الفصل الحادي والعشرون

10.5K 376 34
                                    

روايـة "اقتسـره العشق"
"الفَصْلُ الحَّادِي وَالعِشّرون"

الخوف من الشئ
هو الوجـه الآخر
للفتنــة بــه

في لحظــات قليلــة، تضاعفت الجذوة وتحولت إلى ألسنـة لهب تغذت بشراهة على السجاد والمنسوجات المتناثرة على الأرضية، فـ بدأت النيران تزداد إشتعالاً وتلتهم كل ما هو حولهم، حــالة من الفزع سيطرت على "سارة" وهي تضم ذراعيهــا لصدرهــا بخوفٍ شديد، وكان العرق فيض من جسدهــا المتوهج، تشعر بإقتراب الموت، بينمــا وقف "سيف" ينظر حولــه صارخًا بإسم "كـارمــا" محاولاً الوصول إليهــا، حيثُ هدر بهلعٍ:
-كارمــاااااااا، إنتي فين؟؟..

ردت "كارمــا" عليــه وهي تنظر حولهـــا برعب:
-أنا هنـاااا يا سيف.

بينمــا أخذ يتحرك "يوسف" بحرص وهو يُصيح بإسم "سارة"، منعتــه النيران من الرؤيـة فـ زاد جنونــــه وهو يصرخ بتشنج:
-ســااااااارة.

كانت "كارمــــا" قريبــة من "سارة" فـ بدون أن تفكر مرتين ركضت نحوهـــا وهي تُصيح بقلق:
-سـااارة.

وجدتهـــا تتنفس بصعوبــة، ولا تستيطع إلتقاط شهيقًا واحدًا، فـ بدون تفكير حاوطتهـــا من كتفيهـا وخبأت رأسهــا في صدرهــا، وبيدهــا الأخرى وضعتهــا على أنفهــا كي تمنع تلك الرائحة الخانقة للدخان من أختراق رئتيهــا، وبصعوبـة وصلت بهــا إلى غُرفـة ما، تركتهـــا على الفراش ثم ركضت نحو الخـــارج، سمعت صوت صراخ "سيف" وهو يهدر بجنون:
-كـارمـاااااااا، كـارمااااااا إنتي فين؟؟..

صرخت "كارمــا" بقوة:
-عند الطرقـة، وسارة وديتهــا على الأوضــة.

صرخ "يوسف" وهو يسعل:
-الباب مقفول، مش هنعرف نخرج.

تسائلت "كارمــا" بـ نبرة مُرتعدة:
-هنعمل إيــه دلوقـتـي؟؟..

هدر "سيف" بـ لهجـة صارمـة لهـا قائلاً:
-كـارمــااا إياكي تتحركي من مكانك، إياكي.

صرخت "كــارمــا" بغضبٍ قلق:
-إتصرف يا سيف، إحنا كده هنموت.

ألتفتت بـ جسدهــا كي تلج إلى الغُرفـة، جحظت عيناهــا بصدمــة وهي ترى "سارة" متمددة على الفراش فاقدة الوعي، ركضت نحوهــا وهي تقول بخوفٍ شيد:
-سـاارة، سـاااارة، ردي عليا.

ربتت على وجنتيهــا ولكن لم تستجيب، زاد رعُبهـــا فـ خرجت من الغُرفـة وهي تصرخ بهلعٍ:
-ســاااارة أغم عليهــا، أتصرفوا.

قفز قلب "يوسف" رُعبًا بين ضلوعه، بل كاد أن يقتلع منه، حاول أن يصل إليهـم ولكن منعتــه النيران من الرؤيـة، والأبخرة السوداء السامـة أصابت عينيــه بالإحمرار والدموع، سعل "يوسف" عدة مرات كدليلاً على أختناقــه وهو يُصيح:
-هنتصرف إزاي؟؟..

وصلت السخونـة وحرارة الإنصهار العاليــة لجسدهــا، فـ شعرت بإقتراب النــار منهــا، تنفست بصعوبـة وبدأ صدرهــا يضيق، سعلت من رائحة الدخان وهي تُصيح بتعب:
-أنا بتخنق.

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن