الفصل السادس

14.1K 487 23
                                    

روايـة "اقتسره العشق"
"الفَصْلُ السَّادِسُ"

دائمًا نخـافُ من الفقد
نخافُ من الفراق

تـابـع ما يحدث من على بُعد بإهتمام بالـغ، أتسعت عينــاه للحظة وهو يراهــا على وشك الوقوع بعد إصابتهــا بـ طلق نـاري، حرك رأســه بالسلب ذهولاً على ما يراه، وجد "سيف" يلتقطهــا بين ذراعيــه صارخًا بإسمهـا بقلق، فـ أنعقد حاجبيـهِ بضيق، ثم أخرج هاتفـه وعبث فيـه قليلاً ووضعــه على أذنـه حتى أتـاه صوت الطرف الآخر مُتسائلاً على ما أمره بـهِ، فـ أجـاب بإنتبـاه وهو يُتابـع ما يحدث:
-في حد حاول يقتلهــا.

صمت طرف الآخر ثم سألــه بجمود:
-إزاي؟؟..

رد عليـهِ وهو يلتفت حولـه كي يتأكد عدم مُراقبة أحد لـه:
-كانت واقفة مع شريف بيـه ورجالتــه وبعدهـا إبنـه جـه وحاول يحل الموقف، بس فجـأة خرج صوت رصاص، تقريبًا كانوا 3 طلقات، وهي أتصابت، بس هي أتصابت عن عمد.

قال الأخير بصيغة آمرة:
-كُنت متوقع، تابـع الموقف ووصلني كُل حاجة أول بـ أول.

تمتم مؤكدًا:
-أكيد يا باشـا.

وقبل أن يغلق الهاتف، كانت أتسعت عينـــاه بذهول وهو يرى ما يحدث، وضع الهاتف على أذنـه مرة أخرى وهو يقول:
-ألحق يا باشــا.

******
بعد عدة سـاعات، حركت رأسهــا وهي تئن بهمسٍ ضعيف، حاولت أن تفتح عينيهـا ولكنهـا شعرت وكأن أجفانهـا كُتل رصاص، ألم شديد في كُل مكان بجسدهـا، تأهوت بخفوت وهي تحرك رأسهــا بتعب، فتحت عينيهــــا بتثاقل شديد، فـ هب "يوسف" واقفًا مُنتظرًا بـ فارغ الصبر أن تفتح عينيهـا، حاول تهدئة نبضات قلبــه ولكن عجز عن فعل ذلك، بينمـــا ظل "سـامر" جالسًا وهو يزفر أنفاســه بغيظ شديد، مسح على وجهه بقوة وهو يتواعد بشدة لهــا، تقوس فمــــــه بإبتسامة سـاخرة عندمـا فتحت عينيهــا وتمتم بـ تهكم:
-حمدلله على السلامـة.

لاحظ "يوسف" رعشة جسدهـا حينما سمعت صوتـه، ألتفت برأسهـا جانبًا لتراه جالسًا بجانب فراشهـا، مُبتسمًا بتهكم.. وعينـاه مليئة بالشر الدفين، أنتفضت من مكانهــــا وهتفت تلقائيًا بخوف:
-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

أرتفع حاجبي "يوسف" من ردة فعلهــا، بينما قال "سامر" بحدة:
-إيــه شوفتي عفريت؟؟..

أعتدلت في جلستهـــا وهي تتسائل برعب:
-إنت بتعمل إيـه هنا؟؟.. إيـه إللي جابك؟؟..

وثب واقفًا وهو يقول بإبتسامة شامتـة:
-سمعت عن إللي حصل لأمك، قولت لازم أجيلك، ولا أنا غلطــان.

هبطت دموعهـــا بقهر ورغم ذلك هتفت بشراسة:
-إطلـــع براااا، بقولك برااااااااااا.

كاد أن يقترب منهـــا بعد أن أرتسمت علامـات الحنق على تعبيرات وجهه، ولكن أعترض طريقــه "يوسف" بـ جسده الضخم، تابعت "ســارة" ببُكاء يفطر القلوب:
-أرجوك يا مستر يوسف خليـه يطلـع براا، مش هستحمل وجوده، همـــــــوت.

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن