الفصل الثاني والعشرون
فيضان
الاحزان تندفع الى القلوب دون ان يوقفها اى موانع وتولد داخلنا الياس والكره ورغبة فى الانتقام ويندثر الحب فى زاوية صغيرة من القلب ضعيفا لا تقويه اى دفاعات ، موجود ولكنه صامت يخشي من الاحزان لأنها اقوى منه ينتظر ربما بيوم ما يعود اقوى مما كان
لم يفكر مالك الا بالانتقام اغلق قلبه على حبها واندفع بكل قوته الى التخطيط لتامر قسم وقته ما بين عمله وبين تامر ثم انتهى الى التفرغ لتامر توغل داخل حياته كالماء عندما يندفع بين طين التربة فيمتزج بها ولا يمكن فصله عنها هكذا اصبح مالك بالنسبة لتامر دون ان يشعر زرع رجال كثيرة بين رجال تامر انفق اموال لا حصر لها حتى صنع شبكة داخلية اصبح يعرف منها كل ما يحدث حتى بين تامر ونفسه وبدء الحرب
“ اهلا عدنان تعال ادخل "
نظر عدنان اليه وقد تغيرت ملامحه بعد عودته من مصر ولم يجرؤ ان يساله اخر مرة كان غاضبا بشكل لا يمكن الصمود امامه
“ كيف حالك يا مالك والى اين انتهيت؟ "
دخن مالك سيجارته وقال" لم انته بعد انا بدأت"
جلس عدنان امام مالك بالمطعم وقال" تامر "
نفخ الدخان وقال " ليس لدى سواه "
قال عدنان " انفقت مالا ووقتا أكثر مما يستحق "
هز رأسه وقال" لا يهم المهم ان افعل ما اريد اربع صفقات انتهت قبل ان تبدء والان اصبح يلف حول نفسه والاخيرة ستكون القاضية "
اقترب عدنان منه وقال" هل يستحق كل ذلك "
ابعد مالك عيونه وقال وهو يرى عيونها البريئة امامه " بل يستحق أكثر"
“ من حقى ان افهم انا لم اسال من قبل ولكن الان الامر اخطر من ان ابقي صامتا انت ستشارك فى الامر بنفسك "
قال " دمر حياتى من قبل فغفرت فعاد وكررها مع امى ولم اكن اعرف واخيرا عاد الى بنفسه ليختم دفتر حسابه معى ولكن هذه المرة كانت بعمرى كله لقد قضى على اجمل شيء بحياتى "
ضاقت عيون عدنان وقال " هل اجرؤ واسال؟ رهف "
لم ينظر الى عدنان وهو يقول " لم يعد يهم فما حدث لن يعود كدت اعيش كما باقى البشر ولكن يبدو ان قدرى ان اكون هكذا بلا مأوى ولا وطن "
ولكن عدنان لم يستسلم وعاد وقال " ورهف "
حدق مالك فيه وقد انقلبت كل موازينه بذكر اسمها فاسمها فقط يهز كيانه يضعف كل قوته يأخذ حتى انفاسه اصبح يتسأل اين مالك الذى لم يكن يهمه احد اين مالك الذى يحصل على ما يريد وقتما يريد ؟ معها لم يعد ذلك الرجل نسي نفسه وذاته وذاب بين احضانها ودفء يداها الرقيقة التى مازالت على صدره تؤلمه ،عيونها البريئة تقتل قلبه. اين انتى يا صغيرتى هل مازلتى تظنين انى ذلك الخائن ام حبك لى اكبر من ان تصدقى ..ولكن لو كانت كذبت ما رات لبحثت عنه هو يعلم انها يمكنها الوصول اليه ولكنها لم تفعل وهو لم يحاول ان يراها او يعرف عنها شئ كان اضعف من ان يفعل فلو راها سيندفع اليها بقوة ويعيدها لأحضانه وهذا ما لا يريده لابد ان ينتهى من حياتها كى تحيا حياة سوية مثل بنات جنسها
احترم عدنان صمته ولكنه عاد وقال
“ مالك ؟ اين انت ؟ واين زوجتك ؟.."
اشعل سيجارة وهو يعيد نفسه من ذكراها وقال بضيق مختلط بغضب " عدنان .."
تراجع عدنان وقال " لن اتوقف انت صديق عمرى ولن اقف وانا اراك تزج بنفسك بالنار واقف صامتا لن افعل يا مالك كلنا كنا نعلم ان الفتاة تحبك فلا يمكنك ان تنكر ذلك وعيونك انت ايضا تقول انك احببتها فلماذا يا مالك "
أطفأ السيجارة بقوة وقال " لان هذا هو الصواب هل تعلم كم عمرها هل تعلم ابنة من هى هل تعلم من انا وكيف كانت حياتى لا يمكن تجاهل كل ذلك لا يمكن "
عاد عدنان يقول " كنت تعلم كل ذلك وقت تزوجتها بل يوم عرفتها فلماذا زجتها بحياتك من البداية ؟"
ابعد عيونه وقال" كانت صفقة "
اقترب منه عدنان وقال " لا يمكن ان نتاجر بالبشر يا مالك لان النتيجة هى الخسارة وانت خسرت "
ضاقت عيونه فعاد عدنان يقول " يا مالك انت تضيع كل شيء يمكنك ان توقف كل ذلك وتعيدها اليك "
قال بنفس القوة " لم يعد الامر بيدى الان لقد انتهيت من حياتها فهى لم تبحث عنى فلن اعود فهى ايضا انتهت من حياتى "
“ هل تصدق نفسك لأنى لا اصدقك لو كانت بالفعل انتهت من حياتك لكنت طلقتها ولكنك لم تفعل مالك.."
قاطعه بحزم " عدنان كفى لا اريد اى كلام اخر فى هذا الموضوع هل تفهم "
صمت عدنان لحظة فقال مالك " ماذا فعلت مع جى جى "
قال " هى تريد ان تفعل اى شئ من اجلك حتى ولو كان ما طلبته "
هز رأسه وقال" حسنا هكذا استوت الامور هيا انا ذاهب "
نظر عدنان اليه وقال " الى تامر "
نظر اليه بقوة وقال " بالتأكيد لابد ان اكون موجود لابد ان يعرف اننى سبب كل ذلك "
وقف فوقف عدنان وقال " بين رجاله يا مالك "
اطفا السيجارة وقال " وسط الجحيم يا عدنان ولكن جحيمي انا لاننى من صنعه له كل رجاله اصبحوا ملكى حتى حياته اصبحت ملكى ولو كان فى موته شفاء للنار التى تتأجج بصدرى لقتلته ولكنى اريده ان يذوق العذاب اضعاف ولن ارحمه "
تراجع عدنان امام نظرات الغضب التى بعيون مالك ولم يقو على قول اى شئ
تحرك عدنان مع مالك الى شركة تامر بعدما ابلغ عنه الشرطة بعد ان امر رجاله بوضع السلاح المهرب بمخازن الشركة دون علم تامر لان الصفقات التى تسبب مالك فى خسارتها لتامر لم تكن بها اى شبه جنائية للقبض عليه واخذ منه الامر مال كثير ووقت حتى يمكنه الدخول لشركة تامر ووضع السلاح بمخازنها
وصل مالك الى شركة تامر ورفض ان يذهب معه عدنان فقال " لا تخف يا صديقى لن يمكنه ان يضرنى وانا بشركته هو اذكى من ذلك "
عندما رأى رجال تامر مالك اوقفوه وقاموا بتفتيشه تلك الرجال التى وضعها تامر بعد ما حدث بينه وبين مالك بالغابة عندما تهجم على رهف ولكنه لم يعرف انهم اصبحوا رجال مالك واخيرا دخل مالك مكتب تامر الذى تراجع فى مكتبه وقال بفخر
“ لا اصدق ان مالك عرفان بنفسه عندى بمكتبى ترى ما سبب هذا الشرف الكبير "
جلس مالك امام مكتب تامر وقال " تصفية حسابات تامر باشا "
ابتسم تامر وقال " الان اعترفت اننى الباشا وانت.. "
قاطعه مالك وهو يتأمل المكتب ويدخن سيجارته" ابن الاجير ..اعلم ولا انكر اصلى فهو ليس عار وانما هو شرف اعتز به المهم كيف تريد تصفية الحساب "
نهض تامر واتجه اليه ووقف امامه وقال بشماته " اى حساب بالضبط انا انهيت حساباتى معك عندما فرقت بينكما هى الان تعلم انك سبب دمار شركتها وانك صاحب الشركة وانك ايضا انتقمت من نور واسرتها بذلك وايضا بالزواج منها اثبت انك يمكنك الزواج من ابنة الصفتى ليس هذا فحسب وانما بالنسبة لها اصبحت خائن هيا مالك اعترف بالهزيمة و.. "
اهتزت عضلة بفك مالك ولكنه لم يبدى غضبه وقال بهدوء لا يتناسب مع نيران قلبه وبركان عقله وهو يقاطعه
“ ونسيت امى وما فعلته بحياتنا"
اطلق تامر ضحكة قوية وقال " اه بصراحة نسيت فقد كان من سنوات طويلة بصراحة كنت صغير واكرهك واردت تدمير كل جميل بحياتك لن تتفوق على ابدا اعترف"
اجاب مالك بقوة اثارت خوف تامر “ اعترف .. ولكن انت ماذا استفدت من كل ذلك "
قال تامر " انا هزمتك دمرت اسرتك حصلت على نور ثم الان اخذت منك حبيبة القلب "
هجم مالك على تامر فجأة وقال وهو يمسكه من قميصه بقوة " لن يأخذها احد منى هل تفهم انا تركتك تنعم بانتصارك وتفرح به حتى ارد لك الصفعة صفعات الم تفكر يوما كيف تقبلت الامر ورحلت هل تعلم عنى انى جبان للأسف غرورك لم يمنحك الفرصة لتحسن التفكير ،اتعلم اننى انا الان املكك واملك كل شيء املاكك ملكى اراضيك التى لا يعرفها احد اصبحت ملكى حتى رجالك الذين يقفون بالخارج ملكى اموالك التى بالبنك الان يتم تحويلها لرصيدى ما رايك هل تعترف انت بالهزيمة "
حاول تامر ان يبعد مالك عنه وهو يهتف بجنون " انت كاذب ..كاذب لا يمكنك ان تفعل "
ولكن مالك لم يتركه وقال بقوة " انا لم اكذب بأى يوم ليس لدى ما اخافه لأكذب انا لم اكمل لك .. لقد تركت لك هذه الشركة هدية منى لك ولكن للأسف لن تستطيع ان تستفيد منها تعلم لماذا لان الشرطة عندما تقبض عليك ستصادر كل املاكك التى هى تلك الشركة وفيلتك الرائعة وتعرف هذه الشركة بها سلاح يتم تهريبه بتخطيط منك . ما رايك ؟ انا لست بفريسة سهلة يا تامر كما كنت تظن .. انا فقط اصطاد ولا اصطاد اى فريسة وانما اصطاد الفريسة الرابحة وصمتي عنك السنوات الماضية لم يكن ضعف وانما كنت أتجنب غضبي الذى اعلم انه كالفيضان يأكل كل شئ الاخضر واليابس ولكنك لم تفهم واثرت غضبي وفتحت السد لينهال الفيضان ليغرقك دون رحمة "
لكمه تامر بفمه بقوة ليخلص نفسه من قبضة مالك الذى تراجع وهو يسمع تامر يقول " انت كاذب لن يمكنك ان تفعل سأقتلك قبل ان تخرج من هنا "
اسرع الى مكتبه ولكن مالك كان قد وصل اليه وامسكه من ظهره واعاده امامه وعاد يلكمه بوجهه ويقول " لم ولن اكن كاذبا بحياتى "
ثم انهال عليه باللكمات فاسقطه ارضا وسقط فوقه وهو يلكمه ويقول " هذه من اجل نور وهذه من اجل امى "
ثم لكمه بقوة اكبر وهو يقول " وهذه من اجل رهف "
سقط تامر بعدها فى اللاوعى بينما استعاد مالك انفاسه ونهض واقفا وهو يعدل من ملابسه ،عبس مالك بالأوراق التى على مكتب تامر الى ان استعاد هذا الاخير وعيه ونهض محاولا ان يستعيد توازنه وقبل ان يستطيع ان يقول اى شئ كان البوليس فعلا يهجم على المكتب ويقول المسؤول
" تامر بيه مطلوب القبض عليك بتهمة الاتجار بالسلاح فتشوا المكان .."
انهار تامر على اقرب مقعد وانتشر الرجال بالمكتب وسلم احدهم فلاشات الى الضابط فقال " حسنا احضروه شكرا مالك بيه على تعاونك "
حياه مالك وهو يتابع تامر الذى لم يقو على النطق او الدفاع او التراجع
نظر عدنان الى مالك وهو يركب بجانبه وقال" انت سعيد الان ؟"
اتته رسالة على هاتفه قراها ثم قال" نعم الان اصبحت سعيد لقد ارسلت كل اموال تامر الى حساب نور ورهف ليست اموالى ولا اريدها ويكفيني انه سيظل بالسجن طوال العمر "
انطلق بالسيارة ولكن عدنان قال" تهريب سلاح لا يحتاج تلك العقوبة "
لم ينظر اليه وهو يقول " ولكن الجاسوسية تهمة ربما تؤدى لسجن مدى الحياة او ربما الاعدام “
ونظر بطرف عينه الى عدنان وتذكر هو تلك الفلاشات التى وضعها بمكتب تامر عندما عبث بمكتب تامر وبها صور لاماكن عسكرية ومعلومات عسكرية للبلاد
تراجع عدنان وقال " انت شيطان بالتأكيد انت شيطان "
ابعد عيونه وقال " وهو اليس ابليس بذات نفسه الا يستحق .. ثم لا تنس انه هو من اشعل الشيطان داخلى ..اين جى جى "
قال عدنان " بالفندق تنتظرك "
هز رأسه ولم يرد وعادت ملامحها الرقيقة تتراقص امامه تداعب دقات قلبه فتعيده للحياة لحظات قصيرة ثم تبتعد لتسقط السعادة من حياته للابد وتعيده الى الضياع
يتبع…
أنت تقرأ
صائد الصفقات وصغيرته
Romanceفجأة حجب أحدهم الضوء عنها فاستدارت إليه كان جسدا يافعا وقويا فى بدلة ثمينة كحلية اللون وعلى ذراعه بالطو بنفس اللون وبيده الأخرى حقيبة اعمال جلدية رفعت رأسها لتصل لقامة صاحب هذا القوام المتناسق كان ينظر إلى السيارات بفارغ صبر عرفته عشر سنوات مضت ومع...