الفصل الخامس والعشرين

2.8K 94 6
                                    

الفصل الخامس والعشرين
عزلة..ولادة
اسرع اشرف الى غرفة العناية عندما رأى الطبيب يخرج وقال بلهفة " ماذا حدث طمنى ارجوك لا تخبرنى انها ذبحة او جلطة او .."
امسكه الطبيب الألماني من ذراعيه وقال " هل يمكن ان تهدء لقد كانت بداية ازمة قلبية وهو امر متوقع لاى حامل كما تعلم قلبها ضعيف لكن الحمد لله استطعنا انقاذها هى بخير الان "
تنفس اشرف وتراجع وكأن قدميه ستسقطه ارضا من ثقل همها الى ان قال " هل اراها ؟"
ابتسم الطبيب وقال " انت طبيب وتعلم انها بحاجة للراحة بالصباح ننقلها الى غرفة ويمكنك البقاء معها "
سأله اشرف " والحمل والجنين؟ "
اجاب الطبيب " بخير حاولنا بقدر الامكان ان نستخدم ادوية غير ضارة للطفلة فلا تقلق "
وذهب الطبيب ..تراجع اشرف لهذه الدرجة يحبه قلبها ..ولا يتحمل فراقه احيانا احسدك يا رجل على حبها ليتنى كنت انا ما فكرت يوما فى تركها والان هى بحاجة اليه لابد ان يعرف نعم اذا كنت احبها فالحب يعنى السعادة لمن نحب وسعادتها بوجوده ..
اتصل بالفندق وسأل عن مالك ولكن للأسف الفندق اخبره انه انهى حجزه ورحل ولا يعرفون عنه شئ حتى القدر يوافقك يا رهف على ما فعلت لكن انا لا اوافق على ان اراك تتعذبين هكذا ولكن ماذا عساي افعل ..؟
عاد الى الفندق وانهى حجزه ورحل ليعود الى عالمه وحيدا بدونها اى عالم ذلك الذى سيحيا فيه بدونها كل شيء يذكره بها اللعنة على عيونك ابعديها عنى فهى تؤلمنى تحرقني ومع ذلك اشتاق اليها اعيش بها نظر الى هاتفه كانت صورهم تملؤه لم يتوقف عن النظر اليها صغيرته التى لم تعد صغيرته حبيبته التى لم تعد حبيبته اى عذاب هذا الذى القيتينى به يا امرأة وأي الم حكمتى به على ؟ اخبرينى لماذا وكيف فعلتى بي ذلك وكيف اعيد نفسي لنفسي وانتى نفسي
للأسف كلا منهما يتألم ولكن دون علم الاخر هكذا الحب على قدر ما يسعد عشاقه باللقاء على قدر ما يؤلم الفراق
واخيرا افاقت وعادت الى الحياة نظر اليها اشرف وقال " رهف انتى تقتلين نفسك وابنتك "
قالت بحزن " ليس بيدى صدقنى حاولت ولكن لم استطع "
اقترب منها وقال " اى حب هذا الذى تكنيه لهذا الرجل  "
قالت دون دموع لا تعلم اين ذهبت " هو حب الروح وعشق النفس ..هو ان تذوب روحك وانفاسك بين عيونه فلا تشعر الا بفراغ من حولك لا يوجد به الا هو وحده من يملاء حياتى وحده من كنت اشعر معه بالأمان والحنان احببته دون ان يعرف انى احبه عشقته وانا اعلم انه لا يؤمن بالعشق فرضت نفسي عليه وقذفت نفسي بحياته غصبا ولم يتخلى عنى كنت اخاف من فكرة البعد عنه والان انا التى ابعدته حكمت عليه وعلى نفسي بالبعد رغما عنى ..اااه "
ابعدت وجهها ولكن اشرف قال بحزن " ستظلين تتألمين الى الابد "
لم ترد لأنها كانت تعلم انها الحقيقة ولن تهرب منها او لن تستطيع ان تهرب منها ..
عاد الى عمله بغضب كبير فاجتاز كل الممنوع واخترق كل الصفقات التى قابلها ولكن لم يخسر فقد قرر الا يعيد الكرة .. لم يلمس امرأة واحدة حاول ان يعيد الانتقام فى اى امرأة ولكن لم يستطع لم يطق ان يلمس اى امرأة سواها رفض قلبه وعقله وجسده اى واحدة سواها ورغم كل ذلك ظل الفراغ الكبير الذى ملأ حياته يزداد لم يملؤه اى شئ ، هى لحظات قصيرة كانت تختلسها الذكريات منه غصبا عنه عندما يصل لمكان تلاقا به من قبل ولكنه كان يقتل الذكرى بقسوة لن يعود للماضي تلك الاسرة لم يناله منها الا الالم والاهانة فكفاه
مرت الشهور عليها ببطء لا مثيل له خاصة انها كانت لا تخرج من غرفتها الا قليلا حاول الجميع معها ولكنها ابت الا العزلة بفراشها وحيدة مع ذكرياتها لم تعد تهمها الدنيا من حولها حتى حملها لم يمنحها اى رغبة بالحياة ولم تعد ترد على احد الا بكلمات قليلة
“ صباح الخير يا حبيبتى كيف حالك اليوم "
كانت بالشهر الاخير بالحمل نظرت لعمها وقالت بوهن " بخير عمى الحمد لله "
جلس على طرف فراشها وقال " الحمد لله حبيبتى ..لماذا لم اعد ار اشرف "
ابعدت وجهها وقالت " ربما فقد الامل منى فرحل لحياته "
امسك الرجل يدها وقال "اشرف انسان رائع وصديق مخلص ربما لديه عمل احتاج ان تسمعينى يا رهف"
هزت راسها ولم ترد فقال " الشركة ؟"
اعادت وجهها اليه وقالت " ماذا بها ؟"
قال " اختك تريد ان تأتى لتديرها وهى تعتقد انها مازالت ورث العائلة "
انتبهت وتذكرت كلام تامر الذى لم تلق له بالا وقتها وقالت " لا افهم عمى "
قال " كيف لا تفهمين الم يخبرك ؟"
قالت " من ؟ ويخبرنى بماذا "
ترك يدها فقالت " من فضلك عمى تحدث لن تصمت الان "
نظر اليها وقال " يا رهف مالك هو الذى انقذ شركتنا وانتى تعملين معه عندما عجزت انا على ان افعل اشتراها رغم خسارتها وتحمل الخسارة "
ابعدت وجهها فتامر اخبرها بذلك ولكن بطريقة مختلفة قالت " هو عمله يا عمو "
لكنه اكمل " لا يا حبيبتى لم يكن وقتها عمل لأنه ما ان فعل واعادها كما سابق عهدها حتى باعها مرة اخرى "
هزت رأسها وقالت " اخبرتك انه عمله "
ابتسم وقال " الا تحبي ان تعرفى من المشترى يا رهف وكيف مازلت انا اديرها حتى الان الا تفكرين قليلا "
اعادت وجهها اليه وقد وجدته على حق فامسك يدها وقال " قال انه كان حلمك ان ترتقي بشركة والدك وانه اوصاكى عليها لذا لابد ان يحقق لك حلم من احلامك الصغيرة "
لم تتحدث وهى تسمع فاكمل "مالك باع الشركة اليك حبيبتي عندما كان هنا بمصر ورفض ان نخبرك بالأمر لأنه سيقدمها اليك كهدية بعيد ميلادك ولكن .. "
لم يكمل حيث ان ما حدث اوقف كل الاحلام التى حلم بها مالك فابتعد دون ان يهتم بتلك الشركة التى تمنى ان يهديها اليها
باغتتها المفاجأة وتراجعت وهى تشعر ان قلبها يرتجف حزنا او غضبا او لا تعلم ماذا
اكمل العم " لم اكن اعلم بشئ الا عندما اتانى المحامى ليخبرنى كما طلب منه مالك ان يفعل وما حدث لك جعلني انسي ان اخبرك ولكن اليوم عندما رأيت طريقة اختك الغريبة فى طلبها ادارة الشركة جئت لأعرف رأيك  فانتى اصبحتى صاحبة الحق فما رأيك هل ستتركين حلمك الصغير يضيع وتخلفين وعدك لوالدك ؟"
حاولت ان تستوعب الامر لحظة قبل ان تقول " حقا هو فعل ذلك يا عمو؟ "
ابتسم الرجل وقال " بالطبع حبيبتى انا كنت اعلم انه رجل جيد عيونه تخفى ما لا يبديه وانا قرأت عيونه منذ اول لقاء .. الم تتساءلي ابدا لماذا كنت ادفعك اليه ولا امانع فى وجودك معه وجدتك نفسها قبلت بوجوده هنا ..الم تفكرى ابدا بكل ذلك ..لقد فعلها حبيبتي من اجلك منذ اول يوم وانا ادركت انه رجل صالح رغم انه يفعل عكس ما بداخله ليتنى استطيع اعادته "
انتفضت وعادت من لحظات السعادة التى عاشتها وقالت " لا يا عمو ارجوك لا تفعل من اجلى ارجوك "
ربت على يدها وقال " حاضر يا ابنتى اخبرينى ماذا سنفعل مع اختك انا تعبت منها ومن امك لا يتوقفون عن اغضابى طوال الشهور الماضية وانا احاول ايقافهم ولكن اليوم اصبح الامر مثير للغضب وليس من حقى ان اتحكم فى أمر يخصك "
قالت "لا لن يحصل احد على تلك الشركة هى شركتك انت ..نعم انت من تعب بها واعادها ولولاك لضاعت انا سأتنازل لك عنها "
ابتسم الرجل وقال" مازلت صغيرة ومندفعة .. ولمن ستذهب بعد موتى ستعود لأختك التى لا تستحق ولك وانا لا اريد ذلك انا اريدها لك انتى فقط انتى من يمكنه ايقافها لذا لابد ان تعودى "
  صمتت وقالت " لم اعد استطيع بل كيف وانا .."
امسك يدها بقوة وقال " سأكون معك لحظة بلحظة احتاج فقط افكارك لغتك حماسك القديم احتاج ادارة الاعمال ..خبرتك التى اكتسبتيها من مالك نعم حبيبتي عودى من فضلك لا تضيعي ما فعله مالك الان لو كنت اعلم انه لم يخبرك لفعلت منذ الازل "
لا تعلم لماذا اضاء ضوء صغير بظلام الياس الذى كان يملاء عقلها وقلبها تضحيته اعادت لها نبض صغير فى عروقها ولكنها تذكرت حملها وقالت "
" ولكن حملى يمنعنى و.."
قاطعها الرجل بفرحة " عندما يأتى اوان حياة سنكون جميعا بانتظارها هيا حبيبتى انهضى معى وساعدينى انا بحاجة اليكى "
وقف الجميع عندما نزلت هى مع مريم فى ملابس الخروج وعمها يتبعها ابتسمت الجدة وقالت " ابنتى الحبيبة الى اين ؟"
قالت " الى الشركة يا جدتى سأكمل ما لم اكمله "
وقفت نور وقالت بحدة " انتى ؟ ولماذا الان الم تعتزلى الجميع واخترتى الانكسار والعزلة "
تضايقت من اختها ولكنها لم تبد ضيقها وقالت " لقد انتهت عزلتى وبدات طريق جديد هل يضايقك هذا يا اختى الكبيرة ؟"
تراجعت نور وقالت " وماذا ستفعلين هناك وانتى .."
تراجعت الجدة وغضب العم وانكمشت امال دون ان تنطق خاصة وان العلاقة بينها وبين رهف انتهت منذ القدم بينما
قالت رهف " وانا عمياء اليس كذلك ؟ عموما لن اغضب منك اختى الكبيرة ولكن رب عمياء النظر مثلى افضل من عمياء القلب "
حدقت بها نور وقالت " رهف انا .."
ولكنها اوقفتها وقالت " لا داع لأى كلام يا نور كى لا نخسر بعضنا البعض اكثر من ذلك  "
ولكن نور لم تصمت وقالت " ولكن انا الاولى بإدارة الشركة انا الاكبر "
رفعت رهف رأسها وقالت بتحد " وانا صاحبة الشركة نعم هذا ما لا يعرفه احد . فى الوقت الذى كانت الشركة تتهاوى وتسقط مالك هو الذى اشتراها واعادها ثم باعها لى انا ..لذا لن يكون هناك احد جدير بإدارتها سوى عمو وانا فقط "
هبت امال وقالت " اى لغو هذا الذى تقوليه اى شركة التى باعها لكى ونحن اننا اصحابها كيف حدث ذلك ومن وافق على البيع ؟"
قال العم " انا الذى بعت بالتوكيلات التى املكها ووضعت لكل واحدة منكن نصيبها الشرعى بحسابها بالبنك ولكن مالك باع الشركة لرهف دون ان يحصل على اى مليم هذا هو مالك يا امال الذى كنتى ترفضيه لابنتك واسمعتيه من الاهانات ما لذ وطاب هو نفس الشخص الذى انقذنا من الافلاس دون ان يحصل على اى مقابل ابتعدوا الان عن طريقنا وكفى ما حدث "
ولكن امال لم تتوقف وقالت " مالك.. مالك .. اليس هذا نفس الرجل الذى خانك وحطمك وتسبب فى حياتك البائسة هذه اليس هو سبب دمار اختك وانهيار حياتها هذا البيع باطل ولن يتم ونور هى التى ستدير الشركة وانتى ستظلين بحجرتك ولن تخرجى منها امثالك عليهم فعل ذلك "
ثار بركان الغضب داخلها وقالت بقوة لم يعرف احد كيف يوقفها " كفى اصمتى لا اريد ان اسمع صوتك من انتى لا يمكن ان تكونى امى التى انجبتينى الام لا تفعل كل ذلك بابنتها لا تجرحها لا تؤلمها وانتى كل يوم تفعلين وانا تعبت ولن اتقبل كل ذلك ثم ماذا به  مالك؟ انا اعلم انه لم يخوننى زوج ابنتك هو الذى دبر كل شئ ليدمرني ويدمر مالك ..مالك الذى انقذنا جميعا من الافلاس وحفظ اسم عائلتنا ..مالك هو زوجى وحبيبي ووالد ابنتى ولن اقبل سوى تلك الحقيقية ولا يهمنى كلامك واياك ان تفكرى مرة اخرى فى قول اى كلمة تهين زوجى هل تفهمين ؟ والان انا لم اعد اريدك بحياتى انا كل يوم ازداد كرها لك انتى سبب ما انا فيه انتى التى فرقتي بيننا وكنتى سببا فى هذا الظلام الذى احيا فيه انا اكرهك كل يوم اكثر واكثر والشركة ملكى ولن يتصرف فيها احد سواى انا وعمى وليس لكى عندى اى شئ وانا لن ابق معك بمكان واحد انا سأعود لبيت بابا لن ابق هنا "
ولكن الجدة وقفت وقالت " رهف ..لن تذهبى لأى مكان طول ما انا على قيد الحياة هذا ايضا بيت والدك "
تحركت رهف باتجاه جدتها وقالت " لن ابق معها بأى مكان "
قالت الام بقوة " لا توجد ابنة تفعل مع امها ما تفعليه عارضتي كل أوامري وتزوجتيه غصبا عنى وأدخلتيه بين اسرتنا وتريديني ان اقبل كيف لن يحدث ابدا "
قالت بحزن " لم يعد يحدث بسببك نعم انت السبب .ولا يهمنى موافقتك على اى شئ يخصنى فهو زوجى ولن يغير اى شئ تلك الحقيقة فهو الوحيد الذى كان يهتم لأمرى اما انتى فانا انهار كل يوم بسببك وانتى سعيدة لذلك لذا انا لم اعد اريدك بحياتى انا اكرهك حقا من كل قلبي و.."
وفجأة بدأت تشعر بالألم  فى بطنها فتوقفت عن الكلام دون ان تتحدث ولكن نور لم تسكت وقالت بغضب
“ انتى قليلة الادب كيف تتحدثين مع ماما هكذا ؟"
حاولت ان تتحكم فى الالم الذى تسرب الى بطنها وظهرها وهى تقول " تركت لكم الادب فانتى ابنتها المدللة اراهن انكم كنتم تعلمون بأمر تامر وما دبره لى انا ومالك اراهن بحياتى على انكم سبب ما حدث ولو كان فعلا ما اخمنه حقا فلن اسامحكم ابدا وحتى أتأكد انا لا اريد ان اعيش معكم انا لا اريد من فضلك جدتى دعينى ارحل "
ربتت الجدة عليها وقالت " لن تذهبي لأى مكان هم من لابد ان يذهب انتى ابنتنا التى ربيناها ولن نتركك مهما حدث ..امال انا اسفة ولكن البيت لم يعد يسع الجميع ورهف ابنتى ولن اتخلى عنها لن تعيش وحدها "
تراجعت امال وقالت بذهول " انتى تطردينا من البيت انه بيت زوجى و.."
اجاب العم " لا يا امال انه بيتى انا وليس بيت اخى نحن كنا نبقيكم من اجل الرحم ولكن طالما رهف ستتأذى من وجودكم فلا داع له "
بالطبع لم تتحمل المرأة الكلام ونظرت الى نور ثم تحركا الى الاعلى بينما جلست رهف على اقرب مقعد محاولة الا تبدى الامها امامهما ولكن بالطبع الجدة لاحظت وقالت
" رهف انتى بخير "
تصبب العرق على جبينها وقالت " جدتى لا تتحدثى امامهم ارجوك انا بخير "
صمت لف المكان وقت ليس بقصير وهى تجز على اسنانها من الالم وادركت ان وقت الولادة قد ازف ولكن ليس وامها موجودة لا تريدها وبالفعل نزلت نور وامها والاولاد يبكون والحقائب تتنقل الى الخارج وخرجت المرأتان دون اى كلام او وداع انطلق العم والجدة اليها فقالت
" انا الد جدتى الالم فظيع "
ساعدها العم على الوقوف ولكن تلك المياه المختلطة بالدماء انسابت من بين قدميها فقالت الجدة " اتصل بالدكتور يا رافت لن يمكنها الذهاب الى المشفى اسرع "
كانت الولادة اصعب ما يمكن ان يتحمله احد خاصة اذا كانت بالمنزل دون عناية المشفى ولكن اخيرا اتت حياة الصغيرة الى الحياة الكبيرة تطلق صرختها الصغيرة اعتراضا على انفصالها عن امها وانها اتت الى هذا العالم الذى تاه الحب فيه بين انانية البشر وحقد قلوبهم وعدم صدق السنتهم
نظر الطبيب اليها وقال " لابد من المشفى قلبك ضعيف والولادة كانت صعبة "
هزت راسها وقالت بضعف وهى تقاوم ذلك الدوار " انا ...بخير... الحمد لله "
ولكنها لم تكمل كلماتها حيث سقطت رموشها الجميلة تغطى عيونها لتعلن رحلة صاحبتها الى عالم اخر عالم جديد لا تشعر فيه بهذا العالم او لأنها كانت ترفضه وترفض كره امها واختها لها كما ترفض بعد مالك عنها ..وترفض وجود ابنتها لام عمياء واب غير موجود استسلمت الى الغيبوبة بسلامة نفس وليت الموت ياتى فيريحني من كل الالامى
لم يحاول ان يعرف اى اخبار عنها وانما سافر الى ابعد البلاد غارقا فى العمل الى اخمص قدميه ومع ذلك لم تبعد عيونها لحظة واحد عن عيونه ظلت نظراتها البريئة تحيطه وتطارده الى ان استسلم لها وادرك ان حبه لها لن يخرج من قلبه مهما حاول وترك ذكرياته تعيش معه يعود الى غرفته بالفندق ليستمتع بكل لحظة عاشاها سويا لم يعد يقاوم بل كلما نسي اى تفصيله عاد الى الصور ليشعل نار حبه وعشقه لصغيرته ليته يعيدها لقلبه ليتها لم تتواجد بحياته هو الذى ادخلها حياته والان ..
لا يعلم لماذا كان يشعر بضيق فى انفاسه خلال اليومين السابقين وبشعور بالخوف او القلق وراوده احساس ان صغيرته فى خطر امسك الهاتف وكاد يتصل بالعم ولكنه تراجع لن يتحمل منهم اهانة اخرى كفاه ما ناله منهم حاول ان يبعد الافكار السيئة من راسه بالتأكيد مجرد تعب او ارهاق لا معنى له
فتح اللاب الخاص به وتذكر عندما حاولت كثيرا ان تعلمه وكم كان يرفض لكنه تعلم رغما عن ذلك ولكن لفت نظره رسالة الكترونية اتت الى بريده الإلكتروني من شخص لا يعرفه فتحها على الفور وقرء
“ انا ابحث عن مالك عرفان صائد الصفقات فلو كنت انت هو من فضلك راسلنى ضرورى
ملحوظة ..
انا اقصد صغيرتك
انتبهت كل حواسه الى الكلمة .. صغيرته هل يقصد رهف من ذلك الراسل الذى لا يفهم اى شئ من رسالته دخل على حسابه ولكنه لا يوجد به اى شئ ولكن تلك الصور على البروفايل يعرفها نعم انه هو الشخص الذى كان يجلس معها بالمطعم يا الهى ماذا يريد ذلك الرجل نظر لتاريخ الرسالة كانت منذ يومين ابعد عيونه وتذكر ذلك الاحساس بالضيق الذى راوده خلال الايام السابقة هل صغيرته بخطر
يتبع…

صائد الصفقات وصغيرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن