الفصل السابع

13.7K 454 17
                                    

رواية "اقتسره العشق"
"الفَصْلُ السَّابِعُ"

   
الحرية أن تفعل ما لا تُريد..
وليس أن تفعل ما تُريد..

دخلت "ثُريــا" بخُطى ثابتة غُرفة مكتبــــه، فـ وجدتــه جالسًا أمام مكتبــه، وعلامات التفكير مُرتسمـة على تعبيراتــه، تنهدت بضيق وهي تحدجـه بنظرات قوية، فــ هو على تلك الحـالة مُنذ فترة طويلـة ولا تعلم السبب، تحركت ببُطء نحوه حتى وقفت أمامــــه ثم قالت بجدية:
-وبعدين يا شريف، هتفضل على الحالة دي لغايـة إمتى؟؟..

أخفض رأسـه ولم ينبس بكلمة واحدة، فــ تابعت:
-إنت بقالك فترة مش في حالتك، إيـه الحصل وقلب حالك بالشكل ده؟؟..

رد عليهـا بإقتضاب:
-ولا حاجـة يا ثُريا، متشغليش بالك.

سألتــه بإهتمام:
-قدرت تاخُد الأراضي النهاردة؟؟..

هتف بضيق أكبر:
-لأ.

صمتت قليلاً قبل أن تسألــه بضيق:
-إنت آخر مرة شوفت فيهـا إبنك كان إمتى؟؟..

نظر إليهــا من طرف عينيـهِ مُجيبًا:
-النهاردة.

أتسعت عينيهــا وهي تقول بـ حدة:
-معنى كلامك ده أن إللي سمعتـــه النهاردة صحيح.

هبّ واقفًا وهو يسألـــــها بحدة:
-سمعتي إيــه؟؟..

ردت عليهــا بحدة أشد:
-كل كلامهم على حكاية البنت إللي وقفت قُصادك ومنعتك من إنك تقرب منهم ومن أراضيهم وبيوتهم، حتى وصل الأمر إنها رفعت عليك السلاح.

بدأت نيران الغضب تشتعل بداخلـــه فـ هتفت بإنفعال:
-طيب البنت دي لازم تتربى، مينفعش نعدي إللي عملتــه ده، قول لإبنك يتصرف ويشوفلهــا أي مُصيبة تيجي تاخُدهــا.

قال "شريف" بلهجة قوية:
-متدخليش سيف فالموضوع.

تمتمت "ثُريا" بإستنكار:
-نعـــم!!.. أومال لازمـة إبنك إيــه؟؟.. خليـه يتصرف ويشوف البنت دي.

أشتدت لهجتـه قوة وهو يتمتم:
-أننا قولت سيف لأ، وملكيش دعوة بيه، كفايـة كُرهك من ناحيتهُ.

صرخت بغضب:
-يعني عايزني أحبــهُ؟؟..

على صوتـه فجأةً قائلاً بعصبية:
-وقفي الكلام ده، مش ناقص على آخر الليل دمي يتحرق.

كتمت باقي كلماتهــا التي كانت تودّ قولهــا، وبقت تحدجــه بغيظ، لم يعبئ بـ نظراتها بل تحرك من أمامهـــا متوجهًا نحو الخارج، ظلت واقفة كالصنم ولكن علامات الكُره لم تختفي من على وجههــا بل زادت، هتفت بغل شديد:
-بكرهك يا إبن النصـار، بكرهك.

******
بعد عدة ساعـات، عاد "سيف" إلى فيلتـــه ومازال الغضب يشتعل بداخلـــه وتلك اللمعة المُخيفة لم تختفي من عينــاه، ترجل عن سيارتــــه وهو يهدر بصوتٍ عالٍ لأحد الحراس، فـ أتى مهرولاً وأنتظر منه الأمر، نظرة من عينيــه وكان تحرك نحو السيارة لـيقودهـا نحو الجراج، تحرك بخُطى سريعة نحو الداخل، عقد ما بين حاجبيـهِ حينمـا وجد "يوسف" يجلس على الأريكـة وعلامات الغضب على وجهه، سـار نحوه وهو يسألــه بلهجة خشنـة:
-إيـه إللي جابك؟؟..

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن