وانما يتمسك بك وربما ما فعله بشركتكم كان بدافع اجبارك على العمل معه افيقي يا رهف "
كانت تحدق به وترقرقت الدموع بعيونها ولم تعد تسمع تامر الذى ابتسم وقد أدرك ان مهمته تمت بنجاح فابتعد دون ان يشعر به أحد
قالت بصعوبة " هل ما قاله صواب ؟"
ابعد وجهه عنها لا يمكنه ان يخبرها الحقيقة كما لا يستطيع ان يخسرها .. قالت بصوت ارتفع بصعوبة " هل تجيبنى ؟ انت السبب وراء ما حدث مالك رد ؟"
عندما لم يرد ادركت ان الصمت دليل على صحة الكلام ولم تتذكر عندما اخبرها ان الصمت عنده لا يعنى القبول وانما التفكير
زادت دموعها وقالت " كيف خدعتنى هكذا ؟ ولماذا ؟ انا وثقت بك وكما طلبت منى ثقة عمياء فلماذا ..لماذا فعلت بى ذلك لو كنت اردت الانتقام كان لديك نور والشركة أما انا فلم اكن بطريقك يوما فلماذا ادخلتنى حياتك لتجرحنى وتؤلمنى وانا لم اكن سببا فى المك ابدا انا بكرهك ولا اريد ان اراك بكرهك "
وابتعدت الى الخارج وهى تجرى بكل قوتها والدموع تغطى الرؤيا حولها ولكن سيارة تامر توقفت امامها فجأة وسمتعه يقول
" رهف اركبى لن تعودى وحدك اركبي "
لم تتحرك وهى تبكى بقوة فنزل تامر وامسكها من ذراعها واركبها السيارة وانطلق بها وهى فى حالة من الشرود والدموع والافكار تقاذفها والالم يزداد داخل صدرها لدرجة انها لم تتبين الطريق من الظلام الذى احاط بهم الى ان توقف تامر بالسيارة وشعرت بيده تلمس ذراعها .
انتبهت لنفسها كانت السيارة تقف بمكان معزول بين اشجار كثيفة والظلام يحيط من كل جانب ،نظرت الى تامر وقالت
“ اين نحن ؟"
قال وعيونه تلتهمها " بمكان هادئ حتى تهدئي"
ابعدت يده وقالت " انا هادئة هل يمكن ان تعدنى الى البيت "
ولكنه ابتسم وهو يقترب منها وقال" ولماذا لا نبقي قليلا ربما نمضى بعض الوقت الجميل سويا"
شعرت بالخوف يدق ابواب قلبها وانذارات عقلها تعمل بجد وقوة فابتعدت وتسللت يدها على قفل الباب الى ان فتحته واسرعت تنزل من السيارة لتجرى على غير هدى وسط الاشجار الشائكة ولكن تامر اسرع خلفها مما زاد خوفها ..
حاوطها الظلام وجرحتها الاغصان المتشابكة وهى تجرى بدون هدى ولكن فجأة انقضت يد قوية على شعرها لتجذبها الى الخلف وتسقطها ارضا فتألمت من اثر السقوط وهى تصرخ بفزع بينما وقف تامر يلهث وهو يقول
" انت فتاة متعبة وغير مطيعة والان لابد من عقابك "
وانقض عليها يحاول تمزيق ملابسها وتقبيلها وهى تقاومه بقوة ونجح فى تمزيق فستانها وابتسم بشهوة وانقض عليها مرة اخرى وهى تطلق صرخة فزع ارتجت لها الغابة
يتبع…

صائد الصفقات وصغيرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن