الفصل التاسع والعشرين والاخير

4.7K 180 88
                                    

الفصل التاسع والعشرين والاخير
الى اخر العمر
حدق فى عيونها التى ظلت ساكنة لحظة قبل ان يبدء الطبيب بالكشف عليها وهو يقول " مسز عرفان هل تخبرينا بالنتيجة هل ترين شئ؟"
ادارت عيونها فى كل من حولها كان النور يملأ مقلتيها اغمضت عيونها وهمست من قلبها " الحمد لله "
عندما لم تجيب اغمض عيونه وابعد وجهه مواجها الحائط الان لا يعرف ماذا يمكنه ان يفعل كيف سيكون مصيرها و..
شعر بيد تلمس كتفه من الخلف فالتف بسرعة ليراها تقف امامه وتنظر اليه ولكن تلك النظرة يعرفها جيدا انها نظرة الحياة والامل نظرة صغيرته التى عرفها رفعت يدها الى وجهه ومررتها على ملامحه مازالت كما هى ..مازال وسيما كما عرفته وصلت الى فمه فامسك يدها بيده وقبل راحتها بقوة فقالت وهى تبتسم
“لقد زدت وسامة يا صائدى "
جذبها اليه بقوة مغمضا عيونه من شدة الخوف الذى كان يشعر به الان زال وحل محله سعادة اخيرا احتضنته بشدة ارادت ان تكون بين احضانه للابد فهو لها الوطن ..
ودعت اشرف بابتسامة فاتنة ثم نظرت الي المرآة وقالت " ابدو غريبة بالطرحة اليس كذلك ؟'
اتجه اليها وقال " تبدين فاتنة حبيبتي"
احاطها بيديه فابتسمت ووضعت يداها الصغيرة على صدره كما كانت تفعل وقالت " هذا لان عيونك جميلة حبيبي "
التقط شفتيها بلهفة فاستجابت له واحاطت رقبته بيديها وهى تشعر بسعادة غابت عنها كثيرا واخيرا ابعدها فنظرت اليه وقالت ببراءة
“ والان اريد ان ارى ابنتى وعمو وجدتى .. اريد ان اعود مصر لرؤيتهم ثم اذهب الى استراليا مرة اخرى الى حيث كنا بذلك الجناح اعشقه جدا وتأخذني الى ذلك المكان الذى تناولنا به الطعام والسينما نعم اريد مشاهدة اخر فيلم .. ثم بعدها يمكننا ان نعود لعملنا بأسرع وقت لن اعطلك كثيرا ..”
تراجع ثم اطلق ضحكة عالية لم يفعلها من قبل . ثم عاد يقول " لا لن تعطليني ابد هكذا عادت صغيرتى الى الحياة"
ضمها اليه بحنان وهى تضحك معه بسعادة ..
واخيرا امسكت ابنتها بين ذراعيها وتأملت ملامحها الجميلة سالت دموعها وهى تحاول ان تقبل كل جزء بها اخيرا سيمكنها ان تكون ام طبيعية تربي ابنتها دون مساعدة تفعل لها كل شيء ضمتها اليها وكذلك فعل ضمها اليه وقال
" متى سننجب اخوها لا يمكن ان تبقي وحيدة كثيرا هذا ضار بالصحة "
احمر وجهها وقالت " مالك؟"
رفع وجهها وقال " عيون مالك قلب مالك "
نظرت اليه فقال " لا اتحمل تلك النظرة تضعفني جدا ما رايك لو ننادى مارجريت لتأخذ حياة اريدك فى موضوع هام "
ضحكت وقالت " مالك ؟"
ولكنه لم يهتم وهو يستدعى مارجريت التى اخذت حياة ثم اسرع اليها وقال وهو يجذبها اليه " والان ماذا كنا نقول ااه الموضوع الهام هناك علبة بدولابك و.."
لم يكمل حيث تخلصت منه وقالت بلهفة وهى تتجه للدولاب " حقا علبة ؟ ماذا بها تعلم انى احب هداياك "
كانت علبة كبيرة اطلقت صيحة كالأطفال وهى تخرجها وما ان فتحتها حتى تراجعت كانت عروسة كبيرة ترتدى فستان احمر تراجعت وهى لا تصدق لم تحصل فى حياتها على عروسة من قبل نظرت اليه فقال
" لم انس انك طلبتى عروسة صغيرتى”
قالت " لم اعد صغيرة مالك انا زوجة وام "
اتجه اليها ونظر بعيونها وقال " اخبرتك انك ستكونى صغيرتى الى اخر العمر هيا هناك علبة اخرى وهى ما تهمنى بصراحة "
نظرت الى العلبة الأخرى واسرعت تفتحها لتجدها قميص نوم احمر من اشهر الماركات المعروفة فاتن ومثير وضعت يدها علي فمها وقالت
" انه رائع "
ازاح خصلة من شعرها وقال " بل سيكون رائع عليكى حبيبتي هيا اريد ان اراه الان رهف الان ؟"
هزت راسها واتجهت الى الحمام ولكنها استدارت ونظرت اليه ثم عادت اليه وطبعت قبلة على خده وقالت " لا معنى لحياتى بدونك "
ثم اسرعت الى الحمام وضع يده على خده وابتسم فى سعادة لعودة صغيرته اليه
عندما خرجت كانت لا توصف اعتدل بالفراش وهو يراها تتقدم منه لقد نسي مقدار جمالها من كثرة الاحزان واليوم اعادته الى الواقع انه يملك اميرة من اميرات الاساطير قام واتجه اليها وهى تخفض عيونها سحب محبس شعرها ليطلقه على كتفيها وقال
“ الجمال نعمة من عند الله لا يهبها الا لمن شاء وانتى حبيبتى اجمل خلق الله "
نظرت اليه وقالت " تغيرت كثيرا حبيبي اصبحت تتحدث عن الله كثيرا "
قربها منه وقال " لأنه قربنى منه عندما جعلنى اقابلك واجذبك لحياتى انتى السبب حبيبتي لولاك لما عرفت الله انتى النعمة الكبرى التى انعم الله بها على . بحبك رهف بحبك بكل دقة من قلبي وكل قطرة من دمى بعشق عيونك بموت فى جنونك وضحكتك حتى طفولتك اشتاق اليها انتى الحياة التى لم اعرفها والسعادة التى نسيتها والعمر الذى لم اعيشه لا اعلم متى وكيف احببتك ولكن فعلت ولا اريد من الدنيا الا انت وابنتنا "
ضمها اليه فقالت " انا ايضا لا اريد من الدنيا سواك لان ليس لى سواك معك عرفت الحب والحنان انا اعلم متى احببتك من اول يوم رايتك احببتك كنت اضعف من ان اعترف بذلك ولكنى عرفت انى بحبك لانى لم استطع ان ارفض وجودى معك كنت اعلم انك لا تعترف بالحب ومع ذلك احببتك كنت اغار من نور عندما تذكرها امامى وظننت انك مازلت تفكر بها .. كنت اموت كل يوم وانا اظن انك مع امرأة اخرى ولكنى لم اقو على منعك لم اصدق كل اكاذيب تامر عنك حتى يوم رايتك مع جى جى كنت اعلم انها خدعة من تامر ليفرقنا ربما غضبت ولكنى لم اصدق فقط القدر هو الذى فرقنا ولكن لم اعش حياتى الا معك لا تتركنى مالك ارجوك لا اريد تلك الايام مرة اخرى "
قبل عنقها وهو يدفن راسه بين شعرها وهمس " لن يمكننى ان افعل فروحي معك حبيبتى ولو رحلت .. رحلت روحى لم افكر يوما بنور منذ ان رحلت وانتهت من حياتى الا يوم رايتك اعدتى لى الذكرى ظننت انى يمكننى الانتقام ولكنك اخذتينى حبيبتي الى عالم اخر من الحب والتسامح احببت عالمك ومع ذلك لم اكن استطيع ان اتقبل وجودى بحياتك كنت اراكى وردة فى بستان ولا يجوز لامثالى تدنيس البستان او قطف الوردة قاومت حبك كثيرا وحاولت ان ابعد لكنك كنتى تتمسكين بي فتزيديني قربا وضعفا حتى التصق حبك بقلبي ولم اعد استطيع ابعاده وأصبحتى كل شيء بالنسبة لي ولم اعد استطيع ان اعيش بدونك انتى حياتى رهف "
والتقت الشفاه بقبلة اشتياق اختلفت عما كان. كلاهما يبث الاخر اشتياقه وسعادته بالعودة اخيرا ثم حملها ونظر بعيونها وقال وهو يضعها بالفراش
“ اشتاق لحضنك حبيبتى ضميني لأنسي ما كان واسعد بم سيكون خذينى رهف الى عالمنا الذى عشناه فمنك استعيد قوتى على مواجهة الحياة انا لك حبيبتى لك لأخر العمر "
ضمته لحضنها بسعادة وكلا منهما يلتمس القوة والدفء والحنان من الاخر وكيف لا والحب هو القائد والحارس على الابواب كيف لا وقد عاد الحبيبان ولن يفترقان
“ انتظر مالك لن اتحرك الا عندما تخبرنى الى اين تأخذنى ولماذا هذا الشريط الذى تضعه على عينى تعلم انى اكره ذلك "
نظر اليها وابتسم وهو ينزل من السيارة اتجه اليها وفتح الباب وقال وهو يأخذ بيدها
“ هل دائما تتصرفين هكذا كالأطفال متى ستنضجين ؟"
قالت بضيق " لن افعل والان اخبرنى اين نحن ؟"
جذبها برفق الى الامام وقال " لقد اوشكنا على الوصول هيا "
تحركت بضيق وهو يمسك بيدها لحظات قبل ان يتركها ويفك الشريط ويهمس
" افتحى عيونك صغيرتى "
فتحت عيونها لترى تلك الفيلا الكبيرة امامها وهى تقف وسط الزهور الملونة ونافورة كبيرة تتوسط الحديقة كانت الفيلا رائعة التفت اليه وقالت
“ مالك لا .. لا تقل انها تلك الارض التى كانت فراغ "
ابتسم وهز رأسه وقال" بلى انها هى حبيبتى لم اتوقف عن بنائها حتى عندما انفصلنا كنت انوى ان اهديها اليك وها هى انتهت وانا ايضا اهديها لك هديتك بمناسبة عيونك الجميلة هذه "
لم تجد ما تفعله الا ان تلقى نفسها بين احضانه فتلقاها وتراجع من قوتها ثم احاطها وهى تهمس " بحبك مالك بحبك بجنون "
كلماتها تعيد اليه الحياة تبث السكينة بقلبه تطمئنه انها له ولن تكون لسواه تراجع وقال
" الن تشاهدى الباقى هيا تعالى "
وجذبها الى الداخل كانت رائعة بالفعل دارت حول نفسها وقالت " كل هذا بيتنا انه كبير جدا مالك "
نظر اليها وهو يشعل سيجارته وقال " لن يصبح كبيرا عندما يمتلأ بأبنائنا حبيبتى "
ابتسمت وقالت" نعم حبيبي معك حق "
اسرعت الى الباب الزجاجى فتحته وخرجت منه الى حمام السباحة دارت حوله بسعادة ثم عادت اليه وهو يتابعها وقفت امامه وقالت
" مازلت تذكر"
مرر يده على وجنتها وقال " لا يمكننى ان انسي "
قالت " ولكن انت لا تحب البقاء بالبيت وهنا بمصر وانا لن اتركك ابدا لم يكن عليك ان تفعل كل ذلك "
جذبها اليه وقال " لا حبيبتي منذ ان عرفتك واصبحت اريد البيت والاسرة ، الزوجة والاولاد اريد ان استقر تعبت من الترحال اريد ان اعود البيت فأجدك تنتظرينى بابتسامتك الجميلة هذه او حتى بعيونك الغاضبة او تشتكى لى من اولادنا .. اريد ان نتجمع على مائدة الطعام جميعا اريد حياة العائلة حبيبتي انتى عائلتى حبيبتى "
سالت دموعها ثم جذبها اليه فقالت " وانت حبيبي كل ما لى ولا اريد من الدنيا الا ان نكون معا الى نهاية العمر "
واخيرا انتهت احزانها وتحققت احلامها سيكون لها بيت واسرة وزوج عشقته وتمنته ولم تتمنى سواه وستعيش لأخر العمر معه وبين احضانه
ربط عليها بذراعيه بقوة وكانه يخشي من ان تسلبه الدنيا تلك السعادة التى لم يعيشها من قبل داعيا الله ان يديمها عليه الى نهاية العمر مع من اختارها قلبه وارادها كما تمنته وارادته .. فهى من علمته الايمان والحب لم تنتظر ان يبدء هو بحبه وانما احبته وتمسكت به امنت به فى وقت كان الكل يرفضه ارادته رغم مساؤه احبته وفضلته على العالم كله حتى على نفسها واهلها ضحت بسعادتها من اجله والان بعد ان استعادها لن يمكنه ان يفكر يوم حتى فى ان يجرحها او يكون سببا فى حزنها حبيبته التى عشقها وصغيرته التى ذاب فى حبها ...
النهاية
داليا السيد

صائد الصفقات وصغيرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن