الفصل الخامس عشر

11K 379 14
                                    

روايـة "اقتسـره العشـق"
"الفَصْلُ الخَّامِسُ عَشَر"

الظُلم.. والإنتقام..
سلسلة من الشر مُتصلة مُفرغة لا فكاك منهـا..

تحرك "يوسف" بخُطى هادئة حذرة نحو "كارمــا" بعد أن أبلغــه الطبيب بإفاقتهــا، وجدهــا جالسـة مُستندة إلى ظهر الفراش، لم تشعر بـ دخولــه بل كانت شـاردة وكأنهـا في عالم آخر، أقترب بحذر قبل أن يُناديهـا بهمسٍ:
-كارمــا؟؟..

رفعت عينيهـــا فجأة تنظر إليــه، عينين دامعتين.. غاضبتين.. قاسيتين، إبتسم لهــا بهدوء وهو يقول:
-أنا يوسف النقيب، أبقى صاحب سيف النصــار.

تراجعت للخلف أكثر وقد أصابتهــا رعشـة في جسدهــا، فـ هتف "يوسف" في شئ من القلق:
-ماتقلقيش إنتي بخير دلوقتـي، ومحدش هيقدر يعملك أي حاجــة.

أغمضت عينيهــا بقوة تكاد تعتصرهمـــا وجسدهــا يرتجف أكثر، وصدرهـا يخفق بعُنف خوفًا، تمتم "يوسف" بقلق:
-طب أتكلمي؟؟.. قولي حاجـة؟!!..

أنعقد حاجبيهــا بشدة وقد هبطت دمعتين ثقيلتين على وجنتيهـــا وهي تهز رأسهــا نفيًا، مسح على وجهه بقوة وهو يسألهـا برفق:
-طيب إنتي ليكي قرايب؟؟.. أو تحبي أتصل بحد مُعين؟؟..

فتحت عينيهــا ببُطء قبل أن ترفع يدهــا المُرتجفـة تضعهــا على فمهـا المفتوح دون صوت، فهي بـ مُفردهـا مُنذ سنوات طويلة، تجمدت عيناهــا على وجهه قبل أن تهبط من على الفراش متوجه نحو المرحــاض، ظل يتابعهــا بـ عينين قلقتين من رده فعلهــا حتى أغلقت الباب خلفهـــا، أطرق رأسـه بيأس وهو يقول بضيق:
-كان الله في عونهـا.

أستدار بـ جسده حينما وجد باب الغُرفـة قد أنفتـح، أرتخت تعبيرات وجهه المشدودة وهو يرى "سيف" الذي دخل يوزع أنظاره في المكان باحثًا عنهــا، أنقبض قلبـه وهو يسألــه بحدة:
-كارمـا فين؟؟..

أشــار بيده نحو المرحاض، فـ زفر بحرارة وهو يسألــه مُجددًا:
-إيه أخبارهـا؟؟..

رد عليـه "يوسف" بصوتٍ جاد:
-من ساعـة ما فاقت متكلمتش، رد فعلهـا يقلق.

صمت "سيف" قليلاً قبل أن يقول بجمود:
-ده الهدوء قبل العاصفـة، كـارمـا دلوقتـي عامله زي البالونة.. هتنفجر فأي لحظة.

أضـاف بلهجـة جـادة:
-أستناني برا يا يوسف، أنا هتكلم مع كارمـا شويـة.

حرك رأسـه إيجابيًا ثم تحرك نحو خـارج الغُرفـة تاركًا "سيف" مُتخبطًا بين أفكاره، عقد ساعديــه أمام صدره الضخم مُنتظرًا لحظة خروجهــا.

خرجت "كارمــا" من المرحـاض بخُطا مُتثاقلـة، ولكن سُرعان ما تراجعت للخلف وهي تشهق بفزع عندمـا وجدتـه ينظر إليهـا بـ عينيـه الجحيمتين، ضيق عينيـه بضيق وهو يراهـــا في تلك الحـالة لأولُ مرة، أقترب منهـا بهدوء وهو يقول بحذر:
-ماتخفيش يا كارمـا، ده أنـا؟!..

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن