الفصل الثالث عشر

3.1K 102 21
                                    

الفصل الثالث عشر
طفلة
كانت سعيدة رغم كل شيء ووصلا الى استراليا بوقت متأخر كانت رحلة متعبة وما ان وصلا لجناحهما حتى حصل كلا منهما على حمام دافئ ثم ترك لها الغرفة واستلقى على الاريكة كالعادة اتجهت اليه وقالت
“ مالك يمكنك ان تنام على الفراش قدمك بحاجة للراحة "
نظر اليها فى منامتها الحريرية بدت فيها كالأطفال ..ابعد عيونه وقال" انا بخير لم يتبق الكثير كى افك الجبيرة ثم انا لا احب ان تشعريني بأنى طفل صغير بحاجة لرعاية امه لا احب هذا الدور "
امضوا عدة ايام فى السياحة بشكل تقليدى ظل كلا منهما يتصرف بحذر الى ان عثرت هى على صفقة جيدة ولكنه بدا غير مهتم فقالت
“ لماذا لا نذهب لنراها الشركة معروفة ولها سمعة جيدة "
نظر الى المروج الخضراء التى امامه وقال" ليس الان لن نتعاقد على اى شئ حاليا انا فى حالة ركود "
نظرت اليه وقالت " اذن انا فى اجازة اليس كذلك ؟"
نظر اليها وهز رأسه فابتسمت وقالت " هل يمكننى ان اتصرف ببعض الحرية "
لم يفهم كلامها ولكنه قال " منذ متى وانا اقيد حريتك يمكنك فعل ما تريدين "
ابتسمت ولم تمنحه اى تفسير وانطلقت تجرى وسط الأراضي الخضراء وهى تقول " اجازة انا فى اجازة "
تابعها وهو لا يعلم ماذا سيفعل مع تلك الطفلة التى لم يمكنه التخلص منها .. بل تمنى لو جرى معها ..
اقتطفت بعض الورود البيضاء التى امتدت حولها واشتمتها بسعادة ثم اخيرا عادت اليه كان يستند الى السيارة ويدخن سيجارته عندما راها عائدة وقد علقت بشعرها وريقات بيضاء زادتها جمالا وقفت امامه مبتسمة والورود بيدها وقالت
“ والان الى البحر اريد ان اسبح فى الماء "
قال وهو يزيل تلك الاوراق من شعرها" البحر انتى مجنونة الجو برد و.."
قاطعته " برد ؟ اى برد ها هى الشمس والجو رائع هيا مالك من فضلك الإجازة لن تتكرر "
نظر اليها وقال " هل تنتظرى حتى افك الجبيرة لن اتركك بالبحر وحدك "
قالت " ولكنى اسبح جيدا لا تخف انا احب السباحة "
قال " ربما يوم اخر فكرى بشئ اخر لن تسبحى بلباس البحر وسط الرجال وحدك وانا اشاهدك دون حراك لن افعل رهف فكرى بشئ اخر"
للحظة شعرت انه ربما يغيير عليها ولكنها نفضت الفكرة غيرة تعنى حب وهو لا يعرف عن الحب اى شئ قالت " لا اعرف "
قال " ما رايك بحفل راقص بأحد الفنادق "
زمجرت وقالت " لا ..لا اريد تلك الاجواء اريد الحرية لبضعة ايام ،ما رايك ان نذهب للتسوق وشراء اى شئ او ربما نشاهد الاماكن البسيطة هنا "
ابتسم وقال" اوافق هيا "
لم يتصور ان تكون بمثل هذه البراءة تصرفت مثل الاطفال وكأنها اول مرة لها تخرج عن المألوف فقد سافرا كثيرا سويا ولكنها لم تتصرف على هذا النحو ..عادت اليه وهى تحمل حلويات كثيرة وقالت
“ بالتأكيد لن تمانع "
قال " انتى مجنونة ما كل هذا ؟"
قالت بسعادة " تعلم .. انا شخصيا لا اعرف ولكنى وجدت نفسي سعيدة وانا اشترى كل ذلك انا اصلا لا اعلم لماذا اشعر بسعادة غريبة لمجرد اننا بإجازة "
“ هل العمل ممل هكذا ؟"
التهمت الحلوى بطريقة اضحكته وقالت وهو يزيح بقاياها من على انفها " لا ولكنه يتطلب الجدية والحزم وانا الان اردت ان اعيش كما لم اعش من قبل "
تأملها وقد انساب شعرها دون تصفيف على كتفها ووجهها ولكنها لم تهتم كانت الطبيعة هى التى تتميز بها فتزيدها جمالا
قال " تعلمين ان اجمل ما بك بساطتك بكل شيء"
نظرت اليه بخجل وقالت " احب الطبيعة ليس هناك اجمل من الطبيعة التى خلقها الله وانا الان اعيش بطبيعتي التى لم اعشها منذ سنوات كثيرة "
قال بدهشة " هل تخبرينى انك لم تذهبي برحلة او فسحة فى اى يوم "
انهت الحلوى وانتقلت لغيرها وقالت " نعم لم افعل بابا كان رجل اعمال كل وقته للعمل وماما سيدة منزل ذات شخصية قوية ولا يهمها الا تربية الاولاد وواجبات المنزل لا يمكن لأى واحدة منا ان تطلب اكثر مما هو مسموح والذى هو المدرسة والمذاكرة والحفلات الكلاسيكية التى كنت اشاهدها من خلف الحائط بعد موعد نومى هل تعلم انا لم احصل على عروسة فى اى يوم حتى لعب نور المثيرة لم يسمح لى ان العب بها وما ان كبرت نور حتى اعطتها ماما لابنة الدادة اما انا فلا حق لى لم اكن اهتم وقتها او ربما كنت اخاف من الاعتراض ،وما ان رحلت ماما مع نور كنت قد كبرت فزادت حياتى روتينية اكثر فجدتي امرأة مسنة  ولا تملك الا ان تشرف على امورى ولكن اى حياة تلك التى عشتها "
ابتعدت وشردت قليلا فقال " اذن عيشيها كما تريدين وانا اعدك ان امنحك ما لم تحصلى عليه "
نظرت اليه وقالت " حقا ؟"
ابتسم وقال" حقا.."
قالت " اريد ان ادخل السينما واشاهد فيلم كارتون ..واذهب الى الملاهى والعب كل الالعاب واحصل على عروسة هدية و.."
قاطعها " ما كل هذا دعينا نبدء بالسينما ثم الملاهى ...وهكذا "
انتفضت وقالت " حقا سنذهب للسينما انا لم ادخلها ابدا من قبل ماما كانت تقول انها مكان غير لائق للبنات المحترمات ولكن كل زميلاتى كن يذهبن "
ابعد عيونه وقال "ربما كانت تخاف عليكن هيا ربما لو اسرعنا لحصلنا على حفلة متأخرة "
كان الفيلم رائع بالنسبة لها بينما امضاه هو فى متابعتها وهى تضحك كالأطفال او تبكى ايضا مثلهم جانب جديد من شخصيتها تكشفه لأول مرة وكأن الابواب المغلقة انفتحت لتخرج اسرارها الى الحياة عندما بكت لم يستطع ان يمنع نفسه من ان يمسك يدها فنظرت اليه لم تفكر كما كانت تفكر من قبل فهى ادركت انه لم يكن يفكر بها كما تمنت وانما ربما هى عقبة وضعت بطريقه وعليه تحملها لم تبعد يده وهى تمسح دموعها
واخيرا خرجا من السينما بوقت متأخر قالت " والان الطعام هل سنأكل "
نظر اليها بدهشة وقال "رهف هل تعلمين كم مرة تناولتى فيها الطعام اليوم ؟"
تذمرت وقالت " حسنا يمكننى الا افعل اذا كان الأمر يضايقك "
ابتسم وهز رأسه وقال" انتى غير طبيعية اليوم "
نظرت اليه وقالت " بل لأول مرة بحياتى اكون طبيعية "
حدق بعيونها لحظة ثم تحركت قال" الى اين "
قالت " رائحة ذلك الطعام رائعة "
نظر الى العربة التى تقف بعيدا وقال" اكل من هنا؟ انتى تمزحين! "
اسرعت الى الرجل واشارت الى الطعام فابتسم الرجل اليها واعد لها ما طلبت لحق هو بها ومنحته بعض من الطعام ما ان تذوقه حتى اعجبه فتناول المزيد
عندما عادوا كان النهار قد اوشك على الظهور القت نفسها على الاريكة وقالت " انا لا اصدق انا بالفعل سعيدة جدا "
جلس بجانبها وقال " اذن اذهبي لتنامى"
قالت " الن تخبرنى عن رايك فى اليوم الرائع،"
كاد ان يرد ولكن رن هاتفه. كان احد رجال الاعمال رد عليه وفجأة شعر برأسها تسقط على كتفه فنظر اليها كانت قد نامت كالأطفال ..انهى مكالمته واعتدل فسقط راسها على ذراعه ووجها الملائكي بين يديه تأملها كانت جميلة اقترب منها كيف له ان يقاوم وجودها هكذا بين يديه وانفاسها العطرة تسكره كاد يلمس شفاهها بشفتيه لكم حاول ان يبعدها بقسوة وان يجعلها تكرهه ولكنها لم تقبل البعد عنه ولا هو يستطيع ان يتخيل بعدها وربما ارهقه التمثيل بانه لا يريدها لقد كان كل يوم يزداد رغبة فيها وفى ان يضمها الى احضانه كما فعل بالحفل كم كان سعيد وقتها
اقترب بشفاهه من شفاهها وكأنها وردة حمراء زاهية تناديه كى يشتم رائحتها ويقبل اوراقها الناعمة ولكنه فجأة تراجع انها انقى واطهر من ان يلوثها رجل مثله ليس بحياته صفحة واحدة بيضاء ..
واخيرا نهض ومددها على الاريكة وشد عليها الغطاء وتركها وانصرف خارجا من الغرفة اللعنة على تلك الحياة التى عاشها وذلك الماضى الذى يلوثه ربما لو قابلها قبل ذلك لأخذها دون تردد
ظل طوال الوقت بالبار لم يشرب ولكنه لم يقو على البقاء بجانبها لن يتحمل الا يأخذها بين ذراعيه وينالها كأي امرأة عاشرها من قبل لماذا هى بالذات من لا يستطيع ان يفعل بها ذلك رغم انها زوجته حلاله لماذا لا يمتع نفسه بها و..
عندما استيقظت كان النهار قد انتصف استوعبت مكانها فهبت جالسة على الاريكة لقد نامت هنا وتركها ولكن اين هو ..اسرعت الى الغرفة وجدته ممددا على وجهه على الفراش بملابسه اقتربت منه كان ينام بعمق كم تحب ملامحه الوسيمة كم تعشق قربه وتخشي من بعده لن تتحمل فراقه لحظة ورغم قسوته مؤخرا وعدم رغبته فى بقائها معه الا انها تنازلت عن كل شئ لمجرد ان تبقي معه لن تتحمل الحياة بدونه..
خلعت حذاؤه وحاولت ان تعدل جسده من اجل ساقه فسقط شعرها على وجهه فانتفض مذعورا لم تستطع ان تتراجع وفجأة وجدت نفسها بين ذراعيه وهو يلقيها على الفراش ويرتفع فوقها وقد ظن انه شخص ما هاجمه نظر الى عيونها التى تنظر اليه بفزع وخوف استوعب الامر ولكنه لم يبعدها قربها منه فاجأه ، ولكن قربها اضعفه اكثر ،يداها الصغيرة التى وضعتها على صدره البارز من بين قميصه المفتوح اثارته فاقترب منها اكثر واكثر فلم تقاومه وارتخت يداها التى كانت تضغط على صدره وتسلقت المشاعر الي السطح لتطفو على انفاس كلا منهما فتزداد تسارعا ودفئا الهبته انفاسها العطرة وزادت رغبته فزاد قربا اثارتها قوة عضلاته التى لمستها بيديها .. اشعلت انفاسه الدافئة مشاعر الحب الصغيرة لديها فأغمضت عيونها وكأنها تفتح له بوابة العشق لينال نصيبه منها. واخيرا القي بشفتيه على شفتيها برقة تتناسب مع طفولتها التى اضاعت قوته ثم زادت قوته ورغبته فيها ويداه تتحس بشرتها الناعمة الرقيقة وادرك من قبلتها العذراء انها لم تعرف عن العشق شئ من قبل زاد من قبلته وانسابت يداه تفتح بلوزتها وتتلمس تلك البشرة الناعمة وشعر بيدها الرقيقة تتخبط بدون هدى على جسده دليل على الحيرة وعدم المعرفة فابتعد فجأة وتذكر عذريتها وطفولتها لا لن يكون هو من ينالها فهو لا يستحقها
اعتدل على الفراش مبتعدا عنها وتصبب العرق على جبينه بينما تفاجأت هى من بعده واستدركت نفسها واحمرت وجنتاها بقوة وتوالت انفاسها فنهضت مسرعة الى الخارج وهى تجذب بلوزتها لتحكم اغلاقها وابتعدت الى ركن بعيد لم تعرف ماذا تفعل ؟
لقد كانت بين يديه وكانت سعيدة ولم تكن لتعترض على ان تكون له فلماذا ابعدها ..؟ سالت دموعها من نفوره منها بالتأكيد لا يريدها ربما اعتقد انها امرأة ممن يعرفهم وعندما ادرك انها هى تركها وابتعد لتعاني هى من احزانها على نفسها ..
اشعل سيجارته ومسح عرقه بيده واعاد شعره الى الخلف وهو يحاول ان يتمالك نفسه ويعود الى سكينته لقد كاد ان يفقد السيطرة على نفسه كيف كان سيفعل بها ذلك انها لا تستحق ..ولكن لم لا انها زوجته حقه الشرعى فلماذا لا يأخذها ما الذى يضعفه فى قربها ...
غير ملابسه وخرج من الغرفة وجدها تجلس على الاريكة وتضع راسها بين ساقيها كم شعر بالحزن لم سببه لها من حزن اتجه اليها وقال
" رهف "
لم تنظر اليه لم تقو على مواجهته اقترب وجلس امامها وقال" رهف انا اسف لم اعرف كيف حدث ذلك ربما لأنى كنت نائم و"
رفعت راسها ونظرت اليه بدموع باكية وقالت " انا ايضا اسفه كنت فقط اريد ان اريحك فى النوم لم اقصد اى شئ صدقنى "
اغمض عيونه ماذا ظنت به فتح عيونه وقال " رهف لن يصح وضعنا هذا انا اعلم نفسي جيدا واخاف عليك منى "
ابعدت عيونها وقالت " فى النهاية انت زوجى "
حدق بها وقال " كلامك يؤلمنى "
قالت " تعلم انى لا اقصد فقط اريح ضميرك واعدك ان ما حدث لن يتكرر "
هز رأسه وهو لا يعرف من منهما الذى عليه الا يكرر ما حدث.. مر اليومان التاليان دون اى جديد خروج وسياحة وتجنب ان يلمسها وتجنبت القرب منه فلن تسمح له أن يظن انها تثيره بقربها انها ليست كذلك ابدا
فى اليوم الثالث فك الجبيرة واطمأن الطبيب عليه واخذها لتناول الغداء بمطعم فخم اصر هو عليه وقبلت هى بتذمر كانت تتصرف بنفس الطفولية ولكن مع بعض التحفظ
ولكن باليوم التالى نسي كلا منهما ما حدث وربما ساعدتهم رغبتهم فى السعادة على سرعة النسيان والتقت الأيدي وتشابكت بقوة وهما يتنقلان من مكان لأخر بسعادة وعاد القرب بينهما مرة اخرى ولكن دون اى تجاوز من كلاهما
“ مالك الى اين الوقت تأخر الن نعود الفندق ؟"
نظر الى الطريق وقال " هذا طريق مختصر "
شعرت بالقلق فالمكان بدا مظلما وهادئا فقالت " دعنا نذهب من هنا "
تحرك بالفعل مبتعدا عندما رأى القلق بعيونها ومن بعيد رأى ضوء عربة طعام وبعض الشباب يلتفون حولها هدء من السرعة ولكنهم سمعا صوت امرأة وكأنها تستنجد فأوقف السيارة وقال
" سأنزل لأرى ماذا هناك  "
امسكته قالت " لا مالك ارجوك لا ارتاح لهم "
ربت على يدها وقال " اهدى صغيرتى ولا تخافى "
نظرت إليه وهو ينزل ولم ترد نزل واتجه الى العربة ولكن رهف رات ان من كان يقف على العربة امرأة وليست رجل ويبدو انها هى من كانت تصرخ من قليل وهناك بعض الشباب يحاولون مضايقتها انكمشت وهى ترى مالك يتجه اليهم هل من الممكن ان يشتبك معهم شكلهم لا يوحى بالخير ..
تحرك مالك الى العربة ولكنه لاحظ ثلاث من الشباب لا يبدو شكلهم مريحا وما ان اقترب حتى سمع صوت المرأة تتحدث بلكنة غريبة تحاول ابعادهم ولكن الشباب اخذوا يتضاحكون وهو يتحرشون بها
تضايق مالك وقال " هل اعرف ماذا هناك ؟"
نظر احدهم اليه وقال بقوة " هذا ليس من شانك اذهب من هنا "
ولكن المرأة اسرعت تتجه اليه وتنظر اليه وهى تقول " ارجوك انقذنى منهم انهم .."
ولم تكمل المرأة وهى تحدق بعيون مالك الذى نظر هو الاخر بعيونها وقد بدا الفزع بعيون الاثنين من المفاجأة..
يتبع….

صائد الصفقات وصغيرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن