الفصل الثالث عشر

10.6K 379 15
                                    

روايـة "اقتسره العشق"
"الفَصْلُ الثَّالٍثُ عَشَرَ"

إذا كُتبت علينـا الحرب..
فـ نحن أهل لهـا..

ظلت "كارمـا" واقفة أمامــــه تحدجــه بـ عينين خاوتين وقلب مثقل، وقد تسمرت مكانهــا وهي تنظر إلى عينيـه القاسيتين، صمتت في شرود كامل، ثم قالت بخفوت مُختنق:
-قدرت فعلاً تثبت ده ياإبن النصـار.

صمت "سيف" قليلاً.. ثم قـال بصوتـه العميق:
-خطيبك عمل إيـه لما عرف إني عايز أتجوزك؟؟..

إبتسمت "كارمـا" بتهكم وهي تنظر إليـهِ دون أن تنبس بكلمة، حرك رأسـه بإيماءة خفيفة وقد وصلـه الرد، صمت قليلاً قبل أن يقول بصوتـه العميق كـ عُمق البحر:
-أبعدي عنـه يا كارمـا، لأنك لو أستمريتي معـاه، في يوم هيكسرك. خُدي بالك من نفسك.

ظلت "كارمـا" صامتة قليلاً، ثم قالت أخيرًا بخفوت دون أن تنظر إليـه:
-ليـه بتقول عنـه كده؟؟..

أظلمت عينـا "سيف".. ثم قال أخيرًا:
-يوم ما تكوني واثقة فيـا، هقولك.

رمقتـه بـ نظرات غير مقروءة، وبدون أن تتحدث سحبت حقيبة يدهـا الصغيرة، ثم سـارت صوب الباب بخُطى ثابتة، وصفقت الباب خلفهـا بقوة وكأنهـــا على وشك الأنفجـار، تنهد "سيف" بثقل غريب بينمــا صدره ينبض بعنف من فكرة مـا، أظلمت عينـاه.. وأنتفض قلبـه، فـ أغمضهمـا لحظة واحدة قبل أن يفتحهمـا مجددًا هامسًا بصوتٍ خطير:
-هيكسرك، أتمنى أنك تلحقي نفسك، وإلا هتضيعي.

******
جلست "سـارة" على الأريكـة مُتنهدة بألم، حركت رأسهــا بتعب وهي تنظر حولهـــا، كانت على وشك أن تمدد جسدهـا على الأريكة ولكن أنتبهت على صوت رنين الجرس على باب منزلهـا، نهضت من مكانهـا ثم تحركت صوبــه، ومـا أن فتحتـه حتى أتسعت عيناهــا بصدمـة وهي ترى "سامر" يقف بـ طولـه الفارع، ينظر إليهـا بـ نظرةٍ غاضبة.

شهقت "سـارة" من الصدمة وهي ترى الباب يدفعهـا لتتعثر للخلف عدة خطوات، لكن وما إن وجدت حنجرتهـا تساعدهـا كي تبدأ في الصراخ، حتى تحرك نحوهــا كي يضع يده فمهـا يكممهـا بقوة، ويده الأخرى خلف عنقهـا إلا أن صراخهـا من تحت يده لم يتوقف وهي تطبق جفنيهـا بشدة، هتف "سـامر" مبتسمًا بشر:
-كنتي فاكرة إنك هتهربي مني؟؟.. ده أنا ما صدقت.

عادت لتتلوى صارخة تحت كفـه وهي تحاول الأبتعاد عنه لكنه لم يتركهـا وهو يهمس لهـا بقسوة:
-خلاص يا سارة، إللي كانت بتحميكي مني ماتت.

غرزت أسنانهـــا بقوة في باطن يده، فـ رفع يده عنهـا وهو يتأوه، صرخت برعب وهي تركض نحو غُرفتهــــا، أشتعلت عينيــه بغضب، ولكن تحرك خلفهـا بخُطى سريعـة منتويًا على تأدبيهـا من وجه نظره، كانت ترى نظراتـه التي تأكل منهـا وهو يقترب والقشعريرة تتسلل لأوصالهـا، أشارت له بسبابتهـا مُحذرة إيـاه من التمادي أكثر من ذلك:
-لو قربت مني هاصرخ وأعمل لك فضيحة.

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن