الفصل التاسع عشر

10.4K 377 23
                                    

روايـة "اقتسـره العشـق"
"الفَصْلُ التَّاسِـعُ عَشَر"

صبرًا يا مُهلكـة
الحرب ستسمر
يوم لي
ويوم لك
ويوم.. لنــا

بين خيوط الظلام التي تُحيط بـ عقلهــا، شعرت بـ الذراعين تشتدان من حولهـا ومن تحت ركبتيهــا حتى شعرت بـ الألم في أضلعهـــا، ورغم ذلك إطمئن قلبهــا بـ وجود سيفهـــا الذي لن يُخذلهـــا أبدًا، فـ عادت إلى عُمق الظلام.

ضمهـــا بقوة إلى صدره وهو يُحدق في وجههــا بخوفٍ شديد، زاد خوفـــه وقلقـــه عليهــا أضعافًا حينمــا لاحظ ذلك الشحوب فـ همس بلوعــة:
-كارمــا، كـارمــا فوقـــي.

في نفس الوقت، كان "يوسف" يهبط إلى الأسفل وهو يفرك عينيــهِ غير مُدركًا ما يحدث، ولكن إنتبــه على صوت صراخ "سيـف" بإسم "كارمـا"، فـ همس بقلق:
-في إيـه على الصُبح كده؟!!..

ضيق عينيــه بريبــة وهو يرَ "عزيز" و"فارس" الذي بدا عليهمـا التوتر من ردة فعل "كارمـا" الغير المتوقعـة، فـ إقترب منهمــا مُتسائلاً بحدة:
-إنتوا مين؟؟..

هدر "سيف" بصوتــه الجهوري المُخيف:
-يوسف خليك معاهم لغايـة ما أطمن على كـارمــا.

قال كلمتـه الأخيرة وهو يستدير بـ جسده متوجهًا نحو الدرج كي يصعد إلى الطابق العلوي نحو غُرفـة نومـــه، حاول "فارس" إيقافــه ولكن قبل أن يشرع في ذلك وجد جسد رفيقــه يمنعــه عن التقدم ولو قليلاً، فقال بلهجـة غاضبة:
-إنت بتعمل إيـه؟؟.. إبعد عن طريقي.

دفعــه "يوسف" بخفـة:
-طريق مين؟!.. ده بيت سيف النصــار، لما يقولك تتحرك على مزاجك يبقى وقتهــا تتكلم.

هدر "فارس" بشراسـة:
-إنت مين أصلاً؟؟..

فـ كانت إجابة "يوسف" جاهزة حيثُ قال بإستنكار رغم قوة لهجتـــه:
-إنت إللي مين عشان تتكلم بالشكل ده، وعاوز توقف سيف ومراتـــه وهي في الحالة دي.

صُعق "عزيز" وهو يهمس بصدمـة:
-مراتــــه!!..

تراجع "فارس" للخلف عدة خطوات وهو يغمغم بذهول:
-مراتـــه؟؟.. مراتـــه إزاي؟!..

إبتسم "يوسف" بتهكم مرددًا ببساطة:
-زي الناس!!.. ياريت تتفضلوا تقعدوا بهدوء ياإمـا تطلعوا بـرا لغاية ما تيجي فرصة أحسن من دي.

******
أغلق الباب الغُرفـة بـ قدمـه ما أن دخل، ثم ســار نحو فراشـــه يضعهــا برفق عليــه، جلس على طرف الفراش بجوارهــا ثم مد يده يبعد تلك الخُصلات المُتمردة من على عينيهـا وجبينهــا، ربت على وجنتهــا وهو يهمس بقلق:
-كارمـا، كـارمــا إنتي سمعانـي؟؟..

لم يتلقى أيَّ إشارة منها، فـ همس مرة أخرى بنبرةً خائفة وهو يمسح حبـات العرق من على جبينهـا:
-كارمـا رُدَّي عليـا، كارماااا!!..

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن