الفصل التاسع

13K 415 15
                                    

روايـة "اقتسـره العشـق"
"الفَصْلُ التَّـاسِعُ"

تفاوت الرجــال مـا بين الجنـة والدنيـا
وتفاوت النسـاء ما بين الجنـة والجحيم
"ألفريد تنيسون"

مع بدايـة إشراق الشمس في يومٍ جديد، كان "شريف" يدور في أنحــاء الغُرفـة، يقف قليلاً وملامحـــه قد تهجمت بشكلٍ ملحوظ، عـاود الكلام بحدة حينمــا شعر بلهجـة تهديد في صوت "ثروت"، حيثُ قال بإنفعال بيّن:
-مش هينفع اليومين دول قولتلك، وبعدين إيــه إللي عملتــه ده؟؟.. إنت كنت هتقتلهـــا؟؟..

رد عليـه "ثروت" ببرود:
-ولو أستمرت على كده الرصاصـة الجاية هتبقى في دماغهــا.

زفر "شريف" بقوة وهو يقول:
-إحنـا متفقنــاش على كده، أنا قولتلك هخلصلك الموضوع ده بس مش بالشكل ده!!!..

هتف "ثروت" بحدة:
-آخر كلام يا شريف، هتنفذ إللي قولتلك عليــه النهاردة ولا لأ؟؟..

كانت إجابتــــه غير متوقعـة بالنسبـة لـه حيثُ قال:
-أكيد لأ مش هنفذ النهـاردة، لازم تديني شويـة وقت و...

قاطعـــــه "ثروت" بصوتٍ مُخيف قائلاً:
-خلاص أنا خدت الرد، وهخليك تنفذ غصب عنك، وتعرف مين هو ثروت.

لم ينتظر رده بل أغلق الهاتف بعد أن تواعد بداخلــه، أبعد "شريف" الهاتف عن أذنــه وقد حل العبوس على وجهه، وضع الهاتف بداخل جيب بنطالــــه ثم تحرك نحو خـارج الغُرفـة، هبط إلى الأسفل فـ وجد "سيف" على وشك الخروج، تحرك نحوه وهو يسألــه بإهتمتم:
-رايح فين يا سيف؟؟..

رمقــــه "سيف" بـ نظرة حــادة قبل أن يُجيب بإقتضاب:
-راجـع القاهرة.

أصابــه الذهول مُتسائلاً:
-طب ليه؟؟.. إنت كنت ناوي تقعد هنـا يومين أو تلاتـة.

تنهد بضجر وهو يلتفت إليــه قائلاً:
-عندي شُغل.

بلع "شريف" ريقــه بصعوبـة قائلاً بألم:
-إنت هتفضل معايـا كده لحد إمتى؟؟.. مش ناوي تنسى؟!..

رفع "سيف" حاجبيـهِ وهو ينظر إلى والده بصمت، ثم قـال بصوتٍ مُخيف:
-أنسى إيـــه؟؟.. إذا كُنت إنت نسيت، فـ أنــا لأ، لأني بختصـار مش بعرف بأنسى.

هتف "شريف" بضيق:
-سيف متنساش إني أبوك.

قهقه "سيف" بصوتٍ عالٍ مُخيف ثم رمقـــه بـ عينين حمراوتين وهو يقول:
-شوف يعني إيـه كلمـة أب وتعالى أتكلم معايـا، وأوعى تفكر للحظة واحدة إنك ربتني، إللي خلانـي أبقى راجـل وكبرنـي فـ هي أُمــــي!!..

أرتجف جسد والده للحظــة حينمـــا تذكرهـــــا، بينمــا غـادر "سيف" المكان بأكملــــه، تحرك "شريف" نحو الأريكــة ثم جلس عليهــا بتعب هاتفًا بـ مرارة:
-الوجع إللي وجعتهولك زمــان يا ناديــة إبنك بيطلعـــه عليـا.

******
وصلت "كارمـا" أخيرًا إلى منزلهــا بالقاهرة، فتحت باب منزلهــا ثم حملت حقيبـة سفرهــا متوجه نحو الداخل، تنهدت بـ عُمق وهي تغلق الباب بعد أن وضعت الحقيبة على الجانب، تحركت نحو أقرب أريكـة لتُلقي جسدهـا عليـهِ بتعب، وقبل أن تُغمض عينيهـــا سمعت طرقات هادئة على باب منزلهــا، نفخت بضجر وهي تنهض من مكانهــا، تتسائل عن الشخص الثقيل الذي يهدد هدوء يومهـا المُفترض.

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن