الفصل الرابع والعشرون

10K 376 25
                                    

رواية "اقتسـره العشـق"
"الفَصْلُ الرَّابِعُ وَالعِشْرِونَ"

أينمــا يتواجد الحب..
تتواجد الحيــاة..

ألم غريب أجتــاح قلبــه مع أرتطام جسدهــا على الأرض، فتــح عينيــه بعدمــا شعر بـ حركـة مُريبة، أعتدل في جلستـــه وهو ينظر حولـه نظرات شموليـة حتى وجد زوجتــه تفترش الأرضية الصلبـة بـ جسدهـا فاقدة الوعي، أنتفض من مكانــه مذعورًا وهو يهمس بلوعـة:
-كارمـا.

هبط من على الفراش سريعًا راكضَا نحوهــا، جثى على ركبتيــه أمامهــا هاتفًا بإسمهــا:
-كارمـا، كارمـاااا.

أحتضن وجههــا بـ كفيــه وهو يلاحظ شحوب وجههـا، فـ صـاح "سيف" بخوف كبير:
-كارمـا، ردي عليا، سمعانـي؟؟.. كـارمــا.

بلع ريقـه بخوف وهو يمسح بـ كفــه على وجنتهـا قبل أن يتمتم بفزع:
-كارمـاااا، حصلك إيـه بس؟؟..

مرر ذراعيــه خلف ظهرهـــا وأسفل ركبتيهــا ليحملهـا، نهض بهـا متجهًا نحو فراشهمـا وأسندهــا عليـهِ بحذر، جلس على طرف الفراش ثم أخذ يضرب وجنتهـا برفق علهـا تفيق وتريح قلبـه ولكن دون جدوى، هوى قلبــه في قدميـه حينمـا لم تستجب لأي محاولات لإفاقتهـا، هب واقفًا متوجهًا نحو منضدة الزينـة باحثًا عن زجاجـة العطر، أنتزع غطائهــا بقوة ووضع بعضـه على كفـه ثم قربـه من أنفهـا كي تستنشقــه.

لم يظهر أي مؤشر حيوي على تأثرهـا بـه، رفعهـا إلى صدره وضمهـا إليـه بشدة هامسًا لهـا:
-كارمــا، فوقي عشان خاطري.

مسح على وجهه بقوة وهو يسأل نفســه في قلق شديد:
-إيـه بس إللي وصلك لكده؟؟.. أكيد في حاجـة.

******
جلس "رؤوف" بتثاقل على الأريكــة مُتنهدًا بضجر، نظر حولــه بـ نظرات تحمل من التهكم والحنق، ثم نظر بـ جانبـه ليجد أموال التي أخذهــا من "سامر" بعدمــا تزوج من إبنتــه، إبتسم بسُخريـة وهو يرى لم يتبقى منهم سوى ألف ونصف، تمتم بصوتٍ حانق على حالـه:
-هعمل إيـه دلوقتي؟؟.. الفلوس قربت تخلص؟؟..

تابـع مُضيفًا بضيق:
-والمحروسة غيرت نمرتهــا عشان موصلهاش، صحيح بت عديمـة الربايـة.

بدأ يفكر بـ عُمق وهو يغمغم:
-أنا لازم أوصلهـا أو لجوزهـا، أخُد منهم قرشين حلوين أقضي بيهم حالي، بس أوصلهم إزاي؟؟..

أعتدل في جلستــه وهو يبتسم بظفر:
-هاروح لجوزهــا الأول، هاروح لبيتــه مراتــه الأولانيـة وأشوفـه هيديني ولا لأ، ما أنا حمـاه بردو!!..

******
ويسألوني لماذا أُحبك؟؟..
أغبيــاء!!..
كأنهم يسألونني لماذا أتنفس؟!..

******
تلتفتت حولهـا بـ نظرات قلقة محاولة أكتشاف ذلك المكان الذي ظهرت فيـه فجـأة، أتضحت لها الرؤيـة تدريجيًا، عقدت ما بين حاجبيهــا وهي ترَ نفسهــا في مكان أشبه بالصحراء.

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن