الفصل السابع
اسرار
اندفع اليها بكل قوته عندما راها تنهار امامه امسكها من كتفيها وهو يناديها " رهف ..رهف "
عندما لم ترد فتح باب غرفتها ثم حملها الى الداخل وضعها بالفراش ثم استدعى طبيب الفندق الذى اسرع اليه ..
وقف بالخارج ينتظر الطبيب ولا يعلم ماذا يمكنه ان يفعل هو يعلم ان جى جى ملأت راسها بالسم تجاهه هى غلطته ما كان يجب ان يأخذها معه للقاء تلك المرأة كيف لم ينتبه الى ان جى جى لم تقبل امرأة اخرى بحياته امامها ولكن هو لم يفكر ان رهف هكذا انها مساعدته اى مثل مارك ومارك كان معه فى كل وقت و..
فتح الطبيب الباب ودعاه للداخل فتقدم ورءاها مازالت نائمة وتلك المرأة الخاصة بخدمة الفندق تعيدها الى الفراش برفق دون ان تستيقظ هى
انتبه للطبيب الذى قال " حالة اعياء شديدة هى بحاجة للراحة انا اعطيتها مهدئ كى تنام وبحاجة ايضا للطعام غير ذلك هى بخير لا تقلق "
هز رأسه ولم يرد اعطى المرأة بعض المال فخرجت خلف الطبيب واتجه هو اليها كانت نائمة كالملاك وتبعثر شعرها الاصفر حول وجهها الشاحب فى صورة رقيقة جذبته بشدة اليها
جلس على طرف الفراش ومد يده ليبعد شعرها عن عيونها ومرر يده على وجهها لماذا يشعر بكل هذا القلق عليها انه لم يهتم بأحد منذ ان ذهب والده ..اما المرأة فقد قضت امه على كل رحمة داخله تجاه المرأة وربما هو ينتقم من امه وربما نور ايضا فى كل امرأة يقابلها ينالها ثم يلقيها دون ان يفكر ماذا خلف وراءه لم يهتم يوما بأى امرأة. والان ماذا ؟
ابتعد ووقف بعيد وهو يحاول ان يفهم نفسه انه عاملها فى البداية على انها طريق للانتقام ولكن ما ان عرف قدراتها ومهاراتها حتى نسي امر الانتقام واصبح يري فيها شريك وليس مجرد مساعد ..والان لم يعد يعرف ماذا يحدث وهل يمكن ان تتركه بالتأكيد جى جى بثت فى ذهنها سمومها لتشككها به ليته يعلم ما الذى تخفيه تلك الفتاة بداخلها ..
نظر اليها وهو يتمنى ان يسبح داخل عقلها ليعرف هل ستتركه ام ستبقي وهل يمكن ان يسمح لها بالرحيل بالتأكيد لا ولكن لماذا ؟ اه بالتأكيد لأنه لن يترك فتاه مثلها بقدراتها
فتحت عيونها بصعوبة من ذلك الصداع الذى يدق براسها حاولت ان تتذكر اى شئ وتأملت غرفتها وفراشها وملابس النوم و..
رأته يخرج من الحمام ويلف المنشفة حول رقبته وشعره مبلل تملكها الفزع وهى تحاول ان تعتدل وتشد الغطاء عليها ..بينما انتبه هو اليها واسرع اليها وقال
“ رهف متى استيقظتى انت بخير الان ؟"
كانت نظرات الفزع بعيونها كسد اصطدم هو به فتوقف وقال" ماذا حدث لماذا تفزعين هكذا منى ؟"
ترقرقت الدموع بعيونها وعادت الذكريات الى عقلها فأغلقت عيونها دون ان ترد اتجه اليها وجلس امامها وقال
“ ماذا قالت لك جى جى "
فتحت عيونها والدموع تنساب لا يعلم لماذا اغضبته تلك الدموع فعاد وقال بضيق
“ رهف ردى على ماذا قالت لك ؟"
بالطبع لا يمكنها ان تخبره بما قالت ولكنها قالت" لا يهم انا اريد ان اعود مصر "
نظر اليها بقوة وقال" رهف هل تخافين منى ؟"
ابعدت وجهها فتراجع فى مقعده وادرك ما يدور بداخلها وما يمكن ان تكون جى جى قالته لحظة صمت رهيبة مرت قبل ان يهدي من غضبه ويقول
“ واذا رفضت عودتك "
نظرت اليه ومازالت الدموع تنساب دون معنى لوجودها قالت بضعف فهى تريده ان يتمسك بها ولكنها بذات الوقت تخاف من البقاء لأنها لا تعلم ماذا يعنى وجودها بالنسبة له
“ ليس من حقك انا حرة فى تصرفاتى ولا يمكنك ان تحتجزني هنا "
نهض مبتعدا واشعل سيجارته وقال بضيق وعصبيه واضحة " انا لا احتجزك ولكن تعلمين ان لنا اعمال ستتعطل بسفرك هذا "
قالت " اخبرتنى انك يمكن ان تتدبر امورك "
نظر اليها بالفعل هو اخبرها ذلك ولكن الان لا يريدها ان تذهب طال الصمت الى ان قال
“ هل يمكن ان افهم لماذا ؟"
ابعدت عيونها وقالت " لا اريد ان اكمل اكتفيت من العمل معك "
نفخ الدخان بقوة ثم اقترب من فراشها وقال" الا تتحدثين بوضوح من حقى ان اعرف "
لم تنظر اليه وقالت" اعتقد ان الجميع يعرف الاسباب الا انا لم اعرف الا عندما قابلت اصدقاءك ادركت ان ما افعله خطأ وما كان يجب ان افعله "
أطفأ السيجارة وجلس امامها وقال" الان اصبح الجميع يعلم الا انا اليس هذا ظلم ؟"
نظرت اليه كانت عيونه تزداد قتامة ولكن جاذبية مع خصلات شعره المبتلة المتساقطة على جبينه قالت بضعف
" وجودى هنا خطأ ،عملى معك خطأ وانا لم اعد اتحمل نظرات الجميع الى على انى .."
لم تستطع ان تقول عشيقتك مال للأمام وقد حاول ان يفهم وقال " لماذا توقفتى اكملى من فضلك من حقى ان اسمع وادافع ..انت ماذا ؟ "
اخفضت عيونها وقالت بصوت منخفض " انا عشيقتك او ربما تحتفظ بي الى حين تنالني بموافقتي ولكن هذا لن يحدث او ربما تريد ان تنتقم منى من اجل نور انا تعبت من تلك الافكار والآراء ولا اريد ان اكمل من فضلك"
تراجع فى مقعده وقد صدمه لفظ عشيقة ولم يفكر ابدا به ولم ينظر اليها الا على انها طفلة ولم تمثل بالنسبة له اكثر من مساعد نظر اليها وقال
“ بالتأكيد لم تصدقي هذا الكلام "
قالت " ولم لا وانت حياتك كلها هكذا من امرأة لأخرى لا ترى الا المتعة والجنس فقط ليس للحياة السوية عندك مكان فكيف لا يمكن ان يظن بي الناس الظنون وانا اصبحت جزء من تلك الحياة انه ذنبي انا "
نهض وابتعد وقال" لا ذنبك ولا ذنبي ثم نحن بين مجتمع لا يهتم بهذه الامور واكيد تعلمين اننى لن انظر لفتاه تصغرني بسنوات لا اعرف عددها واظن انى اثبت ذلك فلم افعل اى شئ يهينك او يثبت عكس كلامى ويوم ان طلبتك للعمل ربما فكرت بالانتقام ولكن جدارتك بالعمل جعلتنى انسي اى انتقام واصبح العمل والنجاح هو همى الاول والاخير .."
استدار ونظر اليها ثم اقترب ووقف امام فراشها ونظر الى عيونها مباشرة وقال
“ رهف اذا كنت تشكين بي او لا تثقين بي وتصدقين الهراء الذى سمعتيه فانا على استعداد ان اعيدك مصر الان لكن اذا قررتى البقاء فيجب ان تعرفي ان حياتى ملكى انا وحدى اعيشها كما اريد وليس كما يريدها الجميع واننى لم افكر فى ان اضرك بأى شكل فى اى يوم وعليكى ان تصدقينى وتثقي بي وبأنني لا يمكن ان اضرك و ثقتك هذه ستكون بلا حدود هل تفهمين ؟"
ثم تركها وذهب وداخله افكار كثيرة متخبطة اشعل سيجارته وانطلق الى خارج الفندق ركب سيارته وابتعد دون ان يعرف الى اين وكانه يستعيد شريط حياته منذ ان بدء حياة السكر والعربدة وقت ان رأى والده يجاهد بتلك الحياة دون ان يكفيهم عيشة او يعيش كما يعيش الناس الاغنياء فاندفع الى الحياة الفاسدة رغم انه كان يعلم انه قادر على النجاح ولكنه لم يكن يريد ان يذاكر ويتعب وفى النهاية سيكون اجير مثل والده وانتهت الايام به الى رفض نور له اول فتاة قرر ان يرتبط بها وقد قرر انها لو وافقت سينطلق الى الطريق الصواب ليكمل معها ولكنها اوقفته واعادته الى الحقيقة التى هرب منها كثيرا و..
رن هاتفه كان احد العملاء اعاده الى الواقع فاستدار وهو يرد على الهاتف ..
اغمضت عيونها بألم وحزن فهى تعلم انها لن تستطع ان تتركه لقد حبسها ذلك الرجل فى عالمه واقتلع منها حرية الاختيار لقد احبت عالمه ولكنه الان يخبرها انها بالنسبة له مجرد طفلة كما كان يناديها وربما صفقة ناجحة وفريسة مربحة ..عادت الى البكاء وهى لا تعرف ماذا تفعل ..
رن هاتفها باسم عمها ولا تعلم لماذا زادت دموعها وكأنها تذكرت ما ورائها من ديون الشركة ..ردت
“ اهلا عمو كيف حالك "
اجاب " بخير حبيبتي كيف حالك ؟ هل انت بخير ؟"
قالت وهى تحاول ان تحبس دموعها وتصرخ وتقول لا انا لست بخير ولكنها تنهدت وقالت
“ بخير عمو اطمن كيف حال الشركة ؟"
قال" سددت جزء من الخسارة ولكن مازالت القروض تحاوطنا والبنك لا يتوقف عن الشكوى لا اعلم لو لم ترسلي لنا الاموال ماذا كنا سنفعل "
اغمضت عيونها وادركت الاجابة على اسئلتها عليها ان تبقي هنا ليس لها حرية الاختيار وعليها ان تبعد تلك الافكار التى زرعتها جى جى داخلها لأنها من كلامه ادركت انه لا يعتبرها الا مساعدته التى يجنى من ورائها مكاسبه فاستسلمت لأفكارها التى لم تصلها الا الى البقاء
لم تراه بذلك اليوم واستعادت نفسها واخذت حمام دافئ بعد ان ساعدتها نفس المرأة التى كلفها مالك بان تساعدها وعادت الى العمل الذى ليس لها سواه ستقبع كل افكارها داخلها وستحاول ان تبتعد عن اى فكرة يمكن ان تنمو داخلها وتقذفها فى بحر الاحزان والندم
نزلت فى الصباح الى المطعم كان يتناول افطاره ويعبث بهاتفه عندما جلست امامه دون ان تنظر اليه وقالت
" لم نرد على عميل المغرب هل نذهب "
لم ينظر هو الاخر اليها وقد فهم ان كلامها موافقة ضمنية على ما اشترطه عليها لقد وافقت على البقاء وهو ما اشعره بالراحة ولكن كل ما حدث مازال يضايقه
قال " التفاصيل "
بدأت تخبره بالتفاصيل وعاد الاثنان الى العمل ولكن تلك الفجوة التى انفتحت بينهما لم تمر ولم تغلق ولن تغلق لأنها طفحت بأشياء كانت خافية بالأعماق وطفت الان على السطح
سافروا الى المغرب وكانت زيارة مختلفة تماما التقوا بالسمسار وشاهدوا الشركة واتفقا مع صاحبها بنجاح اعجبها ولكنها لم تعرف شعوره كان حريصا فى تعامله معها وتعمد ان يبتعد الا وقت العمل ولم يعد يبق معها وقتا طويلا كما اعتاد وادركت انه يحاول ان يثبت لها انه لا يفكر بها كما ظنت ..فاستسلمت لهذا التغيير دون ان تتناقش
اوصلها الى احد الاماكن المعروفة هناك وتركها بناء على طلبها فسارت كثيرا بالمدينة واشترت العبايات المغربية وارتدت احداها فبدت اصغر ولكن اكثر جمالا وحاولت ان تستمتع بالبلدة وحدها وتتصرف كالاطفال ربما عدم وجوده اعاد لها جزء من طبيبعتها فالحقيقة انها مازالت شابة صغيرة تريد ان تعيش سنها ولكن فى وجوده تشعر انها اكبر بكثير وان عليها ان تحسن التصرف
واخيرا تعبت واشترت طعام وجلست تتناوله عندما بدء بعض الشباب المغربيين يلتفون حولها ويطلقون كلمات غزل ضايقتها كانوا ثلاث شباب نظرت اليهم وقد شعرت بالخوف نهضت ولكن احدهم اقترب منها وقال بالفرنسية
“ الى اين يا جميلة لا داع للبقاء وحدك لقد اتينا كى نشاركك وحدتك "
حاولت ان تبتعد ولكن الثلاثة التفوا حولها فقالت " ابتعدوا عنى والا سأطلب البوليس "
ضحك الشباب الثلاثة وقال أحدهم " بوليس ؟ ومن اين سيأتي هذا البوليس من الذى سياتي به "
اقترب واحد اخر منها وهو ينظر بعيونها ويقول " عيونك جميلة وشعرك اجمل فقط لو تطلقين سراحه ... من اين انتى هيا ؟ لا يهم هيا تعالى سنمضى وقت رائع سويا "
كاد يمسك يدها ليجذبها لولا ان اتت يد من خلفها لتمسك بيد الشاب بقوة ويتقدم امامها دافعا اياه بعيدا عنها وقال
“ يمكنك ان تذهب وحدك فالأنسة ليست وحدها "
شعرت بالراحة عندما رأته وهو يدفعها خلفه والشباب يتراجعون امامه واحدهم يقول " حسنا ..لا داع للغضب هيا شباب "
ابتعد الشباب دون ان يلتفا خلفهم بينما حاولت هى ان تستعيد هدوئها وهو يلتفت اليها ويقول
" انت بخير ؟"
قالت " نعم من اين اتيت ؟"
حدق بعيونها ولم يخبرها انه كان يراقبها خوفا عليها ابعد عيونه وقال
" من سيارتى هيا دعينا نذهب هذا المكان سئ ولم يكن عليك الجلوس به "
تحرك فتحركت معه الى السيارة قاد بصمت ثم قال" هل انهيتى جولتك ؟"
قالت بضيق " بالطبع لا لم اعرف اماكن كثيره "
نظر اليها وقال" يمكننى ان اصف لك بعضها ويمكنك الذهاب "
قالت بضيق " لا لقد مللت سأعود للفندق"
صمت قليلا ولم يستطع ان يقاوم فقال " لو لم يضايقك يمكننى ان ات معك "
لم تشعر وهى تندفع وتقول " حقا ستاتى معى ظننت انك لا تريد "
نظر اليها فاحمر وجهها وادركت اندفاعها الذى اسعده ولكنه لم يبد ملاحظته وانما قال
“ لا تظنى اى شئ "
وبالفعل اخذها الى عدة اماكن معروفة كانت سعيدة معه واختلف الامر وهو بجانبها وربما عادت علاقتهم كما كانت ولكن ما زالت تحاول ان تحسن التصرف امامه حتى لا يصدق نفسه من انها طفلة
انتهى اليوم وعادا الى الفندق وصلا الى غرفتها فتوقف امامها وقال وهو ينظر بعيونها التى تشع ببراءة اعجبته
“ تعبتى ؟"
هزت رأسها وقالت" ابدا اول مرة اشعر انى فى رحلة سياحية ولست فى عمل "
وضع يديه فى جيوب بنطاله الجينز وقال" ما رايك لو فعلناها مرة اخرى غدا هناك اماكن اخرى لم تشاهديها "
اشتعلت الطفلة داخلها وقالت بسعادة " انت جاد ام تمزح ؟ "
ابتسم وقال" انا لا امزح تعلمين انى لا افعل "
نظرت اليه وقالت" نعم اعلم انت الرجل الذى لا يمزح وحياته كلها جد وعمل وربما حزن "
حدق بعيونها لحظة ثم تحرك وقال" ايقظينى مبكرا حتى نستمتع من اول اليوم "
ابتسمت وقالت" انت ستنام الان ؟"
اشار بيده وقال" اذهبي للنوم يا رهف "
دخلت غرفتها وكانت سعيدة بما اصبح بينهما لقد عادت علاقتهم تقريبا وربما تغيرت حتى عن الاول
انطلق بها فى الصباح بين شوارع المدينة التى اشتهرت بالبيوت البيضاء والازقة الضيقة المرصوفة بالحصى واراها البائعين المتجولين والحلى وبعض البهلونات
واخيرا جلسا على احد المقاهي لتناول الطعام المغربي ثم قال" والان الشاى بالنعناع الاخضر "
ابتسمت وقالت" يبدو انك اتيت هنا كثيرا"
هز رأسه وقال" نعم امضيت هنا وقتا كثيرا وانجزت اكثر من صفقة "
قالت" وحدك ؟"
بالطبع فهم ما تعنيه اشعل سيجارته وقال وهو ينفخ الدخان بعيدا وقال" ربما يضايقك كلامى "
فهمت ما يعنيه فأخفضت عيونها وقالت" لماذا ؟"
حدق فيها لحظة فنظرت اليه لتواجه نظرته الحائرة واخيرا قال " رهف "
قالت " لن تتخلص منى بسهولة "
اقترب من طرف المائدة وقال" حقا ؟"
احمر وجهها ولم تفر من عيونه وهى تقول " حقا ماذا ؟"
قال " لن اتخلص منك؟ هل فعلا تريدين ذلك ام فقط لأنك تحتاجين الأموال"
ذهبت ابتسامتها وقالت" ظننت انك تعرف الاجابة "
صمت ولم يرد فارتد الى الخلف وقال" انت الوحيدة التى لا افهم عيونها "
قالت " بالعكس انت تفهم ما تريد ان تفهمه كما اننى لست بلغز صعب وانما انت اللغز "
قال " لست كذلك وانما ربما يكون من الصعب على ان أتحدث"
قالت " اذن لا تفعل انا فقط اردت .." ولم تكمل نظر اليها ولا يعلم لماذا أراد ان يتحدث فقال
“ البداية كانت وانا صغير ربما ثمانية عشر سنة عندما كان ابي بنفس ذلك العمل مجرد عامل اجير بسيط كل ما يحصل عليه يمنحه الى زوجته ..كانت حياتنا هادئة ليس فيها اى احزان او دموع وانا فى دراستى مجتهد والجميع يعلم بذكائي وتفوقي حتى بدون مجهود .. وفى لحظة تغيرت كل تلك الحياة عندما عدت ورأيت ابي منهار وهو يمسك بورقة بيده ... سالته عما يحدث فابعد الورقة ونظر الى بدموع لم انساها يوما وجذبنى الى احضانه وقال" انا وانت ..الحياة اصبحت بيننا انا وانت فقط " وعندما حاولت ان افهم اى شئ لم يرد انتظرته حتى نام اخذت الخطاب من جيبه وليتنى ما فعلت "
توقف عن الحديث نهض وقال" هل يمكن ان نذهب ؟"
نهضت على الفور ولم تتحدث
سارا كثيرا الى ان جلسا على احد الاسوار بعيدا عن الزحام نظرت اليه وقالت" ماذا كان بالجواب "
نظر اليها وقال" كان قدرى الجديد "
نظرت اليه فلم ينظر اليها وهو يكمل " امى تركتنا ورحلت لم تعد تتحمل ان تعيش حياة الفقر التى نعيشها تركتنا هكذا بمنتهى السهولة ولم تفكر فى ايا منا لم اصدق اننى اصبحت بلا ام ولأول مرة اتساءل كيف هى حياة من ليس له ام ؟"
لا تعلم لماذا حركت يدها لتمسك يده نظر اليها فكانت عيونها تمتلاء بالحنان شد على يدها وكأنه يستمد منها القوة ثم ابعد عيونه وقال
“ لكنى لم اتقبل ان تذهب هكذا ولم اقتنع بالسبب فتحركت للبحث عنها ربما كنت صغيرا ولكن كان لى قدرة على التعامل مع المواقف اكبر من سنى ..وليتنى ما فعلت ..لان ما عرفته قلب كل حياتى "
ترك يدها ونهض مبتعدا ولكنها قامت وتبعته وقفت خلفه وهمست " ماذا عرفت؟ "
قال " ما قتل داخلى كل البراءة التى كانت .. ما فتح امامى ابواب الشياطين ..ما جعلنى ما انا اصبحت عليه وقتها .."
ثم التفت اليها وقال" الخيانة اكتشفت الخيانة فقد عرفت انها كانت على علاقة برجل غنى لا اعلم من اين عرفته وهربت معه عندما اتتها الفرصة هل ادركت الان ان النساء لا تستحق الرحمة انا اصبحت اراها فى كل امرأة انام معها ثم اتركها وارحل دون ان اهتم بها وبعضهم احبنى وقتلت قلبهم حسرة لاننى لم امنحهم ما اردن مجرد رغبة جنسية تنتهى بمفارقتي للفراش ولا اندم على ما فعلت هى سبب فسادى وفشلي هل عرفتي سرى يا رهف والان هل مازلتى تريدين البقاء معى مع رجل ابوه اجير فقير مات لأنه لا يملك ثمن الدواء وامه خائنة هربت لتعيش فى الحرام وانا نفسي ضائع تائه لا دين لى ولا وطن لم اترك مفسدة الا وعشتها والان ماذا ؟ هل ادركت لماذا حذرتك جى جى منى لأنى بالنسبة لهم انسان بلا قلب ولا رحمة هل مازلت تريدين الاستمرار ام انتابك الخوف منى والعار من وجودك بجانبي "
للحظة ترقرقت الدموع بعيونه والالم بقلبه وابتعد من امامها ربما يخفى المه وحزنه ..واكيد ستتركه فهو لا يمكن ان يكون ذلك الرجل الذى يؤتمن على فتاة مثلها
انسابت الدموع من عيونها من اجله ولكنها مسحتها واقتربت منه وضعت يدها على كتفه وقالت
"ولكنى لا اخاف منك ولا اشعر بالعار من وجودى معك بل اشعر بالأمان والراحة "
التفت اليها والدموع مازالت عالقة بعيونه نظرت اليه كان اطول بكثير منها ولأول مرة تمد يدها لتمسح تلك الدمعة من عيونه بجرأة لم تدر من اين اتتها وقالت بحنان
" نحن ندفع ثمن اخطائنا لا اخطاء احد سوانا انت اخطأت عندما سرت بذلك الطريق ولكن مازال امامك وقت لتعود منه "
امسك يدها التى مسحت دمعه وهو ينظر بعيونها وقال " العار يلاحقنى "
قالت" العار يلاحقها هى لكن عارك فى افعالك انت فمتى توقفت وابتعدت وتبت انتهى كل شيء"
مرر يده على وجنتها وقال " صعب "
لم تبعد عيونها عنه وهى تقول " لا يوجد شئ صعب صدقنى اذا اردت ستنجح "
اقترب منها وهى لا تشعر الا بعيونه التى تحدق بها وبيده التى تقبض على يدها همس " ربما لو ساعدتينى افعل "
قالت " انا معك "
انحنى عليها وعيونه تتجول على ملامح وجهها الرقيق ثم توقف على شفتيها الصغيرة وانسابت يده على خصرها ليجذبها اليه فبدت كالطفلة بين ذراعيه ولم تقاومه وكأنما سحرتها عيونه فالقت بكل التحذيرات الى الجحيم واقتربت الشفاه وتعالت الانفاس وارتفعت دقات القلوب بين الصدور تحت ضى النجوم ولكن قبل ان يلمس شفتيها ابتعدت افاقت من تأثيره تركها فى الحال ولم يحاول ان يجبرها وكأنما استيقظ من حلم جميل
ابتعدت تخفى عيونها منه وتحاول ان تتحكم فى نفسها وتستوعب ما كان وكيف فعلت ذلك اقترب منها وقال
“ تفضلين الذهاب ؟"
لم تنظر اليه وهى تهز رأسها فتحرك الاثنان الى السيارة وعادا الى الفندق فى صمت لم تنتظره وانما نزلت من السيارة واسرعت الى غرفتها وهى تحاول ان تستوعب ما حدث وتلوم نفسها على ضعفها وتخفى خجلها من نفسها وتحاول ان توجد اجوبة لأسئلة كثيرة دارت داخلها
تابعها وهى تدخل الفندق فتراجع فى مقعده واغمض عيونه وهو مازال يتنفس عبير عطرها الذى اخلفته خلفها اغمض عيونه لحظه وهو يتذكر ما حدث وكيف حدث ربما الان تظن انه كان يخدعها او يريدها مثل باقى النساء ولكنه لم يفكر بذلك لقد توقف عن ذلك منذ ما حدث مع جى جى وشعوره بان ذلك يخيفها منه فكف عنه لم يعد يرغبه اصلا ..
قاد السيارة بدون هدى ولم يعد يعلم ماذا يدور داخله وكيف ارادها هكذا انها بالنسبة له مجرد طفلة ولكن اليوم كانت مختلفة توقف بالسيارة وظل بها الى ان اشرقت الشمس وهو جالسا ثم اخيرا قرر العودة فرن هاتفه فأجاب وهو يدير السيارة ليعود
يتبع…
أنت تقرأ
صائد الصفقات وصغيرته
Romantikفجأة حجب أحدهم الضوء عنها فاستدارت إليه كان جسدا يافعا وقويا فى بدلة ثمينة كحلية اللون وعلى ذراعه بالطو بنفس اللون وبيده الأخرى حقيبة اعمال جلدية رفعت رأسها لتصل لقامة صاحب هذا القوام المتناسق كان ينظر إلى السيارات بفارغ صبر عرفته عشر سنوات مضت ومع...