الفصل السادس و العشرون

10.1K 363 21
                                    

روايـة "اقتسـره العشـق"
"الفَصْلُ السَّادِسُ وَالعِشْرِونَ"

لا ثقـة لدي إلا عيناكِ
فـ عيناكِ لا تخون
دعيني أنظر إليهمـا

في المسـاء، صف "سيف" سيارتـــه أمام باب مدخل البنايـة ذات الطراز الحديث، ترجل من سيارتــه وهو يفتح زر سترتــــه مُتنهدًا بـ حرارة، وبريق عينيــه غريب.. غامض، لحظــات وكان يدخل منزلـــه الجديد الذي أهتم بتأسيســه مُنذ فترة لتكون البداية لهمــا سويًا، تحرك بخُطى سريعة يبحث عنهــــا حتى وصل إلى غُرفتهمــا، وجدهــــا نائمــة على الفراش وكتاب بجانبهــا، فـ توقف وإبتسم فقط، كانت إبتسامة من وجد ضالتــه.

أقترب منهــا ببطء إلى أن وصل إليهـا أخيرًا، رمقهـا بـ نظرات طويلة قبل أن يجلس بجوارهـا وينحني ليُقبّل نحرهــا من ياقـة القميص المفتوح قليلاً، قُبلاتــه كانت دافئة.. رقيقة، حركت رأسهـــا تتأوه قبل أن تفتح عينيهــا فجــأة، فـ أصطدمت بـ عينيــه الخضرواتين العميقتين، وقبل أن تشهق كان أسكتهـا بـ قُبلة مُتملكـة، حاولت إلتقاط أنفاسهــا إلا أنه كان مُغيبًا وكأنه يبحث عن نفسهـا بهـا، تحرك جسدهـا الضعيف بين ذراعيـه، وأرتفعت ذراعيهـا بوهن إلى عنقـه، يده على خصرهــا ثابتـة وكأنه يأمرهـا بعدم التحرك، لم ترحمهــا شفتــاه حتى أبتعد أخيرًا عنهـا بصعوبـة.

أعتدلت في جلستهـــا فـ جذبهــا إليه يحتضنهــا بقوة وهو يهمس بصوتٍ أجش:
-وحشتينــي.

كانت مُغمضة العينين وهي تسألــه برقة:
-مش كنت معاك الصبح، وبعدين مش إتفاقنـا إنك هتيجي بكرا عشان العيون كلهـا عليك.

أستنشق عبيرهــا بقوة وهو يُجيبهــا بهمسٍ:
-مقدرتش، مش قادر أتعود أنك تبقي بعيدة عني.

كان جسده القوي يرتجف وهو يضمهـا أكثر إليـه، ذبذباتـه تنتقل إليهــا فـ تزيد من رجفتهــا، تراجع بـ جسده يحدق في ملامحهــا قبل أن يقول بإبتسامة إعجـاب:
-بس براڤو عليكي، حقيقي أنبهرت من أدائك النهاردة.

سألتــه وهي تضحك بدلال:
-يعني عجبتك؟؟..

رد عليها بدون تردد وقد أتسعت إبتسامتـــه:
-جدًا، قدرتي تمثلي صح، ده غير المكياچ إللي عملتيـه في وشك وحركة الكدمة إللي فـ دراعك عشان يبان إني أديتك علقة محترمـة.

غمزت له وهي تهتف بفخر:
-ده أنا كارمـا بردو ياإبن النصــار، أنا أعدت ساعة قُدام المرايا عشان أعرف أطلع بالشكل ده بعد ما كلمتني، بس في حاجـة لازم أسألك عليهـا؟؟..

عقد ما بين حاجبيه وهو يقول مُشجعًا:
-أسألي براحتك، حتى لو هنقعد أسبوع، أنا بستمتع في الكلام معاكي.

إبتسمت لــه بـ بهجة هامسة:
-ربنا يخليك ليا.

سحبت نفسًا عميقًا وهي تتسائل:
-إنت لما شوفت الصور، إزاي تمالكت نفسك؟؟.. إزاي مدخلش شك جواك؟؟.. رغم إن غيرتك عليا ما تُسمى الغيرة القاتلة، إنت لما كلمتني وبتقولي على إللي الحصل، أترعبت من رد فعلك، بس أتفاجـأت لما لقيتك هادي معايا رغم لهجتك إللي كان واضح فيهـا الغضب، فـ إزاي؟؟..

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن