الفصل السابع و العشرون

9.3K 398 38
                                    

روايـة "اقتسـره العشـق"
"الفَصْلُ السَّابِعُ وَالعِشْرِونَ"

الخوف من الفقد أو الفراق.. أقسى شعور قد نمر بــهِ على الإطلاق
وخاصةً المُحبين.. فـ هم يشعرون بإنسحاب أرواحهم ببُطء شديد
وألم كبير يجتــاح قلوبهم فـ يسقطون في بئر الظلام

بهت "يوسف" وهو يقف أمام أفراد الأمن يحدق فيهم بـ نظرات مذهولــة، شل تفكيره للحظــات طويلــة غير مُصدقًا ما قيل، وضع يده على رأســـه محاولاً الإستيعاب أو التفكير ولكن عجز عن فعل ذلك، تصاعد الغضب بداخلــه شيئًا فـ شيئًا حتى وصل أن يكون كالوحش الكاســر، جذب أحد أفراد الأمن ولكمــه بشدة وهو يصرخ بعصبيـة:
-كنت بتعمل إيـه ساعة ما حصلهـــا ده؟؟.. كنتم بتعملوا إيــــه يا بـــــاهيـــم.

دفعـــــه بقسوة ولكن الأخير لم يرفع رأســــه نحوه قلقًا من نظراتـــه، أشـــار بإصبعيـــه هادرًا بغضب وهو يمرر أنظاره بينهم:
-إطلعوا بــرااااااا.

تحرك الجميــع نحو الخـــارج، في حين ظل "يوسف" واقفًا وهو يهمس بقلق شديد:
-طب مين؟؟.. مين يعملهــــا؟؟.. أكيد في حاجــــة غلط، مين يقدر يعملهـــــا؟؟..

مسح وجهه بـ كفيه وهو يصارع للخروج من هوة حيرتـه، هوة تبتلعه بسرعة، ولا تهتم لمقاومتـــه العنيفة، دوار.. دوار عنيف أصابــه وهو يحاول الوصول لقرار، لوسيلة يحافظ عليهــا، أغمض عينيـــهِ بعُنف يُكاد أن يعتصرهمـــا حتى فتحهمـــا فجـأة بعدمـا رأى في مخيلتـــه صورة البغيض "سامر"، كور قبضــة يده وهو يهمس بشراســة:
-لو طلع ليك يد فالحكاية دي يبقى آخر يوم في عمرك.

سحب سترتــه من على ظهر المقعد الجلدي قبل أن يتحرك نحو الباب ويلج للخارج بخُطى سريعــــة محاولاً إلحاقهـــا قبل فوات الأوان.

******
قربهــــا إلى صدره أكثر وهمـــا يجلســان على الأريكة يشاهدان أحد مسلسلات المصريــة، كانت "كارمـا" قد أندمجت في أحداثــــــه المُثيرة، وتابــع "سيف" تعبيرات وجههــا الجميلـة بـ عينين غامضتين، يودَّ أن يعلم أشياء كثيرة عنهــــا ولكنــه يعلم أيضًا أنهـا تخشى أن تتحدث، ولكن يجب أن يعرف على الأقل سيستطيع حمايتها، فـ "كارمــا" كالبئر العميق.. لا نهايـة لــه.

وثبت "كارمـــا" واقفــة وهي تقول لــه مُبتسمـة:
-أنا هاروح أجيب عصير ليا وليك.

وقبل أن تتحرك أوقفهــــا نبرة صوتـه الجادة وهو يُناديهــا:
-كارمـا.

ألتفتت برأسهــا إليــه والإبتسامة مازالت تعلى على وجههــــا، رمقهــــا بـ نظرات طويلة قبل أن يسألهــــا بهدوء:
-مش ناويــة تقوليلي إيــه إللي حصل زمــان خلى علاقتك بـ والدك توصل بالشكل ده؟؟..

تلاشت إبتسامتهــــا تدريجيًا وهي ترمقـــه بـ نظرات خاويـــة لا حيــاة فيهــا، عقد "سيف" حاجبيـه بريبـــة وهو ينهض من مكانــه ثم نادهــــا برفق:
-كارمـــا.

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن