الفصل الثامن

3.3K 106 12
                                    

الفصل الثامن
اهل ..فرح
لم تنم لحظة واحدة صلت كثيرا تلك الليلة وبكت اكثر... شعرت بانها اخطأت ..كما شعرت بالخوف هل بدء ينفذ خطته بان ينساب داخلها لقد بدأت تضعف امامه لم تعد تسطيع ان تنكر لقد احبته نعم هى تحبه والان اصبح الامر اصعب ولكن ماذا يمكنها ان تفعل لن تستطيع البعد عنه ولن يمكنها ان تقبل بحياته هذه فماذا تفعل...؟؟عليها ان تبتعد او على الاقل ترفض قربه ولكن كيف وهو الان محور حياتها وهى تدور حوله بجاذبية الحب فلا تستطيع الفرار .. أغمضت عيونها وهى لا تدرى ماذا يمكنها ان تفعل
لم تراه بذلك اليوم ولم تخرج من غرفتها ولكن قبل العشاء دق بابها ظلت لحظة تنظر الى الباب فدق مرة اخرى فنهضت وفتحت رأته امامها نظر اليها فأخفضت عيونها لم تقو على مواجهته
قال وهو يفهم خجلها الواضح " قلقت عليك ..انت بخير ؟"
لم تنظر اليه وانما هزت رأسها ولم ترد فقال " رهف انا ..اقصد بخصوص ما حدث امس "
انسابت الدموع من عيونها فشعر بألم بصدره لا يعلم سببه ..مد يده ليمسح دموعها ولكنها تراجعت الى داخل غرفتها  لن تعيد الكره مرة اخرى ..
تبعها الى الداخل ووقف خلفها وقال" اخبرتك ان الماضي سيلاحقني الى الابد "
قالت دون ان تنظر اليه " اى ماض بالضبط "
ثم استدارت لتواجهه " ماض والدتك ام ماضيك انت "
حدق بعيونها لحظة قبل ان يقول" ايهما تظنين؟"
قالت " انا اعرفك انت ولا اعرفها هى بل هى لا تعنينى بشئ وانما انت من اعمل معه واراه وارى افعاله ولا ارضاها "
ابتعد من اماها وقال" هى حياتى التى اعتدت عليها "
قالت " حياة اى حياة هذه التى تعيشها يا مالك انت لا تعيش اصلا انت تنهار تهوى الى بئر لا نهاية له يحيطك الظلام من كل ناحية انت المسؤول عن حياتك هذه وليس امك انت من اختار وقرر فلا تلومن الا نفسك لو كل شخص واجه مصيبته كما فعلت لم تبقي احد صالح بابا مات وتركنا وعشنا، امى رحلت وتركتني وحدى وعشت ، شركتنا كادت تضيع وايضا عشت لا يمكن ان نختار الحرام لنعترض على قدر ابتلينا به "
ابتعد من امامها وقال" ولماذا انا بالذات من يبتلى بذلك القدر اجيبينى لماذا انا دون عن كل الناس من يكون اهلى فقراء وامى خائنة وابى ضعيف لماذا انا .؟"
قالت بنفس قوته " لا يمكننا ان نسال لماذا وانما علينا قبول القدر والثبات عند مواجهته اين دينك وايمانك اين قلبك "
نظر اليها وقال بقوة " مات قلبي نعم مات انا حكمت عليه بالموت يوم رفضتنى اختك ويوم اخبرنى والدك اننى لا اليق بكم وباسم عائلتكم قررت ان اعيش بدون قلب كى لا يجرحنى احد مرة اخرى انا قتلت قلبي بيدى كى لا أتألم مرة اخرى "
اخفضت عيونها وهى تدرك ان حبه لنور كان كبير وجرح كرامته كان اقوى عادت ونظرت اليه وقالت
“ كنت تعلم ان نور تحب تامر وتريده ورفضها لك كان بسببه "
ابتعد وقال " تامر عز الدين لا يعرف الحب ..ولكن هى اختارت وانا اخترت "
نظرت اليه وقالت" والان "
نظر اليها وقال منهيا هذا الحديث" الان انا اعيش حياتى كما اريد ولن اغيرها لاى سبب."
تراجعت واخفضت عيونها ولم ترد وقد ادركت ان الامر ليس بسهل فهو يرفض الحب وقتل قلبه بيده فمن اين لها بطريق لإصلاحه
اشعل سيجارته وقال" عندى فرح فى لندن صديق عزيز لدى سيتزوج والكثير من رجال الأعمال  اتحبين ان تكملى معى ام .."
نظرت اليه وقالت" ام ماذا ؟ "
قال محاولا ان يهدء من غضبه " ربما تغيرت خططك "
ابتعدت وقالت" عملى لن اتركه "
“ ستاتين معى "
تذكرت ان اهلها هناك اكمل وقال" ربما تزورين اهلك "
نظرت اليه قالت " نعم معك حق ازور اهلى متى سنذهب "
تحرك الى الخارج وقال " غدا صباحا الفرح اخر الاسبوع "
خرج مبتعدا عن مرآته التى تظهر عيوبه هكذا اصبحت بالنسبة له لم يدر كيف طفلة مثلها اخرجت كل ذلك من داخله جعلته ينطق بما كتمه سنوات لا حصر لها الان تجرد من كل الاقنعة امامها وتعرى من كل الذكريات المخجلة ورغم ذلك شعر بالراحة لأنها سمعته وهى فقط دون عن اى امرأة اخرى عرفها
وصلا لندن بمساء اليوم التالى اوقف السيارة امام منزل نور اختها اندهشت وقالت" انت تعلم عنوانها "
نظر اليها وقال" بالتأكيد اعرفه انه بيت تامر عز الدين "
قالت " هل تعرفه ؟"
ابعد وجهه وقال" ربما "
كانت تعرف انه لن يتحدث تحركت لتنزل ولكنه امسك يدها فجأة فنظرت اليه فقال " هل ..اقصد ربما اتصل بك لاطمن عليك "
ابتسمت ولم تبعد يدها وقالت وهى تحاول ان تمنحه الثقة فى انها لن تتغير تجاهه
“ اتمنى ان تفعل "
وراته وهو يرفع يدها الى فمه ويقبلها برقه ارتجف جسدها كله بعنف وسحبت يدها بشده ونزلت من السيارة دون ان تتحدث تبعها وانزل لها حقيبتها وضعها أمام البوابة الكبيرة فلم تنظر اليه ووجهها يكاد يلتهب من حرارته انحنى عليها وهمس
"سأفتقدك يا صغيرتى وسأفتقد خجلك الجميل هذا احترسي على نفسك الى اللقاء "
ابتعد وتبعته بعيونها وهى لا تعرف كيف توقف انفاسها المتقطعة ولا توقف ضربات قلبها المؤلمة تمنت لو تقول " انا ايضا سأفتقدك يا حبيبي " ولكنها لم تقو حتى على النطق
كانت مفاجأة للجميع عندما راوها امامهم احتضنتها امها وقالت" رهف انا لا اصدق انك هنا كيف اتيت ولماذا لم تخبرينا ؟"
خطفتها نور اختها الى احضانها وقالت" رهف حبيبتى انا سعيدة جدا بوجودك لماذا لم يخبرنى عمو انا كلمته امس ؟"
تقدمت الى داخل الفيلا الكبيرة وامها واختها يحيطونها  من كل جانب جلست فى غرفة المعيشة الدافئة فى ذلك البيت بل الفيلا الكبيرة وقالت
“ لأنى لم اخبره ..لم اعرف بالسفر الا من ساعات قليلة "
قالت امها التى بدى عليها العقد الخامس " اخبرنى عمك انك تعملين خارج الشركة فاين تعملين ومع من ؟"
كادت ترد لولا ان رأت تامر يدخل توقف عندما راها وقال " رهف انا لا اصدق متى وصلتى ؟"
قالت وهى ترحب به " الان ؟"
قال " كبرتى كثيرا وتغيرت ملامحك كيف اتيتى ولماذا لم تخبرينى ؟"
قالت " وصلت مع مديري بالعمل اوصلنى وذهب "
ضاقت عيون تامر السوداء التى ظهرت جدا بين وجهه الابيض المستدير وقال " مديرك وترى من هو وماذا تعملين اصلا ؟"
لم تمنحه زوجته فرصة وقالت " هيا رهف اخبرينى كيف اصبحتى جميلة هكذا وكيف تعيشين حياتك الان "
قالت " اتنقل بين العواصم والمدن لأتصيد الصفقات "
ضاقت عيون تامر وردد " تتصيدين الصفقات أهذا عملك ؟"
هزت رأسها وقالت" نعم ولكنى مازلت اتعلم "
قال " ومن الذى يعلمك "
نظرت الى نور وأمها ولم تشأ ان تخبرهم انها تعمل مع الرجل الذى رفضته اسرتها منذ سنوات ليس الان على الاقل فنظرت الى اختها وقالت
“ اين الاولاد ؟ اشتقت لهم واريد ان اراهم "
قالت نور " نائمين ربما فى الصباح ستبقين معنا كثيرا اليس كذلك ؟"
قالت " لا اظن اتينا لحضور مناسبة خاصة وسنعود"
تناولت العشاء مع الجميع ولا تعلم لماذا انتاب تامر الصمت هى تعلم انه رجل اعمال ناجح استمد راس ماله من والده ثم شق طريقه وحده هنا ووصل لما هو عليه هكذا اخبرهم . اوصلتها نور الى غرفة رائعة وفاخرة الفرش ودافئة اخذت حمام وصلت فرضها وارتمت على الفراش تفكر به ترى مع من يقضي ليلته هل عثر على امرأة جديدة ام له نساؤه هنا ايضا ..قطع رنين الهاتف افكارها اعتدلت عندما رات رقمه ابتسمت ووضعت يدها على قلبها لتهدأ من ضرباته
اجابت " ظننت انك ستحتفل مع اصدقائك"
اجاب " كما ظننت انك لن تنتهى من اهلك "
تمددت فى الفراش وقالت" لقد ذهبوا للنوم "
اشعل سيجارة وجلس على مقعد بجانب الفراش وقال" وانت ؟"
قالت " انتظر "
قال " ماذا ؟"
تمنت لو اخبرته انها تنتظره ولكنها قالت" النوم ..وانت "
صمت قليلا ثم قال" اردت ان اطمن عليك لم اعتد ان تنامى بمكان بعيد عنى "
اهتز قلبها طربا من كلماته هدأت وقالت " ربما هكذا افضل لتكون على راحتك "
نفخ الدخان وقال" لم تعد راحتى كما كانت وانما اصبحت لا اعلم اين اجدها "
قالت" الم تر العريس ؟"
قال " لا فهو عند خطيبته يقضيان ليلتهما سويا "
“ هو مصرى مثلك اى مسلم اقصد .."
ابتسم وقال" نعم هو مصرى ومسلم وهى ايضا والأمر ليس كما فهمتى هما يعدان للحفل ليس اكثر "
شعرت بالخجل فلم ترد فقال " اظن ان وجهك الان اصطبغ باللون الاحمر .. رهف هل تخافين منى ؟"
قالت بدون تفكير " لا "
قال " رغم ما تعرفيه عنى "
قالت" نعم ..لو اردت ان تؤذيني لفعلت من اول يوم مالك انا اثق بك وكما اخبرتنى ثقة بلا حدود واعلم انك لن تخون ثقتى اليس كذلك "
ابتسم بسعادة لم يعرفها من قبل وقال" نعم يا صغيرتى لن افعل ابدا اعدك بذلك "
ابتسمت بسعادة فعاد وقال" اذهبي لتنامى فقد كان يوما طويلا"
اسرعت تقول " متى ساراك ؟"
قال " وقتما تريدين "
ابتسمت وقالت" طابت ليلتك "
اجاب " وليلتك . رهف.. "
اجابت " نعم "
قال" هل ..اقصد تامر هل ضايقك او .."
اسرعت تقول " لا طبعا انه زوج اختى ولا يمكنه ان يفعل "
صمت قليلا ثم قال" حسنا احترسي لنفسك الى القاء "
قالت " مالك "
كم يحب اسمه عندما تنطقه هكذا قال " نعم "
قالت " لن تقابل احد الليلة اليس كذلك؟ "
ابتسم وقال" ربما واحدة فقط "
شعرت بالغضب وقالت بعصبية " انت .. ماذا.."
ولكنه قاطعها " انا امزح معك لن افعل لقد اكتفيت بصوتك لأنام عليه "
عاد قلبها الى موجاته التى لا تنتهى فابتسمت فعاد وقال" هيا نامى ولا تفكرين كثيرا واذا احتجتى اى شئ تأكدي انى سأكون بجانبك "
قالت " اعلم "
اغلق الاثنان الهاتف تمددت على ظهرها ونظرت لسقف الحجرة وهى تحاول ان تتخيل ماذا يفعل وبماذا يفكر ليته معها الان ذلك الكلام الجميل الذى قاله اتصاله الذى تمنته صوته الهادئ الذى لم تتمنى الا تسمع سواه اغلقت عيونها ستنام على صوته كما سيفعل احتضنت الهاتف واغمضت عيونها واستسلمت للنوم
اغلق الهاتف وهو لا يعلم ماذا يفعل هل عاد الى المراهقة ليتصل بفتاة بعمرها لمجرد ان يسمع صوتها ماذا اصابك يا ابن عرفان ..ولماذا هى بالذات وكيف لا يخرج ويعربد كما اعتاد
نهض وصب لنفسه كأسا وما ان قربه من فمه حتى راها امامه وهى تساله " اين دينك وايمانك اين قلبك ؟"
ابعد الكاس وابتعد غير ملابسه ودخل الفراش ثم عاد يسمع صوتها وهى تناديه فاغلق عيونه لينام على صوتها كما قال .
استيقظت مبكرا اغتسلت ثم نظرت للهاتف ترددت قبل ان تحسم امرها وتحدثه ..مر وقت قبل ان يرد
“ صباح الخير"
ابتسمت وقالت" مازلت نائم ؟"
كان يجفف وجهه فألقى بالمنشفة وقال" لا كنت بالحمام "
قالت " ماذا ستفعل اليوم لا مواعيد عندك "
اشعل سيجارة وقال" سأذهب الى مروان العريس لقد طلبنى ربما امضى الوقت معه وانت ؟"
قالت " لم احدد بعد ربما امضي اليوم مع اولاد نور لم اراهم حتى الان "
ابتسم وقال" لا اكاد اتخيلك معهم او ربما لن تختلفى عنهم يا صغيرتى "
ضحكت ولم تغضب وقالت" احب ان اعيش مع الاطفال "
قال " حسنا استمتعى بوقتك "
قالت" وانت ايضا الى اللقاء "
امضت اليوم بالفعل مع اولاد اختها بالحديقة الخلفية للمنزل ..وامها تراقبها بسعادة واخيرا تعبت فجلست مع والدتها وقالت
“ اه لقد تعبت حقا "
ابتسمت الام وقالت " نعم ارتاحى يا ابنتى وطمنينى عليك كيف حالك ؟"
نظرت لامها وقالت " بخير يا ماما اطمنى "
قالت الام " وماذا عن عملك ومن مديرك هذا الذى اتيت معه ؟"
ابعدت عيونها عن امها وقالت " انا عرفته منذ فترة طويلة عرض على العمل معه عندما عرف مؤهلاتي وعمو جعلنى اوافق وبصراحة لم اندم احببت عملى معه "
وصل تامر فى نفس الوقت رحب بأولاده ثم جلس معهم وقال" ظننت انك ستخرجين لمشاهدة المدينة "
قالت " لا فضلت البقاء مع الاولاد ومع ماما ونور وحشونى جدا"
قال" نور اخبرتنى انك باقية يومين او ثلاثة"
قالت" نعم "
قال " لماذا لا تبقين اسبوع او اثنين ؟"
قالت" لا استطيع لدينا اعمال ومواعيد "
قال " لديكم ؟ انت ومن ؟"
ضاقت عيونه واكملت هى ببساطة " ومديرى نحن نتحرك سويا "
نظرت إليها امها وقالت" انا لا اعلم كيف وافقت على مثل ذلك الامر ابق معنا وتامر يمكنه ان يوجد لك عمل افضل منه اليس كذلك يا تامر ؟"
قال " اه طبعا انا اعلم مؤهلاتك جيدا واحتاج لغاتك الكثيرة "
هزت رأسها وقالت" لا شكرا انا سعيدة بعملى ولن اغيره "
ولكن امها قالت " ولكنى لا اوافق عليه ولا يعجبنى ولابد ان تتوقفى لا يمكن لفتاه بعمرك ان تتنقل مع رجل غريب ولا تعرفه لا اخلاقنا ولا تقاليدنا تسمح بذلك "
قالت بضيق " اولا مالك لم يعد غريب انا اعرفه وهو يعرفنى ثانيا انا استطيع ان احافظ على أخلاقي وتقاليدي جيدا فلا تقلقي "
قال تامر " مالك ؟ هو اسمه مالك ويعمل بصيد الصفقات واحد فقط من يعمل هذا العمل واسمه مالك اذن هو مالك عرفان اليس كذلك؟"
اندهشت من تامر وقالت " انت تعرفه ؟"
قال" ومن لا يعرفه سمعته بكل بلد انا لا اعلم كيف تتحركين معه الا تعرفين عنه شئ"
بالطبع فهمت ما يلمح اليه فنظرت لامها التى قالت " لا افهم ماذا تعنى ؟ ماذا تعرف عنه يا تامر ؟"
حاولت ان توقف تامر ولكنه كان اسرع وقال " زير نساء كبير كل يوم مع امرأة ولا اعلم كيف تتحركين معه انت بالتأكيد مجنونه"
صرخت امها " هل هذا صحيح؟"
قالت بارتباك " ماما من فضلك انا لا دخل لى بحياته الشخصية مالك يعاملنى بشكل مختلف "
قالت الام بغضب " اسمعى يا رهف لابد ان تنهى علاقتك بهذا الرجل فورا لن تكملى معه يوما اخر هل تفهمين "
نهضت وقالت بضيق " لا ..لا افهم شئ انا لن اترك عملى ولن اتراجع لمجرد انك اردتى ذلك"
ثم تركتهم وتحركت الى غرفتها ولكنها وجدت امها تلحق بها وتغلق الباب وتقول
“ انت مجنونة كيف تتحدثين معى هكذا هل نسيتى انى امك واريد مصلحتك ؟لابد ان تتركيه لن تكملى معه انا اعلم مصلحتك جيدا "
ولكنها لم تتحمل لن تتركه فاندفعت دون وعى وقالت بغضب " منذ متى وانتى تهتمين اصلا لأمري لو كنت اعنيكى اصلا لم تركتينى وحدى يوما هل نسيتي انكى تركتينى اعيش وحدى واخذ قراراتى وحدى والان تريدين ان تتدخلى بحياتى لا لن اسمح لك ان تفعلى فات الاوان"
تراجعت الام من هجوم ابنتها وقالت " انا ..انا كنت مع اختك وتركتك مع جدتك وعمك "
قالت بحزن " جدتى وعمى وليس امى تركتينى فى الوقت الذى كنت بحاجة اليك فيه فلم اجدك اوقات كثيرة كنت احتاج لرأيك ومشورتك كأي ابنة تلجأ لامها ولكنى لم اجدك كم احتجت حضنك وحنانك ولكنى لم اجدك فاعتدت ان اعيش وحدى اخذ قراراتى وحدى وانا اخذت قرارى ولن اتراجع فيه "
كادت الام ترد لولا ان دخلت نور واغلقت الباب فابتعدت رهف ولكن نور قالت" رهف هل حقا تعملين مع مالك عرفان ؟"
قالت بجرأة" نعم افعل ما الجريمة وراء عملى كى تندهشون هكذا ؟ "
اتجهت نور اليها ووقفت امامها وقالت " الا تعرفيه ..اليس هو من أرادني بيوم ما الا تعرفين ماضيه والان حاضره رهف ماذا تفعلين بنفسك "
شعرت بالغيرة فالتفتت وقالت " كان يريدك ولكنه نساك بزواجك وماضيه خاص به لا يهمنى وحاضره ايضا ملكه انا فقط اعمل معه "
نظرت اليها نور وقالت " رهف انتى مازلت صغيرة ومالك يكبرك بسنوات كثيرة يمكنه ان يتلاعب بك كما يشاء ولن يهمه ما سيحدث لك وربما ينتقم منك من اجلى رهف انا "
قاطعتها بقوة " ينتقم منى من اجلك تمنحين نفسك اهمية اكثر من اللازم لقد انتهيت منه كما انتهى هو منك فأرجو الا تشغلي بالك بالأمر "
قالت الأم بغضب " رهف ما هذا الذى تقوليه انتى لستى بوعيك اختك تريد مصلحتك "
ابتعدت وقالت" وانا اخبرتك انى اعرف مصلحتى جيدا ولست بحاجة لاحد "
تراجعت نور وهى تقول" تحبينه؟"
نظرت الى نور وقالت" وهل يختلف الامر بالنسبة اليكم ؟"
اتسعت عيون الام وقالت بفزع " لا انا لا اصدق انكى ابنتى التى عرفتها "
ابتعدت وقالت " التى كنتى تعرفينها والتى ايضا كانت طفلة صغيرة تسع او عشر سنوات ليست قليلة يا ماما انا كبرت جدا كبرت ولم تكونى بجانبي وانا اكبر واتخذ مسار حياتى واليوم لا يمكن ان اسمح لاحد ان يتدخل بها واطمني يا نور انا لا احب احد واعلم جيدا ان مالك ليس الرجل الذى يمكنه ان يعشق ويحب فهو كان صريح منذ البداية ولكنه ايضا لم يتجاوز حدوده معى . انا لن اتركه لن اترك الطريق الذى بدأته فى مستقبلى "
تراجعت الام ونور وقالت امها " القسوة ملأت قلبك يا ابنتى فلماذا ؟"
دمعت عيونها وقالت " ومن اين لى بالحنان لأمنحه لاحد فقد افتقدته انتى حرمتينى منه فلا تحاسبينى الان "
دمعت عيون الام وقالت " ظننت انك سعيدة لم اشعر بحزنك "
زادت دموعها وقالت وهى لأول مرة تخرج تلك الاحزان من داخلها " انت لم تشعرى بى اصلا اخرجتينى من حياتك وكأنك لم تنجبيني فكيف ستشعرين بأحزاني ماما ارجوك لا داع لهذا الحديث انا نسيت كل ذلك وعشت حياتى على ما كنت عليه فدعينى اكملها كما اشاء انا ضيفة عندكم عدة ايام فاذا لم تكن لكم رغبة بوجودى يمكننى ان ارحل "
ولكن الام اتجهت اليها واحاطت ذراعيها بيديها وقالت بدموع " لا يا ابنتى انت لست ضيفة انت ابنتى وستظلى ابنتى لآخر العمر"
ثم جذبتها اليها ورغم انها بيوم ما كانت تتمنى ذلك الحضن الا انها اليوم لا تشعر به وكأنه تعويض عما كان وهى لا تريد ذلك
خرج الجميع وتركوها بين دموعها واحزانها ورن هاتفها تمنت لو كان هو وبالفعل رات اسمه ..مسحت دموعها وقالت
“ اين انت "
ضاقت عيونه من ردها واندهش من نبرة صوتها فشعر بالقلق وقال" ماذا بك انت لست بخير "
حاولت ان توقف دموعها ولكنها لم تستطع وايضا لن تستطيع ان تخبره بما كان فتماسكت وقالت " انا بخير "
صمت قبل ان يقول" ودموعك "
اندهشت من انه عرف قالت " ليس هناك دموع مالك انا "
قال بحزم " ربع ساعة وانتظرينى امام البيت "
واغلق الهاتف اغمضت عيونها وعادت للبكاء هى فعلا بحاجة اليه لا تعرف ما الذى اخرج كل ذلك من داخل قلبها انها لم تواجهه به نفسها بأى يوم واليوم واجهت امها دون ان تدرى كيف
غيرت ملابسها ونزلت قابلت نور التى تأملتها وقالت " الى اين الن تتناولى الغداء معنا ؟"
قالت وهى تتجه للباب " لا "
ما ان خرجت حتى راته يوقف السيارة بقوة امام الباب الخارجى وصلت اليه نزل واتجه اليها ووقف امامها وقال وهو يتأمل عيونها
“ ماذا حدث؟"
انهارت الدموع من عيونها غزيرة فاقترب منها وقد اوجعته دموعها فجذبها الى احضانه دون ان يشعر لأول مرة يرغب فى ان يضمها اليه ويدمر اى شئ يمكن ان يكون سببا فى تلك الدموع
يتبع…

صائد الصفقات وصغيرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن