الفصل العشرون

10.5K 375 22
                                    

روايـة "اقتسـره العشـق"
"الفَصْلُ العِشّرون"
-الجُزء الأوَّل-

ثمة حزن نخجل منـه
وأخر يبكينــا
وينتهي الأمر

تحرَّك "سيف" نحو داخل الشرفة بخُطواتٍ مُتثاقلة، إستند بمرفقيـه على حـافة الشرفة، وحدق أمامــه بـ نظرات شاردة، داعبت نسمات الهواء العليل وجهه، تأمل ذلك الليل الأسود والنجوم التي تتلألأ في السماء، لمعت عيناه بوميض غريب وهو يراقب النجوم بصمتٍ تام بعينيـه الخضراوتين، أبعد مرفقيـه وهو يتنهَّد بـ عُمقٍ، ثم تمطع بـ كفيـه وهو يجلس على الأريكة، نفخ بضيق وهو يشعر بجلسته الغير مريحة فـ عدل وضعيته أكثر لـ يرى إضاءة هاتفـــه المنبعثة منه، فـ إلتقطــه ونظر على الرقم المدون وقد أكفهرت ملامحــه قليلاً، وضع الهاتف على أذنه وهو يُجيب بهدوءٍ زائف:
-آلو.

رد عليــه "شريف" بلهجـة جـادة:
-أيوة يا سيف، إيـه أخبارك؟؟..

إبتسم بتهكم قبل أن يهتف:
-أكيد مش متصل بيا عشان تطمن عليا؟؟.. فقول إنت عاوزني فـ إيه؟؟..

لم يُجيبـــه "شريف" إلا بعد فترة طويلـة حيثُ قال بصوتٍ حزين:
-إنت واخد فكرة وحشة أوي عني.

هتف "سيف" بجدية وعينـــاه قد بدت قاسية للغاية:
-تفتكر المفروض أخد فكرة إيـه عنك؟؟.. بلاش نتكلم في الموضوع ده لأن أنا وإنت عارفين نهايتـه كويس أوي وإللي عُمرهـا ما هتتغير.

تنهد "شريف" بأسى، فـ بالفعل مهمــا تحدث وبرر لـه لن يتراجع عن موقفــه، إنتبــه إلى جملتـــه الجادة والتي أصابتـــه بالصاعقـة:
-بس عشان تبقى عارف أنا أتجوزت.

رفع حاجبيــه للأعلى وهو يغمغم بصدمة:
-إتجوزت؟!..

تابــع "شريف" وهو يحاول الإستيعاب:
-إتجوزت إمتى؟؟.. وإزاي؟؟..

تقوس فمـــه إبتسامة جانبية مُجيبًا وقد ظهر بداخل عينيــه وميض العشق دون أن يدري:
-كارمـا عزيز.

أتسعت عينـــاه بشدة من هول الذهول وهو يهمس:
-نعــــم؟!!.. إزاي؟؟.. ملقتش غير إللي وقفت قصـاد أبوك وتتجوزهــا.

رد "سيف" بحدة:
-والله لما وقفت قصادك كان عشان الحق، يعني من الآخر الكلام ده إنت إللي جبتـه لنفسك.

قال "شريف" بغضب محاولاً الدفاع عن نفســه:
-مش بمزاجـي، مش بمزاجي إللي بعملـه ده، إنت عارف كويس أنا معنديش أكتر من الفلوس، فـ هعمل ده كلــــه ليــه؟!..

صمت "سيف" قليلاً قبل أن يبتسم وهو يقول بغموض غريب:
-تمام، أنا وكـارمــا هنكون عندك بكرا، هنقعد معاكم كام يوم، وبالمرة أقعد معاك ونتكلم في حكايـة الأرض وعن الناس إللي بتجبرك إنك تعمل ده.

خفق قلبـه برعب وهو يسألــه:
-إنت بتقول إيــه؟؟..

أتسعت إبتسامتـــــه وهو يقول بثقـة:
-لما أجيلك نبقى نتكلم، سلام.

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن