الفصل الخامس

14.8K 503 22
                                    

روايـة "اقتسره العشق"
"الفَصْلُ الخَّامِسُ"

أموت من فُراقك..
وأموت من لُقائك..

شعر "يوسف" وكأن الكلمة قد أنغرست في قلبــه، وذابت في حجراتــه لتندفـع مع دمائــه إلى عروقــه وتسري فيهــا كالنيــران، ذلك الألم القاسي الذي أجتاحــــه بكل قوة، توقفت عقـارب الساعـة، وظل مُتسمرًا في مكانـــه محاولاً إستيعاب الواقع الذي أمامــه، راقب "ســامر" ردة فعلــــه الغريبة بـ نظرات مُتعجبـة، ولكن لم يهتم بل تحرك نحو الغُرفة التي ترقد فيهـــا زوجتــــه تاركًا إيــــاه في صدمتــه.

أحمرت عيني "يوسف" بقوة كــ جمرتي من النــار، ذلك الألم الذي يزداد في قلبــه يكاد أن يكون على وشك قتلــــه، شعر بأنــه يختنق فـ وضع يده على صدره ودون أن يفكر مرتين، تحرك بخُطى سريعة إلى الأسفل وتحديدًا نحو حديقة المشفى، وقف أخيرًا أمام أحد الطاولات، ثم بدأ يسحب نفسًا عميقًا ويزفره على مَهَل، أستمر على فعل ذلك حتى شعر بأنــه أستعاد سيطرتــه على أعصابــه، حرك يده التي كان يضعهـا على صدره إلى الأعلى ليخلل خُصلات شعره بقوة وهو يهمس بألم:
-ملقتش يا قلبي غير واحدة متجوزة تعشقهــا!!!..

إن فات عليك الهوى قول للهوى استنى
وأسـأل ع إللي أنكوى في الحُب وأتهنى

سمع ذلك اللحن الشهير لأغنية شاديـة من على شفتي فتـاة تجلس على الطاولة التي تقع بجانب طاولتــه، أغمض عينــاه للحظاتٍ معدودة ثم فتحهمـــا وقد عزم على أن يكون بجوارهــا، سيطمئن فقط عليهـا وبعدهـا سيغادر.. ليس من الغُرفة.. أو من المشفى.. بل من حياتهـــــا.

دقيقتين وكان يقف أمام باب غُرفتهــا، أغمض عينيــه بألم وهو يرى نفسـه عاجزًا عن الدخول، مسح على وجهه بقوة محاولاً أن يستمد القوة، جحظت عينيــه فجـأة عندمــا سمع صوت صراخهـــــا وبُكائهــا المرير الذي يفطر القلوب، حاول أن يقنـع ذاتـه بوجود زوجهــا سيكون تأثيره إيجابيًا عليهــا، ولكن سمع صوتـه وهو يصرخ فيهـا بغلظة بأن تتوقف عن البُكاء، أنقبض قلبـه نوعًا مـا ومع صرخة الألم والفزع التي أنطلقت من حنجرة حبيبتــه، ودون أن يضيع ثانية واحدة كان يقتحم الغُرفة وشهد بأعينـه ما يحدث حيثُ وجده يقبض على ذراعهـــا بعُنف هادرًا بقسوة:
-بطلي عياط بقـااااا، وقومي جهزي نفسك عشان هنمشي.

صــاح "يوسف" مُستنكرًا:
-إيــه إللي بتعملــــه ده؟!..

أقترب منـــه محاولاً فصل بينهمــا قائلاً بصوتٍ مُتشنج:
-إيـه الأسلوب ده، دي مراتك وأمهـا لسـه متوفية، هي دي المُعاملة إللي المفروض تعملهلهــا!!!..

صرخ "سامر" وهو يدفعـه:
-وإنت مالك يا جدع إنت، دي مراتي، أعمل إللي أنا عايزهُ، مش من حقك تدخل.

هتف فيـه "يوسف" بصرامة:
-لأ من حقي ونص، أنـا رئيسهــا في الشُغل، ومش هسمح بالمهذلة دي تحصل.

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن