الفصل الثالث

4.3K 127 3
                                    

الفصل الثالث
فكرة 
ازداد الم قدمها بعد ان اخذت حمام دافئ ودهنتها وقد لاحظت انها انتفخت تراجعت بالفراش وهى تسترجع ما كان ولم تعد تفهم سر ذلك الرجل واخيرا استسلمت للنوم
بالطبع لم تذهب للعمل فى اليوم التالى بسبب قدمها وبالطبع احضرت لها جدتها طبيب ولكنه قال نفس ما قاله مالك مجرد تمزق اعطاها دواء واعاد ربطها مرة اخرى بشكل افضل وارتاحت بالفراش
على المساء رن هاتفها برقم خاص اندهشت لحظة ثم ردت سمعت صوته العميق " الو .."
لم ترد والدهشة تملؤها فعاد يقول " الو.. انسة رهف هل تسمعينى ؟"
ابتعلت ريقها وقالت " نعم اهلا استاذ مالك "
قال بسرعة " اردت ان اطمن على قدمك كيف حالها ؟"
قالت " بخير من اين اتيت برقمي ؟"
كان يتحدث مع احدهم ثم عاد اليها وقال" لا يهم هل تحسنت قدمك؟ "
قالت" نعم شكرا "
قال " حسنا ربما يمكننى لقاؤك بعد الغد سأتصل بك بمجرد ان اصل المطار سأذهب الان لدى اجتماع هام "
واغلق الهاتف وهى تحاول ان تستوعب ذلك الرجل وما الذى يدفعه هكذا لحياتها لم تهتم كثيرا وهى ترى عمها يدخل اليها
" مساء الخير حبيبتي ما الذى حدث لك ؟"
ابتسمت وقالت " لم انتبه لنفسي جيدا "
جلس امامها وقال" اين حدث ذلك ؟"
اخفضت عيونها وقالت " بمكان ما لم انتبه لم حولى "
نظر اليها وقال" ومن الذى كنت معه امس "
نظرت اليه ودق قلبها ولا تعلم لماذا ارادت اخباره اكمل قائلا " احدهم راك تتناولين معه العشاء اخبرتينى انك لن تخفى عنى شئ"
ابعدت عيونها وقالت" نعم وكنت سأخبرك ولكن قدمى كما ترى "
لم يرد فبدأت تحكى له كل شيء الى ان انتهت بمكالمته لها الان ..نظر اليها وقال" لن تكملى الطريق اليس كذلك ؟"
نظرت اليه وقالت بصدق" المشكلة انه يلاحقنى ويصر على التواجد بحياتى لا اعلم لماذا؟ صدقنى عمو انا لا اريد ذلك "
هز رأسه وقال" اذن دعينى اتدخل "
قالت برفض " لست صغيرة يا عمو كى تدبر لى أمورى عندما احتاج تدخلك سأطلبه يكفى ان حضرتك معى وتساندني وترشدني "
ربت على يدها وقال" من الجيد ان تتصرفي اكبر من سنك ولكن فقط احذرى نحن لا نعرفه ولا نعرف ماذا يريد "
هزت رأسها ولم ترد فهى تعلم انه على حق وهذا ما جعلها تزداد تفكيرا به فى الايام التالية
“ صباح الخير يا مالك هل رأيت هذا الاعلان ابتعد عن نافذة غرفته بالفندق الذى ينزل به ونظر الى مارك الذى يتولى الاعلانات وقال
“ اى اعلان ؟"
منحه مارك الهاتف المحمول واشار الى ما به فقال مالك ببرود " تعلم انى لا اقرء اللغات ماذا يقول الاعلان "
احمر وجه مارك وقال بلغة عربية غير جيدة " انه عن شركة انهارت منذ اسابيع و.."
قاطعه مالك بحزم " المهم يا مارك "
لم ينظر اليه مارك وقال" فريسة جيدة ما رايك ؟"
هز رأسه وقال" اذن دعنا نسافر لندرس الامر "
نظر اليه مارك وقال" اذهب انا و.."
نظرات مالك اليه اوقفته فعاد يقول " الى متى ستظل تفعل انت كل شئ لابد ان يكون لك رجال بكل مكان وشركة ومكاتب وفروع هذه الحياة متعبة يا مالك "
اشعل سيجارته وقال بهدوء " لا يمكننى اجبارك على البقاء "
حدق به مارك وقال " انت ..انت جاد بكلامك هذا لا تريدنى معك "
نظر اليه من وراء دخانه وقال" لست انا من لا يريدك انت من لا يعجبك طريقتى وانا هكذا ولن اتغير فلا داع لفعل شيء غصبا عنك "
ابتعد مارك وقال" لم اظن ان تبيعني بسهولة هكذا وانا معك فى كل شئ"
ابتعد مالك هو الاخر وقال" لم افعل وانت تعلم مكانتك عندى ولكنك ايضا تعلم انى لا احب ان يفرض على احد شئ اى شئ لذا لا داع لهذا الكلام انا كما انا وسأظل هكذا شأت انت ام ابيت"
تراجع مارك وهز رأسه وقال" لابد انك تريد ان تظل هكذا كما كنت مجرد فتى لا مكان ولا اسم لك ولا شركة مجرد سمسار صائد صفقات لا مسمي اخر لك اين المكاتب والشركات والسكرتارية هذه هى حياة رجالا الاعمال .."
نفخ مالك دخان سيجارته وقال" اذن انت لا مكان لك بجانبي "
اتسعت عيون مارك وقد ظن ان مالك لن يستغنى عنه بأى يوم اتجه اليه وقال بعصبية
“ بالتأكيد انت لست جاد هل تستغنى عنى هكذا ببساطة لا ..اكيد لا يمكنك ان تفعل "
نظر مالك اليه وقال بنفس الهدوء " ولماذا لا يمكننى ان افعل تعلم ان لا شيء يمكن ان يوقفنى عما اريد وانا اعلم ما يدور بذهنك فانت تظن اننى لن يمكننى ان انجح بدونك لا انت مخطا انا فقط كنت امنحك ثقة ومكانة كبيرة هى التى اوحت لك بذلك ولكنى لست بحاجة اليك ولا الى غيرك لقد بنيت نفسي بنفسي وسأكمل وحدى لو اضطررت لذلك "
ثار مارك وقال بغضب " وسنوات عمرى التى امضيتها معك وتعبي وسفري وكل ذلك لا شيء عندك هكذا تبيعني بلحظة "
ابتعد مالك وقال " سنوات عمرك وتعبك اخذت عليها مقابل واظن انه مقابل كبير وكاف ونحن نعلم الى اى حد وصل رصيدك بالبنك لم اخذلك يا مارك وانما انت من فعل .. هل تفهم ام اخبرك انا "
ضاقت عيون مارك وقال" ماذا تعنى لا افهم "
نظر اليه مالك مباشرة وقال" يوم اضعت منا صفقة طرابلس الخاصة بشركة الارز هل تذكر ..ظننت انت وقتها انى صدقت كلماتك ولكنى كنت اعلم كل شيء صاحب الشركة كلمنى وعلى فكرة انا انهيت الامر معه هذا مالا تعرفه انت ..والشهر الماضي صفقة السفينة المصرية التى لم تخبرنى بها وعندما عرفت انا بها حاولت انت إبعادي عنها هل اخبرك لماذا فعلت ذلك ام انت تعلم ولا داع للكلام "
تراجع مارك وتلعثم قبل ان يقول " مالك انا ..اقصد ان انا ايضا من حقى ان يكون لى طريقي و.."
لم يكمل فابتعد مالك وقال" اعلم لذا انا اليوم احررك منى لك طريقك ولى طريقي لقد انتهيت منك كما انتهيت انت منى "
نظر مارك الى مالك لحظة قبل ان يتجه اليه ويقول بوجه حزين " مالك انا ..انا اسف دعنا .."
رفع مالك يده دون ان ينظر اليه وقال" لا مجال للتراجع انت تعرفنى قراراتي لا رجعة بها غدا سيصلك منى شيك بباقي حسابك عندى والى هنا انتهى طريقنا "
اخفض مارك رأسه بحزن ثم انطلق الى الباب ولم ينظر خلفه ولم ينظر مالك اليه ورغم حزنه على فراقه الا انه كان قد اتخذ القرار ولكنه كان ينتظر الوقت المناسب ومع ذلك اصبح بحاجة الى من يحل محله ولكن من اين يأتى بمن يمكنه ان يثق به ويملك قدرات مارك من اللباقة فى التعامل واللغات واهم شيء ان يتنقل معه دون قيود .
رن هاتفه فعاد الى العمل دون ان يصل لأى قرار ..كان السمسار صديقه بمصر الذى ارسله ليعرف له اخبار الشركة المصرية فقال " سليم ما اخبارك؟ "
انتظر الرد ثم قال" اذن سأكون عندك غدا صباحا لأقابلهم على العاشرة لن تكن لسواى هل تفهم "
عاد الى النافذة ولا يعلم لماذا تألقت تلك الفتاة الصغيرة امامه فجأة اشعل سيجارته وخطرت له فكرة مجنونة ولا يعلم لماذا اعجبته الفكرة ولم يتراجع فيها حتى
عادت الى الشركة وقد تحسنت قدمها والغريب انه لم يتصل بها منذ اخر مكالمة لها اكيد تراجع ونساها فهو لا يريدها وانما هى اخبرته ماذا يريد وكشفته على حقيقته
“ رهف متى ستصل سفينة المغرب لابد ان نرسل المندوب "
لم تنظر الى مها وهى تقول " لقد ارسلته يا مها لا تقلقى "
قالت مها " دائما جاهزة حبيبتى انتى جديرة بالإدارة "
نظرت الى مها وقالت " ليس الان امامى الكثير لأتعلمه "
ضحكت مها وقالت "الكثير اى كثير انت تجيدين اربع لغات ولديك قرص فى الادارة والبيزنس وخبيرة بالكومبيوتر والاتصالات الحديثة وتدرسين بكلية الالسن، فبصراحة انا لم اعد افهمك بالإضافة الى انك صاحبة الشركة وتعملين بها كموظفة بصراحة لا افهم "
قالت وهى تراجع اوراقها " لا تشغلي بالك الامر بسيط انا اتعلم فقط "
رن هاتفها كان رقم خاص فعرفت انه هو دق قلبها ولا تعلم لماذا ولكنها كانت قد نسته ولكنه لم ينسي ..سكت الهاتف فقالت مها
“ لماذا لم تردى ؟"
وقبل ان تجيب رن مرة أخرى اجابت وقالت " الو .."
كان نفس الصوت العميق والجاد وهو يقول " لم تنسيني طبعا "
قالت ومها تتابعها بعيونها " لا "
قال " سأقابلك اليوم على الثامنة سامر عليك سنتناول العشاء بمكان جديد اتمنى ان يعجبك "
قالت" انت لا تمل "
قال " لا ..الثامنة لا تنسي اريدك فى موضوع هام "
تركت الهاتف فاتجهت مها اليها وقالت " من هذا الذى لا يمل يا هانم ؟"
لم تنظر اليها وقالت " لا احد مهم احد العملاء هيا انا ذاهبة للميناء لتخليص اخر سفينه"
كان يومها شاقا بالنسبة لها الى ان عادت الى الفيلا وذهنها معلق بذلك الرجل اخذت حمام واختارت بدلة موف انيقة ولم تتخلى عن رفع شعرها الاصفر كالمعتاد ولم تضع ميك اب مجرد بعض العطر الهادئ وفى الثامنة كان يدق بابها اخبرت جدتها انها ذاهبة واتجهت اليه قبل ان تفتح الدادة
رأته امامها كان على نفس جاذبيته بل اكثر وسامة كان يشعل سيجارته عندما فتحت الباب تأملها من اعلاها لأسفلها وقال وهو ينفخ دخانه بعيدا
“ على قدر بساطة ملابسك على قدر جمالها او ربما انت تحلينها "
احمر وجهها خجلا من كلمات الغزل قالت متجاهلة كلماته " ظننت انك لن تأتى "
اشار لها ان تتحرك فتحركت سار بجانبها وقال" لم اعتد ان اقل شئ دون ان افعله "
فتح لها الباب نظرت اليه وقالت " عليك اذن ان تبرر لى اصرارك على معرفتي "
قال وهو يتأمل عيونها الجميلة " سأخبرك فلا تتعجلي الامور هيا كى لا نتأخر "
جلست وتبعها هو فقالت وهى تتأمله " انت دائما متعجل هكذا "
نفخ دخانه وقال" لست كذلك ولكن احب الالتزام بمواعيدي "
قالت " وهل انت دائما عندك مواعيد؟ "
قال " لا احب ان يضيع الوقت دون ان استفيد منه اعتدت ان اللهو انتهى منذ ان فقدت ابي و.."
ابعدت عيونها وقالت" ونور "
نظر اليها وقال" الحياة مليئة بأشياء كثيرة عزيزة علينا نحزن لفقدانها ليس فقط شخص رفضنا بحياته "
ابعدت عيونها عنه فعاد يقول " الم تمرى بتجربة مماثلة صديق ،حبيب، خطيب "
قالت بوضوح " لا ليس بحياتى احد لا تخبرنى انك لا تعلم ذلك "
لم يرد فهو بالفعل كان يعلم ان ليس بحياتها احد ولكن ليس هذا هو المهم وانما ما يريده الان هو الاهم
وصلا الى ذلك الفندق الشهير جدا تأملته وهى تنزل بجانبه وقالت" لماذا هنا بالذات ؟"
اوقف السيارة ونزل واتجه اليها فنزلت قادها من ذراعها وقال" ربما هى عقدة وليدة الماضي تجاه مثل تلك الاماكن لم اكن املك وقتها الا ان انظر اليها من الخارج فقط دون ان اجرؤ حتى على الاقتراب "
استقبلهم المسؤول باحترام وقادهم الى المائدة المخصصة لهم اجلسها بأدب وجلس امامها كان المكان فاخر ورائع حقا وكل الموجودين على مستو عال جدا منهم رجال اعمال معروفين ربما عرفت بعضهم ولكنها لم تشعر بالراحة فى المكان
نظر اليها وقال" لا يعجبك المكان "
قالت " انه جميل ولكن متكلف مثل الاشخاص الموجودة هنا "
اشعل سيجارته فقالت " انت تدخن كثيرا "
قال " اظن ذلك .. ولكن اليس التدخين افضل من اشياء اخرى توقفت عنها منذ سنوات كثيرة "
قالت " مثل ماذا ؟"
قال " اشياء لا يصح ذكرها امام انسة جميلة مثلك "
احضر الرجل الطعام ووضعه وانصرف
تناولا الطعام وقالت " الن تخبرنى عن الامر الذى اردتنى من اجله "
انهى طعامه ثم اخرج علبه صغيرة منحها اياها وقال " اولا هذه هدية بسيطة اتمنى ان تعجبك "
لم تأخذها وهى تقول" اى هدية ولماذا ؟"
قال " احب ان امنحك هدية تهادوا تحابوا "
حدقت به وهى تردد " تحابوا ؟ استاذ مالك الا ترى ان كلامك ليس بلائق بنا "
ابتسم فزادت وسامته وهو يقول " انتى تسئ فهمى هيا افتحيها اكيد ستعجبك "
لم تنظر الى العلبة وقالت " تعلم انى لن اخذها لن اقبل اى هدايا منك "
تراجع وهو يضع العلبة على المائدة ثم قال " انا لم اعتد على رفض طلب لى وطريقتك هذه ليست مناسبة للتعامل معى "
تراجعت هى الاخرى وقالت " متى ستدخل فى الموضوع انت اخذت وقت طويل هيا اسمعك "
وضع الرجل العصير ووضع له مشروب من نوع اخر عرفته انصرف الرجل لم تبد اى تعبير عن مشروبه واخذت عصيرها وبدأت تتناوله وهى تنظر اليه فى انتظاره
بينما تأملها هو وقد كان يعلم انها ذكية واخيرا قال " لقد اختلفت مع مساعدي منذ عدة ايام وانفصلنا لذا انا بحاجة لآخر "
نظرت اليه وقالت" انت بحاجة لاحد لا اصدق "
اشعل سيجارة اخرى وابتلع بعض من مشروبه ثم قال " انا بحاجة للغات قراءة وكتابة ومحادثة كما احتاج احد خبير بإدارة الاعمال واعتقد انك تمتلكين هذه القدرات بالإضافة للوجه الحسن طبعا ”
شربت العصير وقالت بهدوء "انا لست متفرغة عندى دراسة ثم انا لا اعمل عند احد انا اعمل بشركة بابا ابحث عن احد غيرى "
أطفأ السيجارة وتناول باقى كاسه وقال" اى شركة ؟ التى يديرها عمك اليس كذلك ؟"
نظرت اليه وقالت " نبرتك توحى بشئ لا افهمه لم لا تتحدث بوضوح "
ابعد عيونه لحظة قبل ان يقول " لا شئ بالنسبة لدراستك يمكننى توفير الوقت لك للدراسة والامتحانات من خلال السفارة او ربما نعود مصر وقت الامتحانات، المهم عرضي قائم لآخر الاسبوع فكرى قبل ان تجيبي على فكرة لابد ان تعرفى ان مرتبك سيكون نسبة من الارباح التى تخلف كل صفقة وامر اخر هام انا لا مكتب لى ولا شركة ولا بيت اى اننى اقيم بالفنادق ولا افكر بإقامة بيت او شركة فهو امر ارفضه "
صمت وصمتت هى الاخرى فقال " لم الصمت ؟"
قالت بهدوء " لأنى اخبرتك رايي انا اعمل بشركتي ولن اتركها هى حلم بابا ولن اتركها ثم الا ترى ان عمل بهذا لا يليق بفتاة مثلى "
ابعد وجهه وتردد فى ان يخبرها ما يعرفه ولكنه تراجع وقال" اذا كنتى تعنين سنك فانا ادركت ان عقلك اكبر من سنك وربما التجربة هى الفاصل بيننا دعينا نجرب شهر او اثنين واذا لم يعجبك الامر ننتهى وانا الان امنحك مهلة للتفكير انا مسافر غدا صباحا وكالعادة لا اعلم متى اعود ولكن اكيد سأتصل بك "
قالت " استاذ مالك "
اقترب من طرف المائدة وقال" مالك انا لا احب التكلف "
ضاقت عيونها وقالت" انت شخص غريب دخلت حياتى فجأة وتصر على البقاء بها بل وتريد ان تجذبني لحياتك كل ذلك لماذا الا يوجد لديك اى مبرر "
تراجع وقال" اخبرتك انى بحاجة اليك "
ابتسمت فبدت جميلة رغم بساطتها وقالت" انت تعلم ان ما تعرضه هذا لا يمكن ان تقبله اى فتاه فأي فتاة تلك التى  يمكنها ان تقبل ان تعيش مثل تلك الحياة وتتنقل مع رجل غريب لا تعرفه بين بلاد لا تعرفها واصلا هى ليست بحاجة الي ذلك العمل كن منطقى ارجوك "
نظر اليها لحظة قبل ان يقول " ربما انت محقة ولكن من يعرف لربما تغيرين رأيك .. انا اموالى كثيرة وربح صفقاتي مضمونة وايضا كبيرة وكذلك نسبتك ستكون اكبر مما تتوقعين والى ان تنالي اول نسبة سيكون لك راتب ثابت ولا تنسي انك ستشاهدين العالم دون اى عناء او تكلفة "
لم تصدق انه يعرض عليها مثل هذا العرض قالت " لهذه الدرجة تريد ان تثبت لنفسك انك انتصرت على عائلة الصفتى واصبحت رئيس لاحد ابنائها  ام ماذا ؟ لا لن تنالها هل تفهم "
حدق فيها ثم داعب علبة الهدية وقال" لست معقد الى هذه الدرجة ربما عندما تعرفينى جيدا تدركين ذلك والان افتحيها اريد ان اراها بيدك "
تعجبت منه وقالت " اخبرتك انى لن اقبلها "
امسك العلبة وفتحها كانت اسورة ماسية رائعة لم تفكر يوما ان ترتدى مثلها لمعت عيونها بإعجاب ولكنه ليس رغبة لاحظ بريق عيونها فاخرج الاسورة وامسك يدها ولكنها ابعدتها سريعا وقالت
“ يا استاذ مالك ارجوك توقف "
نظر اليها وقال" لا احب هذا الخوف الذى بعيونك الهدية لن تسئ اليك ولن تجعلنى اراك بشكل مختلف عما انت عليه "
نظرت اليه كلماته تصيبها بالعجز عن الرد عاد وامسك يدها والغريب انها لم تسحبها وضع الاسورة بيدها فبدت رائعة
قال " اعتقد انها تناسبك "
نظرت اليه وقالت" انا لا اعلم كيف تفعل بي ذلك ؟"
رن هاتفه فنظر اليه اغلق الصوت وقال" اسف ولكن يبدو اننى مضطر للذهاب مواعيدي غير منتظمة هذه الايام ارجو ان تنظميها لى عندما تبدئين العمل لن أتأخر اكثر من اسبوع حاولى ان تجهزى نفسك واوراقك خلال الاسبوع اعلم ان جدتك ليست وحيدة وربما ينتقل عمك معها او العكس المهم دبري امورك عندما اعود لن املك الكثير من الوقت"
ونهض دون ان يترك لها فرصة للرد او الرفض فقامت هى الاخرى وتحركت الى الخارج
قاد السيارة وهو يتحدث بالهاتف وفهمت القليل من كلامه وكأنما كان حريص على الا تفهم هى اى شئ
قبل ان تنزل امسك يدها تفاجأت وحاولت ان تبعدها ولكنه اطبق عليها بقوة وقال" كان من المفترض ان تدعينى للدخول والتعرف على الجميع ولكن لا يهم ربما مرة اخرى على فكرة انا سعيد لأنى عرفتك شخصيتك تعجبنى صغيرة ولكن مثيرة للجدل والتفكير "
قبل يدها بطريقة اثارت مشاعر غريبة داخلها فأربكتها واسرعت تشد يدها المرتجفة من بين يده وما زالت تشعر بدفء يده وهى تنظر بعيونه التى بدت سخرية غريبة بها مع ابتسامة جذابة على طرف فمه احمر وجهها ولم تجد كلمات للرد الى ان قال بنبرة ربما بها بعض السخرية
“ لا انوى ان ازعج مساعدتي او ان تأخذ فكرة سيئة عنى . نتقابل قريبا يا صغيرتى "
قالت بضيق وهى تبعد يدها " انا لست صغيرة "
ونزلت من السيارة مبتعدة دون ان تنظر اليه بينما لاحت ابتسامة على شفتيه وهو يهمس
" صغيرة ولكن جميلة ومثيرة وستكونى لى يا صاحبة العيون الخضراء ستكونى لى يا ابنة الصفتى "
يتبع…

صائد الصفقات وصغيرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن