الفصل الثاني عشر

11K 410 17
                                    

روايـة "اقتسـره العشـق"
"الفَصْلُ الثَّانِي عَشَرَ"

يا مُهلكتـي..
عيونك العسليـة متاهـة مُظلمـة..
سأكتفي بالتحديق فيهمـا..
فهي القصيدة..
وهي اللقـاء..

جلست "سـارة" على المقعد المُقابل لمكتبــه الفخم، أصطدمت بـ عينيــه القاسيتين مرة أخرى، لماذا ينظر إلى عينيهـا بتلك القوة والقسوة، تشعر بضيـاع أفكـارهـا بنظراتـه المتفرسـة تلك، بلعت ريقهـا بصعوبــة قبل أن تقول بتلعثم:
-خير يا مستر يوسف، حضرتك كنت عاوزنـي في إيـه؟؟..

قال بلا أي تعبير:
-إيـه سر إنك تخبي جوازك؟؟.. ومتكونيش لابسة دبلتك؟؟..

قست عيناهـا للحظة وهي ترد بإمتعاض:
-مستر يوسف آسفة، صعب إني أقول الإجابـة.

رفع حاجبيـهِ للأعلى وهو يسألهــا بحدة:
-إنتي عـارفة إن في ناس هنـا ممكن تفكر ترتبط بيكي؟؟.. هيبقى إيـه إحساسهم لما يعرفوا أنـه مستحيل لأنك متجوزة.

حركت "سـارة" رأسهــا بألم وهي تقول بخفوت:
-عارفة، بس كل ده غصب عني، مش بإرادتي.

سألهـا "يوسف" بهدوء غريب:
-أومال أتجوزتيـه ليه؟؟.. طالمًا صعب إنك تتقبلي أن حد يعرف بـ ده؟؟..

صمتت قليلاً وهي تُغمض عينيهـا بشدة تمنع ظهور دموعهـا، شعور غريب سيطر عليـه وهو يراهـا في تلك الحـالة، تنهد بعذاب وقد أرجع ظهره للخلف مستندًا إلى مقعده، نظر إليهـا مُفكرًا قبل أن يقول بجمود:
-أتفضلي يا أستاذة سـارة على مكتبك.

فتحت عينيهــا تنظر إليـهِ بإرتباك مُتسائلة بتوتر:
-طب بالنسبة على موضوع جوازي؟؟..

رد بهدوء بحت:
-مفيش حد هيعرف، وأعملي حسابك بكرا أجازة ليكي عشان ترتاحي، أتفضلي على مكتبك.

أخذت نفسًا مُرتجفًا وهي تنظر إليـه، وثبت واقفة وسـارت نحو الباب حتى فتحتـه وخرجت في هدوء، بينمـــا ظل عقلــه مشغول وهو يرى بأن هنـاك الكثير من الأسرار موجودة، ألغـاز لا يُمكن حلهـا بسهولـة، ربمـا الأسئلـة تكون في منتهى السهولـة ولكن الإجابـة صعبـة.. جدًا.

******
خرجت "كارمـا" من القسم بعد أن قام "سيف" بالتنازل عن القضية، سـارت نحو سيارتهــا وأستقلتهــا بهدوء، كادت أن تقوم بتشغيل المحرك، ولكن توقفت حينمـا أجتاح رأسهـا اللحظات الأخيرة قبل أن يتنازل، اللحظة التي طلبت فيهـا بـ جلب ذلك الشخص وثورة التي قامت بهـا، كان على وشك قتلـه حقًا لولا تدخلـه، تنهدت بتعب ولكن وجدت فجـأة من يستقل سيارتهــا بجانبهــا، رفعت حاجباهـا للأعلى وهي تقول بدهشـة:
-رامـي؟!..

إبتسم لهـا بقلق قبل أن يسألهـا:
-إيـه يا كارمـا، أنا جيتلك البيت، كنت ناوي أعملهالك مُفاجأة لقيت جارتك بتقولي أنهم قبضوا عليكي، إيـه إللي حصل؟؟..

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن