الفصل الرابع عشر

10.9K 398 16
                                    

روايـة "اقتسـره العشـق"
"الفَصْلُ الرَّابِعُ عَشَر"

أحيانًا يكون الظلام
بدايـة لحيــاة جديدة

أغمضت "كارمــا" عينيهــــا بعد أن أنهمرت دموعهــا، تأكدت أنهـــا النهايــة ولكن الوعى أبى أن يرحمهــا، ظلت كلمـات "سيف" تتردد في أذنهــا فـ زاد إنهمـار دموعهــا، لا مفر لهــا.. فهي أصبحت تحت رحمتــه الآن.

أنتفض جسد "رامي" فجــأة حينمـا وصلت إليــه أصوات طلقـات نـاريـة وأصوات صراخ شرس، أبتعد عنهــا فـ إنكمشت على نفسهـا وهي ترتجف بشدة، بلع ريقــه بصعوبــة وسُرعان ما أتسعت عينيــه عندمــا تأكد من أنــه صوت فهد آل نصــار، فـ همس بتوتر بالغ:
-ينهار أسود!!.. أعمل إيه دلوقتـي؟؟..

******
في الخــارج، أقتحم "سيف" وهو مشحون بغضب لا حدود لـه المكـان نازعًا السلاح النـاري الخاص به وخلفـــه "يوسف" وأفراد حراستــه بنفس المواصفات، أشداء البنيـة ضخام الأجسـام، دارت حرب طاحنــة بينهم لم تستغرق سوى دقيقتين، بعد أن أشهر "سيف" سلاحــه أمام رجل منهم ضاربًا رصاصة في ساقه، بينمــا ضرب أحد أفراد الحرسـة رصاصة على كتف الرجل الثاني ورصاصة أخرى على ساقــه.

وقف "يوسف" إلى جواره يهاتف الشرطة والإسعاف لـ يتدخلا فورًا بعد أن تحول الوضع لشئ مأساوي، هرول "سيف" في أتجــاه الرواق وقلبــه يقفز بين ضلوعــه فزعًا عليهــا، كان هُناك ثلاثـة غُرف فـ أقتحم كل غُرفـة يمر عليهــا لينظر بداخل من فيهـا حتى وصل إلى الغُرفة الأخيرة.

وجد باب الغُرفـة مُغلق من الداخل فـ بدون أن يفكر مرتين كان تراجع خطوتين للخلف ليندفع بكل قواه المتقدة بداخلــه نحو الباب قاصدًا خلعـه، لم يصمد كثيرًا أمام قوة أندفاعـه العنيفـة وأنفتح على مصراعيـه وهو يصرخ بإسمهـــا، فـ تراجع "رامي" للخلف تلقائيًا بعد أن أصابــه الخوف من وجوده، وشحب وجهه بعدمـا تأكد تمامًا من هلاكــه، فتحت "كارمــا" عينيهـــا بضعف وهي تنظر إليــه بإستغاثـة لأولُ مرة، فـ حضوره الآن يُعنــي نجاتهـــا من براثن الشيطان.

تسمر "سيف" مكانـــه وكأن الأرض قد تزلزلت من تحت قدميـه، تجمدت أعينـه عليهــا وهي بتلك الصورة.. حينهــا شعر بأن قلبـه توقف عن النبض، وقد فقد القدرة على التحرك أو النطق، أشتعلت نظراتـــه وتضاعفت انفعالاتـه الهائجـة، كما تلونت مقلتـاه بحمرة مُخيفـة، فـ بدا كالقنبلـة الموقوتـة التي أوشكت على الأنفجار.

حرك عينيــه القاسيتين نحو "رامي" منتويًا الأنتقام منـه بأبشـع الطرق، صرخ بشراســة وهو يندفع نحوه بجنون، أنهال عليـه بأعنف اللكمات وأشرسهـا حتى حطم فكــه، فـ تناثرت الدماء من بين أسنانــه وأنفــه، وقبل أن يسقط على ركبتيــه كان يرفع ركبتـه ويضربــه في بطنــه بعنف فـ تأهوه بصوت مكتوم، تمتم "سيف" بشراسـة:
-قسمًا بالله ما هارحمك.

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن