الفصل الثاني عشر

3.1K 110 4
                                    

الفصل الثاني عشر
حيرة
عندما استيقظت كان صباح يوم جميل يشرق حولها معلنا عن بدء يوم جديد استعادت نفسها ونهضت بنشاط جديد تحركت الى الخارج فلم تجده بالتأكيد لم يبقي لقد اشتاق لنزواته ونساؤه وعربدته لن يصبح ذلك الرجل الصالح الذى تمنته لمجرد انها اصبحت زوجته خداعا للآخرين
اخذت حمام واستعادت نشاطها وقررت ان تعود للعمل لن تنتظر اكثر من ذلك . مر الوقت دون ان تشعر الى ان رأته نظرت اليه وهو يحاول الا يضغط على قدمه المصابة بدت ملامحه مرهقة وعيناه التفت بهالات سوداء نظر اليها وقال وهو يتقدم الى الاريكة ليلقى بجسده عليها
“ اراك افضل اليوم "
ابعدت عيونها عنه وقالت "  نعم وانت ؟"
خلع الجاكيت والقاه بعيدا ورفع ساقه على الاريكة وقال " الان اصبحت افضل "
لم تفهم كلامه وهو يغمض عيونه فقالت " لا افهم ثم اين كنت انت تعلم ان الطبيب قال ان قدمك بحاجة للراحة وانت لم تفعل "
لم ينظر اليها وقال " اريد ان انام "
ابعدت اللاب واتجهت اليه وقفت امامه وقالت " مالك اين كنت ؟"
قال وهو يضع ذراعه على وجهه " انهى بعض الحسابات .."
قالت بغيظ " هل تنهض وتتحدث معى "
لم يرد فزاد غضبها فقالت " مالك "
ولكنه لم يجيب وادركت انه بالفعل ذهب فى النوم لم تحاول ان تجادل وانما عادت الى اللاب ولكنها عادت ونظرت اليه فاتجهت للداخل واحضرت غطاء له وشدته عليه وتركته وعادت الى العمل
نزلت لتشترى ملابس جديدة لنفسها واتصلت بعمها مرة اخرى ثم اخيرا عادت لم يكن قد استيقظ بل ظل كما تركته غيرت ملابسها بملابس مريحة ثم طلبت عشاء وقررت ان توقظه ولكن ما ان دق الباب حتى انتفض هو مستيقظا وراها وهى تأخذ العشاء من رجل الخدمة ثم اغلقت الباب وتحركت للداخل
نظرت اليه وهو يعتدل ويعيد تسوية شعره القاتم بيده ثم اخرج سجائره ولكنها كانت قد قربت الطعام وقالت " لا داع لها الطعام سيبرد "
نظر اليها ولاحظ ملابسها الجديدة فقال " انتى خرجتى وحدك "
هزت رأسها وقالت وهى تجلس امامه " نعم تعلم ان ليس لدى ملابس "
قال بقوة " لا تفعليها مرة اخرى انا لا اضمن تصرفات تامر "
نظرت اليه وقالت " وماذا سيفعل ؟"
قال " رهف !"
ابعدت عيونها ولم ترد تناولا الطعام فى صمت ثم انتهيا فقال " ربما نرحل على نهاية الاسبوع انا باق فقط كى لا يظن تامر انى اهرب منه "
قالت " هناك صفقة جيدة بأمريكا "
قال " لا اريد اى صفقات هذه الايام وبنهاية الاسبوع سنعود الى مصر لتعودى الى عمك "
نظرت اليه فلم ينظر اليها وهو يدخن سيجارته فقالت " اعود الى عمى ؟ لا افهم "
قال بحزم " لقد انتهت اللعبة يا رهف ولم يعد هناك اى مجال لوجودك معى سأعيدك الى عمك وامنحك حريتك واعود لحياتى بكل هدوء "
شعرت بالحزن او الغضب او اى مشاعر لا تعلم معناها وقاومت الدموع وهى تقول " لهذه الدرجة اصبحت مزعجة بالنسبة لك يمكننا ان نعود اليوم اذن " 
قال بحزم " نعم لقد اصبح كل شئ مزعج بالنسبة لى هذه ليست حياتى التى اعتادتها واريد ان اكمل بدون مشاكل اخرى "
قالت وهى لا تصدق انه هو نفس الرجل الذى أحبته ودافعت عنه " انت تخاف من تامر اذن "
نظر اليها بقوة ولاحظت هى قبضة يده التى ضمها بقوة وكانه يكتم غضبه وقال " لو لم تكونى بحالتك التى اعرفها لم اكن اعرف كيف كنت سارد لك كلماتك هذه "
نهض وكاد يتجه الى الغرفة لولا ان قالت" اذن لماذا غيرنا الفندق ولماذا .."
قاطعها بغضب " رهف لا تثيرى غضبى اكثر من ذلك تامر هذا ليس اكثر من صرصار صغير فعصته بأصغر اصبع لدى هل تفهمين ..والان ارتدى ملابسك لأننا سنخرج لن نبقي هنا اكثر من ذلك والا لا اعرف ماذا يمكن ان يحدث"
تسمرت مكانها ولم تعرف ماذا تفعل خاصة بعد ان اغلق الباب خلفه بقوة افزعتها
نزلا فى صمت وقاد سيارته بنفس الصمت ووصل الى احد المطاعم الشهيرة جلسا سويا فقالت " ماذا نفعل هنا "
اشار الى بعض الرجال وقال " اريد ان اراهم هم من انصار تامر واعتقد انهم فى طريقهم ليكونوا من انصارى "
لم تفهم شئ كادت تتحدث لولا ان رات احدهم يقترب منهم اشعل سيجارة ونفخ دخانها عندما سمع الرجل يقول
" مستر عرفان على ما اعتقد "
نظر الى الرجل وقال" نعم "
قال الرجل " جيم ماكلين اعتقد تعرفنى "
هز مالك رأسه ليحييه وقال " بالطبع اهلا .."
نظر الرجل لها فقال مالك " زوجتى ومساعدتى "
حياها الرجل وقال" اهلا مسز عرفان "
ثم عاد الى مالك وقال " كنت اظن اننا ربما نتشارك فى بعض الاعمال " ضاقت عيون مالك وقال" ولكن عملنا ليس مشترك "
قال جيم " ربما يكون احتاجك فى بعض الوسائط بالنهاية لك معارف وسماسرة كثيرة "
نفخ مالك الدخان وقال " ولكنى اعلم ان لك رجالك الاوفياء "
“ كان لى انا اكيد انك تعلم بما اصابهم ولن انتظر كثيرا حتى يتعافوا وقتنا من ذهب ما رايك ؟"
هز مالك رأسه وقال " المصالح تتعارض مستر جيم انا وهم لسنا على وفاق ولن ازيد العداوة "
“ لا اعتقد ان العداوة امر يهمك ماذا تريد مستر عرفان "
قال مالك بقوة " ضمان "
هز جيم رأسه وقال" تمام انا اوافق على اى طلب لك فقط نتفق على موعد لنتبادل الشروط والاتفاق "
هز مالك رأسه وقال" غدا صباحا بالفندق نتناول الافطار سويا ونتفق "
ابتسم الرجل وحياها وذهب ..نظرت اليه وقالت" هل يمكن ان افهم ؟"
نظر اليها وهو يطلب الطعام وقال " ولو ان عملك معى انتهى الا انى سأخبرك ..هذا الرجل كانت له مصالح مشتركة مع تامر ولكنه اصيب بخسارة فادحة بسببه فبحث عن سواه الذى هو انا "
نظرت اليه وقالت" مالك ماذا تخفى عنى ؟"
نظر الى عيونها الجميلة كم ينجذب دائما اليها ويشعر كانه غريق يسبح فى خضارها النقى ابعد عيونه وقال
“ لا اخفى اى شئ وانما هى حرب السوق انا اعلنتها على تامر وكسبت اول جولة وانتظر النتائج"
ابعدت عيونها ولم ترد فأثار صمتها فضوله وحيرته فقال
“ لا احب صمتك اعتدت على فضولك "
لم تنظر اليه وقالت" اكتشفت انه لا داع له لأنى تذكرت اننى لم اعد اعمل معك فلا داع له لقد انتهى كل شيء"
ابعد عيونه بضيق وقال " رهف لا احب هذه الطريقة"
قالت " اى طريقة؟ على فكرة انا اريد ان اعود الى مصر لا داع لبقائنا "
تراجع وقال " اخبرتك اننا سنفعل اخر الاسبوع "
قالت " لا اريد ان ابقي يمكننى ان اعود وحدى ويمكنك ان تحررنى وقتما تشاء هل نذهب الان ؟"
تراجع من تغيرها المفاجئ وقال" رهف اخبرتك ما عندى ولن اتراجع عنه "
قالت بعصبية واضحة " وهل من المفترض ان تفرض على رايك وانا اطيع لا اريد "
اقترب وقد اغضبته " لا احب العند بالطبع عليكى الطاعة "
قالت بإصرار " لماذا ؟"
نظر فى عيونها بقوة متبادلة ولم يعرف بماذا يرد ولكنه قال" لاننى اريد ذلك لا تنسي اننى زوجك ولابد من ان تطيعي زوجك اليس هذا من تقاليد الاسر الكريمة مثلكم "
نهضت وقالت " عندما تكون زوجى حقا سأتبع معك التقاليد الصحيحة "
ثم تركته وذهبت غير عابئة بأى شئ فقد ضاقت ذرعا من تصرفاته ولم تعد تتحملها ..
بالطبع لم يعجبه تصرفها ولم يلق بالا بنظرات الحاضرين وهو ينهض ببطء لقدمه التى تعوقه القى ببعض المال وتبعها الى الخارج بحث بعيونه عنها الى ان وجدها تسير عكس الاتجاه فقاد سيارته واستدار ليعود اليها وبالفعل توقف امامها بطريقة اصابتها بالفزع وصرخ فيها بقوة
" اركبى ..اركبي الان قبل ان اتهور اكثر من ذلك "
شعرت بالخوف ومسحت دموعها وهى لا ترى نظرات الناس من حولها سمعته يقول بنفس الغضب " اركبي "
ارتجف جسدها فركبت ما ان اغلقت الباب حتى انطلق بالسيارة بسرعة اثارت خوفها اكثر ولكنها لم تنطق والدموع تنهار ماذا يفعل بها انه يقربها منه ثم يخبرها انه لا يريدها بحياته ..يشعرها انه يخاف عليها ثم فجأة يلقى بها فى بحر من التوهان لا تستطع ان تنجو منه
اوقف السيارة على جرف عال وسقط شبح القمر الباهت على سطح بركة مائية راكدة تحيطها بعض الاشجار الصامتة شعرت بالبرد يتسلل الى جسدها .. ولكنها لم تتحرك
ضرب بيده على المقود بقوة وقال" والان هل افهم ماذا تفعلين ؟"
قالت بنفس الغضب غير خائفة " اريد ان اعود لبلدى لم يعد لى مكان هنا لا اريد ان ابقي معك انا تعبت "
نظر اليها وقال" اخبرتك بما سنفعل "
قالت " وانا اخبرتك انى لا اوافق لماذا اسمع لك طالما اننى لا اعنى لك اى شئ"
حدق بعيونها وقال" رهف ماذا تريدين ؟"
ابعدت عيونها وقالت" اريد ان اعود للخلف فلا افعل ما فعلت انا ندمت لأنى فعلت ما فعلت لم اكن اظن اننى سأكون عبأ ثقيل عليك الى هذا الحد ليتنى ما تصرفت هكذا "
شعر بضيق فى صدره لقد ندمت بسبب افعاله قال " هل يمكن ان تهدئى لابد ان نتحدث بعقل "
ولكنها قالت " عقل اى عقل انت افقدتنى عقلى ولم اعد اعرف ما الصواب وما الخطأ لذا من الافضل ان اذهب كى اكفر عن ذنبي الذى ارتكبته "
ابعد عيونه وقال" هل يمكن ان تهدئي لا يمكن ان نتحدث هكذا .."
لم ترد فعاد وقال " لا يمكن ان اذهب الان انا انتظر رد فعل تامر من بعد الصفقة التى خسرها بسببي "
نظرت اليه ولم ترد اشعل سيجارته وقال" تامر ليس الرجل الصالح الذى يعرفه الجميع ،قلة هم من يعرفونه على حقيقته. منذ ان تعارفنا بمصر بأحد الاماكن الليلية وادركت انه ليس بشخص سهل ولكنه لم يبد ما بداخله الا متأخرا كلما نجحت بدا الغضب عليه كان دائما يري ان ابن الاجير لا يمكن ان يتفوق علي ابن السلطان ولكنى لم اهتم طالما ان الحقد مجرد مشاعر لم تترجم الى افعال الى ان كانت اول افعاله الخسيسة "
لم ينظر اليها فقالت " نور "
هز رأسه وقال" نعم وقتها لم اكن صارحت اختك بأى شئ وانما تحدثت وانا سكير امامه عن اعجابي بها ورغبتى فى الارتباط بها وبالطبع قبل ان اخطو انا اى خطوة كان هو قد سبقنى اليها وحصل عليها وتوالت افعاله بعد ذلك من كلامه عن ...عن امى وغيره وقتها مات ابى ولم ابق بمصر فابتعدت وعرفت بعد ذلك انه تزوج نور ثم سافر لأنه افسد صفقة لوالده وكاد البوليس يقبض عليه لولا ان اخرجه والده بنفوذه ...وتوالت افعاله معى ولكنه لم ينجح لاننى اصبحت اقوى مما كان يظن واصبح قلبي ميت وليس لدى ما ابكى عليه فتراجع وابتعد واصبح كلا منا يتابع الاخر من بعيد تامر يتاجر بكل ما هو غير مشروع يا رهف له ارجل بكل مفسدة هل ادركتى الامر الان "
مسحت دموعها وقالت " فلتبتعد عنه اذن "
نظر اليه بقوة وقال " ليس بعد ما فعله انه اراد ان يأخذك لمجرد انك امرأتي "
تذكرت كلمات تامر وادركت ان مالك على حق فقالت " لماذا هذه المرة حاربته ؟"
نظر اليها بقوة فأكملت " تركته عندما اخذ نور فلماذا لم تفعل ذلك هذه المرة ايضا "
لم يجد اجابه فتح الباب ونزل لفحه الهواء البارد وهو يبتعد عن السيارة تبعته ووقفت بجانبه وقالت " لم ترد على "
قال " نور اختارته "
قالت " فقط "
نظر اليها بقوة كان يعلم ان غضبه هذه المرة كان اقوى كيف تجرأ ولمسها انها انقى من ان يمسها ندل مثل تامر.
طارد عيونها بنظراته ولم يجد اجابه الى ان قال هاربا من الحقيقة
“ لقد نفد صبرى ولم اعد اتحمله "
قالت " الحرب معه لن تنتهى ربما لو رحلنا لانتهى كل شئ دعنا نذهب من هنا "
امسكها من ذراعيها بقوة وقال " لن اتركه لابد ان يندم على ما فعله لابد ان يدرك من انا واننى لست الجبان الذى يفر من المعركة "
لم تبعد ذراعيها وانما قالت" ولكنك فعلت فكفى "
قال " اريد ان اشاهده وهو يسقط ويعرف اننى من فعلها "
قالت " ارجوك مالك الانتقام طريق مظلم لا يمكنك ان تري مخاطره ولا تعرف نهايته دعنا نعود لحياتنا وعملنا واتركه ليواجه مصيره وحده "
لم يبعد عيونه القاتمة وقال " مازلتى تريدين البقاء معى "
اخفضت عيونها وقالت" انت من تبق لى "
ابتعد عنها كى لا يجذبها الى احضانه لن يضعف مرة أخرى ولن يعيد ما كان ..اتجهت اليه وقالت
“ اعلم اننى اخطأت فيم فعلت ولكن اعتبرنى لم افعل . هل تظن بعودتى الى مصر ستتركنى ماما خاصة عندما تعلم انك طلقتنى "
نظر اليها انها على حق عادت وقالت " وقتها ستفعل بي ما تشاء "
قال " عمك معك يمكنه حمايتك وانت يمكنك الرفض "
اخفضت عيونها وقالت " عمى ؟ كما قام بحماية شركتنا التى كادت تضيع ..وانا بأى حجة يمكننى ان ارفض ولو كان تامر بالقوة التى تتحدث انت عنها فكيف سأواجهه ؟ "
رفع يده ليبعد تلك الخصلة الهاربة من شعرها الذهبي ولكنه ابعد يده وقال" اخبرتك انى لا اصلح لحياة الزوجية لا بيت ولا اسرة ..."
اخفضت عيونها وقالت بحزن " اعلم "
ابعد عيونه وقال" تعلمين كل مغامراتي مع هذه وتلك لا يمكننى التوقف "
قالت بقوة " ولكنك توقفت "
قال بقوة ربما يثنيها " فترة ولكنى سأعود هى حياتى ولا اريد تغييرها اذا اردت البقاء فتقبليني كما انا ولا تطالبينى بأى حقوق من تلك التى تسمى حقوق الزوجية لأنى لا اعرفها وجودك معى لن يتعدى ما كان من انك مساعدتي وانا رئيسك بالعمل "
لا تعلم لماذا ضعفت وهزت رأسها بالموافقة ودموعها تنهار اعتراضا على موقفها كيف ستقبل بذلك هل لمجرد أنها تحبه وتريد البقاء معه تتنازل هكذا عن كرامتها وحقوقها اى امرأة يمكنها ان تفعل ذلك بنفسها
نظر اليها وهو لا يصدق انها وافقت ولكنها قالت دون ان تنظر اليه " فقط دعنا نذهب من هنا ونعود لعملنا وحياتنا "
قال " رهف "
قالت برجاء " مالك على كل منا ان يتنازل فلتفعل من فضلك"
كانت نظرات الرجاء بعيونها اقوى من ان يقاومها فانهار امامها وهز رأسه وقال" اخبري جيمس اننا سنرحل بالصباح الى اى مكان تريديه "
ابتسمت رغم احزانها ولكن بعدها عن هنا .. وبقائها معه اعاد السكينة لقلبها
ابتسمت النجوم امامه لابتسامتها واندفعت رقتها لتمحو صراعه من داخله واستسلم لوجودها بحياته فمهما حاول اقناع نفسه ببعدها الا ان شئ ما بداخله ارادها بقوة وسعيد الان لوجودها
يتبع..

صائد الصفقات وصغيرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن